الدكتور/ خالد الزومان
في حين تميل النساء الى العناية بشكل أفضل من الرجال بصحة الفم فإن صحة الفم عندهن ليست أفضل منها عند الرجال بالقدر الواضح وهذا راجع لأن التقلبات الهرمونية عند النساء على مدى الحياة ربما تؤثر على عدة أنسجة بما فيها أنسجة اللثة.
ولأن هذا الداء هو بالعادة داء "صامت" فإن العديد من النساء لا يعرفن إصابتهن به لحين تفاقمه بوصوله إلى مرحلة متقدمة. وبالرغم من ذلك، فإن ثمة العديد من الخطوات التي ينبغي عليك القيام بها في كل مرحلة من مراحل الحياة لحماية صحة فمك.
البلوغ:
تسبب زيادة افراز هرمونات الجنس كالبروجسترون والإستروجين أثناء مرحلة البلوغ زيادة في نشاط الدورة الدموية إلى اللثة مما قد يزيد من حساسية اللثة ويؤدي الى حدوث رد فعل أشد لأي تخديش يحدث للثة بما في ذلك ما يحدث من ذرات الطعام واللويحات حيث تتورم اللثة في هذه الأوقات وتصبح حمراء مع وجود ألم.
وكامرأة شابة تنمو أثناء مرحلة البلوغ فإن ميل اللثة الى التورم على سبيل رد الفعل للتخديش ستتناقص. وبالرغم من ذلك يظل من المهم أثناء مرحلة البلوغ اتباع نظام تنظيف جيد للفم بالمنزل يشتمل على تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط السني بصفة منتظمة ومراجعة طبيب الأسنان بانتظام وقد يوصي اخصائي الأسنان في بعض الحالات بعلاج اللثة لمنع تلف الأنسجة والعظام المحيطة بالسن.
الحيض:
تصاب بعض النساء في بعض الأحيان بالتهاب اللثة المصاحب للحيض، حيث تنزف اللثة في هذه الحالة ويصيبها الاحمرار الطفيف والتورم مع الشعور بالآلام داخل الخدين. وعادة ما يحدث هذا الالتهاب قبيل بدء الدورة اشهرية ويزول بمجرد نزولها.
الحمل:
ربما تصاب المرأة بالتهاب اللثة الحملي أو أنه يزداد بدءاً من الشهر الثاني أو الثالث في الحمل والذي يشتد في الشهر الثامن، فقد تشعر بعض النساء خلال هذه الفترة بحدوث تورم ونزف واحمرار أو ألم في أنسجة اللثة.
وفي بعض حالات تورم اللثة بسبب التهاب اللثة الحملي قد تحدث ردود فعل قوية لأي مهيجات وتتكون كتل كبيرة تدعى أورام الحمل علماً بأنها غير سرطانية أو مؤلمة. ولكن قد يتطلب الأمر ازالة الورم بواسطة اخصائي امراض اللثة.
أظهرت الدراسات وجود علاقة بين الإصابة بأمراض اللثة والولادة قبل الأوان للأطفال هزيلي البنية. كما أن أي التهاب بما في ذلك التهاب اللثة هو مثار اهتمام أثناء الحمل. وفي واقع الأمر تعد الحامل التي تعاني من أمراض اللثة اكثر عرضة لإنجاب طفل هزيل قبل الأوان بمعدل سبع مرات. فتأكدي من اجراء التقييم لأمراض اللثة ضمن الفحوص اللازمة قبل الحمل إذا ما قررت أن تصبحي حاملاً.
قد تكون النساء اللاتي يستعملن موانع الحمل عن طريق الفم عرضة لنفس ظروف الفم الصحية التي تصيب الحوامل، فقد يشعرن بتورم الثة واحمرارها وحدوث النزف منها. لذا فإن على من يستعملن موانع الحمل بالفم أن يعلمن أن تناول بعض العقاقير في بعض الأحيان لعلاج أمراض اللثة كالمضادات الحيوية قد يقلل من فعالية مانع الحمل الفموي.
انقطاع الطمث وما بعده:
قد تشعر النساء اللاتي انقطع عنهن الطمث بتغييرات في الفم، فقد يشعرن بانزعاج يتضمن جفاف الفم والشعور بالآلام والحرارة المحرقة في اللثة وتبدل الطعم خاصة للملح والفلفل والحامض.
وبالإضافة لذلك، يصيب التهاب اللثة والفم المرتبط بانقطاع الطمث نسبة ضئيلة من النساء، وتصبح اللثة في هذه الحالة جافة أو براقة وسهلة النزف كما تتفاوت ما بين الشحوب غير الطبيعي إلى الحمرة الداكنة. وتجد العديد من النساء أن الأستروجين الإضافي يساعد على تخفيف هذه الأعراض.
يصحب فقد الأسنان الإصابة بداء الأنسجة الداعمة السنية وترقق العظام، ولقد أجريت الأبحاث لتحديد ما إذا كان ثمة ارتباط بين الدائين. كما ينبغي على من يستعملن العلاج بالهرمون البديل لمكافحة ترقق العظام معرفة أن ذلك قد يساعد على حماية الأسنان وأجزاء أخرى من الجسم.
خطوات ينبغي القيام بها
لحماية صحة الفم:
إن الملاحظة الدقيقة للأنسجة الداعمة السنية ونظافة الفم الفائقة هما أمران في غاية الأهمية للنساء اللاتي قد يلحظن تغييرا في الفم اثناء التقلبات الهرمونية. وللتأكد من جودة صحة الفم (والصحة العامة) يجب التأكد من التالي:
مراجعة طبيب الأسنان لتنظيفها على الأقل مرتين كل عام.
مراجعة اخصائي امراض اللثة عند الشعور بوجود مشاكل في اللثة أو ملاحظتها من قبل أخصائي الأسنان والتي تشمل:
نزف اللثة عند تفريشها.
تورم اللثة واحمرارها أو ألمها.
انحسار اللثة عن الأسنان.
استمرار خروج رائحة كريهة من الفم.
وجود قيح بين اللثة والسن.
تخلخل السن أو انفصاله.
حدوث تغير في طريقة انطباق الأسنان عند العض.
حدوث تغير في انطباق طقم الأسنان الاصطناعية.
أطلعي طبيب الأسنان على أي أدوية تتناولينها، أو على أي تغييرات تطرأ على تاريخك الصحي.
احرصي على تنظيف أسنانك يومياً باستخدام فرشاة الأسنان والخيط.
اخصائي أمراض اللثة