أنواع إيصال المعلومة والتعبير عن الشعور والأحاسيس كثيرة فمنها الكلام وهو الغالب لكنه مؤثر، ويوقعك بحرج ما لم تحسب له حساب وقد يكون جميلاً لكن وقته ومكانة غير مناسب وفي كثير من الأحيان تلام عليه رغم صحة ما قلت ورغم موقفك السليم بسبب ضعف فهم الجانب الآخر أو لكونه صحيحاً وصريحاً والبعض لا يُحب الصراحة لأنها تكشف حقيقته، وخطأه وأغلب الأنفس جُبلت على أن تأخذها العزة بالإثم
لكن هناك حديث من عالم آخر ووقعه قد يكون أشدّ و أبلغ ألا وهو حديث العينان الصامت ذو الدلالات الاستفهامات العجيبة فكم تحدثت العينان لحبيبٍ أو زوجٍ وكان وقعها أشدّ من كونها لفظاً يالله ما أجمل لحظات الحب بالعينان حينما تُحدقان ببعضهما تاركين لهن الحرية في التعبير عن الشعور والأحاسيس وما في داخل القلب، أكادُ أُقسم أن وقعها والشعور بها وتذوق لذتها أشدّ من اللفظ
وما أجمل أن ننبه عن زلة بالعينان حتى لا يعلم أحدٌ خطأ فلانً من الناس
وما أجمل أن يُنبه طفلٌ عن خطأ ارتكبه بأعين أبيه وأمه وتكون النَظَارات تنبيه ممزوجةً ببث روح الحب وأن الخطأ ليس عيب
كذلك في العقاب فكم تكلمت أعين من لهم قدرٌ وفضلٌ علينا كأبٍ أو أمٍ أو عمٍ أو مدير عمل تخجل منها أياماً بعكس كونها لفظاً وتدفعك إلى الحرص لتصحيح ما أنت عليه
أيضاً كم بعثنا لأحدٍ آلاف الاستفهامات بنظرةٍ مُعينة لا يعلم مدلولها ويبدأ يفكر بها حتى يُصيب مقصدها وبهذا تمكنا من التنبيه وأيضاً كسبنا قلب لم نجرحه أو ليس لنا حقٌ في نقده إما لكبر سنٍ أو رفعة قدر
هل العينان برأيكم أشد وقعاً من اللفظ سواء بالتعبير عن الحب والأحاسيس أو التنبه و التوجيه والتحذير وأيهما تفضلون