[blink]تجاوز الجابر محنته سريعاً؟ [/blink]
رصد ـ ماجد التويجري
مر قائد المنتخب السعودي الأول لكرة القدم وفريق الهلال النجم الجماهيري الكبير سامي الجابر في منافسات الموسم الرياضي الفائت بتجربة صعبة، جمعت ظروفا أسرية متعددة وهبوطا في مستواه الفني، إلى أن تطور الأمر بمطالبات البعض له باعتزال الملاعب الكروية، والتوقف عن مزاولة المستديرة.. ووسط كل ذلك كان لسامي الجابر رأي آخر مختلف تماماً عن تلكم الأصوات، فبدأ استعداده لتجربة هذا الموسم مبكراً، وبعيداً عن الضغوط الإعلامية والجماهيرية، ليؤكد من جديد أنه من نجوم الماركة الكروية الأقوى، التي تملك أدوات الظهور والقوة الفنية لمجابهة كافة التحديات والضغوط أياً كان مصدرها، ليظهر الجابر في المباريات مع ناديه والمنتخب بثوب النجومية، الذي اعتاد أن يرتديه منذ أول إطلالة له في صفوف فريقه الكروي الأول.. الجابر كيف انخفض عطاؤه في الموسم الماضي؟ وبأي طريقة استعاده واستطاع أن يعود مجدداً لقيادة الأخضر في التصفيات النهائية المؤهلة لمونديال ألمانيا 2006؟ من خلال آراء يطرحها الخبراء الفنيون في الزاوية المعتادة (تحت المجهر).
* بداية يؤكد عميد المدربين السعوديين خليل الزياني أنه لا يرغب قطعياً في الحديث عن تجربة سامي الجابر في الموسم الرياضي الفائت، كونها تتعلق بالكثير من الأمور الشخصية، ولكنه بإمكانه أن يفصل الأسباب الحقيقية التي جعلت الجابر يستعيد مستواه الفني في المباريات الحالية.. التي يرى من أهمها أن سامي من فئة اللاعبين الكبار، ويملك إرادة حديدية تمكن من خلالها من تخطي كل الأزمات الصعبة التي عاشها، وتجاوز كافة الانتقادات القوية التي وجهت له، وذلك بخبرته العريضة وذكائه المعروف عنه.. فالجابر صنع من نفسه نجماً متميزاً، ولا يشعر بحجم ذلك إلا من تابعه عن قرب في بداية عهده مع الفريق الأول في الهلال، عندما كان يشكل هدافا يقظا يقتنص كل الفرص التي تتاح له في المنطقة الخطرة (الثمانية عشر)، ومع مرور الوقت وتثبيت الأقدام استطاع أن يخلق له شخصية داخل الملعب من أي موقع، فأصبح لديه القدرة على التسجيل وصنع الأهداف وقيادة الفريق من الناحية المعنوية وحتى الانضباطية.. وعنصر كروي بهذه المواصفات يجب علينا ألا نستغرب أنه يستعيد مستواه الفني ونجوميته، ويعود مجدداً لخدمة فريقه والمنتخب بقوة.. وأضاف الزياني: "الجابر مر في حياته الكروية بتجارب سلبية ومؤثرات لا تعد ولا تحصى، لكنه وسط هذا كله يسجل حضوراً ذهنيا وفنيا في المباريات يجعلك توقع له بدون تردد أنه نجم كبير".
قوة الشخصية
ويؤكد مدرب فريق القادسية الكروي التونسي أحمد العجلاني أن قوة الشخصية التي يمتلكها سامي الجابر التي ربما لا تتوفر في الكثير من العناصر (حسب رأيه) هي التي جعلته يستعيد رشاقته داخل الميادين الخضراء، ويبرهن لكل المتابعين أنه نجم مؤثر إذا حضر أو غاب.. وأضاف العجلاني: "دربته في الموسم الفائت، وكان إلى جانب زميله عبدالله الشريدة أول اللاعبين حضوراً وحرصاً على التمارين والانضباط في أداء واجباته ومسؤولياته داخل الملعب، ولعله في الموسم الحالي دخل تجربة التحدي الأكبر في حياته، كون البعض كان يطالبه بالاعتزال، بحجة أنه لم يعد قادراً على العطاء، وهذه أصعب مسألة تواجه لاعب كرة القدم في حياته.. ووسط هذا كله تحدى الجابر كل الظروف والمعطيات، وأكد للجميع أنه يملك القدرة على خدمة النادي، بل وما هو أكبر من ذلك المنتخب.. وسامي بشكله الحالي يجبر أي مدرب على الاستعانة به والاعتماد على مجهوده سواء باكيتا أو غيره من المدربين".
