العودة   منتدى بريدة > بــــــــــــريدة > أرشيف المنتدى > مقتطفات من هنا وهناك

الملاحظات

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 27-11-12, 05:16 am   رقم المشاركة : 16
الفتى المرموز
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الفتى المرموز غير متواجد حالياً

كان لليهود الذين سكنوا جزيرة العرب مدارس يتدارسون فيها أمور دينهم وأحكام شريعتهم وأيامهم الماضية وأخبارهم الخاصة برسلهم وأنبيائهم كما كانت لهم أماكن خاصة يقيمون فيها عبادتهم وشعائر دينهم وكانت هذه الأماكن تسمى (المدراس) أي المكان الذي تدرس فيه نصوص التوراة وأمور الشريعة ولم يكن (المدراس) في الواقع موضع عبادة وصلوات وتدريس فحسب بل كان إلى جانب ذلك هو المكان الذي يتجمع فيه اليهود لتبادل المشورة في سائر أحوالهم الدينية والدنيوية وهو المكان الذي كان يقصده غيرهم حين يريد الاستفسار من أحبار اليهود عن شئ يريد الوقوف عليه والذين كانوا يقومون بمهمة تعليم اليهود أمور دينهم هم علماؤهم وأحبارهم

وقد ذكر المؤرخون أنه كان في مقدمة هؤلاء الأحبار عبد الله بن سلام الذي أعلن إسلامه بعد لقائه مع رسول الله صلي الله عليه وسلم وقد جاءت الأخبار الصحيحة بان الرسول بعد هجرته إلى المدينة كان يذهب إلى اليهود في (مدراسهم) ليدعوهم إلى الإسلام وليحذرهم من الكفر به وبعض الصحابة أيضا كأبي بكر الصديق كان يذهب إليهم في هذا المكان ليأمرهم بإتباع محمد صلي الله عليه وسلم الذي كانوا يستفتحون (يستنصرون) به على غيرهم والذي يعرفون صدقه فيما يبلغه عن ربه كما يعرفون أبناءهم وقد حكي القرآن الكريم كثيرا من المجادلات الدينية والأسئلة المتعنتة التي كان اليهود يقومون بتوجيهها إلى النبي بقصد إحراجه وإظهاره بمظهر العاجز عن الرد على أسئلتهم ومجادلاتهم إلا أن الرسول كان يجيب على مجادلاتهم وأسئلتهم بما يدحض حجتهم ويخرس ألسنتهم

كذلك كان لليهود تشريعاتهم ونظمهم الخاصة بهم فيما يتعلق بالذبائح والقرابين والقصاص والميراث والاعتراف والتطهير والرق والختان والنكاح وشئون المرأة وغيرها من التشريعات التي بعضها أخذوه عن كتبهم وبعضها وضعه لهم كهانهم وأحبارهم من عند أنفسهم وأيضا كانت لهم أعيادهم الخاصة بهم والتي من أشهرها عيد الحصاد عيد رأس السنة وعيد الصوم الكبير وعيد الفصح ويسمونه عيد الفطير ويهتم اليهود بهذا العيد لأنه يوافق اليوم الذي خرج فيه بنو إسرائيل من مصر فرار من فرعون وظلمه ويعتبر اليهود كذلك يوم السبت عيدا لهم لا يجوز ليهودي أن يشتغل فيه ومن خالف حرمة هذا اليوم ودنسه بالاشتغال فيه يكون قد ارتكب جرما عظيما وكانت لليهود أيام خاصة يصومونها كيوم عاشوراء هذا ويزعم اليهود أنهم يعتمدون في عبادتهم وتشريعاتهم وآدابهم ومعاملاتهم على ما جاء في التوراة التي أنزلها الله تعالى على موسى

أشهر فرق بني إسرائيل

(1) فرقة الفريسيين :
بمعنى المنعزلين والمنفصلين عن بقية الشعب نشأت هذه الفرقة في عهد المكابيين وهدفهم المحافظة على الشريعة والتمسك بتعاليمها الحرفية دون أي اجتهاد فيها.


(2) فرقة الصدوقيين :
سموا بذلك نسبة إلى زعيمهم (صدوق الكاهن) وهم ينكرون البعث والحساب والجزاء والجنة والنار ويقولون إن جزاء الإنسان إنما يتم في الدنيا وينكرون كذلك التلمود .


(3) فرقة القرائين :
وهذه الفرقة تعترف بما جاء في التوراة وحدها ولا تعترف اعترافا تاما بأحكام وتعاليم الحاخامات .


(4) فرقة الكتبة:
وأفراد هذه الفرقة وظيفتهم كتابة الشريعة لمن يريدها فهم أشبه ما يكونوا بالنساخ وقد نتج عن كثرة مزاولتهم لهذا العمل أن عرف عدد منهم بالإلمام بأحكام شريعتهم فاتخذوا الوعظ والتدريس مهنة لهم
.


منقول من كتاب [بنو اسرائيل ووعد الأخرة]
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...)?&id=86&cat=2









رد مع اقتباس
قديم 29-11-12, 10:04 am   رقم المشاركة : 17
الفتى المرموز
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الفتى المرموز غير متواجد حالياً

التوراة : كلمة عبرانية معناها : الشريعة أو التعاليم الدينية وقد اعتمد اليهود تسعة وثلاثين سفرا أطلق عليها اسم (العهد القديم) للتفرقة بينهما وبين ما اعتمده المسيحيون من أسفارهم التي أطلقوا عليها (العهد الجديد) وجرت العادة أن يطلق على أسفار العهد القديم وأسفار العهد الجديد اسم ( الكتاب المقدس) واليهود يعتبرون التسعة والثلاثين سفرا هذه أسفارا مقدسة أي موحى بها ويطلقون على خمسة منها إطلاقا حقيقيا اسم التوراة أو كتب موسى لأنها في زعمهم أنزلها الله على موسى وكتبها موسى بنفسه وهذه الأسفار الخمسة هي : سِفر التكوين وسِفر الخروج وسِفر التثنية وسِفر اللاويين وسِفر العدد

1- أما سفر التكوين أو(الخلق) فسمى بذلك لأنه يقص خلق السموات والأرض ويحكى قصة خلق آدم وأكله من الشجرة ونزوله إلى الأرض كما يحكى قصة نوح وقصة الطوفان وقصة إبراهيم وأولاده وينتهي هذا السفر بالحديث عن قصة يوسف إلى أن مات

2- وأما سفر الخروج فسمى بذلك لأنه يحكى تاريخ بني إسرائيل في مصر وكيف خرجوا منها؟ وكيف عاشوا بعد ذلك؟ كما يحكى قصة تيههم وما جرى بينهم وبين موسى

3- وأما سفر التثنية فسمى بذلك لأنه يكرر ويعيد التعاليم التي أوحاها الله إلى موسى ومعظمه يدور حول الشئون التشريعية الاقتصادية والسياسية الخاصة ببني إسرائيل

4- وأما سفر اللاويين فمعظمه يدور حول شئون العبادات والوصايا والأحكام والطقوس والأعياد والنذور
واللاويون هم نسل لاوى أحد أبناء يعقوب ومنهم موسى وهارون عليهما السلام ونسب هذا السفر إليهم لأنهم كانوا سدنه الهيكل وحفظة الشريعة ومعظمه يدور حول ما يشرفون عليه من عبادات ومعاملات


5- وأما سفر العدد فمعظمه يدور حول تقسيم بني إسرائيل وبيان تعداد أسباطهم وجيوشهم وأموالهم وذكورهم وإناثهم وبجانب هذا به بعض الأحكام التي تتعلق بالعبادات والمعاملات

أما الأربعة والثلاثون سفرا الباقية فمنسوبة إلى أشخاص كتبوها بعد موسى بأزمان متفاوتة في وهذه الأسفار الأربعة والثلاثون أيضا عند اليهود ويطلق عليها تجوزا_ مع الأسفار الخمسة السابقة اسم التوراة وبعد هذا التعريف الموجز نسأل: هل هذه الأسفار المقدسة عندهم هي التوراة التي أنزلها الله على موسى؟ إن الذي ينظر في هذه الأسفار يجد فيها من التناقض والافتراء والانحراف عن الحق وسوء التعبير ما يجعله يحكم عليها بأنها –في مجموعها –ليست هي التوراة التي أنزلها الله تعالى على موسى وهذه بعض الأدلة

أولا : أخبرنا القرآن الكريم بأن اليهود قد امتدت أيديهم الأثيمة إلى التوراة فحرَّفوها وبدَّلوها وأخفوا منها ما لا يتفق مع أهوائهم وشهواتهم قال تعالى {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ}

ثانيا: انقطاع سندها فإن التوراة الموجودة حاليا ليس لها سند متصل إلى موسى بل هي على النقيض من ذلك إذ يوجد فيها ما يدل دلالة قاطعة على أنها كتبت بعده بزمن طويل ويتحدث الدكتور على عبد الواحد وافى (هذا وأهم أسفار العهد القديم هي أسفار التكوين –الخروج والتثنية واللاويين والعدد- التي ينسبها اليهود إلى موسى ويعتقدون أنها بوحي من الله وأنها تتضمن التوراة لكن ظهر للمحدثين من الباحثين من ملاحظة اللغات والأساليب التي كتبت بها هذه الأسفار وما تشتمل عليه من موضوعات وأحكام وتشاريع والبيئات الاجتماعية والسياسية التي تنعكس فيها ظهر لهم من ملاحظة هذا كله أنها قد ألفت في عصور لاحقة لعصر موسى بأمد غير قصير- وعصر موسى يقع على الأرجح حوالي القرن الرابع عشر أو الثالث عشر قبل الميلاد - وأن معظم سفري التكوين والخروج قد ألف حوالي القرن السابع قبل الميلاد وأن سفري العدد واللاويين قد ألفا في القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد وأنها جميعا مكتوبة بأقلام اليهود وتتمثل في هذه الأسفار عقائد وشرائع مختلفة تعكس الأفكار والنظم المتعددة التي كانت سائدة لديهم في مختلف أدوار تاريخهم الطويل فهي إذاً تختلف كل الاختلاف عن التوراة التي يذكر القرآن أنها كتاب سماوي مقدس أنزله الله على موسى)

ثالثا: إذا نظرنا إلى التوراة الحالية من حيث المتن نجدها محشوة بالقصص والعبارات والمتناقضات التي تتنزه الكتب السماوية الصحيحة عن ذكرها من سبيلين اثنين : أولهما تنسب التوراة الحالية لبعض الأنبياء أعمالا قبيحة تتنافى مع العصمة التي منحها الله تعالى لهم ولا يتصور صدورها إلا من سفلة الناس ثم أنك تجد فيها الكثير من مظاهر التناقض والتضارب في الأحكام مما يتنافى مع كونه كتاب من عند الله وثانيهما أنك تجد أن بعض الأسفار قد اشتملت علي غزل شهواني صريح فج و تخجل مما تجد فيها في الكثير من المواضع من تعبير ماجن خليع يجعل العاقل يستبعد أن تكون هذه الأسفار منزله من السماء وهذه النقطة وحدها كانت سبب في إسلام الكثيرين من اليهود لما بحثوا في القرآن فوجدوا أنه يعبر عن أخص حالات الجنس بعبارات راقية وألفاظ غاية في الأدب والتهذيب حتى قال أحدهم ما كنت أستطيع أن أقرأ التوراة مع إبنتى إلا وأنا أقول أتركي تلك العبارات أو أقلبي هذه الصفحة والخجل يعتريني فلما قرأت القرآن لم أجد فيه لفظاً واحد أخجل منه أمام إبنتى فعلمت أنه كتاب الله حقاً

وقصارى القول: أن التوراة الحالية قد كتبت بعد موسى بأزمان متفاوتة وبأفكار مختلفة وأن اليهود كتبوها انعكاسا لأخلاقهم وتاريخهم وآمالهم وآلامهم وكان مقصدهم من وراء ذلك إظهارهم بمظهر الشعب المقرب إلى الله والمفضل على غيره من الشعوب ولكثرة الأشخاص الذين اشتركوا في كتابتها امتلأت بالأخطاء والمفتريات والمتناقضات وليست الأسفار هي الكتب الوحيدة المقدسة عند اليهود وإنما عندهم كتاب آخر يعتبرونه في منزلة لا تقل عن منزلة التوراة وهو ( التلمود) والتلمود كتاب بمعنى التعاليم والآداب الدينية لليهود وهو يتكون من شيئين : المشناة والجمارا , و(المشناة) هي عبارة عن شروح وتفاسير للتوراة و(الجمارا) هي عبارة عن حواشي وتعليقات وتفسيرات للمشناة ويعتقد معظم اليهود أن التلمود كتاب مقدس يضعونه في منزلة التوراة وقد احتوى التلمود على كثير من الأكاذيب والمفتريات التي لا يقبلها عقل.


