اخي / اسير الشوق
ذكرت لك ان تسمع خطبة فضيلة الشيخ / احمد الشاوي
فأمل ان تطلع عليها ـ هدانا الله واياك للحق
خطبة ( رجال الفضيلة ) في 22/3/1424
بسم الله الرحمن الرحيم
( رجال الفضيلة ) خطبة يوم الجمعة 22/3/1424
الحمد لله .... أما بعد :
قبس من القرآن وتحذير من النبي المصطفى سيد الإنس والجان، وكلمات صادرة من الحاكم والسلطان ترسم لهذه البلاد معالم أمنها.
أما قبس القرآن فنصه{ كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر}.
وأما تحذير سيد الورى والنبي المصطفى فنصه " والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن أن يعمكم الله بعقاب ثم تدعونه فلا يستجاب لكم.
وأما كلمات الحاكم والسلطان فهذا نصها"إن الحكم في هذا البلد بني على أسس وقواعد من مئات السنين وليس بشيء جديد وأهم شيء من الأمور التي تفتخر بها البلاد والمسئولون فيها أنها البلد الوحيد الذي تطبق فيها شريعة الله ويؤمر فيه بالمعروف وينهى عن المنكر وهذه من القواعد الأساسية التي ترتكز عليها العقيدة الإسلامية. التوقيع:فهد بن عبد العزيز
آية تحدد معالم الخيرية لهذه الأمة، وحديث يرسم مكمن الخطر، وينذر بعقاب إلهي عند التفريط في هذه الشعيرة، وكلمات من قيادة البلاد تحدد سياستها ومنهجها وأنها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تميزت وبدون ذلك لا قيمة لها ولا قدر ولا عز ولا نصر.
ومن هنا كانت هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكان رجالها حماة الفضيلة وغزاة الرذيلة وأصحاب المواقف الجميلة.
إنها الأكف الحانية والأعين الساهرة ، أم رؤوف وأب عطوف، يحز في نفسها أن ترى أبنائها يتجرعون السم من أيدي ضعاف النفوس ويكدر نفسها أن تضيع زهرات أعمار شبابنا فيما لا يفيد، ويضيق صدرها وهي ترى الصلاة تقام ورجل واقف مكانه لا يتجه للمسجد، ويثير غيرتها على أعراض المسلمين رؤيتها لبنات المسلمين وهن يمشين بلباس تبرج في مركز تجاري أو حديقة وبلا مَحرم وبلا أدب، ويثير حميتها رؤية الشباب المستهتر وتهافتهم على المعاكسات والنيل من أعراض المسلمين
إنها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
إنها هيئة للتعديل والتقويم والإصلاح، ليست عدالة جائرة ولا نظاماً مفروضاً لم يرد واضعه إلا المعاقبة بل هي أسمى من ذلك بكثير 0 إنها هيئة بنيت على أحكام الكتاب والسنة.
إنها القائد الذي يقود دفة الأمة إلى بر النجاة وأكرم به من بر حيث الأعراض مصانة والصلاة مقامة والخمور مراقة والمعاكسون مقوّمون والأمن مستتب.
إنها هيئة الأمر بالمعروف تمثل علامة فارقة في مجتمعنا لضبط السلوك المنحرف فكم من جرائم أخلاقية وانحرافات سلوكية تم حماية المجتمع من مرتكبيها عن طريق رجال الهيئة وكم من حالات انحرافية لجأت فيها بعض الأسر إلى رجال الهيئة طلباً للحلول لعلمهم بكيفية أدائهم وحسن نيتهم بل هناك دراسة أكدت أن ما نسبته 70% من الجرائم الأخلاقية تم ضبطها من قبل رجال الهيئات.
إنهم عيون المجتمع الساهرة يعملون بصمت ويحملون هموم المجتمع إلى منازلهم، لا يعيشون الحياة العائلية مع زوجاتهم وأطفالهم فهم جنود في الظل، وقتهم متاح للجميع ولكل من يستنجد بهم حتى إننا أصبحنا نتداول عبارات : أين رجال الهيئة عندما نرى تصرفات غير منضبطة وأصبح معروفاً أن بعض المواقع الترفيهية التي لا يسمح لرجال الهيئة في دخولها تنتشر فيها الوقائع الانحرافية وإيذاء الآخرين بل إن مجرد مرور رجال الهيئة في الأسواق يحدث انضباطاً لدى المنحرفين الذين يتجولون في الأسواق طلباً للإيذاءأو صيد الفريسة 0
إنني لا أتكلم دفاعاً عن الهيئات ورجالها فحسبهم أنهم الساهرون والناس ساهدون، وحسبهم أنهم يكدحون والناس يمرحون، وحسبهم أنهم يبذلون والناس يلومون.
