بِذرةٌ وماتت
جئتك بذرة تحمل تربتها معها وبيدها سقياها ومايكفيها من غيثها
جئتك بغيمتي تعلوني وشمسي تتبعني وكوني كله يسير معي
لم اكن ابحث عن شئ سوى مكان ازرع فيه نفسي
لم اكن اطلب سواها بقعة تحملني تكفيني واسكنها
لم اكن احتاج سوى مساحة تقلني ترعاني واملكها
فتحت لي الباب واوصدته خلفي
افسحت لي المجال واغلقته بعدي
امسكت بيدي وغرستيني في تربتي
سكنتها لاغيرها وكنت لها لاسواها
همت في مكانها كلها معها لاغيرها
جعلت انفاسي من صدرها ونبضي في قلبها
فلا العين ترى من حولها وانا معها
ولا الروح تطلب مَن امامها وانا فيها
ولا المشاعر تسير لغيرها وهي مالكة امرها
ظننت انها هي الدار الباقية
حسبتها البقعة الدائمة
حلمت بها المستقر الاخير
وخلتها الركن الوثير
تضاحكت لي وعشت بضحكاتها السعد
تمايلت وملت معها ونسيت ان ليس على الدنيا للبقاء عهد
فجاءة وعلى حين غرة
بلا سبب وبلا مقدمات
هبت رياح ماعهدتها وسطعت شمس ماحسبت لها
تغير مائي وتبدلت حياض اغصاني
هاجت ارضي وماجت تربتي من تحتي
خِفت وارتعبت واليها لجئت
وجِلت وجزِعت وبطلبها سرت
اااااااااااااه
ليتني ما بحثت عنها ولاطلبت نجدتها
كانت هي الشمس بحرقتها كانت هي الملوحة بمرارتها
كانت تنزعني من ارضها ووجدتها تغرس غيري في روضتها
كانت تبتسم لشي وراءها وتنادي عليه بدلعها وغنجها ويجيبها
علمت انها النهاية وادركت انها وفاة قلبي واول الجناية
علمت انها للتسلية جاءت بي وللوقت والتمضية قربتني
جمعت مابقي لي وادركت مابقي معي
نزعت بذري ولملمت اغصاني ومضيت
فلم يبق سوى ان تطردني ولم يبق لي سوى ان اغض الطرف عما عيني قد رأت
هي النهاية وهو الوداع
هي الجناية وهو الخداع
لاقلب لا وطن لا كون
لاحياة تستحق العيش