( سأمنا من جلدت الذات ) كلمة وقفت عندها كثير
لا أعرف هل من نطقها ذات يوم وأسرف في تكرارها
يعي معناها أو ( كمن يحمل أسفارا دون معرفه ما هو المحمول معه )
يداه لم تفتأ تصافح رياح الغرب وتحتضن أفرازاتهم بقوة
هؤلاء يحاولون أقناع ذواتهم وذوات من حولهم أن الحياة
كل ما فيها مباح فإن صحا ضمير أحدهم يوما سرعان
ما يخدره بقوله ( سأمنا من جلد الذات )
دعونا نجلد ذواتنا وبشده وحتى ذوات من حولنا
جلد مبرحا لا شفقة فيه ولا رحمة
أجلدوا ذواتكم كلما ههمتم بفعل ذنب أو معصية
كلما قصرتم في حق الله أو حق عباده
ألا تريدون أن تكون نفوسكم وذواتكم مثل تلك النفس
التي عظُمَ شأنها وذكرها في كتاب ربها
فأقسم بها رب العزة والجلال ( فلا أقسم بالنفس اللوامة )
النفس اللوامة : ( هي قوة داخلية في باطن الإنسان تعمل على ضبط الميول والغرائز ) هي النفس التي تلوم صاحبها
عند فعل القبيح
فمن شاء منكم أن يجعل نفسه لوامة فليذكرها بالأخرة
ومن أراد أن تكون نفسه خائفة ومستعدة لقاء الله فليبقيها ( نفس لوامة )
استبصروا ذواتكم بجميع جوانبها السلبية والإيجابية
واجعلوها تحثكم على الخير وتقصر عن الشر
ولا يهمكم من قال أن لوم الذات وتأنيب الضمير هو نوع من الإكتئاب
من يؤمن بذالك فأعلموا أن ضمائرهم ماتت قبل ذواتهم
وأنهم يحيون أجساد فارغة بلا أرواح
اجلدوا ذواتكم باستمرار لتسعدوا بعد ذلك في الآخرة
استوعتكم الله الذي لا تضيع ودائعة