منقول من كتاب [بنو اسرائيل ووعد الأخرة]
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...)?&id=86&cat=2









رد مع اقتباس
قديم 01-12-12, 09:10 am   رقم المشاركة : 18
الفتى المرموز
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الفتى المرموز غير متواجد حالياً

إن القارئ لكتاب الله يرى بوضوح أنه قد سجل على بني إسرائيل كثيرا من الأخلاق السيئة والطباع القبيحة والمسالك الخبيثة فقد وصفهم بالكفر والجحود والأنانية والغرور والجبن والكذب واللجاج والمخادعة والعصيان والتعدي وقسوة القلب وانحراف الطبع والمسارعة في الإثم والعدوان وأكل أموال الناس بالباطل إلى غير ذلك من الرذائل التي سجلها القرآن عليهم واستحقوا بسببها الطرد من رحمة الله وضرب الذلة والمسكنة عليهم وإن هذه القبائح التي سجلها القرآن عليهم يراها الإنسان واضحة جلية فيهم على مر العصور واختلاف الأمكنة ولم تزدهم الأيام إلا رسوخا فيها وتمكنا منها وتعلقا بها وأبرز هذه الأخلاق السيئة نقضهم للعهود والمواثيق والمتتبع لتاريخهم قديما وحديثا يرى هذه الرذيلة تكاد تكون طبيعة فيهم فقد أخذ الله عليهم كثيرا من المواثيق على لسان أنبيائه ورسله ولكنهم نقضوها وعاهدهم النبي غير مرة فكانوا ينقضون عهدهم في كل مرة وقد قال تعالى {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ ثُمَّ أَنتُمْ هَـؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ}

وهذا الخلق طبيعة اليهود في كل زمان ومكان فهم قبل الإسلام نقضوا عهودهم مع الله تعالى وآذوا أنبيائه ورسله فلما بعث النبي صلي الله عليه وسلم الذي يعرفونه كما يعرفون أبناءهم كفروا به ونقضوا عهودهم معه في كل مرة وحاربوه بكل وسيلة واستمر حال اليهود مع المسلمين على ذلك منذ البعثة النبوية إلى اليوم ما عرف عنهم وفاء ولا إيمان وإنما ديدنهم مع المسلمين الخيانة والغدر ونقض العهود وإن أعوزتهم القدرة الظاهرة على الأذى استعملوا الوسائل الخفية وتآمروا مع كل عدو للدعوة الإسلامية وإذا ما حانت لهم الفرصة انقضوا على أتباعها بقسوة وغلظة دون أن يرقبوا في مؤمن إلا ولا ذمة ومع ذلك فإن الإسلام أمر بحسن معاملتهم ومن مظاهر ذلك مسالمتهم ومساكنتهم وقبول الجزية منهم ومجادلتهم بالتي هي أحسن ومعاملتهم بمبدأ (لهم ما لنا وعليهم ما علينا) مع العفو والصفح عن زلاتهم التي لا تؤثر على كيان الدعوة الإسلامية فإذا ما نقضوا عهودهم وخانوا الله ورسوله والمؤمنين وأصبح العفو عنهم فيه مضرة بالمسلمين ففي هذه الحالة يجب معاملتهم بالطريقة التي تقي المسلمين شرورهم لأن العفو عنهم عند استلزام قتالهم للدفاع عن النفس والعقيدة فيه إلقاء بالنفس إلى التهلكة

والمتتبع لتاريخ الدولة الإسلامية يرى أن الرسول صلي الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة عامل اليهود القاطنين بها معاملة طيبة فعقد معهم معاهدة عدم اعتداء وصابرهم رغم أذاهم وعفا وصفح عن إساءتهم أملاً في هدايتهم فلما نقضوا عهودهم ولجوا في طغيانهم عاقب كل طائفة بالعقوبة التي تناسب ذنبها فأجلى بني قينقاع وبني النضير وقتل بني قريظة وصالح أهل خيبر على جزء من ثمارهم على أن يجليهم متى شاء ثم أمر في أواخر حياته بإجلاء اليهود عن جزيرة العرب كلها حتى لا يبقى بها دينان وعلى المسلمين أن يطبقوا هذه المعاملة على اليهود اليوم فاليهود الذين اعتدوا على ديارنا يجب أن يقاتلوا ويطردوا منها وغيرهم نعاملهم بالحسنى إلا أن يعاونوا ويظاهروا شرارهم وقليل منهم من لم يفعل ذلك بعد أن هاجر النبي إلى المدينة عقد مع اليهود الذين كانوا يسكنونها معاهدة ضمن لهم فيها الحرية والاستقرار وكان من أهم نصوص هذه المعاهدة (أنه إذا حصل اعتداء على المدينة فعلى اليهود أن يدافعوا مع المسلمين عنها وأن على اليهود أن يتفقوا مع المسلمين ما داموا محاربين) لكن اليهود بطوائفهم المختلفة قد نقضوا عهودهم بالنسبة لهذا النص الذي يحتم عليهم الدفاع عن المدينة مع المسلمين

فبنو قينقاع الذين كانوا يقيمون داخل المدينة وبيوتهم تلاصق بيوت المسلمين لم يكتفوا بالامتناع عن مد يد العون والمساعدة للمسلمين في غزوة بدر بل ساءهم أن ينتصروا على قريش وصرحوا بحزنهم لهزيمة أهل مكة وأخذوا يتحرشون بالمسلمين وفى خلال ذلك نزل جبريل على النبي بقوله تعالى {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ} فلما فرغ جبريل من قراءتها قال النبي صلي الله عليه وسلم {إني أخاف من بني قينقاع ثم سار إليهم في سوقهم وقال لهم: يا مَعْشَرَ الـيَهُودِ احْذَرُوا مِنَ اللَّهِ مِثْلَ مَا نَزَلَ بِقُرَيْشٍ مِنَ النّقْمَةِ وَأَسْلِـمُوا فَـإِنّكُمْ قَدْ عَرَفْتُـمْ أنّـي نَبِـيٌّ مُرْسَلٌ تَـجِدُونَ ذلك فـي كِتابِكُمْ وعَهْدِ الله إِلَـيْكُمْ فقالوا: يا مـحمد إنك ترى أنا كقومك لا يغرنَّك أنك لقـيت قوما لا علـم لهم بـالـحرب فأصبت فـيهم فرصة إنا والله لئن حاربناك لتعلـمنّ أنا نـحن الناسي}[1] ولما وجد الرسول منهم استعراضاً لقوتهم وتصميما على نقضهم لعهودهم ومحاربة مستمرة للدعوة الإسلامية ومآزره لكل معارض لها طردهم من المدينة إلى أذرعات جزاء غدرهم وخيانتهم وأما بنو النضير فكانوا في نقضهم لعهودهم مع المسلمين أفحش من سابقيهم فإنهم لم يكتفوا بمنع يد المعونة عن المسلمين في بدر بل آووا الأعداء الذين جاءوا للإفساد في المدينة بعد ذلك

وبنو النضير أيضا هم الذين حاولوا اغتيال الرسول صلي الله عليه وسلم حين جاءهم إلى بيوتهم ليطلب منهم المعونة في دفع دية قتيل قتل خطأ وكانت عقوبتهم جزاء خياناتهم ونقضهم لعهودهم أن طردهم المسلمون من المدينة كسابقيهم وأما بنو قريظة فقد كانوا في نقضهم لعهودهم مع المسلمين ونكثهم مواثيقهم أشد من كافة طوائف اليهود لأنهم لم ينقضوا عهودهم في وقت السلم بل تحللوا منها في وقت الشدة والعسر وإحاطة أحزاب الكفر بالمدينة وذلك أن المشركين بعد أن جمعوا جموعهم في غزوة الأحزاب بقيادة أبى سفيان وبتحريض من حيى بن أخطب اليهودي بلغ المسلمين في ذلك الوقت أن يهود بني قريظة قد نقضوا عهودهم وانضموا إلى جيش الكفر وأرسل الرسول إليهم من يحذرهم من مغبة خياناتهم ولكنهم أصروا عليها وكذبوا الرسول وذكروه بسوء وبعد أن رد الله الذين كفروا عن المدينة دون أن ينالوا منها تفرغ الرسول والمسلمون لتأديب بني قريظة الذين نقضوا عهودهم في ساعة العسرة وكان حكم الله فيهم القتل جزاء غدرهم وخياناتهم وهكذا نجد القرآن الكريم وصف اليهود بنقضهم لعهودهم التي أخذها الله تعالى عليهم ليعبدوه ولا يشركوا به شيئا ويحافظوا على أداء العمل الصالح ونقضوا عهودهم التي أمرتهم بها كتبهم حيث سفك بعضهم دم بعض ونقضوا عهودهم مع أنبيائهم إذ آذوهم وعصوهم ونقضوا عهودهم التي أخذت عليهم بأن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم عند ظهوره ونقضوا عهودهم في كل موطن يرون النقض فيه يوافق أهواءهم ويساير شهواتهم ولهذا طبع الله على قلوبهم فلا يؤمنوا إلا قليلا
.
[1] عن ابن إسحاق تفسير الطبري وسيرة ابن هشام وغيرها


منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...)?&id=86&cat=2









رد مع اقتباس
قديم 04-12-12, 08:04 am   رقم المشاركة : 19
الفتى المرموز
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الفتى المرموز غير متواجد حالياً

قال تعالى{لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ} وقال سيدنا عبد الله بن عباس لما نزل قوله تعالى {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً} قالت اليهود : يا محمد افتقر ربك فسأل عباده القرض فأنزل الله تعالى هذه الآية}[1] وروى أن أبا بكر الصديق دخل بيت المدراس فوجد من يهود ناسا كثيرين قد اجتمعوا على رجل منهم يقال له فنحاص فقال له أبو بكر : ويحك يا فنحاص اتق الله وأسلم فوالله إنك لتعلم أن محمدا رسول الله قد جاءكم بالحق من عنده تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة والإنجيل فقال فنحاص : والله يا أبا بكر ما بنا إلى الله من حاجة وإنه إلينا لفقير وما نتضرع إليه كما يتضرع إلينا وإننا عنه لأغنياء ولو كان غنيا ما استقرض منا كما يزعم صاحبكم ينهاكم عن الربا ويعطينا ولو كان غنيا ما أعطانا الربا [2] فغضب أبو بكر وضرب وجه فنحاص ضربا شديدا وقال : والذي نفسي بيده لولا العهد الذي بيننا وبينك لضربت عنقك يا عدو الله فذهب فنحاص إلى النبي صلي الله عليه وسلم فقال : يا محمد انظر ما صنع صاحبك فقال النبي لأبى بكر (ما حملك على ما صنعت يا أبا بكر؟) فقال يا رسول الله إن عدو الله قال قولا عظيما زعم أن الله فقير وأنهم عنه أغنياء فلما قال ذلك غضبت مما قال فضربت وجهه فجحد فنحاص ذلك وقال : ما قلت ذلك فأنزل الله تعالى فيما قال فنحاص {لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء}

وهكذا فقد كانوا يتهكمون على القرآن الكريم عندما كان يدعو الناس إلى البذل والإنفاق ويستهزئون بتعاليم الإسلام التي تحض على الجود والسخاء ويصفون الله بما هو منزه عنه ويحاولون بطرق شتى تحريض المؤمنين على الشح وعدم الإنفاق لتشكيكهم في دينهم وصرفهم عن الاستجابة لكتاب ربهم وسنة نبيهم وليس هذا القول القبيح غريبا على اليهود وقال تعالى {مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ} لقد سمعوا أن جبريل ينزل بالوحي من عند الله على محمد صلي الله عليه وسلم وهم يحسدونه على النبوة فلج بهم الحقد والغيظ إلي أن أعلنوا عن عدائهم لجبريل أيضا وهذه حماقة وجهالة منهم لأن جبريل نزل بالخير لهم في دينهم وفى دنياهم ولكن الحقد والحسد إذا استوليا على النفوس جعلاها لا تفرق بين الخير والشر قال الإمام ابن جرير (أجمع أهل العلم بالتأويل جميعا على أن الآية نزلت جوابا لليهود من بني إسرائيل إذ زعموا أن جبريل عدو لهم وميكائيل ولي لهم)

وقال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ أُولَـئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ} فقد قتل اليهود من الأنبياء الكثيرين قتلوا (أشيعاء بن موص) الذي عاش في منتصف القرن الثامن قبل ميلاد المسيح قتله (منسي) ملك اليهود بأن أمر بنشره نشرا على جذع شجرة عام سبعمائة قبل الميلاد لأنه كان ينصحه بترك السيئات وقتلوا النبي (أرما) رميا بالحجارة لأنه أكثر من توبيخهم على منكرات أعمالهم وكان ذلك في أواسط القرن السابع قبل الميلاد وقتلوا النبي زكريا لأنه حاول الدفاع عن ابنه يحيى قتله (هيرودوس) العبراني ملك اليهود من قبل الرومان وقتلوا النبي يحيى بن زكريا عليهما السلام قتله هيرودوس أيضا لأن ابنه أخته غضبت على يحيى لأنه لم يصدر الفتوى التي تهواها وهى زواجها بهيرودوس وقتلوا النبي (حزقيال) قتله أحد قضاتهم لأنه نهاه عن منكرات فعلها وزعموا أنهم قتلوا (عيسى) وافتخروا بذلك فوبخهم القرآن الكريم بقوله {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ} وحاولوا قتل النبي صلي الله عليه وسلم مرارا ولكن الله تعالى خيب محاولاتهم وعصمه منهم وحفظه من شرورهم

