.
.
للأسَفْ فَإنَّ العَبَاءَةَ بَعدمَا أوجَدَتهَا الشَّريعَةُ الإسلاميَّةُ ، حِجَابَهاً يَحفَظُ المَرَأةَ وَيصونَهَا ، وَالعَبَاءَةُ عِبَادَةً في لِبسِهَا لَها أصبَحتْ مَوضَةً تُزَيَّنُ وَتُزَخرَفُ وَتُفتَحُ مِنْ جِهَةٍ وَتُغلَقُ مِنْ أخرَى ، أو تُشَدُّ مِنْ طَرَفٍ عَلى آخر.
فَبَعدمَا عَرِفنَا وتَعَلَّمنَا العَبَاءَةَ للمَرَأةِ يَصونَها وَيَحفظُهَا ، وَجدَناهـُ قِطعَةً تُزَيِّنهَا أمَامَ الرِّجَال .. ولا كَأنَّ اللهَ سُبحَانَهُ وَتَعاَلى يَقول : { وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ ... } الآية
ثُمَّ إننَا نَجِدُ المَيَاعَةَ والليونَةِ واللطَافَةِ وتَبَادُلِ الضَّحكَاتِ في كَثيرٍ مِنْ الرُّدودِ بَينَ الإخوَةِ وَالأخَوات ، وَمَا هَذا إلا مَدخَلاً مِنْ مَدَاخِلِ الشَّيطَان ، واللهُ سُبحَانهُ يَقول : { يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفًا } وَهذا الخِطَابُ لأمَّهَاتِ المُؤمنينَ فمَاذا عَنْ بَناتِنَا .
.
.