المُقَدِّمَــــــــةُ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فإن المرأة سلاح ذو حدين فإن هي صلحت فتأثيرها في المجتمع يكون قوياً وذو بال ، وهي كذلك إن فسدت .
وحيث إن المرأة ضعيفة في تحديد توجهاتها أياً كانت فقد جعلها الإسلام تحت قوامة الرجل سواءً كان أباً أو أخاً أو غير ذلك فالرجل المتصف بصفات الرجولة لا يقبل على محارمه الفساد ، ويعتبر ذلك خدشاً بل سقوطاً لرجولته حتى ولو كان في نفسه مقصراً لذلك كان من كمال الإسلام أن جعل المرأة تحت قوامة الرجل فاكتملت بذلك مقومات صلاح الأسرة والمجتمع .
وأعداء الدين من المنافقين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون بغضهم لتعاليمه ويحاولون إلغائها والتمرد عليها بحجة أنه غير مناسب للعصر ، ومن خلفهم إخوانهم من اليهود والنصارى الذين يجعلون من المرأة الحدَّ الفاصل الذي إذا نجحوا في إسقاطه فقد سهل لهم بقية الأمر كيفما شاءوا لأنهم يعلمون أن من أقوى أسلحة المؤمنين سلاح الأخلاق والفضيلة .
أما لماذا هذا الأسلوب ؟ وما هذه الطريقة ؟ فأقول : هي ليست لإثارة الفتنة ، بل هي للبيان والحقيقة ومدافعة الباطل .
والحق أنني لم أجد وسيلة إعلامية لا يترتب عليها عوائق أو مصاعب لأسلكها إلا هذه الوسيلة ، ذلك لأن الإعلام بأيديهم والسبب الآخر هو أن أجهزة القمع لا زالت تعمل بقوة ، فكان هذا الأسلوب .
وأما قولنا إنها معركة فذلك لأسباب منها :
1- أن محاولة تغريب المرأة المسلمة قديمة بقدم ظهور الماسونية وهيئة الأمم ، وقد نجحت في كثير من البلاد العربية والإسلامية .
2- أنها تدار من الدول الأجنبية .
3- أنها نجحت في السعودية في ميادين ، وأخفقت في ميادين أخرى ، والحرب سجال .
4- أنها قد تتسبب في إشعال معركة حقيقية ، إذ إن المعارك مبدأها الكلام .
والهدف من هذا الجمع :
أولاً : تنبيه المسئولين بأن يعودوا إلى رشدهم ، وأن يتمسكوا بإسلامهم ، فإنهم إنما خلقوا ونحن لعبادة الله تعالى ، وتولوا أمر هذه البلاد للحكم بشريعة الله.
ثانياً : مطالبة العلماء وهم ورثة الأنبياء بالتصدي لهؤلاء المنافقين بشكل أكبر ، وإننا لنعلم أن فشل تحرير المرأة السعودية في بعض الميادين إنما كان بفضل الله ثم بجهدهم .
ونأمل منهم استخدام الإعلام أكثر وأكثر ، وإظهار فتاواهم العلمية في هذه المجالات ، فإن فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله – التي سأذكرها لاحقاً ضد صحيفة عكاظ في هذا الخصوص كانت في عام 1397هـ ، ونشرت في مجلة البحوث العلمية في عام 1412هـ ، وحسب علمي فإنها لم تنشر في غير ذلك مما جعل كثيراً من الناس لا يعرفها .
ثالثاً : تشجيع النساء المسلمات المقصودات بهذه الحرب اللاتي وقف كثير منهن كالسد العالي في وجه هؤلاء ، وكن الدرع الواقي في هذه المعركة ، ونريد المرأة المسلمة أن تظهر - من وراء حجاب – لتطالب بكل ما يحفظ لها عفتها ويبعدها عن ميادين الاختلاط .
رابعاً : هذا الجمع لكل مسلم في هذا البلد ، وفى أى موقع من مواقع العمل ، ونقول له : إياك إياك أن يؤتى الإسلام من قبلك سواء عبر أهل بيتك، أو بقرار من توقيع يدك في موقع رسمي ، أو بسكوت يجعل منك شيطاناً أخرساً ليس لك دور .
وأخيراً هي للتأريخ .
وقد سلكت في هذه المذكرة طريقة الجمع لكلام دعاة تحرير المرأة التي من خلالها يعرف المقصود ، وقد جعلت كلامهم بين قوسين ثم أذكر الصحيفة أو المجلة التي ذكرت هذا الكلام مع ذكر رقم العدد وتاريخه.
هذا مبدؤنا
لا شك أن للإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز – رحمه الله – قبول كبير عند أغلب المسلمين على اختلاف مشاربهم ، وعلى أقل تقدير فهو مقبول عند حكام هذه البلاد حيث كان – رحمه الله – هو المفتي العام للبلاد وعليه فإن فتاواه وآراءه الشرعية تعتبر رسمية وهنا نذكر كلام له في موضوع تحرير المرأة هو المنطلق الذي ننطلق منه مدعِماً كلامه بالأدلة الشرعية ، كما أن فيه الحكم على من اعترض على حكم الله ومن ذلك مسألة قوامة الرجل على المرأة .
