الأخوة القراء الكرام : مرحبا بكم جميعا
الأخ الكريم : خالد القحطاني اقرأ وتعلم قبل أن تحاور
اقتباسات مرقمة من الردود الأخيرة للأخ الكريم : خالد القحطاني وسوف أشير إليها غالبا بِ ( الاقتباسات أعلاه )
 |
اقتباس: |
 |
|
|
|
|
|
|
|
1-وأنا كذلك عدت لأرى مافي جعبتك ولكني لم أجد سوى غثاء كغثاء السيل وتأويل لامبرر |
|
 |
|
 |
|
 |
اقتباس: |
 |
|
|
|
|
|
|
|
2-لابد أن أنعتك بالمنحل عن جماعة المسلمين والمتبع لسياسة الغرب |
|
 |
|
 |
|
 |
اقتباس: |
 |
|
|
|
|
|
|
|
3-هراء أن يصل حثالة فكرك إلى مستوى الحضيض وتقبع تحت رغبات الغرب ومٌراده وسياساته إما جندياً أو عابثاً لاتدري مخاطر ماتقول ؟ |
|
 |
|
 |
|
 |
اقتباس: |
 |
|
|
|
|
|
|
|
4-فكرك المتميع والمنهزم |
|
 |
|
 |
|
 |
اقتباس: |
 |
|
|
|
|
|
|
|
5-كفى إفتراءات يارجل |
|
 |
|
 |
|
 |
اقتباس: |
 |
|
|
|
|
|
|
|
6-وما تحاول أن تقوم به من تشويه لمجتمعنا فإن واقعنا المعايش يفضح أكاذيبك وفحيح قولك |
|
 |
|
 |
|
 |
اقتباس: |
 |
|
|
|
|
|
|
|
7-وصفك لعلمائنا بهذه الصوره المزيفه يعطي نموذج لنفسك الحاقده على بلادنا وعلمائنا |
|
 |
|
 |
|
 |
اقتباس: |
 |
|
|
|
|
|
|
|
8-دع أحد الصبيه يعلمك هذه المعلومه ... |
|
 |
|
 |
|
 |
اقتباس: |
 |
|
|
|
|
|
|
|
9-ألم أقل لك أنك مضطرب الأعصاب .. هدأ من قلقك .. مالذي تحدث عن الهرب
إما أنك صغير لم تفهم سياق المثل في الجمله أو أنك قلق ......أن أكشف موقعك !! |
|
 |
|
 |
|
 |
اقتباس: |
 |
|
|
|
|
|
|
|
10-والآن سأكمل لك وسأجعل القوم يعرفون من هو المتخبط في وحلٍ من الخزي والعار / |
|
 |
|
 |
|
 |
اقتباس: |
 |
|
|
|
|
|
|
|
11-ضلالاتك وإفتراءاتك التي تطلقها كغاز ثاني أكسيد الكربون |
|
 |
|
 |
|
 |
اقتباس: |
 |
|
|
|
|
|
|
|
12-بل قلته ولكني سأصفك من الآن بأنك تراوغ مراوغة الثعالب ولكن على من .. |
|
 |
|
 |
|
 |
اقتباس: |
 |
|
|
|
|
|
|
|
13-أما كرسي الحكم فحامظ على بوزك .. |
|
 |
|
 |
|
 |
اقتباس: |
 |
|
|
|
|
|
|
|
14-والله إما أنك تطبق التقيا خوفاً على حياتك أو أنك تظننا جهلاً لا نعلم مايدور حولنا |
|
 |
|
 |
|
 |
اقتباس: |
 |
|
|
|
|
|
|
|
15-لأنك لاترى فقد ألجمك الغرب بخوائه الفارغ |
|
 |
|
 |
|
هذه الاقتباسات أعلاه نزعت عنك صفة المحاور بتخليك عن آداب الحوار وأخلاقياته وبناء عليه فلن يكون ردي هنا من أجل محاورتك وإنما من أجل جعلها وسيلة إيضاحية مهمة لدرسي عن الوصاية على الفكر والإرادة. كما أن إيرادي لهذه الاقتباسات أعلاه ليس من أجل الوقوع في مستنقعها بيديّ أو حتى خوض غمار وحلها الآسن برجليّ فسوف أترفع عن الرد عن أي منها ولكني سوف أستخدمها كدلالات قيمة من خلال استعراضي القادم لمواصفات التيار الوصائي وتناول الثقافة الوصائية .