ليس دفاعاً عن الهيئات ولكن دفاعاً عن الفضيلة فالدين والعرض أهم لآلئ الحياة ولا قيمة لعيش دونهما.
ولن أستهلك الوقت ولن أنهك الجهد دفاعاً عن جهاز الحسبة ورجاله فو الله الذي لا رب غيره لأنا أقل شأناً من أن أعد محاسن هؤلاء الرجال علينا وعلى مجتمعنا فهم خط الدفاع الأول وهم الحصن المنيع 0هم حماة الدين والعرض والعقل.
لن أتحدث عن محاسن الحسبة والمحتسبين ولن أغوص في الأرقام الفلكية لثمارهم وإنتاجهم وعطائهم حتى قال عضو في مجلس الشورى" ونحن نطلع في مجلس الشورى على التقارير السنوية التي تأتينا من جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، إننا نقف عندها في المجلس بكثير من الإكبار والتقدير ، ولا أقول هذا مجاملا ، بل قلته علناً في المجلس ، إن التقارير مليئة بالإنجازات التي يقوم بها رجال الهيئة وذلك على مستوى محاربة الكثير من ظواهر الفساد ، ابتداء من المخدرات مروراً بالدعارة والخمور وعدد آخر من الموبقات، وأحياناً نقول في المجلس ونحن نناقش تقاريرهم : لو لم يكن هؤلاء موجودين إذن كيف يكون حال البلد".
أيها المسلمون : ولكي تقوم الحجة ويتبصر الناس أضع بين يدي كل عاقل وكل منصف مجموعة من الأرقام التي هي من إنجاز هذا الجهاز المستضعف في هيئته، والعظيم في إنجازه ، أدعها لكل محب للفضيلة ومبغض للرذيلة إنها أرقام لإنجازات سنة واحدة فكيف بكل الأعوام.
ففي مجال طباعة الكتب والنشرات طبعت الهيئة ووزعت أكثر من خمسة ملايين وسبعمائة وثلاثة وثلاثين ألف كتاب.
ونسخت من الأشرطة ووزعت أكثر من ستمائة وواحد وسبعين ألف شريط.
ونظمت من المحاضرات والندوات اثني عشر ألفاً.
وفي مجال إنكار المنكرات ضبطت الهيئة في مجال العقيدة أكثر من ثمانمائة وثلاث وستين مخالفة عقدية.
وفي مخالفات العبادة من تخلف عن الصلاة وإفطار في رمضان سجلت الهيئة في وقائعها أكثر من مائتين وواحد أربعين ألف مخالفة 0
وأما في مجال المنكرات الأخلاقية من ضبط بيوت للدعارة أو فواحش أو اغتصاب ومعاكسات وخلوة محرمة وتشبه من الرجال بالنساء فقد وصل الرقم إلى واحد وأربعين ألف مخالفة،
وفي مجال مكافحة المسكرات والمخدرات ضبطت الهيئة أكثر من ألفي مخالفة في مجال المسكرات وأكثر من أربعمائة وتسعين مخالفة في مجال المخدرات.
وفي مجال محاربة الأفلام الهابطة والصور الساقطة والمطبوعات الهدامة ضبطت الهيئات أكثر من أربعة آلاف ومائتي مخالفة هذا فضلاً عن مخالفات المحلات التجارية والمخالفات للآداب العامة.
فبربكم كيف يكون حال مجتمعنا لو تركت هذه المنكرات بلا نكير.
هذه الهيئات المباركة ورجالها المخلصون لم يسلموا من أذى المنافقين ولمزهم والسخرية بهم.
الهيئات ورجالها أصبحوا مادة للأفاكين من رجال الصحافة يسخرون منهم وينسجون في أخطائهم الأساطير.