قال الإمام - رحمه الله - : (( ومعلوم أن الذي جعل الرجال قوامين على النساء هو الله عز وجل في قوله تعالى في سورة النساء {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبمآ أنفقوا من أموالهم} .
فالطعن في قوامة الرجال على النساء اعتراض على الله سبحانه ، وطعن في كتابه الكريم وفى شريعته الحكيمة ، وذلك كفر أكبر بإجماع علماء الإسلام كما نص على ذلك غير واحد من أهل العلم منهم القاضي في كتابه (الشفاء).
كما أن الذي وصف النساء بنقصان العقل والدين هو الرسول صلى الله عليه وسلم ، وذكر عليه الصلاة والسلام أن من نقصان عقلها أن شهادة المرأتين تعدل شهادة الرجل الواحد ، وذكر أن من نقص دينها أنها تمكث الليالي والأيام لا تصلى ، وتفطر في رمضان بسبب الحيض .
وإذا كان هذا النقص ليس عليها فيه إثم ، ولكنه نقصان ثابت معقول لا شك فيه ولا اعتراض على الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك ، لأنه أصدق الناس فيما يقول ، وأعلمهم بشرع الله ، وأحوال عباده .
فالطاعن عليه في ذلك طاعن في نبوته ورسالته ، ومعترض على الله سبحانه في تشريعه ، وذلك كفر وضلال لا ينازع فيه أحد من أهل العلم والإيمان .
والأدلة العقلية والنقلية والشواهد من الواقع ومن معرفة ما جبل الله عليه المرأة وميزها به عن الرجل ، كل ذلك يؤيد ما أخبر الله به سبحانه من قوامة الرجال على النساء وفضلهم عليهن ، وما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من نقصان عقل المرأة ودينها بالنسبة للرجل .
ولكن لا يلزم من ذلك أن يكون كل فرد من أفراد الرجال أفضل ولا أعقل من كل فرد من أفراد النساء ، وكم لله من امرأة أفضل وأعلم وأعقل من بعض الرجال ، وإنما المراد بتفضيل الجنس على الجنس وبيان أن هذا أكمل من هذا ، والأدلة القطعية شاهد بذلك كما سبق )) .
مجلة البحوث العلمية عدد 32 سنة 1412هـ .
الهدف من الدعوة إلى تحرير المرأة السعودية
ذكر الشيخ عبد الرحمن آل فريان هدفين للعلمانيين في سعيهم الحثيث لمشاركة المرأة في العمل بجانب الرجل فقال :
(( الأول : حتى تقوم بالعمل معهم وتقوم ببعض النفقة عنهم ، فهم مادّيّون . الثاني : أن يشبعوا رغبتهم الجنسية منها ، فتكون ألعوبة في أيديهم )) .
(الدعوة 693 في 12/2/1420هـ) .
كما أن وراء هذه الأهداف قوى خارجية أخبر الله عنهم بقوله { ود كثير من أهل الكتـب لو يردونكم من بعد إيـمـانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم } [ البقرة 109] .
وقال أيضاً { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولى ولا نصير } [البقرة120] .
وأهل الكتاب الآن هم المتصرفون والقائمون على هيئة الأمم المتحدة والتي لها نشاط كبير في مجال عولمة العلمانية .
ويوجد بها ما يسمى اتفاقية التميّز في الاستخدام والمهنة ، وقعت عليها السعودية ضمن (120) دولة من دول العالم ، تعهدت فيها الدول الموقعة بالقضاء على أي تميّز ، وتشجيع المساواة في الاستخدام والمهنة .
(المدينة عدد 13161 في 16/1/1420هـ) .
ويقول رئيس المجلس العربي للطفولة ورئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية طلال بن عبد العزيز آل سعود في معرض استعراضه لبعض المشروعات التي تحققت :
(( وقد بدأنا منذ عام 1997م الإعداد في تنفيذ مشروع آخر للنهوض بالأسر العربية ، وهو مكمل للمشروع السابق للنهوض بالطفل العربي .
وقد أسسنا رياض الأطفال حيث بدأنا هذه المشروعات التربوية بالمملكة العربية السعودية ثم البحرين والإمارات وعمان واليمن ، وطلبت الكويت المساعدة في إنشاء رياض الأطفال فوافقنا على طلبها وكذلك لبنان ومصر .
إلى جانب ذلك أسسنا مراكز لتدريب معلمات لرياض الأطفال ، وكذلك أنشأنا مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث ، ومقره تونس ، ويهدف هذا المركز إلى النهوض بأوضاع المرأة العربية في كافة الميادين .
