بسم الله الرحمن الرحيم*
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ... نتبادل أطراف الحديث ونتطلع لمستقبلٍ حثيث متفائلين بمعطياتٍ تتراقص في سماء صافية فإذ بذاك الصمت يسود بيننا والكل يرقب ماذا حدث ؟ تصرفاتٌ لا مسؤولة وسلوكياتٌ دخيلة ! يقصصها علينا أحد الأصدقاء يقول في منتصف احد الليالي القريبة كنت أسير في شارع الشاحنات وإذ بأولئك الشباب متجمهرين على سيارة تقل شاذين خلقاً و ثقافياً بتلك الملابس المخلة للآداب وهم يستعرضون ويتمايلون على أنغام الموسيقى الصاخبة متبادلين القبلات على سطح تلك السيارة وكأنها منصة للرقصات الماجنة يهتف لهم جمهور أرعن سلبت منه كل القيم الإسلامية والشيم الإجتماعية غمست عقولهم في الشهوات حتى سيطرت وتمكنت شهواتهم فلم تعد عقولهم ملكاً لهم فهم كالحيوانات تقودهم غرائزهم الشهوانية غير آبهين بماحولهم فاغتالوا حيائهم ثم اندثرت مبادئهم وقيمهم ...و يزيد صاحبنا قائلاً وبينما هم منشدين ومنبهرين مع العروض الشيطانية الجنسية البحتة إذ بالجميع يلتفتون لذاك المسكين الذي جثا على ركبتية طالباً قبلة من أولئك الشاذين !!! الجميع بلا حراك يرتقبون الموقف وكأنه أمر عادي أيعقل هذا كم نحن تائهون ... لم يتفوه أحداً من أولئك الجمهور بكلمة حق ولم يغيروا المنكر ولو بقلوبهم بل ظلوا يرتقبون الموقف هل هناك قبلة؟ أجزم أنهم سيصطفون للتقبيل كم نحن غافلون ألهذا وصلنا أين صلاتهم لتنهاهم وأين حيائهم ليردعهم تصور لم يكن هناك أي كلمة للحق ! أيننا من*قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ } تائهون في شهواتهم مسيرون غير مبالين أو آبهين فهم لايعرفون أن بني إسرائيل أهلكوا لأنهم لا يتناهون عن منكر فعلوه*{كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}، لابد أن يتكاتف الجميع لدحظ الشرور ومحق الآثام وإلا ستنعكس أفعالهم نقمتاً على مجتمعاتنا كما في**حديث حذيفة يقول عليه الصلاة والسلام: ((والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم)) رواه الإمام أحمد، هناك الكثير ليفعله العاقل الرزين وبطرق كثيرة لذلك يجب علينا إيقاف هذه المهازل السلوكية والتجمعات المشينة .