لقد أصبحنا نقرأ ونسمع من يضخم أخطاء الهيئات ويطالب بإلغائها ، ولعمر الله هل كل خطّاء حقه الإلغاء، لو كان الأمر كذلك لما بقيت في بلدنا مؤسسات حكومية ولا أهلية ولو كان الأمر كذلك لكان الأولى بالإلغاء هي الصحافة نفسها التي لا تسيء للآخرين خطأ وإنما تتعمد الخطأ وتبرره.
إن الصحافة اليوم أخذت على عاتقها مهمة قذرة تتمثل في تشويه صورة الهيئات وتخاطبنا وكأننا من الهنود الحمر وتستغفلنا وكأننا نعيش في أدغال أفريقيا.
تسطر في أخطاء الهيئات أساطير وخزعبلات تمجها عجائز نيسابور ولا يصدق بها إلا كل ختار غرور.
إنها حملة من الإفك جائرة جاءت بها عصبة من الصحفيين وتولى كبرها صحيفة تصدر في هذا الوطن وتحمل اسمه وفي طياتها الحقد والطعن.
وتبعها في ذلك بعض الصحف المحلية وللأسف. وتحت غطاء الحرية الصحفية ينشر عن الهيئات كل كذب وزور ، فالهيئات عندهم هي السبب في حريق المدارس وهي التي تدفع بتصرفات رجالها بعض الناس إلى الانتحار وهي التي تتدخل في الحريات الشخصية وهي التي تطارد الناس في سيارتهم حتى يتسببوا في الحوادث.
ولا تستغربوا إن سمعتم أن الهيئة سبب في التفجيرات، ولا تتعجبوا إن قيل إن الهيئات سبب للزلازل والأعاصير فسياراتها التي تطارد المعاكسين أضعفت القشرة الأرضية وأثارت الغبار والأتربة وشر البلية ما يضحك.
لقد سئمنا من هذا الهراء وذلك السخف النفاقي الحاقد الذي يَشرق بوجود امرأة محتشمة ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً وينفر من صور العفة والحياء في المجتمع، ويغص بوجود الحلقات ويتكدر لكثرة الدروس والمحاضرات، إنهم المنافقون نسوا الله فنسيهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون.
إنه لا يعادي الهيئات ورجالها إلا منافق حاقد، أو صريع للشهوات حالت الهيئة بينه وبين ما يشتهي ويتمنى من الأماني المنحطة، ولا يلمز الهيئات إلا من وقفت الهيئات أمام ضلالاته.
إن المنافقين أيها المسلمون يريدون أن تميلوا ميلاً عظيماً، ورجال الهيئات يريدون أن تعيشوا عيشاً كريماً فمن الأحق أن يطاع.
ألا فليعلم المنافقون أنهم وإن قالوا في الهيئات ما قالوا ، وإن لمزوا وإن سخروا فستظل الهيئات ورجالها الصادقون معلماً من معالم تميزنا وسيظل حبها وحبهم دماً يجري في عروقنا وسنظل ندافع عنهم ونصحح أخطاءهم ونخلصهم النصح ونذب عن أعراضهم 0لا تحاولوا أيها المنافقون أن تنزعوا ثقة الناس في الهيئات فالناس أذكى وأحكم من أن تخدعهم هذه الضلالات.
لا تحاولوا أن تزرعوا بذور الحقد والكراهية في قلوب الناس لرجال الهيئات.
فلقد علمت الأمة أنهم لمخلصون وأدركت أنكم لأمتكم خائنون وإن الله لا يهدي كيد الخائنين.
يا فارس الميدان يا رمز الهــدى يا شـوكة دميت بها قدم الـعدا
يا فارس الهيئات يا قطر الندى يا حامي الأعراض يا بل الصدى
يا من لقيتم في سبـيل عفافنـا صور المتاعب والمكـائد والــــردى
لا تعبأوا بالساخرين وكيدهم فالله ناصركم وإن طـــال المدى
سنظل نذكركم ونذكر بذلكم فلقد بنيتم في القلوب قواعدا
سنظل نعلنها ونرفع صوتنا عيش بغير ضيائكم مرّ وداء
أقول هذا القول ...
الخطبة الثانية:
أما بعد :
إننا لا نبالغ ولا نجافي الحقيقة إذا قلنا إن المنافقين هم أسعد الناس بالكوارث والنكبات التي تحل بالأمة وإن أظهروا الحزن والأسى فدموعهم دموع التماسيح وإنما يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون.