فوضع المرأة العربية يشبه وضع المرأة في أيّ منطقة في العالم ، مع الفارق ، وهنالك تحرك عربي تجاه المرأة ، ونشكر هؤلاء الذين قاموا بهذا التحرك .
ولكن هذا لا يكفى ، لأنه من وجهة نظرنا لا يجوز أن نترك نصف المجتمع عاطلاً، فيجب أن تشارك المرأة الرجل في كافة نشاطاته … فمشروعاتنا للمرأة العربية كثيرة ، وقد ساعدنا عدة جمعيات عربية تعنى بالمرأة سواء بالمال أو بالخبرة ، وأسسنا منذ زمن وجيز شبكة عربية للجمعيات الأهلية …)) .
(المدينة عدد13300 في 8/6/1420هـ)
قضية تحرير المرأة السعودية
البداية بافتتاح مدارس للبنات:
عارض العلماء فكرة افتتاح مدارس البنات في بدايتها ورفضوها ، ولم يقبل بها إلا من وضع لها شروطاً ، وعلى أن تكون تحت نظر العلماء ، بأن يتولوا هم مسئولية (رئاسة تعليم البنات ) حيث كان سماحة المفتى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ هو أول رئيس لها .
لكنه مع مرور الوقت نُقضت الشروط ونُسخت القرارات ووقع التساهل كثيراً في تطبيق التعليمات الصارمة ضد هذا التحرير ، حتى فَتَحَت الجامعات ووزارة الصحة ومعهد الإدارة العامة أقساماً للنساء لا تخضع لتعليمات الرئاسة العامة لتعليم البنات مما جعل المرأة مع الوقت تنافس الرجل في اختصاصاته ، وتركت هي وظيفتها الأساسية .
وكان لاستحداث مناهج دراسية جديدة – مثل الرياضيات والعلوم من كيمياء وفيزياء وجيولوجيا وأحياء واللغة الإنجليزية وعلم النفس – أكبر الأثر في تخريج كثير من المدرسات في هذه التخصصات ، مع عدم الحاجة أصلاً إلى تعليمها ، مما جعل المجتمع مع مرور الوقت يعتاد على وجود الموظفة ، هذا فضلاً عما حصل بعد ذلك من فتح المعاهد الصحية والأقسام الطبية ومعهد الإدارة العامة و أي هي أكثر انفتاحاً وخروجاً على الشريعة .
وكان المصلحون من العلماء ينادون بأنه يكفى لتعليم المرأة : التوحيد والطهارة والصلاة وأحكام الحيض والنفاس ، وأمور دينها الواجب عليها ، وتربية أولادها وتدبير منزلها ، وغير ذلك من الأمور النافعة ، ورفضوا إدخال مواد الحساب والهندسة والجغرافيا في سنة1380 هـ بمناهج مدارس تعليم البنات.
ولم يكن هذا الرفض لتعليم المرأة دعوة إلى احتقار المرأة أو عدم تعليمها ، كلا ، ولكن رفضوا التعليم الذي مؤداه ونهايته هو التبرج والانحلال وترك الأخلاق والفضيلة .
وقد أدرك المصلحون بثاقب نظرهم ، بعد توفيق الله أن هذا التعليم بهذه الصورة : إنما المقصود منه هو مشاركة المرأة للرجل في المكاتب والمعامل والمدارس ، كما صرحوا به في عدة مقالات في حينها . ( انظر بعض مقالاتهم ورسائلهم في ذلك في كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية )
لذلك فنحن الآن نتجرع ما كانوا يخافونه ويحذرون منه ، وصدقوا والله ، وظهر ما كان البعض ينتقدهم فيه ، فلقد قال هؤلاء العلمانيون بأنفسهم إن ((مجال تعليم المرأة هو الذي غرس هذه البذرة التي أثمرت التعدد المعرفي وما أنجزته المرأة السعودية )) .( مجلة المجلة عدد 1003 في 2-8/5/1999م) .
وينتقد عضو مجلس الشورى د/النبي داغستانى الوضع الحالي من عدم فتح مجال العمل للمرأة السعودية بحجة أن المرأة أصبحت متعلمة بدون عمل، يقول ( لقد فتحنا للمرأة أبواب التعليم .. ثم أوصدنا أمامها فرص العمل )) . (عكاظ 11927 في 7/1/1420هـ ) .
وتقول الجوهرة العنقري نائبة رئيس الجمعية الخيرية النسائية بجدة صاحبة عمود ( ودي نكون ) في عكاظ ، داعية لعمل المرأة في جميع الدوائر الحكومية :
(( اليوم المرأة السعودية بعد التعليم والتأهيل .. عملت وتعمل في مجالات عديدة .. حتى وصلت إلى مرتبة وكيل وزارة )) .
(عكاظ 11931 في 11/1/1420هـ) .
