لم يتبع نبينا موسى عليه السلام الرجل الصالح (الخضر ) إلا لزيادة علمه ، وما المواقف التي حصلت في قصتهما إلا ليعلم نبينا موسى عليه السلام بأنه لم يؤتى من العلم إلا قليلا ! فعجزه عن تفسير ما يحدث أمامه، تدل على قصر علمه، وان العلم كله لله رب العالمين .
قصة نبينا موسى عليه السلام صورة لنظرية الخارطة ليست هي الحقيقة والتي تعلمتها إثناء التحاقي في دورة للبرمجة اللغوية العصبية قبل فترة ليست قصيرة .
فقد وضع مبدأ الخارطة ليست هي الحقيقة العالم البولندي الفريد كورزيبسكي . ويعني به أن صورة العالم في ذهن الإنسان هي ليست العالم . فخارطة العالم في أذهاننا تتشكل من المعلومات التي تصل إلى أذهاننا عن طريق الحواس ، واللغة التي نسمعها ونقرأها ، والقيم والمعتقدات التي تستقر في نفوسنا . ويكون في هذه المعلومات ، في أحيان كثيرة خطا وصواب ، وحق وباطل ، ومعتقدات تكبلنا ، وتعطل طاقاتنا ، وتحبس قدراتنا . ولكن هذه الخارطة هي التي تحدد سلوكنا ، وتفكيرنا ، ومشاعرنا ، وإنجازاتنا . كما أن هذه الخارطة تختلف من إنسان لآخر ، ولكنها لا تمثل العالم ، أي أن كل إنسان يدرك العالم إذا حصل تغير في الخارطة التي في ذهنه . ولكن إذا حصل تغير في الخارطة ( في ذهن الإنسان ) ، أيا كان هذا يغير ، فإن العلم يكون قد تغير . واستنادا إلى هذا المبدأ فإن بوسع الإنسان أن يغير العالم عن طريق تغيير الخارطة ، أي تغيير ما في ذهنه .
من القصائد الشعبية المشهورة والتي يحفظها الكثير لقوة كلماتها المتأثرة في شدة الموقف ، قصيدة الشاعر نمر بن عدوان وقيل أنها للشاعر محمد بن مسلم :
البارحة يــوم الخـلايـق نيـامـا
بيحت من كثـر البكـا كـل مكنـون
قمـت أتوجد وانثـر المـاء علامـا
من موق عيني دمعها كـان مخـزون
ولـي ونـة مـن سمعهـا مـا ينامـا
كني صويبٍ بين الأضلاع مطعـون
والاكمـا ونــة كسـيـر السـلامـا
خلـوه ربعـه للمعـاديـن مـديـون
تظهر الأبيات ندم الشاعر وحزنه بسب قتله زوجته خطأ ، ظناً منه أنها لص يريد سرقة فرسه ، فلم تكن الخارطة في ذهنه هي الواقع .
يقوم الحوار دائماً على المختزل العلمي والثقافي لكل طرف ، و يحاول كل طرف ان يفرض قناعاته على الآخر!
دون محاولة استيعاب لما لدى الأخر من معلومات .
لذلك تطول ساعات الحوار !!!
وقد نخرج منها بخفي حنين
تعتمد صور الخداع على هذه النظرية
كم عُمر هذه المرأة ؟