
مدينة بريدة اليوم ليست هي مدينة الأمس ! وبالتالي فأهلها اليوم ليسوا كأهلها بالأمس !
بريدة مدينة المتناقضات ـ كما يصفها الكثيرون ـ وهو وصفٌ صحيحٌ إلى حد ما !
نعم لقد رأيت في بريدة رجلاً كأنه ابن سيرين في ورعه ، وأيوب في تألهه وعبادته ، والحسن في بلاغته وحكمته !
وفي الطرف الآخر رأيت رجلاً يسكن بين ظهرانينا ويتسمى بأسمائنا ، وهو بالطبع من بني جلدتنا ، رأيته ينازع الله في صفاته ! بل أبدى لبعض أصحابة يوماً أنه ينكر وجود الله !! آخر عهده بالصلاة لما كان في الخامسة عشر من عمره ـ أي لما كان تحت سلطة أبيه ـ ! أما اليوم فهو يسر حيناً ويجهر أحياناً أخرى أن الصلاة ما هي إلا حركات رياضية تغني عنها تمارين الصباح أو المساء !
نعم كل ذلك في بريدة !
أعود فأقول مُطمئناً : ولكن التيار الأعم ـ بحمد الله ـ هم أهل الصلاح والفضل ، وهم يشكلون النصيب الأكبر .
وبعد هذه المقدمة أدلف إلى ما أريد فأقول : كتاب بريدة وأعني بهم من يكتب من أهل بريدة في صحفنا اليومية يا ترى من هم ؟ هل هم مؤهلون لأن يمثلونا ويتحدثون بألسنتنا ؟ ما هو فكرهم ؟ هل يمثلون الفكر الوسطي المعتدل ؟ كل هذه الأسئلة حاولت أن أجيب عليها عبر هذه القراءة المستعجلة لما يطرحون !! وهي لا تعدو كونها وجهة نظر قد تصيب وقد تخطيء !! وقد استشفيتها من خلال متابعتي لما يطرحونه من بضاعه في سوق الصحافة لكم أن تعتبروها وجة نظر أو دراسة نقديه فاختاروا أنا شئتم
الكاتب الأول : خالد السيف
خالد السيف معيد في كلية الشريعة وأصول الدين ، قسم الثقافة الإسلامية .
كان في اول أمره كاتباً في مجلة الدعوة ثم البيان وقد كتب فيها ـ ألأخيرة ـ بضع مقالات وكان موفقاً في الكثير منها .
بعد الأحداث التي وقعت في عام (1415) والتي كان من حصيلتها سجن رموز الصحوة ، وبعد أن خرج هؤلاء المشايخ من السجن بدأ هذا الكاتب يكتب مقالات أسبوعية في صحيفة الوطن ـ وما زال ـ وكانت جل كتابته تقريباً عبارة عن مقالات نقدية بشكل ساخر بل وموغلة في البذاءة أحياناً ، وركز هذا النقد أو الإسفاف ـ لا فرق ـ على رموز الصحوة ، واستمر في هذا الطريق حتى بلغ غايته في الدناءة والسوء من خلال التركيز على الجانب الشخصي حتى أنه كتب مقالة ذات يوم في زاوية ( نشرة نقدية ) بجريدة الوطن يسخر فيها من ملابسهم الشخصية ! وواصل الركض في هذه الأرض الجرداء حتى أصبح مسكوناً بنقد كل ما هو مشروع إسلامي ! خرجت قناة المجد فلم تكمل بضع شهور إلا وانقض عليها بسهامه الجراحة ليسخر ويوغل !
وإذا خرج أحد من طلاب العلم النبلاء في قناة فضائية وجَّه إليهم سهامه ووصفهم بكل سيء من القول وأنهم متعالمون لا يفقهون ونحو ذلك ! وكأنه بهذه السخرية يقول للناس: ها أنا ذا !! حيث لايعجبه شيء وكأنه يعارض لمجرد المعارضة فقط
الآن استقر به المطاف إلى الإفلاس المعرفي ! ذلك أنه لا يحمل أي مشروع إلا مشروع الهزء والسخرية !
الكاتب الثاني : سليمان الربعي .
محاضر في كلية العلوم العربية بالقصيم ، قسم البلاغة ، وبلغني الآن أن انتقل إلى قسم العقيدة في كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم .
هذا الكاتب ابتدأ أول أمره كاتباً في مجلة البيان ، وأذكر أنه كتب مقالة ذات مرة بعنوان : أسئلة الأهلة في قالبها العبثي ! ويعني بذك قول الله تعالى : (يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج ..) فجاءت الردود عليه في تلك المجلة بأنه من تكريم صحابة رسول الله أن لا يقال إن أسئلتهم كانت نوع من العبث ! مرت هذه العاصفة بسلام وواصل الكتاب كتابته في تلك المجلة ، ثم أخيرا ارتحل عنها إلى جريدة الرياض ، وهو مازال يكتب فيها بشكل أسبوعي وأحياناً يكتب كل نصف شهر مرة .
أعود وأقول : هذا الكاتب يتميز بالمنهج الوسطي في الجملة ، كما أنه يحرص على ربط ما يقول بنصوص الوحيين ، وأحياناً يعتسف النص للدلالة على ما يريد ! ومما يعاب عليه في غالب كتاباته صبغ مقالاته باللغة الصحفية التي تذهب جمال المقال وروعته ! وهو يبالغ أحياناً في إنتقاء الكلمات الغريبة وإقحامها في النص مما يُغرب على القارئ ، ويجعلك تشعر بالملل من أول المقال !
الكتب الثالث : يوسف أبالخيل :
بداء هذا الكاتب حياته في مدرسة ( الدينية ) التي كانت أهلية وتهتم بالعلوم الشرعية فقط ثم تم ضمها الى المعهد العلمي وأخيراً على ما أعتقد الى وزارة التربية والتعليم
هذا الكاتب ليس له تاريخ في الكتابة ، ولم أقراء له إلا عبر جريدة الرياض منذ مدة لا تصل إلى السنة فيما أظن !
باختصار هذا الكاتب يحملاً رأياً متطرفاً إلى درجة غير متصورة ! من مجموع كتاباته تستخلص أمرين :
أولهما أنه يكتب أكثر مما يقرأ كما وصفه أحد كتاب (طوى ) إذا أن مقالاته في الغالب فقيرة الأفكار ! يهتم بالألفاظ على حساب المعاني !
ثانيها : أنه معتدٌ بنفسه إلى حد كبير ، وقد كتب ذات مرة مقالة سخر بها من أحد أعضاء الحوار الوطني ، وقال أشك أن هؤلاء تثاقفوا على تراث أفلاطون !
وقد كتب مقالة ذات مرة أيضاَ : يتباكى فيها على اندراس مذهب المعتزلة على يد المتوكل ، واستهزيء بمدرسة الإمام أحمد بن حنبل ، وينعى على المسلمين عدم احتفائهم بكتب الفلاسفة كابن رشد وغيره !! وهو تلميذ نجيب عند إمامه إبراهيم البليهي !!
وقد نوقشت بعض كتاباته في هذا المنتدى وأعتقد انه يكتب بيننا بأسمين مختلفين ويحاول نقل مايكتبه بجريدة الرياض الى هذا المنتدى وغيره بأسم مستعار
وبالجملة فلا تتعب نفسك فتقرأ مقالاته إذا هي بضاعة مزجاة !! وكلها تدور : بين الفسيولوجية والميتافزيقية والماورائية والأيدلوجية ووو...! ونحو ذلك من بضاعة الكاسدين !
وللحديث بقية مع الكاتب الرابع : إبراهيم البليهي !!!!