ولذلك لما طالب بعضهم بإنشاء أندية نسائية رياضية كان مما طُرح قديماً وحديثاً أن تكون البداية هي بإدخال التربية البدنية في مدارس البنات ، لأن التعليم هو أحد أهم استراتيجيتهم لتحرير المرأة ، وفى ذلك قال : د/عبد الله بن ناصر الفوزان :
(( أرجو من الأطراف التي كانت ولا تزال تعارض إدخال التربية البدنية في مدارس البنات أن تعيد النظر في آرائها ومواقفها )) .
(الجزيرة 9704 في 8/1/1420هـ) .
وقد توسع تعليم المرأة في الوقت الحاضر بشكل لافت للنظر في أغلب التخصصات ، وأصبح هناك تركيز كبير في مجال الحاسب الآلي ( لغة العصر ) ودراسة اللغة الإنجليزية ، اللذان أصبحا مطلوبَين على المستوى الحكومي والأهلي، مع ملاحظة جهود الجمعيات النسائية الخيرية المشبوهة بداء التحرير وغيره ، يقول حماد بن حامد السالمى في مقالته الهجومية والعنيفة :
(( إن السنوات القادمة سوف تشهد انفجاراً في قائمة طالبات العمل .. والتوجه نحو حل هذا الإشكال لا بد وأن يأتي سريعاً ، وبحلول راسخة لا تقبل الجدل أو العودة إلى عنق الزجاجة الذي طالما راهن عليه أعداء الحقوق المشروعة للمرأة )) . (الجزيرة 9713 في 17/1/1420هـ) .
فكلما علموها علماً أرادوا منها أن تمارسه ، وهذه هي ثمرة العلم ، فلماذا إذاً تتعلم من الأصل هذه العلوم التي لا توافق طبيعتها ، ولا تستفيد منها في مجال عملها الأصلي بين أسرتها وفى بيتها .
ولم يقفوا عند هذا الحد بل إنهم يريدون أن يخطوا خطوة أخرى أكثر جراءة ، وهى تغيير المناهج الحالية رغم ما فعلته بنا في السنين السابقة ، أو تغيير ما تبقى منها على المنهج الشرعي الصحيح .
يقول كبيرهم هاشم عبده هاشم : (( طالبت يوم أمس بإلغاء المناهج الدراسية الحالية بالنسبة للبنين والبنات حتى نتمكن من توفير البيئة العلمية الصالحة لاكتشاف المواهب )). (عكاظ 11783 في 6/8/1419هـ) .
ثم وصف المناهج الحالية في نفس المقال بأنها عقيمة !
وقال في عنوان ( أزمة هذا الجيل "1" ) : (( ومن أبرز العيوب التي لا يجب أن ننكرها ونحن نتأمل حياتنا : … ثانياً : تأثيرات التعليم التقليدي على تكوين الشخصية)) .
والآن هم يحاولون وضع قنابل موقوتة تنفجر بعد حين مع مرور الوقت ، فبالإضافة إلى التعليم الرسمي الذي وصلت فيه نسبة الطالبات بالنسبة للطلاب في مراحل التعليم العام والجامعي إلى 47% أى إلى ما يقارب النصف ، وذلك في عام 96م . (الاقتصادية 2180 في 1/6/1420هـ) .
إضافة إلى ذلك فتحت في مدينة جدة جامعة أهلية للبنات من أهم تخصصاتها الحاسب الآلي .
وبنظرة سريعة على الإعلانات المنشورة في الصحف اليومية نجد مدى الاهتمام بتعليم النساء اللغات والحاسب الآلي خاصة في العطل الصيفية .
ويوجد الآن إعلانات لخريجات الثانوية للتسجيل في دبلوم علوم الحاسب يقول : ( يؤهلك للعمل بدرجة عالية من الكفاءة والقدرة العلمية ) حيث إنه لمدة عامين دراسيين ، ويقوم بهذه الدورات معهد العالمية للحاسب والتقنية بالتعاون مع الجمعيات النسائية في إحدى عشرة مدينة ، عبر ثلاث عشرة جمعية نسائية وخيرية . ( الرياض 11395 في 25/5/1420هـ ، والمدينة 13289 في 27/5/1420هـ) .
نعم إنهم يخططون
كما أن الدعوة إلى الاختلاط في المجتمع لا بد أن تمر ابتداءاً من بوابة التعليم ، وفى هذا يقول د/ أيمن حبيب نائب رئيس تحرير صحيفة عكاظ :
(( هناك نقص حقيقي في استثمار طاقات النساء في بعض التخصصات التي هي من طبيعة دور المرأة وتكوينها ، مثل التعليم للأطفال ذكوراً وإناثاً في المراحل المتقدمة )). (عكاظ 11928فى 8/1/1420هـ) .
