[align=center]
" ليس الخبر كـَ المعاين "
وهذا ما يجبْ أنْ نكون عليه قبل أنْ تكونَ أعراض الناس وسمعتهم كـَ الحكايات التي تتداولها الألسنْ !!
هناكـَ نعمة عظيمة قدْ مــَنّ الله بها علينا .. ولكننا قدْ نركلها بـِ قدم الإهمال ..
وذلك عندما تحرّكـنا عواطفنا فقط .. من خلال ردود الأفعال الظالمة أو المتـشـنـّجــة ..
إلا وهي " نعمة العقل " ..
فـَ لو أعملنا ذلك العقل قليلا .. وتفكــرّنا وتبصرّنا .. لمَ تجرأنا بـِ إطلاق التهم جزافا ..
ولطبقنا قوله تعالى :
( يا أيها اللذين آمنوا إنْ جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبينوا أنْ تصيبوا قوما ً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )
ملتقى ( البيئة لنا ولأجيالنا القادمة ) ..
قدْ يكونُ الملتقى لكونه الأولى بذلك المستوى حدثا ً جديدا على مستوى منطقة القصيم ..
وربما لكونه كذلك فقد كانت ردود الأفعال متباينة ..
ولكنْ منْ خلال ما قرأتُ وسمعتُ أنّ الأحكام والشتائم لمْ يكنْ مـُطلق شرارها إلا :
( سمعنا \ حكي لنا \ شاهدنا صورة الصحف ) فقط وفقط !!
لمْ تكنْ تلك الأحكام متحدّثة من قلب الحدث حتى تحكمْ بحيادية وبرؤية واعيّة ..
لأنْ الذي تواجدَ أو شاركـ أو عاون أو كان عضوا أو زائراً.. لكانت رؤيته مغايرة لكونه يعيش في قلب الحدث ..
من أجلْ ذلك .. فكلّ تلك الهجمات .. فهي مع بالغ الأسف لا تحظى بأيّ حجة مقبولة ..
لأنها أصلا ليستْ صحيحة بالشكل الذي وصل للناس أو فــُسـّر للناس !!
قالوا : ( الملتقى نسائي ما شأنْ الرجال ) ؟ وقالوا : ( أنّ هناكـَ اختلاط ) ؟
وهنا أودّ التوضيح لكلّ جزئية هنا .. الأولى وهي :
-- ( الملتقى نسائي فما شأنّ الرجال ) --
اللجنة المـُعـدة لهذا الملتقى هي اللجنة النسائية لخدمة البيئة.. وهذا اللجنة ترأسها الأميرة نورة بنت محمد
وهذا الأمر كله هو فتح المجال للمرأةْ لأنْ تنتج وتبدع وتعمل بما لا يتعارض مع دينها ولا طبيعتها ..
أما كونْ بعض العادات ترفض كلّ جديد للمرأة .. فذاكـَ شأنّ الرافضين لها ..
ولا شأنّ لـِ إقحام الدين في شيء لمْ يحرمه الدين .. وعلى هذا فلا حجة لرفض من رفض عمل المرأة في المجال البيئي
خاصة وأنها نصف المجتمع وتربي أجيالا وتغذيهم وتربيهم وتعلمهم في محيط بيئي فيجب أنْ تعلم
كلّ ما يتعلق بهذه البيئة وكيف يحيا أبناءها بالشكل السليم ..
( غذاء \ لباس \ دواء \ أجهزة \ طاقة كهربائية وغيرها \ نباتات \ حيوانات )
وغيرها من أمور تستخدمها المرأة والتي يجبْ أنْ يتشكّل لها وعندها الوعي الكافي حولها ..
فأينَ الخطأ وأين الخلل ؟ وما المحرّم هنا ؟
أمــّا ما شأنّ الرجال ..
فالملتقى ليس عبارة عنْ ( فرشة وقهوة وحلوى ونساء يثرثرن عنْ البيئة ودورة الحياة في الطبيعة )
بلْ هو ملتقى لمدة أسبوع منظم على شكل ندوات + محاضرات يلقيها جملة من المتخصصين في المجالات البيئية
وهذه التخصصات البيئية تعلـّمـها ودرسها نساء ورجال .. وعلى هذا فـَ مُـلـْـقـِـي المحاضرة أو الندوة سيكون
إمّا رجل أو امرأة أو كلاهما حسب التخصص المطلوب والذي يخدم المسألة المعنية بالنقاش والطرح ..
