كنت اراها وابنتها تسيران ببطء، غاديتان ورائحتان في طريقهما .. الام تسير بخطوات متقاربه والصغيره تجري هنا وهناك .. مره امام والدتها ومره خلفها، ومره تتاخر بمسافه ليست بالبعيده عنها .. ثم تنطلق فجاءة لتكون بجانبها .
الام ترقب ابنتها في مسيرها وتنظر اليها بحنو صادق، وحذر شديد خشية اصابتها بمكروه ..
ارى هذا المنظر دائماً في حال خروجي ومصادفتي اياهما في الطريق .. كان ذلك المنظر الاسري الجميل يدخل في نفسي البهجه، ويشعرني بالارتياح، ويجسد امامي عمق حنان الام الفطري نحو ابنتها .
تلك الصغيره بركضها البريء، وحركتها الدائبة، اعادتني للوراء سنوات بعيده، حينما كنت ارافق والدي في مشاويره واعماله، واتعلق به كلما هم بالخروج .
كنت ارى في تلك الصغيره ملامح نفسي وذكريات طفولتي الماضيه ..
ارى في تلك الصغيره حاضري الجميل، وكياني الحالي ..
اراها في حركات ابني وقفزه هنا وهناك ومن ثم انطلاقه نحوي ليحتضنني بكل براءه .. استطاعت تلك الصغيره ان تجمع بين الضدين لدي، ماضي جميل يحمل معاني الحب والصفاء .. وحاضر مشرق متفاءل بالسعادة والنقاء .
كنت ارقبهما خلسة، واسترق النظرات اليهما من بُعد كلما صادفتهما في طريقي .
في أحد الايام، وفي نفس المكان الذي أرآهما غالباً فيه .. شاهدتهما بنفس تلك الصورة الجميله السابقة التي نقلتها لكم .. الام تسير في المقدمه وتنظر لابنتها الصغيره بحب وخوف بالغين ..
حب لمرآها امام ناظريها، وخوف خشية تعرضها لاخطار الطريق .. كانت تلك الصغيره تجري هنا وهناك كعادتها لا لشيء الا لممارسة فعل الركض الجميل واكتشاف نفسها ..
في ذلك اليوم والذي لم يكن كسابقه جمالاً وبراءة وحب .. حدث مالم يكن بالحسبان .. حدث امر لم تكن تتوقعه الام ..
جرت الصغيره ببراءة طفوليه، بقدميها الصغيرتان والتي تود الام لو جعلت كفيها لهما ارضاً وموطأ .. جرت في غفلةٍ من الام نحو الطريق المليء بالسيارات المسرعه، جرت الى منتصف الطريق غير مدركه لخطورته، ووحشية اولئك السائقين .. وفجاءة ..
تعالى في الافق صوت صرير كفرات سياره على صفحة الاسفلت ثم اعقبه ارتطام ..
يااااالله .. ماذا حدث؟! ماذا ارى؟!
هذان السؤالان هما اللذان تمتمت بهما لحظتها .
ظهرت من تحت الارض فجاءة سيارة مسرعة سرعة جنونية، يعلوها سائق متهور .. واصطدم بالصغيره ودهسها بشكل مأساوي ومن ثم هرب .. هذا باختصار كل الذي حدث في ثواني معدوده .
اوقفت سيارتي ونزلت مسرعاً لانقاذ مايمكن انقاذه، بعد ان فر ذلك اللئيم المتهور .. انطلقت نحو الجسد الملقى علىالطريق، وفي الجهة المعاكسة كانت الام ايضا تجري بشكل هستيري يسبقها قلبها نحو ابنتها .. وصلنا انا والام عبر الاتجاهين المتعاكسين الى جثة الصغيره الهامد بعد ان انقلب لون الاسفلت الاسود الى الاحمر القان لون دمها البرئ .. ايقنا لحظتها ان الصغيره بجسدها الممزق قد فارقت الحياة
تصدق اعجبتني كلمه في ردك على "خيال" ...
وهي ..... ( ان تصرفاتك تشبه البسه ..... "بلهوها البريء"!!!!) .....
......... يا شيخ عاش مصرف ..... دور غيرها ..... "خيال" مسكك مسكه مخلبيه....
ماتقدر عليها !!!!!!!!!
......
.......(لاتزعل مننا يابو الشباب ترى امزح معك )
........
صح القصه حلوه !!! ومكتوبه باحساسك !!!!!"لانها تذكرك بطفولتك"!!!!!
وتشكر عليها .... بس قهرتنا على النهايه .... علشان كذا ماقدرت اعلق عليها وحطيت لك 3درازن من ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ..... وبس .......
........عطنا من هالقصص لاتقطع ......
...............ولك سلامي .................