نعتزٌ بشهادة أميرنا المثقف.
كان أخي وشقيقي الأكبر الدكتور (صالح) يرحمه الله, أديباً لامعاً وشاعراً لايشق له غبار, قرض الشعر وسلك مسلك الأدب والثقافة في سن مبكرة من حياته , وكنا لانراه إلا وهو ممسكٌ بكتاب يقراؤه أو بقلم ودفتر يسطر بهما ماتمليه عليه بنات أفكاره من قصائد ومقالات يقراؤها على والدي – رحمه الله- بعد صلاة العصر أو بعيد صلاة العشاء , ثم يرسلها إلى الصحف وإلى المجلات السعودية كي تنشرها , وكان بيتنا – في بريدة - من البيوت القلائل فيها التي تدخله الصحف والمجلات السعودية والعربية آنذاك .
تقلب الدكتور صالح في الوظائف التربوية حتى وصل إلى وظيفة رئيس التوجيه التربوي في الإدارة العامة للتربية والتعليم بالقصيم , وقد شكل مع صديقه ورفيق دربه الدكتور حسن بن فهد الهويمل – أمد الله في عمره- ثنائياً أدبياً مرموقاً حيث تولى الدكتور حسن رئاسة النادي الأدبي بالقصيم , وكان أخي نائبا له لأكثر من عشرين عاماً مضت .
كانت لأخي مكتبة كبيرة في منزله تحوي نفائس الكتب والمطبوعات ,وكنا نستقي منها ثقافتنا ومعرفتنا ,كان أخي صالح صديقا للأدباء والمثقفين يراسلهم ويحتفي بهم إذا زاروا منطقة القصيم .
لأخي صالح أربعة أبناء وأربع بنات وأربعة مؤلفات ,وقد أصدر أبناؤه من بعده ديوان شعر له باسم (حديث النهر) كما أصدر النادي الأدبي بالقصيم عنه كتاباً بعنوان (صالح الوشمي..سيرة ومسيرة ) وطبعت له مكتبة الملك عبد العزيز العامة أطروحة الدكتوراة وهي بعنوان (ولاية اليمامة حتى نهاية القرن الثالث الهجري ) ومن أبنائه الدكتور عبدالله رئيس النادي الأدبي بالرياض سابقا والأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي لخدمة اللغة العربية حاليا , ويسرني في هذا المقام أن أذكر ما أٌثر عن سمو أمير منطقة القصيم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز حيث قال في إحدى المناسبات الثقافية (إن بيت الوشمي بيت علمٍ وأدبٍ) وهي شهادة نعتز بها من رجلٍ يملك حساً مرهفاً , وذائقةً أدبيةً ساميةً , فله منا كل الشكر والتقدير .
رحم الله أخي الأكبر الدكتور صالح فقد كان أديباً لبيباً وصديقاً للأدباء والمثقفين .
إبراهيم بن سليمان الوشمي
بريدة