من المؤسف أنه مما لا يقل عن 8 ملايين مسلم مصاب بالسكري،ويتوق هؤلاء إلى الصيام في كل عام، مما يدفع الأطباء إلى ضرورة البحث في آثار الصيام في مريض السكر حتى يمكن توجيه المريض إلى ما فيه الخير.
ومن المعروف أن مرضى السكر ينقسمون إلى قسمين:
القسم الأول هم الذين لا يستطيع البنكرياس القيام بوظيفته وهؤلاء يكونون من صغار السن عادة وهؤلاء يحتاجون إلى الأنسولين في علاجهم ولا غنى لهم عنه وهؤلاء لا ينصحون بالصيام أساساً حتى لا يتعرضوا للانخفاض أو الارتفاع المفاجئ في نسبة السكر في الدم وقد تحدث لهم غيبوبة من جراء هذا الارتفاع أو الانخفاض الشديد وعليهم مراجعة الطبيب قبل قرار الصيام .
القسم الثاني وهم مرضى السكر الذين يحدث لديهم ارتفاع في نسبة السكر في الدم نظراً لعدم إفراز البنكرياس للأنسولين بشكلٍ كافٍ وهؤلاء يتناولون الأقراص المخفضة لنسبة السكر حتى يعود لمعدله الطبيعي، وهذه الزيادة في نسبة السكر في الدم تنتج من كبر السن والممارسات الغذائية الخاطئة، وهذا القسم من مرضى السكري يمكنهم الصيام ولكن يجب عليهم تناول قرص مخفض لنسبة السكر قبل الإفطار وتناول قرص قبل السحور، ولكن يراعى تناوله لنصف كمية الدواء في السحور حتى لا يحدث انخفاض شديد للسكر أثناء الصيام.
فقد أفادت دراسة علمية - نشرتها (الدورية البريطانية لعلم التغذية)
الصادرة لشهر تموز / يوليو من عام 2008- عن وجود فوائد صحية للصوم
خلال شهر رمضان من جهة خفض مخاطر الإصابة بداء السكري عند الأفراد ،
وذلك بعد أن ساهم في تحسين استجابة خلايا الجسم لهرمون الإنسولين .
ويعتبر الإنسولين من الهرمونات الهامة في الجسم .. وهو ينتج في البنكرياس ،
حيث يساعد على دخول جزيئات الجلوكوز إلى الخلايا فتشكل تلك
الجزئيات الوقود الضروري واللازم للقيام بالعمليات الحيوية الخليوية .
وكان فريق بحث من (جامعة الشهيد بهشتي للعلوم الطبية) بالعاصمة الإيرانية طهران
قد أجرى دراسة شملت مجموعة من المصابين بمتلازمة الآيض ..
والتي ترتبط بارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب وداء السكري .
وتضمنت الدراسة قياس مستوى ضغط الدم للفرد ، كما جرى تحديد قيم عدد
من العوامل لكل حالة .. مثل قراءة محيط الخصر والوزن
- مستوى الكوليسترول الحميد - مستوى الدهنيات الثلاثية - تركيز السكر الصائم ،
وذلك مدة ثلاثين يوما خلال شهر رمضان .
وتشير نتائج الدراسة إلى أنّ التغيير في توقيت وعدد الوجبات -
الذي ينخفض إلى وجبتين خلال شهر الصيام - قد يكون له دور في تحسين
استجابة الجسم لهرمون الإنسولين عند المصابين بمتلازمة الآيض ،
والذين ترتفع لديهم مخاطر الإصابة بداء السكري .
رد مع اقتباس