إنهم يستغلون هذه الأزمات وتلك الأحداث ليفرغوا حقدهم وغيضهم على الصالحين والمصلحين حينما يجعلون من المتدينين سبب كل بلاء.
حينما يصيب الأمة نصب ومخمصة أو تحل بها نازلة وكارثة فإن المطبخ العلماني جاهز بالتهمة متهيء لنسج خيوط اللعبة.
فإذا كان في منطق العدل أن المتهم برئ حتى تثبت إدانته فإنه في منطق الجور العلماني أن المتدين متهم ومدان ولو ثبتت براءته.
قبل أن تظهر الحقائق وتتجلى خيوط كل جريمة يكون المنافقون قد أغرقوا الصحف بسيل من الكتابات والرسومات تتهم الأبرياء وتسخر من عباد الله الصالحين فإذا ما أظهرت الحقائق خلاف ما زعموه رجعوا إلى جحورهم ينتظرون نكبة أخرى للأمة بلا حياء ولا اعتذار. وما حادثة الخُبر عنا ببعيد.
وحينما يكون الإرهاب صادراً من منافق مفسد مثلهم فإنها تخرس ألسنتهم وتجف أقلامهم ويلزمون الصمت فالصمت حكمة واسألوا نجران عما فعل المفسدون.
لم يعد كيد المنافقين وحقدهم قاصراً على الهيئات ورجالها، بل تجاوز إلى السخرية بشعائر الدين وأحكامه ومظاهر التدين.
اقرأوا كتاباتهم وخاصة في الوطن لتروا كيف بدت البغضاء من أقلامهم وما تخفي صدورهم أكبر.
ولو لا خشية أن أطيل عليكم أو أن أستفز عواطفكم ولولاا حرصي على مشاعركم الدينية لأوردت لكم نماذج من كتاباتهم القذرة التي يسخرون فيها من بعض أحكام الدين كاللحية وتقصير الثياب بالكلمة والرسوم، ويلمزون فيها المجاهدين في سبيل الله بأسلوب يستفز كل غيور ويقهر كل محب لله ولدينه.
إذا كان لله عز وجل حكم على فئة المنافقين بالكفر لأنهم قالوا" ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا وأجبن عند اللقاء فقال عنهم" لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم" فماذا سنقول عن كتابات تفوق كلام المنافقين الأُول خبثاً وكيداً.
ومع هذا كله فإن الصحافة اليوم وعبر كتابات فئة مستغربة بدأت جهاراً تؤصل الفساد والانحلال فهذه جريدة تنشر بتباهٍ صورة أول امرأة سعودية تقود الطائرة وأخرى تدعو بصراحة إلى قيادة المرأة للسيارة وثالثة تلتقي مع فتاتين سعوديتين أظهرت صورتيهما تدعوان إلى فتح المجال للمرأة للتشجيع وحضور المباريات. مع اتفاق معظم الصحف على نشر صور النساء المتبرجات وتلميع السافرات التائهات وجعلهن لنسائنا قدوات .
إذا كان هذا هو الحال فكيف يراد منا أن نحارب التطرف والإرهاب وفي قومنا من يشعل فتيله ويوقد ناره ، وكيف ستضبط عواطف الغيورين وتهذب مشاعر المتدينين وهم يرون ويشاهدون صوراً من الاستفزاز العلماني الذي يستهدف أغلى ما نملك وهو ديننا وعقيدتنا.
أفليس فينا من يغار لله وينتصر لدينه ويتصدى لهذه المهازل بالإنكار والإبراق والاتصال لكي يعلم المنافقون أن في الأمة من يغار وفيها من لا يرضى بالذل والعار.
وبعد هذا أيها المسلمون لعلكم تتساءلون ما الموقف من هذه الاستفزازات النفاقية عبر الصحافة 0 والجواب يتمثل في المواقف التالية:
أولها : عنوانه (لا تقم فيهم أبداً ) إنه مسجد الضرار الذي اتخذ على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم مكيدة للإسلام والمسلمين هذا المسجد ما يزال يتخذ ولكنه اليوم في صور شتى تلائم ارتقاء الوسائل الخبيثة التي يتخذها أعداء هذا الدين ، تتخذ في صورة نشاط ظاهره الإسلام وباطنه لسحق الإسلام أو تشويهه وتمويهه وتمييعه ، وتتخذ في صورة أوضاع ترفع لا فتة الدين عليها لتتترس وراءها وهي ترمي هذا الدين ، وتتخذ في صورة كتب وصحف تتحدث عن الإسلام لتخدر القلقين الذين يرون الإسلام يذبح ويمحق فتخدرهم إلى أن الإسلام بخير لا خوف عليه ولا قلق ، وتتخذ في صور شتى كثيرة 0
ومن أجل أماكن الضرار هذه فإنه يتحتم كشفها وإنزال اللافتات الخادعة عنها وبيان حقيقتها للناس وما تخفيه وراءها ويتحتم مقاطعتها وهجرها.