تعاريف :
الثقافة الوصائية : هي المظاهر السلوكية التي تهدف إلى تغييب العقل و قبول السائد دون ضابط شرعي أو عقلي أو علمي سليم وصحيح .
التيار الوصائي والوصائيون : هو كل فرد أو فئة أو جماعة أو دولة أو تيار فكري أو ديني يتلبس حالة سلوكية من أحوال الثقافة الوصائية سواء بشكل دائم أو مؤقت .
وبالتالي فإن الوصائية هي سلوك من الممكن أن يمارسه كل فرد أو أو جماعة أو تيار أو غيره دون أن يحس بذلك أو متعمدا . قد يصدر مني أومنكم أو من أيٍّ كان في وقت معين أو في حالة معينة وقد يرتبط كصفة غالبة أو دائمة لشخص أو لجماعة أو غيرها ! وهكذا فهو تعبير قد يكون متنقلا أو دائما بحسب ممارستنا له . سوف أشير إليهم بالوصائيين أو التيار الوصائي
الوسيلة الإيضاحية : عندما أتطرق إلى ذكر الوسيلة الإيضاحية أو أو أي اشتقاق عنها فإني أقصد بها شيئا مما ذكره أخونا الفاضل خالد القحطاني في هذا الموضوع , علما أن القصد من استخدام ردوده كوسيلة إيضاحية ليس ازدرائه أو النيل منه, ولكن من أجل إثراء الموضوع بوسيلة إيضاحية لشرح ما أقصده بالوصائية فله مني كل الشكر والتقدير رغم حجبي عنه صفة المحاور حتى يعود ويتخلق بأخلاق وآداب الحوار الهادف .
والآن نخوض في صلب الموضوع بعيدا عن أي مهاترات تستهدف التنقص أو الازدراء من شخص أو فئة أو غيرها وإنما نستعرض جملة من مواصفات التيار الوصائي بغرض تشخيصها وعلاجها :
بعض مواصفات التيار الوصائي :
1-الافتقار إلى ثقافة الحوار : يقول الله تعالى : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) الآية 125 النحل واقرأ قول الله تعالى : (قُل لّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) سورة سبأ الآية 25 , واقرأ قول الله تعالى : (وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ) سورة الأنعام الآية 108 , أي أفق للحوار أوسع من هذا ؟ ! هذه الآيات وغيرها موجهة إلى رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام لبناء لغة حوارمع المخالفين من المشركين وغيرهم فكيف يفترض أن يكون الخطاب بين الإخوة المسلمين ؟ لاشك أن هناك فرق كبير بين النهج الذي انتهجه القحطاني ومن في حكمه من الوصائيين ونهج رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام الحواري.
ولكن لاغرابة في ذلك فالثقافة الوصائية هي ضد ثقافة الحوار الهادف لأنها لاتتقبل الاختلاف. ولذلك فإن أفراد هذا التيار يضيق صدره بالمخالفين لنهجهم وهذا يعني افتقارهم إلى لغة الحوار الهادف وأخلاقه وآدابه التي تحاول أن تجمع القواطع المشتركة بين المتحاورين وتدعمها وتبحث عن نقاط الاختلاف لكي تقلصها وقد أتى إلينا أخونا خالد بأسلوب يمثل هذا التيار فشكرا له ,,, ولننظر إلى مجمل الردود والاقتباسات أعلاه ونقارن هذه اللغة بلغة رسول الله صلى الله عليه وسلم الحوارية مع مخالفيه لكي نعرف الفرق بينه صلى الله عليه وسلم وبين هؤلاء الذين يمارسون سياسة وصائية على أفكار الآخرين تقوم على التهجم وضيق الأفق بالمخالفين .