طموحاتهم ممزوجة بالسخرية من الإسلام وشرائعه
طموحاتهم لا تتوقف عند حد معين ، بل يريدون أن يحيوا حياة الإباحية (الحرية ـ كما يزعمون ـ ) في بلاد الحرمين بدون تحفظ ، وكلما حققوا خطوة في ذلك سعوا إلى إنجاز خطوة أخرى ، وتباكوا على ظلم المرأة ، حتى يحققوا تقدماً آخر ، ولكن إلى الوراء .
وهذه الطموحات ( غير العليّه ) مُزجت بشيء من السخرية بالإسلام ، و أي أخرجتها فلتات أقلامهم ، كما أخبر الله عنهم بقوله { ولتعرفنهم في لحن القول }[ محمد 30] .
وكلامهم واضح وصريح ، وليس بحاجة إلى تعليق ، ففي تحقيق صحفي عن مساهمة المرأة السعودية الحالية في مجال العمل أوصت الدراسة بافتتاح أقسام نسائية بكافة الوزارات بما تسهل معه الإجراءات والمعاملات التي تحتاج المرأة إلى متابعتها بدون الاستعانة بوسيط .
وفى نفس الدراسة تهكم بالشرع ونظامه ، حيث ذكرت ما نصه : ((وبدراسة الغرفة التجارية بالرياض لهذه المعوقات ( أى معوقات مساهمة المرأة السعودية في مجال العمل ) اتضح أن أبرزها في الآتي :
1- مشكلة وجود الوكيل الشرعي .
2- العادات والتقاليد . )) .
(عكاظ 11930 في 10/1/1420هـ) .
ويقول عبد الله أبو السمح : (( علينا إذاً تحرير المرأة من كثير من قيود العادات والتقاليد ، وكثير منها لا أصل شرعي لها ، بل جاءتنا من عهود السلاجقة والعثمانيين … وعلى سبيل المثال فإن كشف الوجه مسألة خلافية … )) . ( عكاظ 11921 في 1/1/1420هـ) .
ويتباكى توفيق السيف – رافضي من المنطقة الشرقية وله كتاب يتهجم فيه على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه - على وضع المرأة في المجتمع الإسلامي فيقول : ((ربما يصعب علينا الإقرار بأن وضع النساء في مجتمعنا لا يطابق المعايير التي يتفق عليها العقلاء )) .
وقال : (( وأظن أن كثيراً مما يكتب أو يقال في عدد من المجتمعات الإسلامية حول حقوق المرأة في الإسلام ليس سوى تبرير لحرمانها من هذه الحقوق )) . (عكاظ 11924 في 4/1/1420هـ) .
ووصل الحال بعبد العزيز مؤمنة إلى أن يدعو إلى أن يكون للمرأة حق تطليق الرجل !!! وينكر قوامة الرجل على المرأة في كلام يدعو للضحك ، فيقول:
(( ليس هناك أي فرق بين حرية المرأة وحرية الرجل في الإسلام )) إلى أن قال (( … وهل يجوز أن تبقى المرأة تابعة للرجل بعد أن حررها الإسلام من عبودية الجاهلية، وأعطاها حتى حق تطليق نفسها ، وبذلك تكون العصمة في يدها )) .
ثم يسخر بأمة الإسلام قائلاً : (( ولن تتقدم أمة نصفها مصاب بالشلل )) .
(عكاظ 11926 في 6/1/1420هـ) .
والجوهرة العنقرى تقول في مقال بعنوان ( حان وقت الحوار ) : (( فما هي المجالات التي يمكن أن تشرع بدون مخالفة للتعاليم الدينية .. وعلى سبيل المثال لا الحصر تمكينها من الحصول على بطاقة هوية منفصلة وخاصة بها .. تمكينها من الصلاحيات .. ثم الضمان الاجتماعي يفتح الباب أمام توظيف الأخصائيات الاجتماعيات .. وفى مجال العمل والعمال فتح أقسام لاستقبال المراجعات من النساء والباحثات عن العمل .. والبلديات .. والمحاكم الشرعية .. حتى الشرطة ، فطالما حافظت على حجابها والتزامها فهي تستطيع تسهيل كثير من المهمات المتعلقة بالمرأة )) .
(عكاظ 11931 فى11/1/1420هـ) .
فكل هذه الأعمال التي تريد أن تقحم المرأة فيها وسط الرجال تقول أنها: (( دون مخالفة للتعاليم الدينية .. حتى الشرطة )) .
ومن هنا نعلم أن إقحامهم بعض الألفاظ التي تقيد هذا التحرر بالدين إنما هو صبغة وألفاظ برّاقة ، هي في حقيقتها تناقض كلامهم .
