كنت أظن أن إعلامنا العربي و أخص ( القنوات الفضائية ) له أجندته الخاصة ( عالمياً ) وأهداف مستقلة يسعى إلى تحقيقها و يسير وفق خطط مدروسة لأمد بعيد !
ظني – إياه – رسّخه ما حدث من دعمٍ للثورات العربية وكيف أن تلك القنوات لعبت الدور الريئسي في توجيه تلك الثورات و إيقادها خشية أن تخبو !
لقد نجحت مرتين " تونس و مصر " وما زالت تجاهد لتنجح في ثلاث " ليبيا , اليمن و سوريا " , و رغم جهلي بتفاصيل تلك الأهداف – سياسياً - إلا أنه بات واضحاً للجميع الهدف العام والريئسي التي تسعى إليه !
لكن بعد حادثة ( المجزرة النرويجية ) التي نفذها إرهابي - غير مسلم- تكشـّـف لي ولكل متابع غير ما كنا نعتقد !
فور وقوع الحادثة أجمعت جميع وكالات الأنباء العالمية والعربية على توجيه أصابع الإتهام – بشكل مباشر وغير مباشر - إلى ( تنظيم القاعدة ) الإسلامي المتشدد !
بعد هذا الإتهام بأيام ظهر المجرم الحقيقي و اعترف بجرمه على الملأ وبرّر بأن دافعه خشية إنتشار الإسلام في أوروبا !
الغريب أن المجرم تم وصفه بأنه ( يميني متطرف ) ولم ينسب لأي ديانة كالمسيحية مثلاً ! ماذا لو كان فرداً من تنظيم القاعدة ؟ كيف سيتم وصفه !
لا عجب بأن يتم وصفه بـ ( اليميني المتطرف ) فقط على وسائل الإعلام العالمية لكن العجيب " الصمت المطبق وعدم تعليق جميع محللي القنوات الفضائية العربية " على وصف يميني متطرف ! بل تم نقل الخبر بنصه كما ورد على لسان وكالات الأنباء العالمية !
فرحت القنوات العربية بهذه السقطة للإعلام الغربي ( سقطة توجيه أصابع الإتهام للإسلام ) و روجت لها عبر نشراتها الإخبارية ولم تنتبه بأنها واقعة في خطأ أشنع ! كونها تستقي منها نصوص نشراتها الإخبارية !
هنا .. أتذكر حادثة مقتل ابن لادن زعيم تنظيم القاعدة وكيف كان تعليق القنوات العالمية بأن منزله الذي قتل فيه يشبه في محيط تخطيطه الخارجي " خارطة اسرائيل " وهو ما نقلته القنوات العربية بالحرف الواحد دون أن تنتبه إلا لاحقا لهذا الخطأ فتم تعديله بأنه يشبه حدود دولة ( فلسطين ) وليس اسرائيل !
هاتان الملاحظتان /
تكشفان بالدليل بأن إعلامنا العربي بترسانته الفضائية ماهو سوى مستقي للأخبار ومحرك فاعل لأهداف سياسية عالمية دون وعي و إدراك لما يحاك حول الأمة العربية ! حتى بقنواته التي تعتبر موثوقة إلى حد كبير !
قد يكون هذا الإتهام خطيراً بعض الشئ لكن و إن كان لقنواتنا العربية أهداف فهي قصيرة المدى و تخدم مصالح وقوى وأهداف عالمية عظمى خفية – بقصد أو من غير قصد _
إلى اللقاء