منذ زمن بعيد في بلاد بعيدة عاش شابان ، كانامثل كثير من الشباب الذين نعرفهم الآن .
كان الأخوان محبوبين إلا أنهما غير مطيعين؛لوجود نزعة متمردة بداخلهما ،
وأصبح سلوكهما سيئا بالفعل، عندماشرعا في سرقة الأغنام من جيرانهم من الفلاحين، وهو جرم كبير
في المناطق الريفية،في زمن بعيد وأرض بعيدة،وفي يوم من الأيام قبض الفلاحون على اللصين،
وحدد الفلاحون مصيرهما: سوف يوشم الأخوان على جبينيهما بالحرفين س ، خ
اللذين يرمزان إلى : <سارق الخراف> ولسوف ترافقهم هذه العلامة طوال حياتهم.
أحد الأخوين شعر بخزي شديد بسبب هذه العلامة، لدرجة أنه رحل،ولم يعرف أحد عنه شيئا بعد ذلك،
أما الأخ الثاني فقد ندم أشد الندم وقرر أن يصلح خطأه نحو الفلاحين الذين أساء إليهم؛
في البداية تشكك فيه الفلاحون وابتعدوا عنه،ولكن هذا الأخ كان مصرا على إصلاح أخطائه،
فحينما كان يمرض أي شخص،كان سارق الخراف يأتي إليه ليساعده ببعض الحساء،والكلمات الحانية،
وعندمايوجد من يحتاج إلى مساعدة في عمل ما، كان سارق الخراف يمد له يد المساعدة،
ولم يكن يفرق بين غني،وفقير،فقد كان يساعدهم جميعا،ولم يكن يقبل أجرا على أعماله الخيرة،فلقد عاش حياته للآخرين.
وبعد سنوات عدة،مر مسافر بالقرية، وجلس في مقهى على الطريق ليتناول غداءه،
فرأى رجلا عجوزا موشوما بوشم عجيب على جبينه،وكان العجوز يجلس بالقرب منه،
ولاحظ الغريب أن كل من يمر بهذا الرجل من أهل القرية يقف،ويتحدث معه أويقدم احترامه ، وكان الأطفال يتوقفون ليحتضنوه،أوليحتضنهم هو بدفئ.
فأصاب الغريب الفضول وسأل صاحب المقهى: (إلام يرمز هذا الوشم العجيب،الموجود على جبهة هذا الرجل العجوز؟)
فأجابه صاحب المقهى: (لاأعرف،فلقد حدث هذا منذ زمن بعيد)ثم صمت برهة ليفكر،ثم استأنف قائلا: (ولكنني أظن أنها ترمز ل (<ساع في الخير>).
*أرجو أن تستخلص المعنى من القصة وتستفيد منه