( أني أستميح العذر من ذاتي )
حين تنكشف لي حقائق بعض البشر البشعة من خلال واقعي الملموس
الذين كنت أحسبهم في زمنٍ مضى أنهم من خيار الناس وأفضلهم
بل أصدقهم معي حديثاً وأصفاهم لي قلباً وقالباً ..
ينتابني شعور الذهول والدهشة لهول الصدمة بادئ الأمر فقط !
ولكن سرعان ما أتنهد طويلاً وأطلق زفراتي الساخنة التي تملؤها
الخيبة والحسرة والألم ،التي يخرج معها كل ماكنت أكنه لهم
من ودّ ومحبة وإيثار ، فيخرجون من قلبي كما يخرج السهم
من الرمية بلا عودة إلى أبد الدهر !!
كما أني أستميح العذر من ذاتي على سذاجتي
حين تركت قلبي مفتوحُ على مصراعيه لكل إنسان كان
جديد العهد، وتبسم لي الابتسامات العريضة والملونة
التي كنتُ أجهل حقيقة ماتخفية خلف أنيابها ونواجذها من
سموم الحقد والبغض الدفين دون أدنى عداءٍ مني
أو سوء أدب ..
بينما كنتُ أعتبرهم صفحات بيضاء في حياتي لم تدنسها
الأحبار ولا الألوان ..
فعسى الله أن يرحمني ويثيبني خير الجزاء على حسن ظني بعبادة .