ومن هذه الوقائع التاريخية الثابتة نرى أن قتل اليهود للنبيين قد تعدد منهم في أوقات مختلفة ومن أجيال متعاقبة وبعد أن دمغهم سبحانه بجريمة قتل الأنبياء وهى أعظم جريمة في هذا الوجود عقبها بجريمة ثالثة من جرائمهم وهى {وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ} أي قتلهم الدعاة إلى الحق واعتداؤهم على الآمرين بالقسط الذي هو ميزان الاعتدال في كل شئ وإيذاؤهم للمرشدين الذين يبثون روح الفضائل بين الناس وفعلهم هذا من أسبابه صممهم عن الانصياع للهدى وإعراضهم عن سبيل الرشاد وضيق نفوسهم عن تقبل كلمة الحق فهم ممن ينطبق عليهم قول رسول الله الوارد في أحاديث عديدة {بئس القوم قوم يقتلون الذين يأمرون بالقسط } وقال صلي الله عليه وسلم{بِئْسَ الْقَوْمُ قَوْمٌ يَسْتَحِلُّونَ الْمُحَرَّمَاتِ بِالشُّبُهَاتِ بِئْسَ الْقَوْمُ قَوْمٌ لاَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَلاَ يَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ} وقال أيضاً {بِئْسَ الْقَوْمُ قَوْمٌ يَمْشِي الْمُؤْمِنُ فِيهِمْ بِالتَّقِيَّةِ وَالْكِتْمَانِ} [3] وسئل النبي :أيُّ النَّاسِ أشَدُّ عَذَاباً يَوْمَ القيامة؟ قال{ رَجُلٌ قَتَلَ نَبِيّاً أو رَجل أمَرَ بالمُنكَر ونَهَى عن المَعْرُوفِ ثم قرأ {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} ثم قال: بَنِي إسْرَائِيلَ قَتَلُوا ثَلاَثَةً وَأَرْبَعِينَ نَبِيًّا فَاجْتَمَعَ مِنْ عُبَّادِهِمْ وأَحْبَارِهِمْ مِائَةٌ وعِشْرُونَ لِيُغَيِّرُوا المُنْكَرَ وَيُنْكِرُوا فَقُتِلُوا جَمِيعاً كُلُّ ذَلِكَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ }[4]

[1] الحافظ ابن مردويه وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما
[2] واخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبى حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس
[3] الأول : الدر المنثور أخرجه مردويه عن ابن مسعود والثاني : أَبو الشَّيخ عن ابنِ مسعُودٍ جامع المسانيد والمراسيل والثالث: الديلمي في الفردوس عن ابنِ مسعُودٍ جامع المسانيد والمراسيل.
[4] عن أبى عبيدة بن الجراح، تفسير بن كثير والبحر المديد وغيرهما من التفاسير


منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(بنو%20إسرائيل%20ووعد%20الآخر ة)?&id=86&cat=2







رد مع اقتباس
قديم 05-12-12, 06:16 am   رقم المشاركة : 20
الفتى المرموز
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الفتى المرموز غير متواجد حالياً

من رذائل بني إسرائيل التي وقعوا فيها نتيجة جهلهم وفسوقهم وجشعهم وضعف إرادتهم رذيلة التحايل على هدم الشرائع ليصلوا إلى مطامعهم وشهواتهم ظانين لجهلهم وعدم فقههم أنهم عن طريق ذلك التحايل المحرم سيفلتون من المؤاخذة والعقوبة وقصة أصحاب السبت التي ورد ذكرها في القرآن أكبر دليل على تلاعبهم بالدين، وتهالكهم على الدنيا والحديث عن أصحاب السبت {واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ} وتفصيل هذا الاعتداء الذي حصل منهم في يوم السبت أنهم قد حفروا حياضا إلى جانب البحر الذي كانت تكثر فيه الأسماك في هذا اليوم فكانت المياه تنساب إلى تلك الحياض في يوم السبت مع ما تحمله من الأسماك الكثيرة ثم إذا أرادت الرجوع للبحر لا تستطيع لضآلة الماء الذي بالحياض فتبقى فيها إلى أن يصطادوها بعد يوم السبت وصنيعهم هذا ظاهره امتثال أمر الله تعالى لأنهم لم يصطادوا في يوم السبت وحقيقته أنه مجاوزة لما حرم الله عليهم من الصيد فإن حجزها في الحياض صيد لها في المعنى والحقيقة

قال الإمام القرطبي عند تفسيره الآية الكريمة (إن بني إسرائيل افترقت ثلاث فرق : فرقة عصت وصدت وكانوا نحوا من سبعين ألفا وفرقة نهت واعتزلت وكانوا نحوا من اثني عشر ألفا وفرقة اعتزلت ولم تنه ولم تعص وأن هذه الطائفة هي التي قالت للناهية لم تعظون قوماً عصاه الله مهلكهم أو معذبهم على غلبة الظن وما عهد حينئذ من فعل الله تعالى بالأمم العاصية؟) ثم بين سبحانه عاقبة كل من الفرق الناهية والعاصية فقال تعالى {فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ} أي فلما لجَّ الظالمون في طغيانهم وعموا عن النصيحة أنجينا الناصحين وأخذنا العادين بعذاب شديد لا رحمة فيه بسبب خروجهم على أوامر الله ومن الرذائل التي تكرر وصف اليهود بها في القرآن رذيلة جحود الحق عن معرفة وعلم ورذيلة الأنانية المفرطة التي تحيا في نطاق من التعصب الذميم والعنصرية المقيتة فتجعلهم يحرصون على احتجاز الخيرات لأنفسهم دون سائر الناس وتحملهم على الشعور بأن كل بر يصيب غيرهم فكأنما قد اقتطع منهم وتحولهم إلى أناس يتميزون من الغيظ إذا ما رأوا نعمة تساق لغير أبناء ملتهم

وقد سجل القرآن عليهم هذه القبائح في آيات متعددة ومن ذلك قوله تعالى {وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ} عن أبى العالية قال {كانت اليهود تستنصر بمحمد صلي الله عليه وسلم على مشركى العرب ويقولون : اللهم ابعث هذا النبي الذي نجده مكتوبا عندنا حتى يعذب المشركين ويقتلهم فلما بعث الله – تعالى- محمد ورأوا أنه من غيرهم كفروا به حسدا للعرب وهم يعلمون أنه رسول الله فقال تعالى {فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ}أصحاب القلوب المريضة والنفوس الخبيثة والعقول التافهة ومن طباعهم أنهم يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير وبنو إسرائيل لهم في هذا المجال نصيب موفور وتاريخهم في مختلف العصور يشهد بأن أكثرهم من الذين استحبوا العمى على الهدى واستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير ومن الرذائل التي وصمتهم الآيات القرآنية بها نبذهم لكتاب الله وإتباعهم للأساطير الباطلة وفى ذلك يقول الله {وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ}

ونبذهم لكتاب الله فيه معاني عديدة كما قال أهل العلم فمنها في عهده صلي الله عليه وسلم أنهم لم يتبعوه مع أنهم قرأوا صفته هو وأصحابه في كتاب الله التوراة التي عندهم وعلموا يقيناً أنه النبي المنتظر الذي به يستنصرون وهو من سكنوا المدينة ينتظرونه ومع ذلك اتبعوا أهواءهم وأساطيرهم لما بعث في غيرهم وقيل نبذوا التوراة الحقة وأخذوا بكتاب آصف ( كتبوه بأيديهم) وأخذوا بسِحْرِ هاروت وماروت وقيل نبذوا كتاب الله لهم فهو بين أيديهم يقرءونه ولكن نبذوا العمل به وقال بن عُيَيْنة: أدرجوه في الحرير والديباج وحلَّوه بالذهب والفضة ولم يُحِلُّوا حلاله ولم يحرّموا حرامه فذلك النَّبذ وقيل كتاب الله أي القرآن علموا أنه الحق فتركوه واتبعوا الباطل وأثبتت الآيات كذب دعواهم أن السحر الذي يتناولونه ويشتهرون به أتى به جبريل وميكائيل وعلموه لسليمان فهذا كذب وأثبت أن السحر من عمل وتعليم الشياطين وأنه ضار مضر ولكنهم نبذوا ما توثق عندهم من العلم بكل هذه الأشياء واتبعوا شياطين انسهم وجنهم وهذا دأبهم


منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(بنو%20إسرائيل%20ووعد%20الآخر ة)?&id=86&cat=2







رد مع اقتباس
قديم 05-12-12, 01:51 pm   رقم المشاركة : 21
الفتى المرموز
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الفتى المرموز غير متواجد حالياً

قال تعالى {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } من تحريف اليهود للكلم أنهم كانوا يخفون من التوراة آيات ويظهرون ما وضعوه بأيديهم إذا ذهبوا يحتكمون للنبي صلي الله عليه وسلم ومثال ذلك ما روى ابن أبي حاتم عن عكرمة أن امرأة من اليهود أصابت فاحشة فجاءوا إلى النبي يبتغون منه الحكم رجاء الرخصة فدعا صلي الله عليه وسلم عالمهم وهو ابن صوريا فقال له: احكم قال: فجبُّوه (التجبية هي أن يحملوه على حمار ويجعلون وجهه إلى ناحية مؤخرة الحمار) فسأله النبي : أبحكم الله حكمت؟ قال: لا ولكن نساءنا كنّ حساناً فأسرع فيهنّ رجالنا ( أي كثر فحش رجالنا بنسائنا لحسنهن) فغيَّرنا الحكم ولهم قصص عديدة في ذلك وهذا من أخصِّ وأخسِّ صفاتهم فهم يغيرون ويحرفون ويبدلون لخدمة أهوائهم وأغراضهم وهذا حالهم إلى اليوم وهم لا يتورعون عن النفاق بأي حال لخدمة أغراضهن فلما قال النبي {لا يدخلنّ علينا قصبة المدينة إلا مؤمن} أظهر بعضهم الإيمان ليدخلون ويرجعون إلى قومهم بالأخبار وكان المؤمنون يقولون لهم: أليس الله في التوراة قال كذا وكذا؟ فيقولون نعم فإذا رجعوا إلى قومهم لاموهم كيف يحدثونهم بما في التوراة ليحاجوهم به بعد ذلك؟

وروى أنه لما قام لهم النبي صلي الله عليه وسلم لقوم قريظة تحت حصونهم فقال: يا إخوان القردة والخنازير ويا عبده الطاغوت فقالوا: من أخبر هذا الأمر محمداً؟أنتم من أخبرتموه بما في كتابكم فكان اليهود إذا لقوا الذين أمنوا قالوا آمنا فصانعوهم بذلك ليرضوا عنهم وإذا خلوا لبعضهم تعاتبوا على ما أظهروه أو ما قالوه وتعاهدوا على الخسة والنذالة للوصول إلى أغراضهم وتبرير شنيع فعالهم ومن شهير خستهم وتحريفهم أنهم كتبوا بأيديهم الكتب وادعوا أنها من عند الله وهى ليست كذلك ومنها توراتهم وكذلك الإنجيل فإن الكتبة كانت في ذلك العهد منهم فكانوا يكتبون وينسخون ويحرفون فتعددت الكتب والأناجيل وصار ما بين أيدي أهل الكتاب شيء وما أنزل الله شيئاً آخر ولذا فإن من أسرار حفظ الله للقرآن أنه كان يكتب وقت سماعه من النبي بأيدي كتبة من حفظة المسلمين الصادقين الذين كانوا يتقنون فنون الكتابة

ومن أسرار إعجاز هذه الآية التي فضح الله فيها اليهود أنهم مع علمهم أن القرآن وصمهم بهذه الصفة الشنيعة من تحريف كلام الله استمروا على ذلك وطوَّروا أساليبهم فيما استقبل من الأيام وإيجاز ذلك أنهم لما أبطنوا الكفر والعداوة وأظهروا الإيمان والمسكنة وكانت منهم الكتبة والمترجمون من لغات أخرى للعربية والعكس أكثر الخلفاء من توزيرهم واستخدامهم في شئون الدواوين والكتابة والترجمة وأعمال البريد ودفاتر الوزارات ونسخ الكتب فاستغلوا ذلك أسوأ استغلال وجمعوا أموالاً طائلة وأحكموا مؤامرات هائلة ونفثوا الكثير من سمومهم فيما كتبوا وأضافوا العديد من الإسرائيليات عند نسخهم للكتب وأدخلوا الكثير من المغالطات ولم يتورعوا أن ينسبوه لفلان وفلان لتبدو أنها صادقة وذات مرجعية {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً} ومن إسرائيلياتهم تلك الكثير والكثير ونشير إلى البعض منها فقط على سبيل المثال لا الحصر لتعرفوا كيف وصلوا بإفسادهم لكتب السنة والسير المشهورة: قصة أنهم سحروا النبي وهى إكذوبة حققها العلماء وللأسف يتناولها حتى دعاة المسلمين للدلالة على وجود السحر وتأثيره وقصة أنه صلي الله عليه وسلم توفى ودرعه مرهونة عند يهودي ولم يكن بالمدينة وقتها يهود وهل يعقل أن يترك أثرياء المسلمين كابن عوف وعثمان رسول الله هكذا وقد ثبت بالسنة أن عثمان ذهب يوماً لبيت النبي فوجد عائشة لم تعد طعاما بعد لأنه نفد الدقيق من عندهم فبكى وقال كيف لم تعلميني يا أماه وسيَّر إليهم بعير دقيق وبعير سمن وصار يفعل ذلك كل مدة قصيرة دون أن يسأل وقصصاً أخرى أدخلها اليهود ليقولوا أنه نبي الفقر ومن يتبعونه يأتيهم الفقر والأمر ليس كذلك

