كنا سويا هناك ..
في حارتنا الصغيرة ..
في شوارعها الضيقة ..
في أزقتها التي تلتف على بيوت أهلنا ..
كنا هناك ..
نلعب و لكن ليس سويا ..
نسير و لكن لا نتقاطع ..
ننظر لبعضنا دون أحاديث مسائية ..
و تفارقنا بصمت ..
بهدوء ..
حتى لم يشعر أحدنا بالآخر ..
فقط نحفظ صورنا ..
و مضت أيامنا ..
و عانق كل واحد شجرته ..
يقطف منها ثمرة تختلف عن الأخرى ..
بطعم واحد ..
و مضت أيامنا ..
لم نضع خطا متوازيا أو متقاطعا ..
نرسم خطوطنا كل واحد بمعزل عن الآخر ..
هكذا صرنا ..
وذات صباح ..
و في سوق الخير ..
نلتقي على بضاعة ٍ واحدة ..
نقلبها ..
يحاول كل واحد منا أن يعرف ميزاتها ..
بقينا للحظة سويا ..
لم نعرف من نحن لبعضنا ..
ذات الصباح ..
نسجل أسماءنا كل على حده ..
نحجز ما عزمنا عليه ..
و يقع كل منا على اسم الآخر ..
عادت الأيام كأنها البارحة ..
تذكر كل واحد منا تلك اللحظات ..
لم نحاول أن نترجم شيئا لم يكن ..
بقينا فقط نتذكر بيوت الطين ..
عادت إلي ذاكرتي بصورتها ..
تركض في الأزقة ..
تضحك بكل براءة ..
تبكي لمجرد أن وطأت قدمها حجرا صغيرا ..
تتكبر على مشاغبتي معها ..
و تغضب من لسان أُخرجه سخرية ..
و تختفي خلف باب بيت أهلها الخشبي ..
و أغادر و معي لعبة الطائرة الورقية ..
عدنا مع بعض ..
ليس بالصورة نفسها ..
ولكننا عدنا مع بعض من جديد ..
و بيد كل و احد منا قلما ..
لست واثقا مما سنخطه الآن ..
تحية لروحها الطاهرة الطيبة ..
إهداء خاص ..