الاستثمار في المواطن..هو الأهم

[د.نورةخالدالسعد]

بسم الله الرحمن الرحيم



تاريخ: 4/21/2002 م

في الوقت الذي تسعى فيه الدولة إلى تقليص الاعتماد على غير السعوديين والاستثمار في المواطن، ذلك أن العمالة غير السعودية بلغت سبعة ملايين في الوطن.. ولها آثارها الايجابية والسلبية.. اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وفي هذه المرحلة التي تجند الدولة جهودها للاعتماد على المواطن نجد أن وزارة المعارف تسعى للتعاقد مع معلمين من خارج المملكة للتدريس في المدارس الابتدائية في العام الدراسي المقبل لمادتي اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي بعد إقرار تدريسها ابتداءً من العام المقبل..
وكما جاء في الخبر المنشور في صحيفة "الرياض" في يوم الجمعة 1423/2/6هـ الموافق 19أبريل 2002م عن تشكيل اللجان التي سيتم التعاقد مع المعلمين من خلالها في عدد من الدول هي (مصر والسودان، وسوريا، والأردن، والهند، والباكستان، وبنجلاديش، وماليزيا، وكينيا، وجنوب أفريقيا، ونيجيريا) ورغم أهمية إدراج مادتي اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي من السنة الرابعة الابتدائية كما هو مقرر!! إلاّ أنه كان مهماً الاستثمار في المواطن وتهيئته وتدريبه عبر دورات مكثفة حتى لو استغرقت عاماً أو عامين للخريجين من تخصصات متعددة من الجامعات والكليات الباحثين عن وظائف.. ثم توظيفهم في هذه المدارس للقيام بالتدريس للمرحلة الابتدائية والتي لا تتطلب التعاقد مع متخصصين من الخارج!! ومن جنسيات مختلفة ستشكل خارطة ثقافية واجتماعية خصوصاً للقادمين من جنوب افريقيا.. غير منسجمة مع النسيج الاجتماعي لمجتمعنا.. كما أن بعض أفراد هذه الجنسيات قد لا يجيدون التحدث باللغة الإنجليزية سواء عند تدريسها أو تدريس الحاسب الآلي.. فلديهم عدم وضوح في نطق بعض حروف اللغة الإنجليزية و(لحن) لا يرقى لمستوى من يتحدثها من أهلها..!!
ويبدو أن وزارة المعارف قد توصلت لهذا الإجراء أخيراً بعد أن نشر منذ عام أنها في سبيل التعاقد مع معلمين من نيوزيلندا، لتدريس اللغة الإنجليزية في مدارس الوزارة!! وكنا نتوقع منها أن تعيد النظر في كيفية تنفيذ إقرار تدريس هاتين المادتين عن طريق الاعتماد على العنصر الوطني بالدرجة الأولى وتدريبه، قبل البدء في تنفيذ القرار من العام المقبل.. وكان بالإمكان (تأجيل) تنفيذه فهو ليس (أمراً عاجلاً) يتطلب هذا اللجوء إلى التعاقد من جنسيات مختلفة سيبقى الاحتياج إليها مستمراً طالما كان هناك توجه لعدم الاستثمار في المواطن خريج الجامعة أو الكلية.
إن إدراج تدريس اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي في المرحلة الابتدائية مهم.. ولكن الأهم هو إيجاد العنصر الوطني الذي يقوم بهذه المهمة وليس الاعتماد على التعاقد!! إلا إذا كانت لدى الوزارة مشاريع وبرامج لتأهيل هؤلاء الخريجين من المعاهد والكليات والجامعات الباحثين عن الوظائف، وقد أقفل القطاع الخاص الباب أمام معظمهم، وتأتي وزارة المعارف الآن لتسهم في هذه القضية بالاتجاه للتعاقد من الخارج!! وعدم التوجه إليهم للاستثمار فيهم..
@ لغة العصر.. هي اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي.. ولهذا لابد من إيجاد القاعدة الوطنية من الشباب خريجي المعاهد والكليات والجامعات وخصوصاً من التخصصات التي يقال أنها لا مكان لها في القطاع الخاص. للقيام بهذا الدور ولكن بعد تأهيلهم وتحسين مستوى أدائهم فنياً وعلمياً لتدريس هاتين المادتين.. وأيضاً ضرورة الحرص على الارتقاء بتدريس اللغة العربية (لغة القرآن الكريم).
@ كم هو مهم الاعتماد على المواطن.. وتقليص الاعتماد على الآخرين.. وكم هو مهم إعلاء مفهوم (الاستثمار في المواطن)..