وواجب علماؤنا أن ينقُّوا كتب التراث مما علق بها من القصص المغرضة وكانت اليهود من أوائل من ساهموا في نشر حادثة الإفك واتهام السيدة عائشة وترويج الإشاعات حولها وحديثاً وبعد أن دار الزمان ومنذ شهور اشتركوا مع دور أوروبية لصناعة لعب الأطفال لصنع لعب جنسية وضيعة ومقززة وأسموها عائشة وزوجات محمد لينشروا بها أفكارهم الوضيعة عن زوجات النبي الطاهرات وقد أكثروا من إدعاء وصاية موسى على محمد صلي الله عليه وسلم لما قابله في المعراج وعند فرض الصلاة خمسين أولاً ونصحه للنبي أن يسأل ربه التخفيف وإن كان العلماء أفاضوا في ردِّ شبهة الوصاية علينا إلا أن اليهود ما انفكوا يحاولون الإدعاءات الكاذبة ليحوزوا الفضل وفريتهم الشهيرة أنهم قتلوا النبي ويستخدمون الحديث الذي حقق العلماء وضعه {ما زالت أكلة خيبر تعاودني حتى قطعت إبهرى} فأي سم لم يخلق هذا الذي يقتل بعد سنين مع أن من طعموا منها ماتوا والشاة نطقت لا تأكلني فإني مسمومة فهل أنطقها الله بعد أن أكل منها ولكنها وضاعة اليهود في افتراء الوقائع وللأسف فبعض الدعاة يرددون تلك الفرية ليثبتوا الشهادة للنبي وهل النبي يحتاج هذا وقد وصفه الله بالشهيد في كتابه في مواضع عدة وكم من فرية نسجوها ليثبتوا أن الذبيح إسحاق وليس إسماعيل ليذهب فضل التضحية السماوية لجدهم لا لجد العرب

وفى عصرنا الحديث ومع تطور المطابع كم من مرة طبعوا القرآن الكريم وحرفوا الآيات التي تخصهم أو حرفوا تشكيل بعض الكلمات ليبثوا في المسلمين كتاباً محرفاً ولكن الله يفضحهم دائماً وشاركوا أخيرا في أمريكا لوضع كتاب محرَّف أسموه الفرقان ليقولوا هذه الصورة الحديثة من القرآن والتي تناسب العصر فماتت دعوتهم في مهدها وواجههم المسلمون بشدة وقوة وأيضاً في العصر الحديث ثبت بالدليل القاطع محاولة تلاعبهم وتحريفهم للتاريخ المصري القديم عن طريق بعض علماء المصريات[1] اليهود الغربيين لمحاولة إثبات أن اليهود هم من بنوا أهرامات الجيزة وكذبوا فليس لهم في ذلك قليل ولا كثير ولما لم تنجح محاولتهم حاولوا أن يثبتوا بالكذب أن الأهرامات بنتها مخلوقات فضائية أو من الجنِّ وليس قدماء المصريين فاليهود إن لم يستطيعوا أن ينسبوا السبق والفضل لأنفسهم بالكذب حاولوا أن يسلبوا الفضل وينزعوه عن أهله بالتضليل والافتراء قاتلهم الله أنى يؤفكون ومن القبائح التي طبع عليها اليهود في كل زمان ومكان صفة التهالك على الدنيا والحرص على الحياة مهما اتسمت بالذل أو تلطخت بالعار وقد أدى بهم هذا الحب الشديد للحياة إلى الجبن الهالع والنكوص على الأعقاب في كل موطن شريف والاعتذار عن القتال في سبيل الحق بشتى ألوان المعاذير ولقد صور القرآن هذه الرذائل التي جبل عليها اليهود أكمل تصوير وأصدقه ومن بعض الآيات التي وردت في ذلك {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ}

[1] المصريات هو علم دراسة آثار الحضارة المصرية القديمة وهو علم له أساتذة مشهورون أوروبيون في كبرى جامعات العالم

منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(بنو%20إسرائيل%20ووعد%20الآخر ة)?&id=86&cat=2







رد مع اقتباس
قديم 07-12-12, 01:09 am   رقم المشاركة : 22
الفتى المرموز
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الفتى المرموز غير متواجد حالياً

ما أظهره اليهود في هذا العصر من تعاون وتساند واحتيال ومكر وصلوا عن طريقة إلى إنشاء دولة لهم بفلسطين هو أمر مؤقت فإن وجودهم بفلسطين لن يستمر طويلا مهما نوصروا وأعينوا بل هو في الحقيقة من علامات نهاية اليهود بل ستعود فلسطين إلى أهلها متى صدق المسلمون في جهادهم واتبعوا تعاليم إسلامهم وأعدوا العدة الكاملة لاسترداد أرضهم المغتصبة وإن التاريخ ليشهد بأن المسلمين قد تعرضوا للكثير من أذى اليهود ومكرهم وتعديهم ولكن الله نصر المؤمنين عليهم بفضل إخلاصهم له واعتمادهم عليه وحسن استعدادهم لملاقاة أعدائهم إن إفساد اليهود في الأرض أمر اتَّسع نطاقه وعمَّ بلاؤه وتعدَّدت أساليبه وتنوَّعت وسائله وهذه بعض ألوانه ونحن نذكرها على سبيل المثال لا الحصر فإن اليهود تفنَّنوا في التنكُّر وتلبيس الحق بالباطل وكم من مفسدة في الأرض ظهر فيما بعد أنهم كانوا وراءها وهم الذين خططوا لها فقد قتل اليهود من أنبياء الله تعالى زكريا ويحيى وحاولوا قتل عيسى واتخذوا جميع السبل لذلك إلا أن الله عصمه منهم لأسباب خارجه عن إرادتهم وحاولوا أيضا قتل النبي صلي الله عليه وسلم ولكنهم لم يفلحوا لأن الله نجَّاه من شرورهم ومكرهم والذي يتتبع التاريخ في جميع مراحله يجد أن رذيلة الخطف والقتل والاغتيال طبيعة في اليهود في كل عصورهم

والذي ينظر للكثير من عمليات التصفية بالاختطاف وبالقتل وبالاغتيالات في العصر الحديث في جميع أنحاء العالم من مسئولين في الأمم المتحدة ونشطاء سلام أو ساسة غربيين وعرب ومسلمين وعلماء ذرة ومناضلين ثبت بالدليل القاطع اغتيالهم على أيدي اليهود يعلم يقيناً أنَّ الخطف والقتل والتصفية والاغتيال صفة ملازمة لفسادهم وأداة أصيلة لتحقيق أغراضهم على مرِّ السنين والأعوام وكذلك التجسس على الدول المختلفة من أهم الوسائل التي يستغلها اليهود لمصلحتهم وللإفساد في الأرض وقد حكي القرآن عنهم أنهم كانوا يظهرون الإيمان ويخفون الكفر ثم يحضرون مجالس رسول الله ليسمعوا منه ما يقول ثم ينقلوا ما يسمعونه إلى زعمائهم وأبناء ملتهم ومن ذلك قوله تعالى {وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} أي أنهم عيون وجواسيس لقوم آخرين لم يأتوك ولم يحضروا مجالسك وقد ساق ابن إسحاق أسماء بعض اليهود الذين أظهروا الإسلام نفاقا ليتمكنوا من التجسس على المسلمين فقال : وكان ممن تعوذ بالإسلام ودخل فيه مع المسلمين وأظهره وهو منافق من أحبار اليهود سعد بن حنيف وزيد بن اللصيت ونعمان ابن أوفى ورافع بن حريملة ورفاعة بن التابوت

وكان هؤلاء المنافقون يحضرون إلى المسجد فيستمعون إلى أحاديث المسلمين ويسخرون ويستهزئون بدينهم فاجتمع يوما في المسجد منهم أناس فرآهم رسول الله يتحدثون بينهم خافضي أصواتهم قد لصق بعضهم ببعض فأمر بهم رسول الله فأخرجوا من المسجد إخراجا عنيفا والخلاصة أن التجسس من الأعمال التي برع فيها اليهود ولا يزال من أهم الوسائل التي يلجأون إليها لمعرفة أسرار الدول والجماعات ليستغلوا هذه الأسرار في خدمة مصالحهم وللكيد لغيرهم وفى نشر الفساد في الأرض والوقيعة وتكاد كل الوسائل الحديثة من أساليب التجسس والمخابرات وتجنيد الجواسيس وجمع المعلومات وتحليلها بالوسائل التقنية والحديثة مما لا يخطر على البال تكاد تكون من صنع أيديهم أو من يسخرونه لأغراضهم الدنيئة إن تسترهم بالأديان قد يكون لأغراض أخرى كثيرة من أهمها: خدمة عقيدتهم اليهودية وخدمة مصالحهم الشخصية ونشر الشرور في الأمم التي ليست على ملتهم

ولقد دخل اليهود جميع الأديان نفاقاً لخدمة يهوديتهم فدخلوا البوذية والمسيحية والإسلام ومن أشهر اليهود الذين تظاهروا بالدخول في الإسلام وأثاروا الفتن والمنازعات بين المسلمين (عبد الله بن سبأ ) المتوفى سنة 40 هجرية ذلك اليهودي الذي لم يكن يضمر للمسلمين إلا الشر فهو الذي قام بتكوين الجمعيات السرية لزعزعة العقيدة الإسلامية في النفوس وأخذ يتنقل في الأقطار الإسلامية لينشر سمومه وشروره كما نادي هذا المنافق بأمور ما أنزل الله بها من سلطان كقوله برجعة النبي صلي الله عليه وسلم ثم أخذ يفسر الآيات القرآنية تفسيرا سقيما ليؤيد أقواله كما أنه وضع الأحاديث ليدعم بها رأيه وقد استطاع بدهائه ومكره أن يضم إلى صفه عددا كبيرا من ضعاف الإيمان واستطاع أن يثير الفتن والدسائس التي أدت إلى مقتل الخليفة الثالث (عثمان بن عفان)


منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(بنو%20إسرائيل%20ووعد%20الآخر ة)?&id=86&cat=2







رد مع اقتباس
قديم 08-12-12, 11:44 am   رقم المشاركة : 23
الفتى المرموز
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الفتى المرموز غير متواجد حالياً

من أخطر الجماعات اليهودية التي تسترت بالإسلام في العصر الحديث لكي تكيد له جماعة (الدونما) في تركيا فإن هذه الجماعة أفرادها يهود لحما ودما ولكنهم تظاهروا بالإسلام حتى قضوا على الدولة العثمانية كان لجماعة الدونما في تركيا أكبر الأثر في طرح تركيا لدينها الإسلامي ومحاربة اللغة العربية والتنصل من أية صلة بالعرب والمناداة بالجامعة الطورانية للتخلص من الإسلام وذلك لأنه بعد أن تولى (مصطفى كمال أتاتورك) حكم تركيا تحولت إلى دولة علمانية لا تعترف بالدين الإسلامي ولا بغيره ومصطفى كمال هذا ما هو إلا صنيعة من صنائع حزب الدونما في تركيا وقد بدأت الأحوال في التغيير الآن وسبحان من يفعل ما يريد واليهود في كل زمان ومكان معروفون بإثارتهم للفتن وإشعالهم نار الحرب وتحريضهم على الثورات ضد الأوضاع القائمة ففي باب إثارة الفتن نجدهم بعد هجرة الرسول قد حاربوا دعوته بوسائل متعددة وكان أبرزها: مجادلاتهم الدينية ومخاصماتهم الكلامية لإثارة الفتنة بين صفوف المسلمين ولليهود الباب الواسع في إيقاد نار الحروب وما الاعتداء الثلاثي على مصر سنة 1956 إلا من تدبيرهم ومكرهم وهم الذين عقدوا الاجتماعات ورسموا الخطط مع المسئولين في حكومات إنجلترا وفرنسا للانقضاض على مصر وتدمير منشآتها العسكرية انتقاما منها لتأميم قناة السويس

وأما في باب إشعال نار الثورات فلليهود القدح المعلى فهم في أي مكان يوجدون توجد معهم الإثارة فالثورة حصل ذلك في الشرق وفى الغرب على السواء فهم يحركون الرأسمالية على الشيوعية أو العكس وفى الحالتين هم المستفيدون وهدفهم هو الثورة والتدمير على كل حال ولنأخذ على سبيل المثال الثورة الشيوعية التي قامت في أكتوبر سنة 1917م من الذي قام بها وأعد لها؟ إنهم اليهود والحركة الشيوعية بصفة عامة من صنع اليهود فمؤسسها وواضع أصولها هو اليهودي (كارل ماركس) ودور اليهود في إشعال وتغذية النعرات العرقية والطائفية في دول إفريقيا كجنوب السودان وإريتريا والحبشة وكذلك في جنوب شرق آسيا لتنشب الحروب واضح وجلي ويمكننا أن نضيف أن تفجير برجي التجارة بالأمس القريب في أمريكا والذي أشعل فتيل حرب الغرب على الإسلام من عشرة سنوات في الدنيا كلها والذي كان السبب المباشر في كثير من المصائب للعالم الإسلامي ما يزال سر تخطيطها لغزُّ لا يستطيع أحد أن يجيب فيه عن السؤال البسيط ألا وهو : لماذا لم يقتل يهودي واحدٌ ضمن الخمسة ألاف الذين قتلوا ساعتها؟ مع أن مئات اليهود يعملون بالبرجين وكانوا متواجدين جميعاً في اليوم السابق للتفجيرات؟ هل من مجيب؟

يعتمد اليهود في إفسادهم على ما تأمرهم به كتبهم ومقرراتهم من شرور وآثام وهم بالطبع ينسبونها للرب مباشرة وقد بينا زيف ذلك وكتبهم تلك تخبرهم بأشياء تدعو كلها للعنصرية والتعصب مثل أن الأرض وما فيها لبنى إسرائيل وحدهم وأن سواهم من البشر خدم وعبيد لهم وأن كل شريعة سوى الشريعة اليهودية هي فاسدة وأن كل شعب غير شعبهم هو مغتصب للسلطة منهم وأن عليهم أن يستعيدوا سلطانهم منه وأن الرب حرم عليهم استعمال الشفقة والرحمة مع غيرهم وأن جميع الأساليب والوسائل بدون استثناء مباحة لهم مع غير اليهود في أي وقت وأي مكان ويعتمد اليهود اعتمادا كبيرا في بلوغ غاياتهم ونشر مفاسدهم على الجمعيات السرية والحركات الهدامة وهم ينشئون هذه الجمعيات بأنفسهم أو يوعزون بإنشائها أو يجدونها قائمة فيندسون فيها ليصلوا إلى مأربهم ولينفثوا فيها سمومهم وليوجهوا أتباعها الوجهة التي يريدونها ولا تكاد توجد في العالم جمعية ذات أسرار وأخطار إلا واليهود خلفها ويحدثنا الأستاذ محمد عبد الله عنان عن أثر اليهود في الجمعيات السرية فيقول ( إن الدور الذي قام به اليهود في بث روح الثورة وإنشاء الجمعيات السرية وإثارة الحركات الهدامة عظيم جدا وإن كان من الصعب أن نعينه بالتحقيق فمنذ أقدم العصور نرى أثر تعاليم اليهودية الفلسفية السرية ظاهرا في معظم الحركات الثورية والسرية)