كما أنهم يستدلون بالأقوال المرجوحة من فتاوى العلماء التي توافق منطقهم والمعقول – عل حد زعمهم - لتمرير أهدافهم في المجتمع المسلم الذي لا يثق إلا في كلام العلماء ، وفى ذلك يقول حماد السالمى : (( إن كثيراً من دول العالم الإسلامي قد سبقنا في الوصول إلى حلول جذرية في مسألة الحجاب وكشف الوجه وميادين عمل المرأة وقيادتها للسيارة ، ولا أرى بأساً من الاستفادة من تجارب الآخرين ، والأخذ بما هو مقنع وفى حكم المنطق والمعقول )) . ( الجزيرة 9713 في 17/1/1420هـ) .
حربهم في معركة التحرير ضد الإسلام
إن حربهم في معركة التحرير ليست إلا ضد الإسلام ، والإسلام وحده فقط، ومن يمثلون الإسلام الصحيح ، وإن ذكروا العادات والتقاليد ولم يصرحوا باسم الإسلام .
ذلك لأن المجتمع العربي قبل الإسلام لم يوجب الحجاب ويمنع الاختلاط ، بل كان من أمور الجاهلية ما يعدونه الآن حضارة كالطواف حول بيت الله الحرام عراة ، والعرىّ الآن من أبلغ مقامات الحضارة بدعوى الحرية الشخصية .
والمقصود أن دعوى التقاليد والعادات التي يريدونها أن تزول ، إنما هي عادات وتقاليد الإسلام ، وبمعنى أصح تعاليمه .
وهذه بعض أقوالهم في التهكم بالإسلام إن صرحوا بذلك – وقد فعلوا – أو بالعادات والتقاليد التي هي في حقيقتها تعاليم الإسلام .
يقول د/عبد العزيز بن محمد الدخيل : (( دور المرأة في المجتمع الحديث لا يمكن أن يكون استمراراً لدورها الذي كانت تمارسه في العصور القديمة قبل الإسلام وبعده )) .
وقال : (( لقد تطور دور المرأة في المجتمع الإنساني ، وبقيت المرأة السعودية أسيرة قيود اجتماعية أُلبست لباساً دينياً أو أخلاقياً ، والدين والأخلاق من هذه القيود براء)) !! (مجلة المجلة 1003 في 2-8/5/1999م ) .
ويقول د/عبد العزيز السبيل ( أستاذ في جامعة الملك عبد العزيز بجدة وانتقل مؤخراً إلى جامعة الملك سعود بالرياض ) :
(( جزء كبير من المجتمع يريد للمرأة ألا تنظر إلا من خلال نافذة الرجل ، سواء كان الأب أو الزوج أو حتى الابن )) . ( مجلة المجلة العدد السابق ) .
وتقول بدرية البشر ( كاتبة صحفية بجريدة الرياض ) :
(( و يأتي فتح الحوار لوضع تصور جديد يتناسب مع متطلبات الواقع الجديد المتغير كضرورة ، لكن نجاحه يشترط تجاوز المفاهيم الاجتماعية التقليدية التي تخلط بين الثوابت الدينية والعادات الاجتماعية )) . (الرياض 11264 في 11/1/1420هـ) .
وتأمل أيضاً كلام ( عبد الله أبو السمح ) المتقدم الذي لا يخرج عن التهجم على تعاليم الإسلام باسم قيود العادات والتقاليد ، وجاء بمثال : كشف الوجه الذي هو من صميم تعاليم الشريعة لا العادات والتقاليد .
ومن ذلك تلك الحملة التي يقوم بها رسام الكاريكاتير محمد الخنيفر في آخر صفحة من صحيفة الجزيرة كما في العدد (9906 في 4/8/1420هـ) والتي تهدف إلى محاربة تعاليم الإسلام وإلا فإن التخلي عن عادات وتقاليد بلد أو زمن لا بد أن يحل محلها عادات وتقاليد أخرى ، وهذه الحملة توافق عولمة الأفكار والعادات التي تتبناها الولايات المتحدة الأمريكية عبر منظمة هيئة الأمم المتحدة والمؤسسات الإعلامية مع التنبيه أصلاً على شدة حرمة التصوير وأن هذا الرسم المسمى بالكاريكاتير من كبائر الذنوب إذا كان الرسم لذي روح كما قال صلى الله عليه وسلم : (( أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله )) أخرجه البخاري ومسلم ، ومعنى الحديث : أي أن من أشد الناس عذاباً ، وقد نص أهل العلم أن من أنواع التصوير رسم ذوات الأرواح ، ذكره النووي في المجموع وابن قدامة في المغنى وغيرهم .
تحقيق بعض طموحاتهم
لقد تحققت لهم بعض طموحاتهم ، ويرون أنهم لا زالوا في بداية الطريق ، وليس لطموحهم حد معين كما تقدم بل يرون أنهم متأخرون .
تقول شريفة الشملان ( أديبة - ولكن قليلة أدب – وكاتبة صحفية من الشرقية ) عندما سئلت عن قيادة المرأة للسيارة :
(( سؤالك متأخر جداً جداً يا سيدي ، ولنتدارك ما يمكن تداركه )) .