فالرجال في قاعة منفصلة والنساء في قاعة منفصلة والتواصل يكون بالصوت ..
فما الحرج ؟
والله تعالى يقول : ( ولا تخضعن بالقول ) ..
فالنهي هو عنْ الخضوع بالقول .. وليس عنْ القول نفسه .. ولا دليل يحرّم حديث وسؤال المرأة ما يفيد !!
الأمر الثاني : وهو قضية الاختلاط ..
ما هو تفسير الاختلاط أولا ؟
الذي أعلمه وأفقهه أنّ الاختلاط هو ( المزج والتداخل )
وعلى هذا فالاختلاط المرفوض هو ما كان اختلاطا بشكل دائم ولغير حاجة ..
عمل في مكتب واحد \ دراسة في قاعة واحدة وهكذا ..
وهذا ما لمْ يحدث .. ونساء القصيم هنْ أحفظ لأنفسهن من هذه المستويات اللاتي هنّ أرفع منها ..
وكما قلتُ أنّ الملتقى نظمته جهة نسائية .. فقد كان هناك معرض عنْ البيئة ..
فإنْ كانت النساء أنتجته .. فمنْ الذي سيعرضه ويشرحه للرجال وهمْ جزء مشارك من خلال الندوات والحضور ؟
مؤكد أنهن هنّ مــَنْ سيشرحن ذلك .. فما الإثم الذي اقـْـتـُـرِفَ هنا بربكم ؟
نساء بكامل حجابهن وعفافهن .. يعرضن ويشرحنَ فوائد وعلم من هبة الله تعالى ..
دقائق قليلة وانتهى الأمر ..
إنْ كانَ هذا مرفوض من حيث ( المبدأ ) .. فليكنْ للرافضين ثبات من حيث المبدأ ..
فيمنع أهله من الذهاب للسوق .. والمستشفيات .. السوبر ماركت .. المكتبات - ....الخ
أمـّا إنْ كان الرفض من حيث تقدير الضرورة .. فما تراه أنتَ ضروريا يراه غيركـَ لا يحمل أي أهمية
وما يراه غيركـَ ضروريا فأنتَ قدْ تراه لا يحمل أيّ أهمية .. إذن تقدير الضرورة يختلف ..
أمـّا إنْ كانَ الرفض من حيث ( العادات والتقاليد ) ..
فهذا طالما لمْ يأتي فيه شرع أو دليل .. ولمْ تخالف فيه النساء نصا ً أو فعل الصحابيات ..
فالأمر إذنْ متروك للحرية الشخصية .. طالما هي محفوفة بالضوابط الشرعية ..
فالمعلوم أنّ الصحابيات شاركنَ في المعارك .. وتطبيب الجرحى ..
ألمْ يكفي قتال الرجال فلمَ مشاركة النساء ؟ أليس هناك من يستطيع التطبيب من الرجال لمَ إذنْ تطبيب النساء ؟
وجود ذلك هو دليل على عدم حرمانتيه ..
وأذكر هنا قصة المرأة التي سمعها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهي تأمر ابنتها بسكب الماء على اللبن ..
ألا يوضح ذلك أنّ الفتاة وأمها كنّ يبعنَ اللبن في السوق ؟؟
ولمْ ينهاهن عمر بن الخطاب .. بلْ هو تزوج من تلك الفتاة !!
-- توطــئـــة --
الملتقى كانَ رائعا .. باهرا .. ناجحا .. كـَ ملتقى لأول مرة ..
لمْ يكنْ فيه أيّ تجاوز أو تعدّي للحدود أو الأحكام الشرعية ..
يكفي أنّ امرأة كـَ نورة بنت محمد آل سعود هي من تترأسه ..
وهي حريصة كلّ الحرص على تفعيل دور المرأة بشكل كبير وفاعل جدا .. بما لا يتعارض مع الدين ..
فالدين هو مرجعنا .. وليس عادات أو تقاليد تخنقنا ..
طاب الجميع بكلّ خير ..
[/align]