ومن أشهر الجمعيات التي أقامتها اليهودية العالمية لخدمتها (الماسونية) والماسونية جمعية سرية يهودية يرجع تاريخها إلى أيام اليهود الأولى أهداف هذه الجمعية في الظاهر تختلف اختلافا كبيرا عن أهدافها الحقيقية الخفية فهي في الظاهر جمعية خيرية قامت لخدمة الإنسانية ونشر الإخاء والمحبة بين الأعضاء بصرف النظر عن أديانهم وعقائدهم وأجناسهم وأما في الباطن والحقيقة فهي كما يقول الحاخام إسحاق ويز (هي مؤسسة يهودية وليس تاريخها ودرجاتها وتعاليمها وكلمات السر فيها وشروحها إلا أفكارا يهودية من البداية إلى النهاية) وقد تغلغل نفوذ الماسونية ونشاطها في معظم أنحاء العالم منذ القرن الثامن عشر حتى وقتنا هذا وقد أسسوا محفلهم الأعظم في بريطانيا سنة 1717 م و أطلقوا على أنفسهم اسم (البنائين الأحرار) وبعد تأسيس هذا المحفل كشفوا عن بعض نواياهم من أهداف الماسونية 1- المحافظة على اليهودية 2- محاربة الأديان بصورة عامة 3- بث روح الإلحاد والإباحية بين الشعوب وقد أنشئ العديد من النوادي الاجتماعية في أمريكا وأوروبا وصار لها العديد من الفروع في الدول العربية والإسلامية تحت مسميات راقية ومستويات عالية لتجذب علية القوم لخدمة أهداف اجتماعية وفى الحقيقة ما هي إلا فروع سرية للماسونية العالمية وقد انضم إليها منذ منتصف الربع الأخير من القرن الماضي ما بات يعرف بالكافي شوب وسلاسله التي عمَّت أرجاء العالم تحت أسماء ومسميات مختلفة والتي أصبحت أداة قوية للغاية لتجميع الشباب ونفث سموم وأفكار وأساليب إغوائهم.


منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=(بنو%20إسرائيل%20ووعد%20الآخر ة)?&id=86&cat=2







رد مع اقتباس
قديم 10-12-12, 05:52 am   رقم المشاركة : 24
الفتى المرموز
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الفتى المرموز غير متواجد حالياً

إن اليهود يسعون لهدم الأديان والخلاق والقيم الروحية لأن ذلك يعود عليهم بالغنى والثراء ويمكنهم من بلوغ أهدافهم وغايتهم وهم يتخذون لإشاعة الرذائل والفواحش بين الأمم وسائل كثيرة من بينها : وسائل الإعلام المختلفة كالصحافة والإذاعة ودور النشر والسينما والمسرح ومصادر الإعلام المختلفة التي سيطر اليهود عليها منذ عشرات السنين وهم يستغلون كل هذه الأجهزة لإشاعة الرذيلة والانحلال الخلقي بين الأفراد والجماعات والأمم وبالطبع كلنا يعرف ماذا يفعل اليهود بالوسائل التكنولوجية الحديث من موبايل فون، أي فون، إم بى ثرى، إم بى فور، دى في دى والإنترنت بجميع عوالمها ودهاليزها وعجائبها والأقمار الصناعية والقنوات الفضائية الإذاعية والمرئية ويكاد يكون تحكم اليهود في هذه التكنولوجيات من ناحية الاقتصاديات ومن حيث توجيهها واستخدامها لأغراض محاربة الأديان وقتل الفضيلة يكاد يكون تحكما كاملاً وقد استطاعوا أن ينشروا أفكارهم الهدامة حتى في الأوساط الدينية والإسلامية مستخدمين في ذلك أحط الأساليب الملتوية للوصول إلى جميع المجتمعات والفئات العمرية وبخاصة الشباب وكلنا يسمع عن إمبراطوريات الملياردير مردوخ اليهودي في عالم إعلام اليوم وسوف أسوق فقط بعض الأمثلة الحديثة على أفاعيل اليهود في السنين القلائل الماضية تحكما في وسائل الإعلام لحرب الإسلام: الموضوع الشهير بالرسوم الكاريكاتورية التي بدأت في الدانمارك وانتشرت للنيل من رسول الله صلي الله عليه وسلم وساهم الإعلام اليهودي فيها بقسط وافر وانقلبت عليهم فكانت أحد أكبر أسباب انتشار الإسلام في أوروبا

والمساهمات الهائلة التي قدمها اللوبي الصهيوني الإعلامي لتلميع سلمان رشدي وتسليمة نسرين ضد الإسلام ونشر كتاباتهما المليئة بالكراهية والافتراءات الخائبة والتافهة الفكر والمتواضعة جداً أدبياً وتصويرها على أنها من روائع الأدب والنقد الحديث وأفاضوا عليهما الجوائز كالمطر والدعم الإعلامي السافر حينا والمختفي أحياناً أخرى للحرب ضد الحجاب بصفته رمزاً إسلامياً ومحاولة منعه في أوروبا والكثير من الدول والدعم الهائل الذي يقدمونه لإنتاج أفلام فضائحية جنسية لتشويه القرآن وسيرة النبي في الدول الأوروبية وما هي في الحقيقة إلا تعبير عن شديد خوفهم من شدة انتشار الدين الإسلامي وقد أسلم في النمسا العام الماضي الآلاف بعد أن نفذت جميع نسخ القرآن المترجمة المطبوعة والإلكترونية من المحلات بعد أن أعلن المتطرفون المدعومون باليهود عن إنتاج فيلم يحارب القرآن ويصفه بأنه دين العنف والتطرف فقلب الله عليهم أعمالهم والحرب الإعلامية الهائلة التي يتزعمها اليهود ضد الدول الإسلامية التي تمتلك سلاحاً نوويا كباكستان وكيف توصلوا إلى إشعال الحروب فيها ضد الجماعات الإسلامية لتتأخر البلد عشرات السنين والحرب التي لا هوادة فيها التي تشنها على إيران حتى لا تتمكن دولة إسلامية أخرى من تملك السلاح النووي ليبقى لها التفوق فعند إسرائيل مئات الرؤوس النووية ويلحق بهذا النجاح الإعلامي الهائل الذي يحرزونه في تصوير المقاومة الفلسطينية واللبنانية بالإرهابيين المجرمين الذين يروعون الآمنين من اليهود بينما هم يسفكون دماء المئات ويدكون القرى والبلاد بالصواريخ ويدمرونها تدميرا ولكن ينجحون كل النجاح في تقليل شأن ذلك فلا يرى العالم منه إلا لمحاً يسيرا ويرى المقاومين المسلمين أشد فتكا من الإرهابيين النازيين إنه إعلام اليهود

فاليهود أبرع الناس في الترويج للمبادئ والمذاهب والفلسفات والنظريات التي تنفعهم وتضر غيرهم وما من مذهب يوصل إلى خير لهم إلا نشروه وقنَّنوه والأمثلة كثيرة منها على سبيل المثال: أولهما تهمة معاداة السامية التي تمكنوا من أن يجرِّموا من يقوم بعدائهم أو كشف إجرامهم في المحافل العالمية وأصبحوا يستصدرون ضده أحكام السجن في أكثر دول أوروبا وقد استطاعوا بهذا إخراس الكثير من الألسنة بل وتوصلوا إلى تغيير المناهج التعليمية في العديد من الدول بنفس الحجة والثانية هي المحرقة اليهودية التي أقامها هتلر لهم إبان الحرب العالمية الثانية والتي أصبح مجرد إنكارها تهمة أيضاً يعاقب عليها القانون وصارت سيفاً مصلتاً يستخدمونه عندما يريدون لإخضاع من يريدون من الأفراد والدول التي يبتزونها بهذه التهمة على مدى سنين طوال وهلم جراً والثالثة: فكرة "الحرية الشخصية" وهى حقٌ أرادوا به باطل وأصبحت الباب الذي يدخلون منه لهدم جميع القيم تذرعاً بها وأمكنهم أن يجرموا الأهل إذا منعوا أولادهم من ممارسة الجنس إذا رغبوا في ذلك كما فعلوا في أمريكا وحرية الشذوذ الجنسي للذكور والإناث ومقاومة النظرة الدونية في المجتمع للمثليين وأن منع الشذوذ ومنع الإجهاض مظهر أساسي للتخلف وأخذوا الأمم المتحدة والمحافل الدولية وسيلة ومطية ذلولاً لإجبار الدول والمجتمعات على الفجور والتسيب وهدم ما بقى من أخلاق تحت شعار التطور و"الحرية" وإلا حوربت تلك المجتمعات وحرمت من المساعدات وربما شنت عليها وعلى قادتها الحروب وطُلِبُوا في المحاكم الدولية


منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...)?&id=86&cat=2







رد مع اقتباس
قديم 10-12-12, 03:18 pm   رقم المشاركة : 25
الفتى المرموز
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الفتى المرموز غير متواجد حالياً

يجند اليهود لفكرة " الدفاع عن حقوق المرأة المقهورة في البلاد الإسلامية" الكثير من المفكرين المحليين والنساء المسلمات اللاتي لديهن الرغبة في نيل المناصب ويساعدونهن بالوسائل التي لا تخفى على أحد من المساعدات اللوجستية والتكنولوجية والأدبية لنشر أفكار تحرير المرأة ونيل حقوقها المغصوبة وتشجيع الطلاق وإباحة الإجهاض بلا رابط والإنفاق على المطلقات وأبنائهن وتسمية أولاد الزنا بأسماء أمهاتهن كما بأوروبا وجعل ممارسة الجنس قبل الزواج حقاً من حقوق المرأة المقهورة ومحاربة الختان ومحاربة فكرة أن بكارة الفتاة دليل عفتها إذ ليست العفة بضاعة هامة للفتاة الحديثة مادمت تكشف شعرها أو ساقيها وتعرف الكمبيوتر وتعليم الجنس عملياً في المدارس وبخاصة للفتيات بحجة تجهيزهن ليصرن أمهات المستقبل مع تدريبهن الكافي بالمرة على وسائل منع الحمل ويقيمون لذلك مجالساً قومية لحقوق وحرية النساء اللائي هن جواري وعبيد في بلاد المسلمين إنها القدرة الجبارة لليهود في نشر الفكر الحديث الخبيث وعندما يريد اليهود نشر مذهب لأحد يهمهم أو يساعدهم فكره فإنهم يرفعون صاحبه إلى مصاف العلماء ولو كان حقيراً وأعدوا لذلك عددا من الجوائز العالمية المغرية ومراكز الأبحاث والمجلات العلمية الرصينة وغيرها وسخروا لأغراضهم جميع وسائلهم التي ذكرناها بلا استثناء وخذوا أمثلة: لقد رفعوا (نيتشه ) إلى القمة لأنه سخر من الأخلاق الفاضلة كالرحمة والشفقة ونادي بأخلاق العنف والاستخفاف بالقيم التي تتفق مع الروح اليهودية الشريرة وتاريخها الأسود

ورفعوا(دارون) صاحب نظرية النشوء والارتقاء إلى مرتبة العظماء وروَّجوا لمذهبه واستخدموه لمصلحتهم في التهوين من شأن الأديان والأخلاق لأنه ما دام كل شئ يبدأ ناقصا مشوها ثم يتطور – كما يرى دارون – إذاً فلا قداسة لدين ولا لخلق ولا لعرف متبع ومع أن نظرية دارون قد ماتت كنظرية علمية إلا أنها مازالت تدرس في أمريكا وأوروبا في المدارس والجامعات بتأثير جمعيات الضغط وطبعا لا تزال تدرس في الدول العربية والإسلامية على مساوئها وللأستاذ عباس العقاد كلام حسن في هذا المعنى فهو يقول (ولن تفهم المدارس الحديثة في أوربا ما لم تفهم هذه الحقيقة وهى أن إصبعا من الأصابع اليهودية كامنة وراء كل دعوة أو فكرة تستخف بالقيم الأخلاقية وتهدف إلى هدم القواعد التي يقوم عليها مجتمع الإنسان في جميع الأزمان فاليهودي (كارل ماركس)وراء الشيوعية التي تهدم قواعد الأخلاق والأديان والطموحات الشخصية للأفراد واليهودي(دركيم) وراء علم الاجتماع الذي يلحق نظام الأسرة بالأوضاع المصطنعة ويحاول أن يبطل آثرها في تطور الفضائل والآداب والأخلاق واليهودي (سارتر) وراء الوجودية التي نشأت معزِّزة كرامة الفرد فجنح بها إلى حيوانية تصيب الفرد والجماعة ومن الخير أن تدرس المذاهب الفكرية بل الأزياء الفكرية كلما شاع منها في أوربا مذهب جديد ولكن من الشر أن تدرس بعناوينها ومظاهرها دون ما وراءها من عوامل المصادفة العارضة والتدبير المقصود) وقل مثل ذلك في اليهودي (فرويد) الذي يرجع كل الميول والآداب الدينية والخلقية والفنية إلى الغريزة الجنسية وبهذا تنحط في نظره صلة الفرد بمجتمعه وبأسرته وبالكون وما وراءه

