جرائم على الشبكة العنكبوتية
هناك نوعيات مختلفة من الجرائم تحدث عبر الشبكة العنكبوتية وكلها يقع فى ما يسمونه الفضاء الالكترونى بمعنى :
ان الجريمة لا تحدث فى مكان معين واحد وإنما فى أماكن متعددة ومن ثم معظم تلك الجرائم لا يعاقب عليها أحد إلا إذا تعلقت بأموال أو إرهاب مزعوم أو بتحرش ودعوة للفاحشة وأمكن تحديد أماكن المجرمين من خلال الشبكة العنكبوتية
وبناء على ما سبق قلت :
إن واجب دولة المسلمين عندما تتواجد فى الأرض مستقبلا هو اقامة شبكة منفصلة عن الشبكة العالمية لمنع تلك الجرائم ويكون دخول تلك الشبكة من المسلمين من خلال هويات تحقيق الشخصية من أجل محاسبة كل واحد على أقواله وأفعاله التى تخالف نصوص القرآن
إن الجرائم التى تمارس هى :
الأول التزوير وهو الغالب على الكثير من أسماء الناس وبعضهم مضطر إلى ذلك فهو ليس يرتكب جريمة وإنما مضطر للحفاظ على أمنه الشخصى إلى اخفاء اسمه الحقيقى ومكانه لأن السلطات الحاكمة تقبض على كل من يعارضها مخالفة القوانين الوضعية التى وضعتها والتى تكفل حماية الرأى الشخصى والحرية الشخصية
ومن ثم فى مقابل جريمة السلطة يحدث بعض الناس جريمة التزوير حتى لا يتم القبض عليهم وسجنهم أو اعدامهم نتيجة التعبير عن معارضة السلطة
وهذا التزوير الاضطرارى فى الشرع مباح من خلال قوله تعالى :
" وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم "
فمن يعارض من أجل الحق والعدل مباح له ارتكاب هذا الخطأ
وهناك أنواع تزوير أخرى منها :
ادعاء اسم من أجل الدخول على المواقع الداعية للفاحشة أو من أجل مشاهدة الفاحشة الحية حيث يعرض رجل أو امرأة عورته أمام الأخرين
التعرف على مزورى الأوراق الرسمية لعمل هويات مزيفة للهرب من أحكام القضاء فى بلد ما
الثانى الدعوة للفواحش وهى كل ما يدخل تحت بند اشاعة فى الفاحشة فى المجتمع من خلال نشر صور الناس العارية أو الشرائك المصورة عن ارتكاب ناس لجرائم الزنى سواء بين رجل وامرأة أو بين رجل ورجل أو بين امرأة وامرأة أو بين رجل أو امرأة ممع حيوان أو عروسة أو غريس بلاستيك أوة من خلال عرض عمليات الاستمناء الفردى أو من خلال نشر اعلانات عن مواد تجارية بعرض عرى النساء والرجال أو من خلال عمل موقع دياثة أو قوادة يتم من خلاله الاتفاق على لقاءات الزنى ...
هذه الجرائم تدخل تحت قوله تعالى :
"إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"
وبدورها تدخل ما يسمونه نشر الفساد فى الأرض وهو محاربة دين الله وعقوباته هى الواردة فى قوله تعالى :
"إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"
الثالث السرقة المالية :
والسرقة المالية تدخل تحتها أسماء متعددة مثل :
الرشاوى والاكراميات والنصب والاحتيال
وأشهر صورها فى الشبكة العنكبوتية هى :
أن تجد فى بريدك الالكترونى رسالة من فلان أو علان وغالبا ما يدعى أنه محامى او موظف فى مصرف يقول لك كمثال:
إن قريبك فلان مات فى البلد الفلانية ومحتاجين أوراق لتخليص المال وتحويله لك ويطلب رقم حسابك المصرفى
وكمثال :
أن فلان مات وأن ترك أموالا أحيانا بالملايين أو الألوف المؤلفة وليس له وريث ويجب أن تدفع الرسوم الفلانية للحصول على ذلك المال ويذكر لك رقم حساب مصرفى لتضع فيه الرسوم
وكمثال :
إن حسابك المصرفى تم قفله ويجب تجديد البيانات ويطلب منك تاريخ الميلاد والرقم القومى ورقم البطاقة المصرفية والرقم السرى لها وذلك من أجل فتحه من جديد بتقبض راتبك أو معاشك
