[align=justify]إذا كان الإنسان في هذه الحياة الدنيا يسعى جاهداً أن يبلغ السعادة القصوى فإذا كان كذلك فانه يحتاج إلى بلوغها إلى أن يعلم السعادة الحقيقية ويجعلها نصب عينيه ثم يحتاج بعد ذلك إلى أن يعلم الأشياء التي ينبغي أن يعملها حتى ينال بها السعادة الدنيوية والأخروية.. والناس يختلفون في التعليم والفهم فمنهم من يحتاج إلى إرشاد وتعلم يسير ومنهم من يحتاج إلى إرشاد وتعلم ومتابعة فترة طويلة ولهذا كان الناس يحتاجون إلى من يعلمهم ويرشدهم طريق السعادة..لأن الإنسان بفطرته جاهل ولحاجة الإنسان إلى من يقومه ويسلك به الطريق المستقيم بعث الله سبحانه وتعالى الرسل.
ولكن الناس انقسموا إلي قسمين :
القسم الأول: من سلك طريق السعادة الحقيقية فحصلوا على الراحة النفسية في الدنيا وتشوقوا إلى ما عند الله في الآخرة. فهؤلاء بلغوا قمة السعادة.
القسم الثاني : سلكوا طريق السعادة الوهمية فحصلوا على الشقاوة في الدنيا حتى إنهم تذمروا من حياتهم فأصبحوا يبحثون عن طريق للخلاص من حياتهم فينتهي بهم المطاف إلى الانتحار.
والسعادة الحقيقية تكون :
1- العلم بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2- العمل وفقاً لما جاء في الكتاب والسنة.
3- دعوة الخلق إلى الحق.
4- الصبر على طلب العلم وتحمل المشاق في ذلك.
5- الاجتهاد في الفهم وحفظ العلم.
6- الاجتهاد والصبر علي فعل الطاعات والواجبات والمستحبات واجتناب المعاصي والمنكرات.
قال تعالي ( والعصر إن الإنسان لفي خُسر إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) سورة العصر.وأما السعادة الوهمية فهي: في مخالفة الأمور السابقة. قال تعالي ( ومن أعرض عن ذكري فأن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمي* قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تُنسى* وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى) سورة طة آية 124 إلى 127
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي ( قال الله تعالى أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) أخرجه البخاري ومسلم.
وصلى الله وسلم على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين
[/align]