مع أن نظريات فرويد الجنسية قد أصبحت اليوم في عداد النظريات التي لا تصمد للبحوث العلمية والمناقشات الرصينة إلا أن اليهود مازالوا يحافظون لها على وجود علمي قيم ومعتبر من خلاك تحكمهم في الكثير من الجامعات الراقية والمعاهد العلمية والمجلات المعتبرة تماما كما يفعلون مع نظريات دارون التي عفا عليها الدهر وكما سبق وأشرنا إلى سلمان رشدي ونسرين وغيرهم ومن هذا نرى أن الأفكار الخبيثة من أهم الوسائل التي يلجأ اليهود إلى نشرها لإشاعة الرذيلة والفاحشة بين الأمم فالمرأة اليهودية مشهورة بأنها لا ترد يد لامس وتفترش عرضها في سبيل الحصول على منفعة ما واليهود يعتمدون على المرأة اعتمادا كبيرا من أجل غاياتهم ومطامعهم وكلنا يعلم كيف استخدم اليهود سلاح المرأة في الغواية والإيقاع بالجواسيس في مختلف بقاع الدنيا أو في ابتزاز وتهديد من يريدون إخضاعهم لأي سبب أو فكرة وقصص النساء اليهوديات اللائي استخدمن بعناية وحرفية ومهنية بالغة للإيقاع بمشاهير القادة في العالم أو للتوصل لأسرارهم بإغوائهم أو حتى بطرحهن بدقة فائقة في طريق ذاك السياسي أو الزعيم ويسلمن على يديه إن أهمه ذلك ويتزوجها ويحميها وهى يهودية جاسوسة أو مدسوسة وتمر الأيام وتنكشف الحقائق العجيبة

وقد استيقظ العالم منذ سنوات على قصة أشهر أحد القواد المسلمين الذين القوا الرعب في قلوب العالم الغربي وهو يتزوج امرأة أسلمت كانت يهودية في الأصل فأسلمت وعاشت معه سنة أو أكثر ثم انفصلا بعدها ونشرت المرأة العديد من خبايا أسراره وحياتها معه وربحت من وراء ذلك شهرة هائلة وثروة طائلة مع تشويه متعمد لسير هؤلاء الأفراد والحقيقة أن تجارة الدعارة والجنس التي يسيطر عليها اليهود تكاد تكون أكبر تجارة في الدنيا بعد تجارة السلاح والتي يسيطر عليها اليهود أيضاً وهم اليوم أصحاب بيوت الدعارة في العالم وأصحاب المحطات الفضائية والمجلات الجنسية التي تعد بالآلاف وهم ناشرو الانحلال الجنسي والخلقي في كل مكان في العالم الواقعي والعالم الإفتراضى من المواقع الجنسية على الإنترنت وغيرها وأمكن اليهود منذ أيام قليلة أن يقنعوا فتاة شرقية شهيرة مسلمة مقيمة بأوروبا تحت ستار الحرية أن تنشر صورا عارية لها بأشهر مجلات العرى وقالوا أخيراَ تحررت المرأة المسلمة فمن الحجاب إلى البلاى بوى وفى دولة إسرائيل عشرات القرى لا تخضع في علاقاتها الجنسية لنظم الزواج وإنما تقوم العلاقات بين الرجال والنساء على الإباحية المطلقة وكلنا يعرف ماذا كانت تفعل بناتهم لإغواء شبابنا في الأماكن السياحية الشهيرة في مصر والعالم العربي بل وفى العالم كله


منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...)?&id=86&cat=2







رد مع اقتباس
قديم 12-12-12, 08:55 pm   رقم المشاركة : 26
الفتى المرموز
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الفتى المرموز غير متواجد حالياً

ومن أهم الحيل التي يتوصل بها اليهود اليوم لنشر أفكارهم وكسب تعاطف العالم معهم وإذلال أعدائهم والوصول لأذية من يناوئهم ولا يوافق خططهم ولا يساير أفكارهم :استخدام أسلحة المساعدات الدولية من أمريكا والدول الغربية والبنك الدولي لربطها بمخططات التعاون مع اليهود أو أخذ موافقاتها عن طريق هيئات عالمية يسيطر عليها اليهود فلا تكون إلا برضاهم وحتى الكونجرس الأمريكي ومجلس الشيوخ وقس على ذلك الكثير من المجالس الأوروبية يسيطرون على القرار فيها من خلال اللوبي الصهيوني فيدخلون من يشاءون جنتهم ويكوون من شاءوا بنارهم وأيضاً عمل اتفاقيات عالمية عديدة لها مزايا تجارية هائلة وهى تسمى الدول الأحق بالرعاية ويمنح شرف الانتساب إليها لكل من يقف بصفهم أو يساعدهم مثل اتفاقية دول الكويز الشهيرة والتي تمنح مزاياها بقدر ما تستورد الدولة من مواد مصنعة من إسرائيل

وكذلك مراكز الأبحاث العالمية سوءاً العسكرية أو الزراعية والجامعات اليهودية والإسرائيلية التي ضخمتها آله الدعاية الصهيونية حتى ألحقتها بمصاف المراكز الأولى العالمية فتهافتت دول العالم الثالث عليها من مراكز أبحاث وجامعات مصنفة عالمياً بعد أن رأوا دول العالم الغربي تتعاون معا في منظومات الصواريخ دفاعا وهجوما وفى التطوير الزراعي المتقدم فأمكن لهذه المراكز أن تتسلل لكثير من الدول الأفريقية وتبث مع التطور سمومها وتتمكن بالأموال من زعمائها وساستها أو تفسد الأنظمة الزراعية في الخفاء بدعوى التطوير ففي مصر مثلاً تمكنوا من إدخال سوسة النخيل لضرب النخيل المصري وتمكنوا من إفساد سلالات النحل المصرية بسلالات شرسة أضرت بالنحل في مصر بشدة وسلالات كتاكيت تحمل أمراضاً فيروسية قاتلة وأحزمة مشعة تسبب العقم ولبان يسبب الهياج الجنسي وشامبو به مواد كيماوية تؤذى المخ

وأطرح عليكم سؤالاً ربما ظنه البعض من الخيال العلمي: هل يتخيل أحدٌ أنهم يطورون حالياً أسلحة بيولوجية انتقائية تعمل على الجينات البشرية فتوضع في الماء والهواء فتنتقى العرب في إسرائيل فتؤثر فيهم أما اليهود الذين يحملون جينات اليهود الوراثية فلا تتفاعل معهم والله من ورائهم محيط[1] وأيضاً مراكز الاستخدام والتشغيل التي تقوم بتشغيل شباب العالم الثالث وبخاصة المسلمين في أمريكا وأوروبا وإسرائيل بشرط التحلل من الدين واستغلال الحاجة للمال وللنساء لتجنيد بعضهم أو استخدامهم في النشاطات المساعدة أو لتكوين الخلايا النائمة الجاهزة للاستخدام دائماً وكذلك شركات ومصارف غسل وتبييض الأموال لمساعدة عصابات العالم التي تعمل بجميع المحرمات الدولية من النشاطات مثل بيوت الدعارة التقليدية وتجارة النساء للعمل والرق وتجارة توريد العاهرات وهى من أكبر شبكات العالم قاطبة

وتجارة الجنس المتخصص لممارسة الشذوذ والأطفال وتجارة الجنس بالصور والأفلام والتمثيل ومواقع النت وتجارة مزارع المطاط والدخان وتراب الذهب والألماظ وبيع الأطفال للتبني وبيع الأعضاء وتجارة بيع الأجنة والسقط وصناعة وتجارة المخدرات والأسلحة والتصفية الجسدية والخطف وتجارة بيع النفايات النووية وتجارة دفن النفايات النووية وتجارة جلب المرتزقة والطيارين وتجارة جلب وتشغيل العلماء السابقين وتصريف بلايين الأجهزة الكهربية المستعملة بحجة نقل التكنولوجيا بتكلفة زهيدة وتهريب الآثار واللوحات وتصريف المقتنيات الثمينة وصنع الخلايا النائمة ومافيا تهريب اليهود وتجارة الجواسيس كل ذلك مع تمكين العصابات من تبييض أو تسييل أموالهم لتهريبها حيث شاءوا خدمة لجميع الأغراض بالإضافة بالطبع لأغراض اليهود الأساسية من تمويل عمليات إفساد الأخلاق وتخطيط وتنفيذ مخططات الإخلال بالأمن وتنشيط العصابات والحركات المسلحة والنعرات الطائفية لخدمة أغراضهم في النهاية

والأمثلة الاقتصادية لا تنتهي فتجدهم في كل مكان يبنون السدود ويدربون المرتزقة ويقيمون محطات المياه والكهرباء والصرف الصحي ويقيمون المدارس ويحاربون الأمراض والأوبئة وينشئون المحطات الإذاعية والتلفزيونية وينقلون الحضارة وهم يقومون بتنفيذ كل ما سبق من الألف إلى الياء من أول دراسات الجدوى الموثقة وإنشاء الشركات وتشغيل العمالة وتصريف المنتج وعمل الدعاية والتمويل المالي واللوجستى في جميع المراحل وبحيث تكون العمليات في النهاية محكمة تحت ستار مساعدات اقتصادية أو قروض بنكية ومشاريع تنموية وأهداف إنسانية ويكون الأمر كله برمته تحت سيطرتهم ولخدمة كل أغراضهم الدنيئة فمع كل قرش ينفق تعود إليهم عوائد لا حصر لها من السيطرة على البلاد وساستها وزعمائها ومنابع ثروتها من المواد الخام والأيدي العاملة وهكذا كانوا على مر الزمان منذ بدايتهم وهكذا هم

[1] [كان العلماء الأمريكيون قد أعلنوا في مطلع هذا القرن أنهم سينجحون في غضون عشر سنوات في إنتاج نوع جديد من السلاح الحيوي سيغير مجرى التاريخ بشكل جذري وطبقا لتصريحات العلماء الأمريكيين فقد آن الأوان لظهور هذا السلاح وسيظهر في المستقبل القريب نوع جديد من الأسلحة الحيوية الانتقائية يمكنها أن تغير توازن السلطة السياسية في العالم والمبدأ الرئيسي لهذا السلاح "ابحث عنه وأبده نهائيا تبعا لبصمته الوراثية" هذا السلاح الانتقائي سيكون قادرا على إصابة بعض الناس ولا يصيب البعض الآخر طبقا لعلامة وراثية محددة سلفا مثل شكل العين أو لون البشرة ويمكن أن تظل العدوى المرضية كامنة وتظهر متأخرة أو تبدأ فقط عند تعاطي نوع محدد من الدواء] نقلاً عن القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلي



منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...)?&id=86&cat=2







رد مع اقتباس
قديم 15-12-12, 09:56 am   رقم المشاركة : 27
الفتى المرموز
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الفتى المرموز غير متواجد حالياً

أخصَّ آية في كتاب الله شغلت المفسرين والمفكرين والمحللين والاجتماعيين والعلماء من لدن إنزالها إلى الآن وإلى ما شاء الله من الأزمان في شأن كشف ما خفي من ماضي ومستقبل تاريخ بني إسرائيل أو إن شئت قلت اليهود إنها الآيات الكريمة التي يكشف الله فيها النقاب عن أحداث ماضية في تاريخهم وأحداث آتية بعضها كان لم يظهر بعد عند نزول الآيات ثم ظهر مع مرِّ الزمان وتحقق للعيان وبعضها ما زال في رحم الزمان يسقى بخفي أقدار الرحمن حتى يأتي أوان ظهوره للعيان وإن كنَّا نراه على مرمى حجر آيات العجب والعجائب ترسم الوعد والوعيد إن الله لا يخلف الميعاد {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً}

وقيل في معني{وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} أعلـمنا بني إسرائيل وقيل أخبرناهم وتفصيله أن الله يقول لنا أنه سبحانه أخبرهم وأعلمهم فـيـما أنزل من كتابه علـى موسى أو فيما أوحى إلى عبده موسى يقول: لتعصنّ الله يا معشر بنـي إسرائيـل ولتـخالفنّ أمره فـي بلاده مرّتـين وَلَتَعْلُنَّ عَلُوًّا كَبِـيرا ولتستكبرنّ علـى الله بـاجترائكم علـيه استكبـارا شديدا وقال آخرون إنما معناه أننا قضينا علـى بنـي إسرائيـل فـي أمّ الكتاب وسابق علـم الله بكذا وكذا وقال ابن عبـاس: هو قضاء قضى علـيهم.، وقال قتادة: قضاء قضاه علـى القوم كما تسمعون وكلّ هذه الأقوال تعود معانـيها إلـى قوله {وَقَضَيْنَا} وإن كان الذي اخترنا من التأويـل فـيه أشبه بـالصواب لإجماع القرّاء علـى قراءة قوله {لَتُفْسِدُنَّ} بـالتاء دون الـياء ولو كان معنى الكلام: وقضينا علـيهم فـي الكتاب لكانت القراءة بـالـياء أولـى منها بـالتاء ولكن معناه لـما كان أعلـمناهم وأخبرناهم وقلنا لهم كانت التاء أشبه وأولـى للـمخاطبة

