كتب الصاحب بن عباد..المتوفى سنة 385هـ..
" مجِلسْنا , ياسيدي , مفتقِرٌ إليك , معوّلٌ في شوقه عليك , ولقد توَرّدت خدودُ
بنفسجهِ , وفَتقت فأرة نارَنجِهِ , وانطلقت ألسُنُ الأوتار , وقامت خطباءُ الأطيار,
وهبّتْ رياح الأقداح ونفَقَت وسوق الأنس والأفراح .
وقد أبتْ راحته أن تصفوَ إلا أن تتناولها يُُمناك وأقسم غناؤُه لا طيبً
حتى تعِيَهُ أُذُناك .
ووَجنات أتْرُجّه قد احمرّت خَجَلاً لإبطائك .
وعيونُ نَرجسه قد حدَقتْ تأميلاً للقائك .
ونحنُ لغيبتك كعقد ذهبت وَاسطته , وشبابٍ قد أُخذتْ جُدّته , وإذا غابت شَمسُ السماء
عنّا, فلا تدنو شمسُ الأرض منّا .
فإنْ رَأيتَ أن تحضر لتتّصل الوَاسطة بالعِقد , ونحصُلَ بك في جنّة الخُلد, فكن إلينا
أسرِع من السهم في مَمرّه , والماءِ في مقرّه , لئلا يخبُث من يومي ما طاب , ويعودَ
من نومي ماطَار .
.
.
.
مما راق لي..