وكمثال :
أنا فلانة أرملة السيد فلان الذى ترك أموال وأراضى أطلب منك أن تشاركنى إياها ارسل صورة هويتك من الأمام والخلف
قطها هذه المثال الأخير الغرض منه هو استخدام صورة هويتك فى خداع الآخرين أو فى جريمة ما فى مكان ما على الأرض حيث يتم عمل تقليد لتلك الهوية وإرسالها إلى أخرين للنصب عليهم باسمك أنت وفجأة تجد نفسك مجرم دولى مطلوب من الشرطة الدولية
قطعا المحتالون والنصابون يبتدعون كل فترة اساليب جديدة لخداع الناس والاستيلاء على أموالهم كشركات التوظيف يقومون بعمل موقع على الشبكة ويبدئون فى عمل برد مختلفة يقومون فيها بمدح الشركة وانها وفرت لهم فرص عمل وسفريات مريحة فى البلد الفلانى او البلد العلانى ويكتبون أرقام هواتف ليست مسجلة بأسماء جقيقية لكى تتصل بأولئك القوم الذى يتصادف أنهم النصابون أنفسهم ويجيبونك على كل ما تريد على أنهم عملاء الشركة ومن ثم المحتاج يبيع ما لديه من اجل سفرية هنا او هناك أو فرصة عمل ويقوم بارسال المال على حساب الشركة الذى غالبا ما يكون فى بلد خارج نطاق الاتفاقيات الدولية القانونية كاسرائيل وجزر كايمان وما شاكلها
هذه الجرائم المتعددة المتنوعة فى المال تدخل جريمة السرقة والتى تعنى أخذ المال فى العلن أو فى الخفاء بقوة ما سواء قوة غاشمة أو قوة الحيلة
ومن ثم يجب قطع أيدى أولئك السراق والسارقات كما قال تعالى :
" السَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"
الرابع جرائم القتل وهناك نوعيات من تلك الجرائم منها :
المواقع المرغبة المساعدة على قتل النفس
مواقع الألعاب التى تنتهى بالقتل كلعبة الحوت ألزرق وما شاكلها من ألعاب تجعل الأفراد يقعون تحت ضغط نفسى رهيب كابلاغ الأهل أو الشرطة عنهم غن لم يقوموا بالمطلوب من خيانة دولتهم
مواقع بيع خدمات القتلة حيث يقوم الفرد بالاتصال بمواقع معينة لا تظهر على العموم على الشبكة العنكبوتية المعروفة وإنما تظهر فيما يسمونه الشبكة القذرة أو الشبكة الخفية
مواقع بيع الأعضاء وهى غالبا منظمات تحترف قتل للأطفال وغيرهم وتقوم ببيع أعضائهم لمن يريد من المرضى وهم فى العموم الأغنياء
وكل هؤلاء وأشباههم يدخلون تحت جريمة القتل العمد والتى قال تعالى فيها :
"وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"
وقال :
"وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"
الخامس:
جرائم متنوعة كالسحر والدجل والشعوذة حيث يقوم البعض بانشاء مواقع تدعى القدرة على عمل أمور مخيفة أو سعيدة أو تجعل الناس يؤمنون بالخرافات كالأشباح وظهور الجان والتلبس وعبادة الشيطان
وكل تلك الجرائم تدخل تحت بناد الفساد فى الأرض والتى قال تعالى فيها :
"إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"
وتبقى المعضلة فى الجرائم الإلكترونية هى :
عدم القدرة على تحديد أكثر من 90% من تلك الجرائم لعدم القدرة على معرفة موقع المجرم او المجرمة فغالبية المجرمين الذين وقعوا فى ايدى الشرطة كان بسبب اتصالاهم من هواتف لها أرقام مسجلة فى شبكات الهواتف الوطنية وبقيتها نتيجة فجور بعضهم واعلانه عن مكان تواجده أو اتصاله من خلال متصفحات قديمة ليس بها خاصية اخفاء مكان المتصل ومعظم المتصفحات الحالية إن لم يكن كلها فيها تلك الخاصية وهناك برامج لاخفاء مكان الانسان على الشبكة
ومن ثم تظل تلك الجرائم التى يتم القبض على مرتكبيها نقطة فى بحر الجرائم التى لا يتم القبض على فاعليها