ويقول د/عبد الله بن محمد الفوزان ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود وكاتب صحفي بعكاظ) : (( طموحنا لا يتوقف عند قيادتها للسيارة )) .
ومن هذا الطموح الذي تحقق على مستوى قطاع الحكومة تقول نورة بنت عبد العزيز الفايز ( مديرة الفرع النسوي بمعهد الإدارة العامة في الرياض ) :
(( إن نسبة الموظفات السعوديات بالفرع بلغت 100% والوظائف التدريبية 70% )) .
وتقول الطبيبة آمال بدر الدين : (( هناك نهضة طبية كبيرة في دولتنا ، ونسبة وجود المرأة وعملها فيه مساوية للرجل )) .
(جميع ما تقدم في مجلة المجلة عدد 1003 في 2-8/5/1999م ) .
وأما على مستوى القطاع الخاص فتقول نوف الدبيخي مديرة القسم النسائي في البنك السعودي البريطاني :
(( اتجه البنك السعودي البريطاني للتوسع في أقسام السيدات ، فلم يعد العمل مقتصراً على الفروع النسائية ، بل تعداها إلى توظيف السيدات في الإدارة العامة والإدارات الإقليمية ومركز البطاقات )) .
(مجلة المجلة 1003 فى2-8/5/1999م) .
وعندما طالب عبد الله المالكي ود/عبد الله الفوزان (( بإيجاد أندية نسائية تمارس فيهات النشاطات البدنية والثقافية والاجتماعية ، وهى خير ملجأ للترفيه البريء )) وذلك لأن (( الحاجة للرياضة لا تقتصر على الرجال وحدهم ، وأنها مشروعة ومطلوبة للمرأة )) . ( الجزيرة عدد 9711 في 15/1/1420هـ وعدد 9731 في 6/2/1420هـ ) .
فقد بدأ (( في الآونة الأخيرة الاتجاه لإقامة أندية رياضية خاصة بالسيدات فقط ، و أي أخذت بالانتشار منذ ما يقارب الخمس سنوات أو ما يزيد ، وعلى الرغم من أنها كانت تقتصر في البداية على مزاولة التمارين الرياضية لإنقاص الوزن الزائد ، إلا أن هذه الأندية أدخلت في الفترة الأخيرة العديد من الأنشطة الرياضية، و أي تناسب الشابات مثل السباحة والتنس بأنواعه وكرة السلة بالإضافة إلى الايروبكس )) .
وفى ذلك تقول إحداهن : (( ما زالت النوادي النسائية في طريق البداية ، حيث تعتمد على التمارين الرياضية التي تمارسها السيدات لإنقاص أوزانهن ، إلا أن البعض منها أدخلت خدمات جديدة ، مثل الحمامات التركية ورياضة السباحة ولعبة التنس الأرضي والمعادى وغيرها، ولكن أعتقد أن مثل هذه النوادي ستكون أكثر تطوراً في المستقبل ، بحيث تتيح للعديد من الشابات والسيدات مزاولة الأنشطة الرياضية مثل كرة السلة أو كرة القدم ، ولن تستغرب أن تكون هناك بعض المسابقات والدوريات بين هذه النوادي )) .
أما هذه النوادي فإنها تنطوي تحت لواء المستشفيات الخاصة والفنادق وصالونات التجميل والجمعيات النسائية .
( مجلة الجديدة عدد 682 فى21/7/1999م ) .
وبعد فهذه بعض طموحاتهم ، ممزوجة بالسخرية من الإسلام ، ونسبة الحجاب الشرعي وتحريم الاختلاط ولزوم البيت للمرأة المسلمة إلى العادات والتقاليد الموروثة ، و التي يجب التحرر منها .
كما ذكرنا بعض ما حققوه من تقدم نحو الهاوية ، وإنما ذكرنا إشارات وخطوطاً عريضة .
الطموحات السياسية
ورد في كلامهم ما يدل على أن لهم طموحات سياسية بعيدة المدى ، كقول د/عبد العزيز الدخيل :
(( المرأة تتمتع بأهلية قانونية مدنية كاملة كمواطن … وتأسيساً على مبدأ الأهلية المدنية يصبح عمل المرأة حقاً ، وقيادتها السيارة حقاً )) .
وتقول شريفة الشملان : (( إما أن تكون المرأة إنساناً كامل الأهلية ، لها كافة الحقوق أو لا تكون )) . (مجلة المجلة عدد 1003 فى2-8/5/11/1999م) .
ولنتأمل القول بأن للمرأة كامل الأهلية من الناحية القانونية ، ولها كافة الحقوق ، فهذه العبارة المتداولة بينهم – وهى عبارة كبيرة مطاطة وجذابة – تدخل جميع ما يطالب به مدعى حقوق المرأة ، ومن هذه الحقوق المزعوم حرمان المرأة منها في المجتمع البشرى الحقوق السياسية ، وغالباً ما تكون هي آخر المطالب .
