[align=center]
بسم الله
السلام عليكم
ســَـديـم
ليلٌ كالمــســاءِ أثيمٌ يقرع الناقوس الأخرسْ ,
مآذن التــأريخ تصم آذان القاصرين ,
لموعدٍ فتيٍّ تقوســت ثآليله الخُنَّـسْ ...
ما زال يجثو رابضاً جاثمــاً صامداً جامداً خائراً كاسداً كمسلك التائهين.
مضاجعٌ تعاقر الهواء والــخواء والخوار والبللْ ,
أُسُودُها تُهَتِّك معاقل النـــهود , تُشرذم الحُــللْ ,
تُباركُ النحور , تُمجد المقلْ.
عواءٌ ,نعيبٌ , نحــيبٌ , تأوهٌ , صلــيل أذرع وأقدام , دحرٌ ودحضٌ للخــلل.
أنين فارتخاء تجرهما جحافل أصغرين ليســا لبــشر.
جراحٌ أثخنـــت أجساد الفاتحين الثائريــن ,
تُفـــطَّرُ بالآمــ الجحــيم ....
" والجــــروح قــصاصـــــــــــــــــــــ ".
: أُورشــليم ... وآهٍ أُورشلــيم ,
ما بــال ســدوم , وما لنيــنوى !
نفــخةٌ تخــرق الأرض , تُطَاوِل الوديــان بأعــتق الجــبال.
أفــواه تُعْدَمُ التــجويد والدمــاء ..
كأندى جــدار وإلى جــدار.
هو ذا دونــما مـــدار
وقيــعةٌ جســيمةٌ متينـــةٌ رتيــبةٌ ,
مــيدانها المآقــي ,
أترابهــا اللحــود
أو شــزراً إلى مــهود.
تــموجُ ليلــى في نشـــوةٍ غائــرةٍ , وفاضــت حدقــتا عائشــة ,
تئنُ ســلمى في شــبقٍ زعاف , واصطكت أضــلع فاطـــمة ,
تختال عشــتار على درع فــارس نبيل , وأجهشـــت أسماء.
في صـدر الحانة أشـيبٌ أشمــــطٌ أقرعٌ , علــــيه أمــــــارات الوقــــــار والســـؤددْ.
في الـــــدركِ الأيـــــسرِ رجــــلٌ يمــــانيٌّ يمتطي قصــــاصة من هــــواء وغــــثاء وزبــــدْ ,
في صــــدره حــــربةٌ أصيلة العربيــــة في غورهــــا إلى أخمــــس الكَــــبِدْ ,
يســــائل كأســــه عمــــا اعــــتراه في كَــــبَدْ ,
: ما بــــال النســــوةِ اللائــــي قَطَّــــعْنَ أيديــــهن في وهــــلة صــــخبْ ! ..
يعــــاود الترتيــــل بــــذات الصــــوت الشــــجي الغــــارق في شــــرفة التــــأريخ ,
: " اللــــغة عــــربية " يا نــــديمي...
أُنــــشودة المــــوتِ العظــــيمِ تجــــود بالعــــويل في غــــرف الــــظلام ,
مرثيــــةُ الدفــــنِ المستــــباح تــــنوءُ بأقــــواس الخــــلود ... لمشــــرقٍ نحــــيل ...
موتــــى هاربيــــن إلى قــــرارٍ يــــموت لــــموعدٍ سميــــن ,
أمــــواتٌ يهرعــــون من الضــــلال إلى الظــــلال ,
قتلــــى مضــــرجين يطهــــرون رجــــسٍ من الوريــــد إلى الورــــيد ,
أجــــداثٌ عــــطاشى يأوون إلى ركــــنٍ خَــــرِبٍ عتيــــد ..
: تــــيمموا بــــصعيدٍ مخضــــبٍ بقــــريتكم الآثــــمة ...
اقــــتلوا تلك اللعيــــنة ,
وتــــلك فــــاجرة , وهــــؤلاء مــــارقة , وانفــــوا من نزلت به سكينة.
وصــــاح الشــــيخ الجليــــل العليــــل : أيها الموتــــى , ما خــــبر الحــــياة !
تــــصدي الأفــــلاك دونما همــــهمة ....
... لو كــــان لهــــم كَــــرَّة ! ..
.... لكــــان لهــــم ما كان عــــشرون ونيــــف مــــرة ...
وكـــان خريفاً
[/align]