[align=center][tabletext="width:70%;"][cell="filter:;"][align=right]
أحيانا عندما نرى الآخرين وكيف هي حياتهم مع أبنائهم ومع
زوجاتهم ومع أهاليهم
قد يحدث البعض منا نفسه فيقول:
هنيئا لفلان هذا الأب ليت أبي مثله..
هنيئا لفلانة تلك الأم الحنون ليت أمي مثلها..
يا لهناء فلانة بزوجها..
يا لسعد فلان بزوجته..
يا بخت فلانة بأخيها..
لماذا أظل أنا أعاني من هذا الأب أو هذه الأم أو هذا الزوج أو هذا الأخ أو هذه العائلة ؟؟
رغم أني طيب ولا أؤذي أحدا لكن الله جعلني أعاني من بطش هذا الوالد أو قسوة هذه الوالدة أو ظلم هذا الأخ أو قهر هذا الزوج ؟
سأقول لك لماذا:
وسأجيبك على السؤال المحير بكل بساطة
إنك يا أخي ويا أختي لا تعلم ولا تعلمين ماهو الخير لك
إنك لا تعلم ما الحياة التي تناسب تكوينك وشخصيتك
وطباعك وأسلوبك وتتماشى مع تفكيرك الذي ميزك الله به عن غيرك..
لا تعلم ماذا كنت ستصبح لو لم يكن أبوك هو هذا الأب
إنك لا تعلمين كيف كنت ستصبحين لو لم تكن أمك هي هذه الأم
إنك لا تعلم ما الحكمة في أن تكون هذه هي زوجتك
إنك لا تعلمين ما الحكمة في أن يكون هذا هو زوجك
فقد يكون الله تعالى أراد أن يكون والدك بهذه الشخصية المتعسفة الشديدة القاسية
لأنه تعالى يعلم أنك لو كنت في رعاية والد مهمل مستهتر ضعيف لا يعرف شيئا
من القسوة فإن ذلك سيفتح لك طريقا ممهدا وسهلا للانحراف أو الانجراف مع أي
سبيل دون تفكير,, وستكون عاقبتك جدا وخيمة
قد تكون شخصيتك من النوع الغافل غير المبالي لكن شخصية والدك الشديدة تجعلك
منتبها فيمنعك ذلك من الخطر.. هذه ناحية
الناحية الأخرى إعلم عظيم الأجر والثواب والمنزلة العليا التي ينالها بفضل الله
سبحانه وتعالى المؤمنين الصابرين الذين عانوا في حياتهم وتألموا وصبروا
(وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم)
وأن البلاء يزيد في درجات العبد في الآخرة ويكفر الذنوب ويمحو السيئات
وأضيف شيئا آخر ومهم.. قد يكون هذا البلاء الذي تعانيه أو تلك العقبات
التي تعترض طريقك هي بسبب مداومتك على بعض الذنوب أو اصرارك
عليها فيريد الله أن ينبهك
كما قال بعض السلف " والله إني لأرى ذنوبي في سوء خلق زوجتي ودابتي"
فعلينا دائما أن نحاول جاهدين تصحيح أخطاءنا وإصلاح أنفسنا وتجديد التوبة
ومغادرة الذنوب قال الله تعالى ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ))
أتمنى أن تكون قد وصلت الفكرة وجعلتكم تنظرون لحياتكم وأهليكم
بإيجابية وتحسنون الظن بالله تعالى
محبتكم/ نـ سـ ـرين
[/align][/cell][/tabletext][/align]