ونحن نضيف أن المعنى بأخبرناهم وأعلمناهم أن هذا سيحدث منهم ربما كان أنسب لمحاججة بني إسرائيل من قولنا أخبرناهم أننا قضينا عليهم بتلك الأفعال لأن اليهود أهل لجاج وشقاق فسيحتجون أنه قضاء قضى عليهم ولا ذنب لهم فما كان منهم مخالفاً لم يكن لسوءهم بل لنفاذ القضاء عليهم وقد يكون إخبارهم أو إعلامهم بآيات أنزلت في كتابهم أو بوحي أو إلهام أحدث لنبيهم من باب إعلامه بغيوب سيحدثها قومه أو ستحدث لهم أو من باب إطلاعه على غيب مخطوط في اللوح المحفوظ أو غيوب أعلمها الله له مناجاة مباشرة أو عن طريق الملك أو كيفما شاء الله والكتاب هو التوراة أو اللوح المحفوظ أو علم الله الأزلي وهنا مقابلة رائعة أشير إليها لتوضيح طبيعة بني إسرائيل وحبهم للفساد والعلو في الأرض وأعيروني أفهامكم وانتباهكم كلكم يعرف ماذا كان رد فعل بني إسرائيل لما أخبرهم موسى بأن الله كتب عليهم قتال الجبارين شرطاً لدخول الأرض الموعودة أو الأرض المقدسة

فهذا خبرٌ من موسى لهم بقضاء الله عليهم هل استكانوا للخبر وقالوا سمعنا وأطعنا لا بل قالوا سمعنا وعصينا وتحاججوا ورفضوا الانصياع لقضاء الله عليهم أو لأمر الله لهم وقالوا لموسى أذهب أنت وربك فقاتلا ولم يكتفوا بذلك بل تبجحوا وقالوا إنا ها هنا قاعدون فامتنعوا وتبجحوا وتمردوا بكل صلافة وتبجح وشطط وعناد على الأمر الواضح الصريح فإذا كان هذا طبعهم ودأبهم فهل يقدر أحدٌ أن يخبرني بالمقابل لما هو أعلاه إن كان لدى أحد إجابة: لماذا لما أخبر موسى قومه بقضاء الله عليهم أو بخبره لهم أنهم سيفسدون في الأرض مرتين وسيعلون علوا كبيراً وهى أخبار سيئة بقضاء ينبئ بالفساد والطغيان ومخالفة أمر الله والعقاب الجبار أيضا فلماذا لم ينتفضوا عليه ويقولوا لموسى لم كتب علينا ربك الفساد؟ أو لم قضى علينا بالمخالفة والعلو في الأرض بغير الحق ونحن أتباعك وشعب الله المختار؟ لم لَم يعترضوا مطلقاً على ذلك القضاء أو الخبر كما اعترضوا على كل خبر أتاهم أو قضاء نزل لهم أو حتى شرع نزل لهم ليحكموا به؟

لما لم يحكِ لنا الله أو رسوله أنهم بكوا واستغفروا وأنابوا وتطهروا أو سألوا الله أن يرحمهم من تلك الأقدار أو يتنزل عليهم بعفو العزيز الغفار مع أنهم كانوا دائماً أهل لجاج وعناد فلماذا تركوا اللجاج والعناد في هذه؟لماذا لم يقولوا: لم يارب كتبت علينا أن نفسد في الأرض أو نعلو بغير الحق كما قالوا لم كتبت علينا قتال العماليق ورفضوه بتاتاً وإجابة هذا أو سرُّ هذا: إن بنو إسرائيل تركوا اللجاج عندما سمعوا أخبار الغيب أنهم سيفسدون في الأرض لأنهم كانوا بالفعل يحبون الفساد وتميل له أنفسهم وطبائعهم وكانوا يحبون الكبر والعلو بغير الحق وكان بطر النعمة من شأنهم ووصفهم فلما أخبرهم الله بالسىء الذي تميل له طباعهم سكتوا وقالوا في أنفسهم لا نعترض في هذا الخبر فهو كتب علينا والحقيقة أن الخبر وافق طبائعهم و ميولهم ففرحت به نفوسهم الشريرة وطبائعهم المريضة وإنما سقت لكم تلك المقابلة لكي يدرك كل عاقل أنهم مسؤولون تماماً عن أفعالهم لأنهم سكتوا عما مالت له نفوسهم من الأخبار وارتكبوه وامتنعوا عما كرهوا مع صريح الأمر به فهم مسؤولون عن كل أفعالهم مسؤلية تامة فإخبار الله لهم واقعٌ من باب الإعلام لا من باب القهر على ولا الإجبار


منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...)?&id=86&cat=2







رد مع اقتباس
قديم 16-12-12, 07:09 am   رقم المشاركة : 28
الفتى المرموز
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الفتى المرموز غير متواجد حالياً

{وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ}الإفساد في الأرض هو إظهار أنواع الفساد والفجر والمخالفات وقيل الفساد هو قتل الأنبياء والأرض قيل أرض الشام أو أرض مصر وقيل الأرض المقدسة وقد تعنى أي أرض أو حتى ربما كلَّ الأرض في وقت ما وفى المرتين اختلافات عديدة وأراء كثيرة أوردها العلماء الأفاضل في كتب التفسير ونجملها فنقول أن المرة الأولى من الإفساد هي تغيير التوراة وقيل بل هي مخالفة أحكام التوراة ومن قالوا أن الفساد قتل الأنبياء قالوا: المرة الأولى هي قتل زكرياء وحبس أرمياء وقيل قتل شعياء وقتل أرمياء أو حبس أرمياً وجرحه حين أنذرهم سخط الله إذ وعظهم وبشرهم بنبينا صلي الله عليه وسلم وهو أول من بشر به بعد بشارة التوراة والأخرى أو الثانية هي قتلُ زكريا ويحيـى ومن قال: إن زكريا مات في فراشه اقتصر على يحيـى ويضيفون عزمهم أو قصدُ قتلِ عيسى قيل كان بين الفسادين مائتا سنة وعشر سنين وقيل مائة وعشرون

وفى التحرير والتنوير أن هذه الآية تشير إلى حوادث عظيمة بين بني إسرائيل وأعدائهم من أمتين عظيمتين حوادث بينهم وبين البابليين وحوادث بينهم وبين الرومانيين فانقسمت بهذا الاعتبار إلى نوعين نوع منهما تنْدَرج فيه حوادثهم مع البابليين والنوع الآخر حوادثهم مع الرومانيين فعبر عن النوعين بمرتين لأن كل مرة منهما تحتوي على عدة ملاحم فالمرة الأولى هي مجموع حوادث متسلسلة تسمى في التاريخ بالأسر البابلي وهي غزوات (بختنصر) مَلِك بابل وأشور بلاَد أورشليم والغزو الأول كان سنة 606 ق م أسَر جماعات كثيرة من اليهود ويسمى الأسر الأول ثم غزاهم بالأسر الثاني وهو أشدُّ من الأول كان سنة 598 ق م وأسَرَ ملكَ يهوذا والكثير من الإسرائيليين وأخذ ذهب هيكل سليمان ونفائسه والأسر الثالث المهلك سنة 588 ق م غزاهم «بختنصر» وسبى كل شعب يهوذا وأحرق هيكل سليمان وبقيت أورشليم خراباً يباباً ثم أعادوا تعميرها أما المرة الثانية فهي سلسلة غزوات الرومانيين بلادَ أورشليم وإسناد الإفساد إلى ضمير بني إسرائيل مفيد أنه إفساد من جمهورهم بحيث تعد الأمة كلُّها مُفسدة وإن كانت لا تخلو من صالحين

وقال الجبائي رحمه الله إن اللـه تعالى ذكر فسادهم في الأرض مرتين ولم يبين تفصيل ذلك فلا يقطع بشيء مما ذكر فإنهم لما حملت مريم اتهموه بها وقالوا: ضيَّع بنت سيدنا حتى زنت فطلبوه فهرب منهم فانفتحت له شجرة فدخل فيها وبقي طرف ثوبه خارجاً من الشجرة فجاءهم الشيطان فدلَّهم عليه فقطعوا الشجرة بالمنشار وهو فيها وقيل بل لما مات ملكهم تنافسوا على الملك وقتل بعضهم بعضاً ولم يسمعوا من زكريا نصحاً فأمره اللـه تعالى أن قم في قومك أوح على لسانك فلما فرغ مما أوحى عليه عدواً عليه ليقتلوه فهرب فدخل الشجرة فقطعوه وورد أيضاً أن زكريا مات حتف أنفه ولم يقتل وأما السبب في قتلهم «شَعْيا» فهو أنه قام فيهم برسالة من الله ينهاهم عن المعاصي وقيل: هو الذي هرب منهم فدخل في الشجرة حتى قطعوه بالمنشار لأن زكريا مات ولم يقتل عند أصحاب هذا الرأي

وسبب قتلهم يحيى بن زكريا قبل لأن ملكهم أراد نكاح بنتاً أو امرأة لا تحل له ( ابنته أو ابنة أخيه أو امرأة أخيه وكانت لا تحل لهم وقيل ابنة امرأته) فسأل يحيى فنهاه عنها فقتله الملك وقيل لما نهاه يحيى عن نكاحها حنقت أمها على يحيى وعمدت إلى ابنتها فزينتها وأرسلتها إلى الملك ساعة شرابه وأمرتْها أن تسقيَه وتغريه بها فإِن أَرادها على نفسها أَبت حتى يؤتى برأس يحيى بن زكريا في طَسْت ففعلت، فقال: ويحك سليني غير هذا فقالت: ما أريد إلا هذا فأمر فأتي برأسه والرأس يتكلم ويقول: لا تحل لك لا تحل لك وقيل ما زال دم يحيى يغلي حتى قتل عليه من بني إسرائيل سبعون ألفا فسكن وقيل: لم يسكن حتى جاء قاتله فقال: أنا قتلته فقُتِل فسكن وقيل أغرب من ذلك {وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً} وأصل معنى العلو الارتفاع فهو ضد السفل وتجوز به عن التكبر والاستيلاء على وجه الظلم أي لَتَعَظَّمُنَّ أو لتستكبرن عن طاعة اللـه تعالى وَلَتَبْغُنَّ ولتفجرن أو لتغلبن الناس بالظلم والعدوان وتفرطن في ذلك إفراطاً مجاوزاً للحد وهذا العلو الكبير لا يوجد له حدٌ أو توصيف فهو من غيوب الله ولكنه يكون في الحالتين وفى الفسادين الذين يظهرهما بنو إسرائيل أو في جميع الإفسادات التي يظهرونها وهو يزيد وينقص بحسب الحالة أو الزمن الذي يظهر فيه الفساد أو يعلون فيه


منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...)?&id=86&cat=2







رد مع اقتباس
قديم 19-12-12, 10:31 am   رقم المشاركة : 29
الفتى المرموز
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الفتى المرموز غير متواجد حالياً

{فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً} أي فإذا جاءت عقوبة أُولى المرَّتين على اليهود من الإفساد أرسلنا عليكم عباداً لنا وهؤلاء العباد قيل أنهم: جالوت وجنوده قتلوا علماءهم وأحرقوا التوراة وخربوا المسجد وسبوا منهم سبعين ألفاً وقيل بُخْتَنَصَّر وهو الذي دخل ووجد دم نبي الله يحيى يفور فسألهم لمن هذا فكذبوا فقتل أعداداً هائلة حتى اعترفوا أنه دم يحيى فأكمل السبعين ألفاً حتى سكن الدم وقيل بل سبعين ألفا مرتين وقيل بل قتل بختنصر أربعين ألفاً ممن يقرأ التوراة وخرب بيت المقدس وذهب بالبقية إلى أرضه فاستعبدهم هناك في الذل والخدمة بالخزي والنكال والعقاب على ما فعلوا مائة عام وقيل أن بختنصر وجنوده كانوا عبادا مؤمنين لله وهم البقية الباقية من إتباع النبي يونس فهم من بلده وباقي عشيرته وقيل هم العمالقة (البدو الرحل المقاتلين) وكانوا كفاراً ولكنهم عبيد لله ففي قراءة {عَبِيداً لَّنَا}

فإن سأل سائل هل يصح أن يبعث الله الكفرة على ذلك ويسلطهم عليه تكون الإجابة أن الله خلَّى بينهم وبين ما فعلوا ولم يمنعهم قيل هو ملك الموصل سنحاريب وجنوده أو قوم من أهل فارس وقالوا بل سلَّط الله عليهم سابور ذا الأكتاف من ملوك فارس وأيا من كانوا فقد كانوا ذوي عدد وقوة في القتال فجاسوا خلال الديار وجاسوا إما هي وصف لما فعلوه أي أنهم تملكوهم ومشوا خلال ديارهم إذلالاً وتكبراً وقهراً أو مشَوا بين منازلهم يتجسسون أخبارهم ولم يكن قتال وزاد البعض قليلاً فقالوا بل عاثوا وأفسدوا يقال: جاسوا وحاسوا فهم يجوسون ويحوسون إذا فعلوا ذلك وقد تكون جاسوا وصفاً لنتيجة تالية لما فعلوه بهم وهذا لمن قالوا بالتقتيل وقد حدث أكثر من مرة فقتلوهم وبلغ من تقتيلهم أنهم طافوا خلال الديار ينظرون هل بقي أحد لم يقتلوه؟ ليفعلوا لأن "الجوس" هو طلب الشيء باستقصاء فقد استقصوا في طلب قتلهم ويمكن أن تقول بلغة اليوم " تمشيط" الديار بحثا عنهم لقتلهم بعد أن قتلوا من قتلوا وقيل قتلوهم حيثما وجدوهم بين بيوتهم وفى شوارعهم أو في داخل مخادعهم وديارهم