تجاوز ظروفه
ويوضح المدرب الهولندي أدموس وجهة نظره في سامي الجابر.. ويقول: "لم يكن في التجربة الفائتة متفرغاً لكرة القدم، وكان لديه العديد من الاهتمامات والظروف التي غيبته عن مستواه الفني المعهود، وعندما تجاوز كل الظروف وتفرغ للتدريبات وخدمة ناديه تمكن من الظهور بمستوى فني رفيع، أجبر الأجهزة الفنية في ناديه والمنتخب على الاستفادة من خدماته، وهذا أمر طبيعي في لعبة كرة القدم.. فاللاعب الجاهز هو الذي يستحق أن يمنح الفرصة بالكامل.. وأنا كمدرب يخطئ من يعتقد أنني وقفت ولو للحظة واحدة ضد الجابر، فلا يوجد مدرب في العالم يحارب عنصرا معه في القائمة بإمكانه أن يقود الفريق إلى الفوز وتحقيق النتائج الإيجابية.. وأضاف أدموس "لا أعرف سامي الجابر قبل الحضور للعمل في نادي الهلال، ولست من الرجال الفنيين الذين يحاربون نجوما معينين لأي سبب كان، وتجاربي تؤكد ذلك.. وأنا بلا أدنى شك سعدت كثيراً وأنا أتابع الجابر يقدم مستوى رفيعا، ويعود مجدداً لقائمة المنتخب".
* ويؤكد المدرب الوطني والمستشار الفني في الاتحاد السعودي لكرة القدم محمد الخراشي عن سامي الجابر بالقول: "إنه لاعب ذكي ومطلع وقادر على تخطي أقوى الظروف منذ أن كان عنصرا ناشئا، يتعامل بكل عقلانية مع كافة الأشياء التي تحيط به".. ويضيف: "الظروف الصحية التي مر بها والده (يرحمه الله) قبل وفاته كانت مشكلة المشاكل بالنسبة له، فضلاً عن زواجه وتعدد إصاباته، إلى جانب خلافاته مع الجهاز الفني السابق.. أظن أنه بلا أدنى شك تخطى كل ما سبق أن ذكرته، وأعطى لنفسه كلاعب محترف هذا الموسم حقه كاملاً، وساعده على ذلك وجود إدارة جديدة واستقرار فني، فتمكن هو بذاته من خلق توازن في جميع صفوف الفريق، الذي قاده بخبرته العريضة إلى انتصارات متنوعة، ما بين الداخل والخارج".
الاستعداد الجيد
ومن جهته يقول المدرب الوطني والخبير الكروي خالد القروني: "الفترة التي استعد فيها سامي الجابر لمنافسات الموسم الرياضي الفائت لم تكن كافية أو جيدة، فقد تعدد غيابه عن التدريبات مرات للسفر بداعي تصوير (دعاية وإعلان)، وأخرى للإصابة، إلى جانب الظروف الأسرية التي كان يعيشها.. مجمل هذه الأمور أبعدته عن مستواه المعروف عنه، واللاعب مهما كان حجم نجوميته إذا لم يعطِ التدريبات حقها ويحافظ عليها فإنه بالتأكيد سيغيب، وهذا هو الجابر قبل التجربة الحالية.. كما أنه عاش مرحلة صعبة مع ناديه بتغير المدربين ما بين أدموس والحبشي والعجلاني وأوسكار.. والنجوم من فئة الجابر يحتاجون لعناية خاصة، ومما لا شك فيه أن سامي هذا الموسم طل في معظم المباريات بالأداء المعروف عنه، وساعده على ذلك وجود أجانب جيدين وانضباط تكتيكي داخل الملعب، وتحديد للأدوار.. وعلى أي حال ليس مستغربا أن يستعيد لاعب بحجم سامي الجابر مستواه، بل إن الغريب أن يغيب عنه".
ويضيف مدرب الهلال السابق حسين الحبشي: "أنا لست مدرباً يملك الخبرة الكبيرة لتقييم وتفصيل ما حدث للجابر في الموسم الفائت.. فهو كان متفرغا بصورة شبه كاملة للفريق الأولمبي، وربما أنه لم يكن مرتاحا مع المدرب السابق أدموس، وانقطع عن التدريبات عدة مرات وحصل على أكثر من إجازة، انشغل مع والده (يرحمه الله)، ومر بظروف نفسية صعبة أتوقع أنها غيبت 70% من مستواه، وكان بالإمكان أن يظهر نجماً مع أدموس كما هو الآن مع باكيتا.. فطريقة الاثنين تكتيكياً داخل الملعب واحدة، وربما أن الأخير خدمه وجود عناصر شباب".
* ويصور المدرب الوطني بندر الجعيثن حال سامي الجابر بأحوال كل النجوم الكبار، الذين يمرون بفترات فتور في عطائهم، ويكون لديهم شعور بأنهم انتهوا، مع أنهم قادرون على العطاء، متى ما حضر الجانب اللياقي بصورة كاملة، لأن الأمور الفنية موجودة أصلاً.. وأضاف: "الجابر عاش مشاكل مع أدموس، وهذا الموسم استعد جيداً ووجد نفسه وجهاً لوجه مع مباراة النصر، فسجل هدفا أعاد له ثقته بنفسه وإمكانياته، وساعده على ذلك وقفة الجمهور وكل من حوله، فتجدد الشعور لديه بأنه يملك القدرة على مواصلة اللعب، استعاد عافيته الفنية واللياقية وانتظم في التدريبات، وانضبط خارج الملعب، فشاهدنا الجابر نجما كما عهدناه.. وأهم من ذلك كله الشعور بأنه اللاعب الأهم أو العنصر رقم واحد في القائمة الهلالية.. وهو كذلك".
العرض العادي