وقد صرح بهذا المطلب الكبير حماد السالمى بقوله : (( من الحقائق التي ينبغي التوقف عندها ونحن نخوض في شأن المرأة السعودية ما يلي : ….
3- في قانون الدولة للمرأة صفة قانونية كاملة كمواطن ، وهذا يترتب عليه ما للرجل من حقوق لها أو عليها ، سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية )) . (الجزيرة عدد 9713 في 17/1/1420هـ) .
نعم إنهم ينظرون إلى السياسة ولكن لأن المطالبة به بصورة واضحة فيه حرج فلا بد لهم من التدرج وإظهار حسن النوايا مع إخفاء هذا المطلب بين السطور .
تقول الجوهرة العنقرى : (( فما هي الأبواب التي يمكن أن تشرع بدون مخالفة للتعاليم الدينية ، وعلى سبيل المثال لا الحصر … نكوّن لجنة (نسائية) في كل منطقة أو مدينة بمثابة قنوات تساعد مجالس المناطق … )) .
(عكاظ عدد 11931 فى11/1/1420هـ) .
ولهم مطالبة لا تخفى لانضمام المرأة لمجلس الشورى الحالي ، وبداية هذا الأمر حدثت وذلك بحضور (20) مواطنة سعودية لجلسة من جلسات مجلس الشورى اللاتي تابعن وقائعها من شرفة مطلة على قاعة الجلسات .
( الحياة عدد 13358 في 25/6/1420هـ والدستور الأردنية 11548فى 25/6/1420هـ) .
وقد طرح في مقابلة صحفية مع رئيس مجلس الشورى الشيخ محمد بن جبير سؤال هذا نصه : (( الأمير عبد الله بن عبد العزيز ، كان له كلام جيد عن المرأة السعودية في إحدى المناسبات … وأنتم تعرفون أن هناك كفاءات وقدرات نسائية سعودية مؤهلة ومتخصصة في هذا البلد مثل الرجال .. فهل نتوقع دخول المرأة مستقبلاً عضوية مجلس الشورى ، خاصة في ظل عدم وجود نص صريح في نظام المجلس يحدد جنس العضوية ؟ )) .
(الشرق الأوسط 7628 في 17/10/1999م) .
ومعلوم أن هذا السؤال لا يقصد به الاستفسار بقدر ما يقصد به المناورة وجس النبض والدعاية الإعلامية ، رغم أن الشيخ ألقمهم حجراً عندما ذكر أن عضوية مجلس الشورى ولاية عامة في التشريع الإسلامي ، ولا يجوز للمرأة تولى هذه الولاية بأي شكل من الأشكال .
رغم أن حضورها جلسات المجلس بداية شر ، حيث صرح هو نفسه بأنه لا مانع من حيث المبدأ أن تحضر المرأة جلسات المجلس .
(الرياض 11424 في 24/6/1420هـ ) .
وقد علق طلال بن عبد العزيز مرحباً بهذا العمل ، بقوله : (( أعتقد أنها خطوة من الخطوات التي اتخذت من قبل القيادة السعودية لتحريك موضوع المرأة في السعودية ، إنها خطوة مباركة ، وإن شاء الله ستكون هناك خطوات بعد ذلك لمصلحة الإنسان في السعودية ، والمرأة وحقوقها )) .
( الدستور الأردنية 11548 في 25/6/1420هـ) .
ومع ما ذكر من قانون أهلية المرأة الكاملة كمواطن أنه قانون الدولة فهو بذرة شر في المستقبل ، حيث يمكن الولوغ في كثير من دعاوى تحرير المرأة عبر هذا القانون المزعوم ، ولنا في جارتنا الكويت المثل الواضح في هذا الأمر ، فلأنه يوجد في دستور الدولة ما نصه :
(( الناس سواسية في الكرامة الإنسانية ، وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة ، لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين )) .
واعتماداً على هذا النص طالب العلمانيون بمنح المرأة حقوقها السياسية ، وذلك طبقاً لمبدأ توسيع قاعدة المشاركة الديمقراطية لأبناء الوطن .
وعليه فقد صدر قرار مجلس الوزراء المتعلق بمنح المرأة حق الانتخاب والترشيح المبنى على أمر أمير دولة الكويت بمنح المرأة الكويتية كامل الحقوق السياسية في الانتخاب والترشيح للمجالس النيابية .
( القبس 9305 ، 9307 في 2/2 ،4/2/1420هـ) .
وعليه فإذا كان في قانون الدولة كما ذكر سابقاً من كلام حماد السالمى أن المرأة تتمتع بأهلية قانونية كاملة كمواطن ، فإن هذا القانون عام ومطاط ، يندرج تحته مطالب العلمانيين للحقوق المزعومة للمرأة ، ويوافق القوانين الوضعية، ولا بد من تقييده بالحقوق الشرعية التي كفلها الإسلام للمرأة ، وليس سواه