أفراد هؤلاء التيار يضيقون ذرعا بحدود أخلاقيات الحوار وضوابطه ويخشون الخوف من ملامسة ثوابتهم نتيجة لقلة علمهم أو عدم صحة ثوابتهم فهم بين مطرقة خوف النكوص عن ثوابتهم ( قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة ) الذي يفقدهم امتيازاتهم وسندان عدم قدرتهم الحوارية , ولذلك فهم يميلون دوما أثناء الحوار إلى قذف التهم الجزافية . ويتحولون بذلك من محاورين إلى قضاة يكيلون التهم على محاوريهم (الذين فشلوا في مجاراتهم )بل إنهم لايتورعون عن القذف بسلامة المعتقد وسوء الطوية ويظهرعلى أسلوبهم الخطاب التهجمي عوضا عن التجاذب الفكري. وهم يفعلون ذلك بغرض نقل ساحة الحوار إلى منطقة بعيدة عن محاوره التي يعتقدون أنها تلامس ثوابتهم , تماما كما يفعل الغوغاء عند إطلاق الأصوات المزعجة أثناء الحوار . ولكم أن تطبقوا هذا على كافة النماذج التي ذكرتها في موضوعي الرئيسي سواء السياسية أو الاجتماعية أو الدينية أو الفكرية وإن ثقل على نفوسكم الذهاب إلى قراءة موضوعي فلا بأس يمكنكم أن ترفعوا رؤوسكم للأعلى قليلا لتشاهدوا الاقتباسات أعلاه وخاصة رقم 2 و 7 و 13 .
2: أحادية الطرح وحدته :
بإمكاننا أن نستخدم أي نموذج وصائي في مجتمعنا لكي نطبق عليه هذه الصفة ! نحن ننتمي ولافخر إلى مدرسة إن ما أن تكون معي أو أن تكون ضدي و لايوجد منطقة وسطى بين هاتين المنطقتين ! فالمنطقة الوسطى هي مربض للاختلاف والاختلاف يؤدي إلى القطيعة والقطيعة تؤدي إلى التشرذم والتشرذم يؤدي إلى القتال أو الكفر ! كل هذا بسبب أننا لانعرف كيف نختلف وبالتالي نبحث لأنفسنا عن نموذج وصائي نغيّب فيه عقولنا ونتجمد عند حدود السائد الساكن وعدم التحرك. قس هذا على المستوى الاجتماعي أو الديني أو السياسي أو حتى الشخصي . ولنا أيضا في وسيلتنا خير شاهد ! فرغم تعدد نقاط موضوعي إلا أن خالد القحطاني لم يجد فيه أي نقطة إيجابية بل قلب لي ظهر المجن لكي يرميني بكل وصف سيء يستطيعه ,, ألم أقل لكم إن ما أن تكون معي أو تكون ضدي ؟
3- غلبة العاطفة على الفكر :
التيار الوصائي يتحرك بدافع العاطفة أكثر مما يتحرك بأي دافع عقلي ولذلك فإن استمالته لايمكن أن تتم من خلال أي طرح فكري بينما يسهل اصطياده من خلال الطروحات العاطفية والوجدانية كالحميّة والفزعة وغيرها وبهذا فإن العقل كثيرا مايكون العنصر الغائب في تحركهم أو إنشاء مظاهرهم السلوكية وتبرز هذه الصفة تحديدا في الجانب الإجتماعي ( حيث يتكون القطيع ) وكذلك الديني وبناء العلاقات الشخصية ولكنها تغيب في الجانب السياسي . لك أن ترصد هذه الصفة أيضا في ردود وسيلتنا الإيضاحية من خلال الاقتباسات أعلاه وفي ردوده على موضوعي عموما فالإنفعال العاطفي هو العنصر الحاضر دائما في نقاشه بينما يغيب عنه التجاذب الفكري .
4_الوصائيون بين الواقع والتغيير :_
يحاول الوصائيون تجميل واقعهم ووصفه بأنه الأفضل وينقصهم التحلي بالشجاعة لمواجهته وهم بذلك يرفضون استخدام العقل لمعالجة واقعهم . ولك أن تطبق هذا على كافة النماذج الوصائية التي استعرضتها في موضوعي وهذه النماذج تقوم بمحاولة خداع أفرادها وتستخدم في ذلك كل مايمكن وخاصة الدين . حيث يتم خلط المفهوم الديني بالموروث الثقافي . فالسياسي يحاول دائما أن يستخدم ورقة الدين لصالحه وكذلك القبلي وكذلك ذووا الطرح الديني والاجتماعي . ومن ضمن مايستخدمونه أيضا لتثبيت السائد وتغييب العقل هو الحاجة إلى ضبط النظام وهناك فرق كبير أيها السادة الكرام بين النظام والوصائية فالوصائية يغيب فيها العقل ويجهل فيه الفرد حقوقه وواجباته و يتحرك بموجب تحرك القطيع وماتمليه عليه أحكام الوصاية بينما النظام هو عقد يحفظ الحقوق ويؤكد الواجبات على منتسبيه . نستطيع أن نلاحظ هذا أيضا في ردود أخينا خالد التي رفضت الاعتراف بأي من المظاهر السلبية في مجتمعنا التي استعرضتها في موضوعي وحاول فيها تجميل الواقع على حساب الحقيقة واستخدم لهذا ورقة الدين .