واعلم أنه لا يتعلق كثير غرض في معرفة أولئك الأقوام بأعيانهم بل المقصود هو أنهم لما أكثروا من المعاصي سلط عليهم أقواماً قتلوهم وأفنوهم{ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً} و"الكَرَّة":الرجعة والدُّولة أي ثم بعد مرور سنوات أو وقت مقدور غيرنا الأحوال وبدلنا الحوادث وأظفرناكم بهم والخطاب مازال لبنى إسرائيل: وذلك حين قتل داودُ جالوتَ وعاد ملكهم إليهم وحكي أن رجلاً دعا على «بختنصر» فقتله الله فبقتلُ بُخْتنصّر واستنقاذُ بني إسرائيلَ أُسراهم وأموالَهم ورجوعُ المُلْك إليهم ولكن لم تقم لهم دولة بذاتهم وقيل ذلك أنه لما ورِث بهمنُ بنُ إسفنديارَ المُلكَ من جدّه كشتاسفَ بنِ لـهراسب ألقى اللـه تعالى في قلبه الشفقةَ عليهم فردّ أُسراهم إلى الشام وملّك عليهم دانيال فاستولَوا على من كان فيها من أتباع بُخْتنصر وقيل بظهور كورش الهمذاني على بختنصر وقيل: قيض الله ملكاً آخر غزا أهل بابل واتفق أن تزوج الملك بامرأة من بني إسرائيل فطلبت تلك المرأة من ذلك الملك أن يرد بني إسرائيل إلى بيت المقدس ففعل فأخذوا ما كان في يد بختنصر من المال والأسرى

وبعد مدة قامت فيهم الأنبياء ورجعوا إلى أحسن ما كانوا أي صاروا أكثر عدداً وأموالاً وأنصاراً منهم بعد الانتقام منهم في المرة الأولى وكان ذلك بعد مدة من الزمن قدرها بعضهم بمائة سنة حين تاب بنو إسرائيل عن ذنوبهم ورجعوا عن الإفساد {إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً} فإن أحسنتم بفعل الطاعات فإنَّ ببركة تلك الطاعات يفتح الله عليكم أبواب الخيرات وإن أسأتم بفعل المحرمات فقد أسأتم إلى أنفسكم فإن بشؤم تلك المعاصي يفتح الله عليكم أبواب العقوبات فإذا جاء وعد عقاب المرة الثانية أو وعد المرة الآخرة وهنا كما قيل في المرة الأولى أراء كثيرة للسادة المحدثين والعلماء أشهرها: بعثنا تطوس بن إسبيانوس الرومي مع جنوده ليجعلوا آثار الحزن ظاهرة في وجوهكم كما بكثير من كتب التفسير أو بعث الله عليهم قوماً ليسوءوا وجوههم فيظهر عليها أثر الحزن والقهر والمذلة بما استحقوا من العقاب

وعندها يدخل القاهرون الذين على أيديهم جاء العقاب المسجد أي بيت المقدس أو الأرض المقدسة فيستولون عليه أو يدمروه ويقهرونهم عليه ويملكونه من اليهود ثانية كما حدث مع العقاب أول مرة عندما دخله بختنصر وأصحابه وليتبروا ما علوا تتبيراً فيهدِّموا ويدمِّروا ما أقاموا وبنوا أو ما شيدوا وأنشأوا من البيوت أو المباني وقال بعضهم المرة الثانية هي مرة بختنصر إذ أن بختنصر غزاهم ثلاث مرات متتاليات وكانت ثالثتهم هي المدمرة {وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً} وإن عدتم للإفساد المرة الثالثة فإنه جلَّ وعلا يعود للانتقام منهم بتسليط أعدائهم عليهم فالوعيد إن تكرر الإفساد تكرر الانتقام ولم يبين سبحانه هنا هل عادوا للإفساد المرة الثالثة أم لا؟ ولكنه أشار في آيات أخر إلى أنهم عادوا للإفساد بتكذيب الرسول صلي الله عليه وسلم وكتم صفاته ونقض عهوده ومظاهرة عدوه عليه ومحاولة قتله كما ورد في السنة الشريفة إلى غير ذلك من أفعالـهم القبيحة فعاد اللـه للانتقام منهم تصديقاً لقولـه بأن سلط عليهم نبيه صلي الله عليه وسلم فجرى على بني قريظة والنضير وبني قينقاع وخيبر ما جرى من القتل والسبي والإجلاء وضرب الجزية على من بقي منهم وضَرْب الذلة والمسكنة وربما كانت الثالثة والرابعة أو أكثر فقد تكرر الفساد والعقاب والعودة إلى الله ورفع العقاب وتحسبن الإحوال ثم تدور الدورة فتكرر ذلك العديد من المرات والله أعلم بمراده في آياته


منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...)?&id=86&cat=2







رد مع اقتباس
قديم 21-12-12, 08:21 am   رقم المشاركة : 30
الفتى المرموز
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الفتى المرموز غير متواجد حالياً

نقول وبالله التوفيق وقد رأى رأينا هذا آخرون من المتأخرين أيضاً إذ إنه مرتبط بالحوادث التي جدَّت منذ وعد بلفور وحرب عام 1948 وقيام دولة إسرائيل وهذه كلها غيبيات لم يطلع عليها أسلافنا المفسرون فبالله عليكم ماذا يقول سادتنا العلماء السابقون لو رأوا ما عليه اليهود اليوم من الغلبة والقوة والمنعة والقهر والإفساد الذي عمَّ البلاد والعباد ووصلوا به أن تحكموا في أقوى دول العالم وصارت أهم قرارات أكبر محافل الدنيا لا تتخذ إلا وعيون كبرى قادة العالم على تملقهم وطلب رضاهم بما نسمى هذا العلو في الأرض الذي بلغوه والفساد الذي أحكموه ورأينا أن أغلب ما قيل في تعيين مرات الفساد كان مرتبطاً في تعيينه من كونه الأولى أو الثانية بقتل الأنبياء مع أن الله ذكر قتل بني إسرائيل للأنبياء في كتابه الكريم بمواقف مختلفة ولم يعبر عن موقف واحد منها بلفظة الفساد وإنما يقول"يقتلون الأنبياء" وكان ذلك حوالي ثلاث عشرة مرة

ولو كان معنى الإفساد في الأرض مخصوصاً بقتل نبي بعينه فإن الله أخبرهم أن قتل نفس واحدة عنده كقتل الناس جميعاً فليس قتل نبي بعينه يكون بالضرورة المقصود من الإفساد الأول أو الثاني لأنهم كانوا يقتلون سبعين نبياً في الصباح ويعقدون أسواقهم بالعصر فكم وكم من الأنبياء قتلوا أو آذوا أو حاولوا أن يقتلون حتى نبينا صلي الله عليه وسلم حاولوا قتله وكما ترون فليس في كلام المفسرين من تعيين مرَّتي الإفساد في الأرض من أمر قاطع أو تبرير ساطع يصمد للنقد فقد تعددت الآراء واختلفت وتجمعت وافترقت ومن هنا فنحن نرى أن الله تعالى لم يعين أحداثاُ بعينها لعلمه أن غيبه عجيب غريب فلو أخبر الله أحداً بالتصريح أن اليهود الضعفاء المتفرقين الجبناء سيتمكنون من السيطرة على اقتصاديات العالم ويكون بيدهم مفاتيح السيطرة على زعمائه وقواده وسيفسدون الدنيا فساداً ما سبقه إليهم أحد من خلقه ربما ما صدق ذلك أحد منهم بسهولة أبداً

فإننا نرى أن كل ما سبق من إفسادهم في الأرض شاملاً كلّ ما كان منهم من سوء فعالهم وقبيح خصالهم أينما سكنوا وحلوا من لدن نبيهم موسى إلى أن شتتهم الرومان في الأرض وبعثروهم في كل مكان فكل هذا شاملاً للمرة الأولى التي حددها الغالبية العظمى بأنها مرة بختنصر ثم مرات عديدة من باب وإن عدتم عدنا وهذا بما يشمل من أفعال البابليين والآشوريين والرومان قتلاً وتدميرا واستعباداً وتشريداً ثم عودة مُلكهم في وسطها وتحسن أحوالهم مرات عديدة وسلبهم مُلكهم ثانية وقتلهم وسبيهم وانتهى الأمر بانتقام الله منهم من باب وإن عدتم عدنا بأن شتتهم الرومان في جميع الأنحاء فهذه كلها بما فيها من علو وخفض أو إفساد وعقاب ثم عودة لله وتوبة وإعادة وإصلاح وأوبة هي المرة الأولى ومكررات "وإن عدتم عدنا"

ثم عاشوا المئات من السنين كذلك وهم مشتتون لا دولة لهم ولا شوكة ظاهرة لهم إلا محافظتهم على مجتمعاتهم الصغيرة وتمسكهم بتقاليدهم وطبائعهم وسلوكياتهم وحلمهم بالعودة للأرض المقدسة التي حرموا منها وفى انتظار حدوث الفساد الثاني القاهر أو الآخر وانتقام الله الماحق فكان قيام دولة إسرائيل عام 48 بعد وعد بلفور وقد أطلق عليه اليهود وعد العودة للأرض المقدسة أو هو في الحقيقة باب وعد الآخرة ولذا قال الكثيرون من المحدثين أن تعيين المرتين هو في الحقيقة مرتبط بقيام دولة لليهود وهم لم تقم لهم دولة إلا مرتين فكأن الله تعهد لبني إسرائيل بقيام دولة لهم في هذه الأرض مرتين وبيَّن أنهم سيفسدون في هاتين الدولتين إفساداً ويعلون علوا كبيراً ثم يأتيهم انتقام الله ويُدَمَّرُون في كل مرة ويُسْلَب منهم مسجدهم أو بيت المقدس ويدمر[1] فالدولة الأولى هي التي أقامها سيدنا داود وسيدنا سليمان وحكما فيها ملوك بني إسرائيل من ذرية سليمان فأكثروا في الإفساد في الأرض وانحرفوا عن منهج الأنبياء والدولة الثانية هي إسرائيل في فلسطين والفساد والقهر والعلو فيها بالفعل قد عمَّ جميع الدنيا بلا استثناء

ثم جاء الفساد الثاني وهو الذي لم يره المفسرون القدامى أبداً وقامت دولتهم في إسرائيل كما قلنا وهذا هو التغير الأكبر الذي حدث لهم منذ أيام سيدنا سليمان فإنهم لم تقم لهم قائمة حقيقية كدولة بعد ملك داود وسليمان إلا باحتلالهم لفلسطين فنحن الآن في قلب المرة الثانية من الفساد وقد أوشكت على الانتهاء ومجيء عقابها مجيء وعد المرة الثانية أو المرة الآخرة و يؤيد ما ذهبنا إليه أن المرة الآخرة وصفها الله في موضع آخر من السورة بقوله {فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً} فلكي تتحقق هذه الآية لابد أن يأتوا لفيفا من جميع البلاد وهذا ما حدث عندما أتت بهم مقادير الله لفيفا من جماعات وجماعات إلى فلسطين من جميع البقاع والأصقاع جمعهم فيها الله بوعد بلفور وهو باب تنفيذ وعد الآخرة ليلقوا في فلسطين وعد الآخرة

فالمرة الآخرة والتي فيها تدمير ما علوا تدمير والتي قبلها قد علوا في الأرض علواً كبيرا وتمكنوا من أن يبسطوا كبرهم وعلوهم وفسادهم في الأرض كلها وهى ما نحن فيه اليوم وهى التي بدأت من احتلالهم لفلسطين وما رافق ذلك وما تلاه من فظائع يشيب لها الولدان ولا يتخيلها عقل إنسان وسيبعث الله عليهم العباد أولى البأس الشديد ولا مانع من أن يتكرر جزء مما حدث من باب وإن عدتم عدنا فعند نفاذ وعد الانتقام منهم وظهور غيوب الأقدار فسيجوس العباد أولو البأس الشديد خلال الديار ولكن بما يناسب الزمان وتطور العلم والأوان فسيجوسوا بآلاتهم وأدواتهم وأجهزتهم وأدواتهم المتطورة والتي سيتمكنون بها من رؤية ما وراء الأشجار وخلف الجدر التي تحصنوا بها وما في داخل البيوت وحتى ما هو تحت الملابس وهذا العجب صار حقاً واقعاً الآن من القدرات التكنولوجية ولكن لابد من تسلح العباد أولى البأس الشديد بكل تلك القدرات حتى ينطبق الوصف عليهم لابد أن يستعدوا لهم برباط الخيل الحديث التكنولوجي وبكل ما أنتجت القريحة المتطورة حتى يكونوا جديرين بظهور النور على أيديهم وبدخول المسجد وتطهيره واستنقاذه من بين أيديهم للمرة الأخيرة إن شاء الله إنهم عباد الله أولى البأس الشديد والذين سيفعلوا ما به تسوء وجوه اليهود وتسعد به وتهنأ وتستنير وجوه أهل الإيمان

[1] لاحظ أن فتح المسلمين لبيت المقدس لم يكن فيه تدمير لبيت اليهود ولا لهيكلهم لأنه ليس بقائم يومها وهم لم ينتقموا من اليهود فليس هذا الأمر بذي علاقة بالتدمير الأخير ولذا فاليهود وبعد استيلائهم على القدس يجدون الآن في الحفريات تحت المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة وربما أقاموا رمزا للهيكل في الأيام القادمة وقد زعموا أنهم رأوا أساساته وهم بصدد ترويج أفكار إنشاء الهيكل مرة أخرى


منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]

http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...)?&id=86&cat=2







رد مع اقتباس
إضافة رد
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 02:50 pm.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة