[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت متفائلة : بعد التحية لكي ولجميع المشاركين في الموضوع
رغم تحفظي منذ زمن على ألا أرد على موضوع نسوي , لكن يظهر لي والله أعلم أن الموضوع طال وكثرة الاراء فيه وبالتالي فإن الفضول سمة في الانسان تجعله أحيانا يتخلى عن قناعاته.
عموما تسألين عن النصيحة في حياتك الزوجية , وستحصلين على الإجابة ولكن قبل الإجابة دعونا نجمع تلك الافكار واحدة تلو الآخرى ونفكر فيها مليئا.
• الحقيقة أن لا معنى لحياتنا إلا بمقدار ما نحمل فيها من فكر بعيد النظر ومسئوليات تجاه أنفسنا . فالحياة أخذ وعطاء وبقدر ما يضع الفرد منا هدف لحياته يريد تحقيقه في هذا الدنيا ويسعى من أجله سوف يذود عنه بكل قوة .. والسؤال المطروح لكي شخصيا دون غيرك هل هدفكي في الحياة فقط الزواج والتمتع مع زوجك أم أن هناك أهداف إخرى تريدين تحقيقها في حياتك الدنيوية بجانب الارتباط الزوجي ؟
• إذا كانت إجابتك فقط هدفي الزواج والاستقرار مع زوج فسمحيلي أن تفكيرك ضحل ولا يتعدى أنفك .. فالزواج في عصرنا الحديث ليس هدف استراتيجي في هذه الحياة وإنما هدف مساعد لتحقيق الذات .وسنجد من إخواننا الملتزمين من سيبحث عن أدلة من الكتاب والسنة يخالف رأيي . ويقول الزواج تحصين للمرأة وعفة لها وما الى ذلك وأنا أتفق معهم في ذلك ! لكن لا أتفق معهم في التعددية لكبح جماح شهواتهم الغابية. فأغلب اخواننا الملتزمين الذي يفترض أنهم قدوة هم سبب نكسة الحياة الزوجية لعدم تطبيقهم لشرع الله و الدين. كما أننا إستخلفنا في هذه الارض لعمارتها وليس لجلب النكد والامراض النفسية التي يجلبها الزواج من طرف آخر غير مبالي بالطرف الآخر وتضيع حياتنا الدنيوية دون معنى .
• وتسأليني لماذا ؟ وأقول السبب أنه لا يوجد زوج في هذه الدنيا يتمتع بالمثالية ويقدر الحياة الزوجية بكل معناها الرحب والواسع كما أنه لاتوجد زوجة أيضا تقدر ذلك وً ناجحة في حياتها الزوجية ( إلا إذا كان الزوج خاتم في الاصبع همش رجولته ) والسبب معروف فنحن مجتمع الثقافة الزوجية لدينا ( صفر ) مقارنة بالشعوب الآخرى , فلم نتلقى دروس من الوالدين عن الثقافة الزوجية ولا مدارسنا لديها الاستعداد في تثقيفنا بمناهجها ولا المجتمع لديه الاستعداد في ذلك طالما عاداتنا وتقاليدنا تحضر ذلك . قبل الزواج . وكل ما لدينا حفنة من ( الباك قراوند ) و المشاكل مما نسمعه عن مشاكل الزواج من فلان وفلانه ممن سبقونا في الزواج , نحاول تداركها في حياتنا الزوجية وقد نسينا الفروق الفردية بين البشر وأن لكل فرد تركيبة نفسية وحياتية تختلف عن الأخر وبالتالي تعاطيه مع مشاكله يعتمد بالدرجة الاولى على ثقافته التي تربى عليها وليس على حلول فلان وعلان او فلانه وعلانه .
• البعض ربما يقول وأين الحب وأنا أرد عليه بالتالي : (ما أقوى الحب , فهو يجعل من الوحش إنساناً وحيناً يجعل الإنسان وحشاً ) . والحب في هذا الزمن من ذكرا أو إنثى لا وجود له طالما ننظر الى الحياة كحب أناني فقط , بينما الحياة حب معطاء بعيد عن معنى الأنا.. فالحب بين الزوج والمرأة في هذا الزمن حب مترنح على الطرقات يبكيان أفكارهما وتخيلاتهما تشبهان مجنونيين لا يعترف بهما مجنون ليلى ولا ليلاه , ولا روميو ولا جوليت , ولا ينتميان إلى عصر واقعي يدفعنا للتشبث به في زمن اصبح الملتزم بالدين متزمت بأفكاره السلطوية على النساء لا يتنازل عنها وعن ( التعدد فيها ) والصايع من الشباب متمسك بقصة شعره والتزامه بالدوام لدى الحلاق التركي . أي حب سوف يشعر به هؤلاء.
• ولا أزكي النساء أيضاً فالشاعر يقول :
إن النساء شياطين .. نعوذ بالله من شر الشياطين
وحينما تسمعني إحداهن ترد فتقول :
إن النساء رياحين خلقن لكم ... وكلكم يشتهي شم الرياحين
• في السابق كنا نسمع من أمهتنا المثل التالي ( رحم يدفع وأرض تبلع ) ونسمع أيضاً قول الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) متوسط إمتي من الستين الى السبعين ... والزمن الحالي يسير بسرعة مذهلة فالدقيقة أصبحت ثانية والساعة أصبحت دقيقة واليوم أمسى ساعة والشهر إنتهى أسبوعاً والسنة أصبحت شهراً ثم نصل الى السبعين وقد دبت الامراض في أجسادنا بسبب التفكير ومشاكل الحياة ومنها الحياة الزوجية وأغلب العلماء في جامعة هارفرد الامريكية ومنهم ( باتسون ) يقول أنه لا يوجد مرض عضوي وإنما هناك مرض نفسي يصيب الانسان مما يكون لديه الامراض العضوية إذاً يفترض علينا أن لا نحمل حياتنا القصيرة هموم من صنع أيدينا وإذا كان زوجك قد تزوج عليكي فاستخدمي تلك العبارة ( طز فيك يا ولد الناس ) مع إحترامي للقراء كونها عبارة سوقية. واستثمري وقتك بهدف آخر اما العمل الخيري التطوعي أو العمل ذا المردود المادي الذي ينفعك . ونفسي نفسي وسلامتك
أعتقد يا اختي متفائلة أن الوضع بعد قراءة تلك السطور والتفكير فيها لا يحتاج لكثير من التفكير[/align]