5- القولبة والتصنيف :
ينتهج التيار الوصائي مع مخالفيه دائما سياسة النبذ والإقصاء ولذلك فهو يحاول دائما إلصاق مخالفيه بشتى الصفات المنفرة للقطيع الذي يحكمه! ويحاول دائما أن تكون هذه الأوصاف مرتبطة بالثوابت التي ينتمي إليها القطيع ولك أن تشاهد ذلك وتطبقه على كافة النماذج التي استعرضتها في موضوعي ,, خذ على سبيل المثال النموذج الوصائي الديني : علماني , ليبرالي , جامي , عقلاني ,... الخ , وخذ على المستوى الإجتماعي حر , عبد , قبيلي و خضيري ,أصيل وغير أصيل ,...... الخ بل حتى على المستوى الإقليمي والمناطقي بنسبة كل شخص إلى منطقته وربما بأسلوب لايخلو من الغمز واللمز قصمنجي , حوطي , صفر سبعة ... الخ وهكذا نشرنق أنفسنا ونشرنق الغير ضمن تكتلات وتحزبات كانت نتيجة طبيعية لثقافة الوصاية ( المغرمة بالقولبة والتصنيف ) لكل شخص بحيث يحكم التصنيف الذي يحمله أي شخص أبجديات التعامل معه . ومع إقرارنا بصحة بعض التصنيفات التي تنطبق على البعض إلا أن التيار الوصائي يبالغ في مسألة القولبة والتصنيف إلى درجة أن أي مخالفة لك معهم تعني تصنيفا فوريا جاهزا سوف يلصق على جبينك مثل طابع البريد ! وهكذا يفقد العقل القدرة على النقد والتمحيص فيمن تنطبق عليه الصفة من عدمها . ولنا في وسيلتنا الإيضاحية أقرب شاهد عندما وصفني بالمنحل عن جماعة المسلمين وقام بتكفيري لأني فقط انتقدت وضعا سائدا أعتبرته سلبيا , انظر إلى الاقتباس رقم 2 .
6_ التعالي والتغطرس الأجوف :
بسبب عجز التيار الوصائي عن مجاراة مخالفيه حواريا أو الاستجابة لبعض متطلباتهم المتعلقة بممارسة حرية النقد والتغيير الإيجابي فإن هذا التيار يستخدم ( من ضمن مايستخدم ) محاولة التقليل من شأن هؤلاء المخالفين واحتقارهم وإعلاء ذاتهم الجوفاء من أجل تثبيت الأمر الواقع والرضوخ له وتغييب العقل مثل : التعصب القبلي ولك أن تشاهد هذا أيضا في وصف وسيلتنا الإيضاحية والاقتباسات أعلاه لكاتب مثل ابراهيم البليهي الذي ذكر بأنه يترفع حتى عن ذكر اسمه ناهيك أن يناقش فكره !
7-القداسة والرمزية :
يربط التيار الوصائي عنصر القداسة بكل شيء يعتقد أنه يقترب من ويدعم ثوابته , ويضفي عليه جانب العصمة والكمال , ويمنع إيجاد مناخ صالح لممارسة النقد حتى ولو كان إيجابيا ! حتى ولو كان بغرض التقويم والعلاج والارتقاء بهذه (الرموز ) فعلى المستوى السياسي لايمكن أن تناقش مسألة سياسية لأن ( الشيوخ أبخص ) وعلى الجانب الديني لايمكن أن تناقش مسألة فقهية لأن (لحومهم مسمومة ) وعلى الجانب الاجتماعي لايمكن التعرض للقبلية لأنها ( رمز العروبة ) وعلى جانب تاريخ الإسلام المعرفي لأنها تحمل مرادفا ( دينيا ) ! وهكذا يتم حجب القدرة العقلية للفرد عن طريق ممارسة الثقافة الوصائية لكي تخضع لكل ماهو سائد . ولننظر إلى مدافعة وسيلتنا الإيضاحية المستميتة عن كل نموذج وصائي تم التعرض له ولاأدلّ على ذلك من قوله عندما أتى على ذكر العلماء أنه قال هم مجتهدون ولهم أجران ! بمعنى أن كل اجتهاداتهم كانت صائبة وكأنهم ملائكة وليسوا من جنس البشر !
