الجليسان
بئـــس الجـــليــسُ الـفاسق الكذابُ **** القولُ فحشٌ والوعودُ ســـرابُ
يـــتلـــــمس العيب المشين لفاضلٍ **** وتراه في عرض الورى يغـتابُ
لا يحـــــــمل الــود الجميلَ لصاحبٍ **** حفظ الوِداد أحبّهُ الأصحــــــابُ
يــــــصطاد في الماء المعكر شامتاً **** ويسفه الأفكار وهــــــي لبـابُ
لا يــــرعــــــــوي عن غيه وفضولهِ **** وإذا تحدث هــــــمه الإطنـــابُ
لا تجــلـــــسنَّ مع الكذوبِ مصاحباً **** فتصبــــكَ منه معرّةٌ وعِــــتابُ
اعــــلـــم بأن الصدق يهدي للتقى **** يُنجي من الكُربات وهي عُبابُ
اخــــتــــرْ من الأصحاب كل مهذبٍ **** يهوى الصراحة صادقٌ حّبــــابُ
فهو الجليس كحامل المسك الذي **** يهدي العطور تزينهُ الألــــــقابُ
وهو الصديق تسر عــنــــد لقائـــهِ **** وإذا لقيك أسرّةُ الــــتـــــرحابُ
إن الــــصداقة مطلبٌ لـــحــيـاتــنا **** وبها يكون الصحبُ والأحــــبابُ
وبــــها تـــفــيــضُ مشاعرٌ ومحبةٌ **** نحو الصحاب وتستقر رِغــــابُ
تـــــحلو الحياةُ إذا الصداقة وطِّدتْ **** لم يدنُ منها الفاسق الكـــذابُ
إبراهيم بن سليمان الوشمي
بريدة