أردتُ أن أقول وبعيداً عن اختلاف الثقافات بين الأفراد : أن المتكلم الجيد الذي تحب أن تنصت له الأذان وتستمتع بما يقول ، إنما هو شخص وجدت فيه موهبة و قدرة .. وهذه الموهبة والقدرة يختلف وجودها من فرد إلى فرد.. ولذلك نرى ذلك ظاهراً في قضية إستماعنا واستمتاعنا للخُطَبْ يوم الجمعة ..
فخطيب نحب خطبة لأنه يشنف أسماعنا بأسلوبه البديع والفصيح ، فتارة يرفع صوته ، وتارة يتهدج صوته ، وتارة يخفض صوته ، والناس منصتون في أحسن لحظاتهم ، وآخر نتمنى تلك الكلمة أن تخرج من فمه ، وهي ( إن الله يأمركم بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ، يعظكم .....الخ ) إيذاناً بإنتهاء هذا الخطيب ، لينتهي الملل والضجر ..
ونجد شخص أحيانا مستوى ثقافته يصل إلى العلمية ، لكنه لا يحسن طرحها بالحديث ، لأنه متيقن من
ركاكة أسلوبه وبروده ، لكن تجد في نفس الوقت أن الله رزقه قلماً سيَّالاً ، فعنده موهبة الكتابة ، وحين يكتب تجد منه سيلاَ
عرماً من الأفكار ، وربما تجده يصور هذه الأفكار بأجمل العبارات والأساليب فهو فنان كتابة ، فنان أدب ..
وأعرف مثل هؤلاء أشخاصاً كُثر ، وبعضهم من العلماء في المملكة ، وربما يحظرني الأن فضيلة
الشيخ الدكتور : بكر أبو زيد ..
فّيُذكر أن هذا الشيخ لا يُحسن إلقاء كلمة وترتبيها التريب الجيد لركاكة أسلوبه ناهيك عن محاضرة أو ندوة ، لكنه أُوتي قلماً لم أرى في جودته وجماله إلا القليل ، ولقد قرأتُ له أكثر مؤلفاته ، فألفيته
أديباً بليغاً فصيحاً ، تتثنى له المقامات البديعة فيختار من أحسنها ما يناسب ذكره ، لكأنما حيز له الأدب ، فأصبح بحقٍ خزانة من الأدب ، وربما أنا مرشدٌ ودلاَّل لمن أرد أن يقتنع بما أقول أن يقرأ له على سبيل المثال : كتاب ( حراسة الفضيلة ) ، أو كتاب ( تصنيف الناس بين الظن واليقين ) مثلاً .. !!
سيجد العجب والله ، وكأنه قبل أن يكون كتاباً شرعياً ، كتابُ فصول في البلاغة والأدب !!
وربما من الشخصيات اللي تحضرني الأن وهي على نفس الشاكلة : المؤلف الدكتور المصري :
جلال أمين ، فهذا الشخص له قرابة الأربعين مؤلف من شتى المؤلفات ، وهو بارعٌ كأبيه الشيخ الفيلسوف أحمد أمين في كتابته ومؤلفاته ، لكن من الصدف أنه بعد قراءتي لبعض مؤلفاته ، أستضافه المقدم : أحمد منصور على قناة الجزيرة في برنامجه بلا حدود ، فوجدتُ جلال أمين
شخصٌ لا يحسن الكلام وترتيب الأفكار وتناسقها وذكرها في اماكنها ، بل إني رأيتُ من المقدم للبرنامج عبوساً وإستياءاً ، وكأن لسان حاله حينما يسمع ضيفه يتكلم ، هل هذه هو جلال أمين المعروف !!
والشخصيات في ذلك تكثر ..
ومن الناس من حباه الله موهبة المتكلم الجيد وموهبة في الكتابة وموهبة في التعامل
فهو موهوب في كل جوانب شخصيته ، فهذا لا شك أنه أقرب إلى الناس والمجتمع
من الأول الذي ذكرته وتأثيره يكون ظاهراً ..
"
.
ورجائي أني أحسنت ولم أطل عليكم حتى لا أنعت بالممل صاحب الأسلوب الركيك [/align]
طلعت اللي بقلبي كنت بكتبه بموضوعي لكن انت زودت عليه بأزين الكلمات