8-التخوف والريبة :
نحن أمة تسكنها الهواجس وتستوطنها الريبة وتثور لديها الشكوك في كل طرح جديد تطرحه الأمم الأخرى أمامنا سواء كان تقنيا أو فكريا لأن خبراتنا السابقة أثبتت فشلنا في التعاطي الإيجابي مع مايقدمه لنا الغير فقد كان ديدنا الدائم هو الممانعة الأقوى لكل جديد ومن ثم الاستخدام الأسوأ لهذا الجديد والسبب في ذلك يعود إلى أنا أمة طالت هزيمتها الثقافية والحضارية وتخشى على نفسها فقدان القدرة على المناعة وبالتالي التأثر والذوبان في حضارات الأمم الأخرى وبناء عليه فإن هذا التوجس والخوف له مايبرره ولكنه في نفس الوقت يثير سؤالا مهما عن حالة العجز والانهزام الذي نعيشه أمام الأمم الأخرى ! ماسبب هزيمتنا ؟ لماذا نفقد القدرة المناعية أمام كل شيء يقدم لنا ؟ لماذا لانتعاطى مع كل طرح جديد بشكل انتقائي بحيث نترك غثه ونغتنم سمينه ؟ السبب في ذلك أن النماذج الوصائية في مجتمعنا لاتقدم لنا للأسف الفرصة لكي نصنع بديلا صالحا لهذا الطرح الجديد ولاتوفر لنا المناخ الإيجابي لزرع الثقة بأنفسنا أو الحرية في التحرك الإيجابي لمعالجة الواقع السائد على ضوء ثوابت سليمة ! وعلى ذكر التخوف والريبة فلن أنسى مجموع التساؤلات والتهم التي تفضلت بها وسيلتنا الإيضاحية والتي لاتكاد تخلو فقرة واحدة من مقالاته من لصقي بالغرب أو إثارة السؤال حول حقيقة طرحي !
كلمة أخيرة :
يجب ألا يفهم من كلامي أني أحاول الانقلاب على وصاية دينية مقررة شرعا وبصفة قطعية وكيفية منصوص عليها مثل الوصاية التي تظهر في تنفيذ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو الانقلاب على كافة النماذج الوصائية التي تعرضت لها بالنقد وإنما أحاول تصحيح المفاهيم والاعوجاج داخلها , وبنظرة مجملة على الصفات التي استعرضت فيها طرفا من مواصفات تلك النماذج فإن الحل يكمن بالرجوع إلى تصحيح هذه المفاهيم انطلاقا من ثوابت صحيحة وسليمة تجمع ولاتفرَّق , تحتوي ولا تنبذ , تتعامل مع العقل المتسلح بالعلم الصحيح دون العاطفة المنغمسة في تطبيق أحكام النماذج الوصائية بشكل جاهلي, مع الفكر دون الأشخاص ( وما يحملونه من تصنيفات وصائية ) , مفاهيم تحترم حقوق الفرد التي كفلها له الإسلام ( سبق ذكرها ) أكثر من حق النماذج الوصائية في ممارسة وصايتها عليه ,تحترم الإبداع والتجديد أكثر من حق النماذج الوصائية في فرض الواقع والقبول بمساوئه , تبحث عن القواطع المشتركة وتحترم نقاط الاختلاف ,وتضع آلية سليمة للتعامل والتعايش مع الغير أياًّ مايكن هذا الغير دون المساس بالثوابت الصحيحة التي يجب أن يقوم عليها بنيان مجتمعنا وليست الخاطئة التي فرضتها علينا النماذج الوصائية !
لكم كل الشكر والتقدير ...