إنه لكي توقف هذه الصحف سخفها وسخريتها بالدين وأهله فلا بد من وقفة حازمة تتطلب التضحية والبذل ، فما الذي يمنعنا من مقاطعتها والتبري منها لكي تعلم أننا أمة غيورة 0
وقد أفتى بعض علمائنا بتحريم بيع وشراء بعض هذه الصحف ممن ظهر كيدها وبان خبثها وطعنها.
إن كل من يشتري هذه الصحف الجائرة فإنما يساهم بماله في دعم الفساد ومؤازرة المفسدين فهل أنتم منتهون.
وثاني المواقف عنوانه : ( آمنا بالله رب الغلام. )
حينما قتل الملك الغلام المؤمن ردد الناس جميعاً آمنا بالله رب الغلام فقال الملأ إن هذا ما كنا نحذره.
أفلا يجمل بنا أيها المسلمون الغيورون ونحن نرى هذه السخرية من الصحافة بالهيئات وأسودها وذلك الطعن الجائر بالتدين والمتدينين أفلا يجمل بنا أن ننزل إلى الميدان محتسبين لنكون جميعاً من رجال الهيئات وأن نصبح جميعاً من أنصار هذا الدين ليذل المنافقون ويصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين.
وثالث المواقف عنوانه: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً
أتدري يا أخي من الرابح ومن الخاسر في هذه الحملة ضد التدين وأهله وضد الحسبة ورجالها.
إنه أحد اثنين إما مغرض يريد الإفساد أو طائش يريد فتح أبوب الشهوة فإياك ياأخي والمنطق المعكوس منطق الأنانية والفردية ممن يقول: ما مسؤوليتي في الأمر وما شأني في هذا وذاك ؟ أنسيت يا أخي أنك عضو في الأمة وأنك تنتمي لمجتمع ، فحين نتخلى عن مسؤوليتنا فمن يتبنى قضايا الأمة ومن يحمل هموم المجتمع ومن ينصر دين الله.؟؟
أتعلم يا أخي أن من ذب عن عرض أخيه ذب الله عن وجهه النار يوم القيامة فلم لا تحتسب وتقول كلمة في الدفاع عن الدين وأنصاره والجهاد ورجاله والحسبة وأبطالها.
لا عن عاطفة واندفاع ولا عن حماس فائر وإنما عن واقع ومعرفة.
وختاماً وفي غمرة الحملة القذرة على الهيئات ينطق صوت الحق والعدل والعقل فيقطع قول كل منافق ويدمغه فإذا هو زاهق ، ذلك حينما صرح سمو وزير الداخلية معلناً أن الهيئات ستظل ما بقي الإسلام وما دامت هذه البلاد وستكون حصناً ضد الفساد وأن أخطاء رجالها لا تخرج عن نطاق الأخطاء البشرية التي يمكن إصلاحها وسدادها 0
وإننا إذ نثمن لسموه هذا الموقف الذي أثلج صدور الصالحين فإننا في الوقت ذاته نتطلع إلى خطوة عملية تعيد إلى صحافتنا نزاهتها وتحفظ لبلادنا خصوصيتها حينما يكبت صوت النفاق ويعلو نداء الفضيلة وترتفع راية الدين والأخلاق
اللهم إنا نسألك أن تعز الهيئات ورجالها وأن ترفع ذكرهم وتعلي قدرهم وأن تخرس ألسنة تلمزهم .
الله إنا لا نملك لبذلهم وعطائهم جزاء فجازهم عنا بالنعيم المقيم وبرؤية وجهك الكريم وعوضهم عن صبرهم صلاحاً في الذرية وسعة في الرزق وتوفيقاً في الدارين.
اللهم صل وسلم على رسول الهدى ....
وهذا الرابط http://forum.buraydh.com/showthread.php?threadid=29637