من النهار ده مفيش أحلام مفيش أوهام مفيش كلام ..!
خلاص .. إنتهى الحلم الكبير و تطايرة أوهامه ، إنتهى كل شيء و عاد الزعيم لداره يحمل إنجاز نصف النهائي الآسيوي بجهده و إمكانياته و عطاء لاعبيه ، و بقي البطل و وصيفه في أعظم محفل آسيوي وقف على أكتافه النصر و الاتحاد ... خلاص ، لن تعود الأحلام و لن تتكرر الأوهام ، إنتهى الأمل و خجل الفأل أن يظهر أمام هذا الحلم ... كُنّا على قناعة الكبار بأن الهلال حقق انجازه وهو بلوغ نصف النهائي ، لكوننا نعرف جيداً بأن الهلال يصعب عليه التنفس في المناخ الخارجي و هذه الصعوبة لا تقلل من حجم ضخامة بطولاته المحلية ، و لكنها تعكس لنا سيادة الهلال بالمحليات التي وقف عليها النصر و الاتحاد و الأهلي ، فهل ينفع تكدس البطولات المحلية و تكرارها فراراً من مشكلة بلوغ العالمية الصعبة ... خلاص خرج الهلال ..!
هذا الخروج المرير سيتبعه إقصاءات سواء على أعضاء الشرف أو الإداريين أو اللاعبين ، و سيتخلله مشاكل إدارية و ضائقة مالية تكاد تصرف الداعمين لنادي بسبب الخلاف الداخلي الحاصل ... هو واقع لا يحتاج لتبرير و حتى نكون بالصورة الحقيقية ، ماذا لو تأهل الهلال للعالمية ، لا شك أن الإيجابيات ستكون على الفريق أعظم إيجابيات بتاريخه ، و لكن لا ينفع الحلم بل يجب أن نعيش واقع الهلال و نرجع لكيفية التعايش مع فريق يٌنتظر سقوطه التاريخي ، و الذي يتخلله تعاقد الألسن و تشابك الأقلام بين الإعلاميين .. لا أبالغ في هذه و الدليل ، إستقالة رئيس النادي ، و تصريح سامي بالعربية بأن مجرد إستقالة الرئيس من الطبيعي يستقيل الطاقم الإداري و الشرفي .. هذا يؤكد لنا بأن سامي يملك سر حول الإستقالات و هذا السر ألمح إليه سامي بأن إستقالة الرئيس إستقالة للجميع ، إذن من سيتولى الهلال بعد هذه الضربة القوية ، و من سيكون سامي ليخاصم الحكام على أكتاف الملاعب ، و يحارب النجوم .. من سيكون عضو الشرف الجديد ، و من سيكون عبدالرحمن بن مساعد ، و من سيكون بندر بن محمد ، و من سيكون خلف ملفي و الحمادي و الورثان ، و من سيكون و من سيكون ... إنتهى الهلال إلا برحمة والدين ..!
عندما قال النصراويون : العالمية صعبة قوية ، سخر منهم الهلاليون و ظنوا بأنها أهازيج مدرجات أو كُتبت على أكتاف الصحافة .. بل هي تعني جوهر الإنجاز و أحقية العالمية ، وهي أن تبلغ النهائي من المحلية للعالمية لتقف على أمجاد لاعبي الفريق و ليست على أمجاد التحكيم أو سماحة الاتحاد السعودي معك .. من يخلص في المحلية يبلغ العالمية بإخلاصه و وفاء جماهيره و رجاله ، و من يبلغ مجده تحت الطاولة لا يدوم مكره ، بل تنقلب عليه الطاولة و يظهر و قد تجرد من كل شيء ، ليكون كما عرفه العقلاء و خُدِع به الضعفاء ... إمكانيات ذوب آهن أقل من إمكانيات الهلال ، و لكن عرق الجبين الصافي حقق لهم مرادهم ، فبلغوا ما عجز الهلال أن يبلغه لحسن النوايا و صفاء الخفايا ... و هُنا أصبحت العالمية نقطة ضعف الهلال ليعرف جمهوره بأن الإنجاز لا يكون بالسهل كما هي سهولة المحلية ، و إنما يكون بالقوة و التحدي و الإصرار كما هو تحدي النصر و إصرار الاتحاد ..
يا هلال : خلاص ، لقد بلغت الإنجاز الأخير ، و هو النصف النهائي ، فألف مبروك ..!
تحيتي لكم