التاريـــخ . . التاريـــخ
--------------------------------------------------------------------------------
من المؤلمِ حقاً أن تكونَ هناك فرصةٌ سيدونها التاريخ ونفرط فيها لاسيما إذا كان ذلك التفريط دون مسببات حقيقية فهنالك الكثير من الفرص لابد أن تستثمر خصوصاً إذا كانت جميع المؤهلات في رصيدك كعامل الأرض أو ضعف المنافس فإن مثل هذه العوامل يجب أن تجعلنا أكثرُ إلحاحاً لوضع أسمنا في دفتر التاريخ .
انطلاقاً من هذه المقدمة اليسيرة فإني لستُ مع أولئكَ المطالبين بعدم دخول الفريق لمباراة الفيصلي بعناصره الاساسية بل أطالب وبشدة أن تدخل هذه العناصر من بداية المباراة وأن تكون العزيمة ويكون الإصرار حاضراً بقوة لاكتساح الفيصلي والتأهل لدور ما قبل الستة عشر خصوصاً أن كلا المباراتين في أرضنا وفريقنا يعيش مرحلة متصلة إيجابية لم نعهدها في السنوات الأخيرة , أدركُ أن الأخوة المعارضين لدخول العناصر الأساسية لهم حججهم الواقعية وهي بلا شك محل تقدير ولكننا إذا تفحصنا بعض المعطيات المستقبلية ومدى المكاسب من الخسائر التي ستطال الفريق في خلال المواصلة واللعب في الفريق الأساسي والناظر لهذه الحسابات سيخرج بنتيجة مفادها أنه من المستحسن كثيراً المواصلة في كأس ولي العهد لعدد من المكاسب التي سيجنيها الفريق , على رأسها الوصول للستة عشر وهذا بحد ذاته أمرٌ جيد ولربما يبتسم لنا القدر فنقطع مراحل كما قطعنها من قبل ثم أن مجرد وصول الفريق لهذا الدور فإن ذلك سيعود علينا بمكاسب مادية لنادي من حيث النقل التلفزيوني وأهم من ذلك فيما لو تمت مقابلة أحد الفرق الكبيرة وأقيمت المباراة في بريدة فإن الدخل المادي الذي سيجنيه النادي من الجماهير سيتجاوز الربع مليون هذا بلا شك سيكون منعشاً للخزينة التعاونية فضلاً عن الاحتكاك الذي لابد أن يستفيد منه اللاعبون مع من سيقابله في ذلك الدور أو فيما بعده من الأدوار إن كتبَ الله لنا ناهيك عن المكاسب الإعلامية التي سيحظى بها الفريق , البعض يقول أن الفريق سيرهق إذا أكمل مسيرته ولكن لو نظرنا إلى المباريات التي ستقام فإننا سنجدها لا تتعارض أو تؤجل لنا مباراة في الدوري , فهاهو الفيصلي سنلاعبه غداً والخميس مابعد القادم سيكون ضد الفائز من سدوس والرياض , ثم في تاريخ 17 / 2 / 1430 سيكون هناك أسبوع يتوقف فيه دوري الدرجة الأولى وستلعب الفرق المتأهلة لدورة الستة عشر مع فرق الممتاز لذلك لن يكون هناك تأجيل مباراة في الدوري بسبب هذه البطولة عدا اللهم إذا تأهلت أحد فرق دوري الدرجة الأولى إلى دور الثمانية وأعتقد أن من يتأهل إلى هذا الدور فإنه مستساغٌ أن يرضى بتأجيل مباراة لهُ , ومن يقول أن اللاعبون مرهقون ففي رأيي أنه جانب الصواب فاللاعبون أولاً مرتاحون لمدة تزيد عن الشهر والنصف بنهاية الدوري الماضي وهذه المدة كفيلة أن تمدهم بالراحة الكبيرة ناهيك عن كونهم لاعبون محترفون وعليهم ألا ينظروا لمثل هذه الحسابات كما أن الإرهاق لايمكن أن يساير أي لاعب أو فريق وهو بنشوة الانتصارات والمستويات الجيدة التي يقدمها فالإرهاق أكثر مايكون مع المسيرة الطويلة جداً والمحفوفة بالهزائم والنكسات فإن الإرهاق يظهر بشكل أكبر ثم علينا ألا ننسى أن اللاعبون سيأخذون راحة لا بأس بها وهي التي ستعطى لهم بعد تاريخ 6 /12 فيما لو لتأهلنا لمقابلة الفائز من الرياض وسدوس وستمتد قرابة أسبوع حتى 12 / 12 والتي سيعود فيها اللاعبون لمواصلة التمارين استعداداً لأحد .
أيها الأخوة الأفاضل جميع المؤشرات إيجابية لنا وعلينا أن نقتنص الفرصة ونسعى إلى التأهل لدور الستة عشر وتحقيق المكاسب الإيجابية لهذا التأهل فالتاريخ لن يجامل أحداً إنما سيدون ما يراه واقعاً وآن لنا أن نجعل التاريخ يتحدث عنا يوماً بكل زهوٍ وفخر .
تعاونوا