يقول الشاعر:
وإياك من فرط المزاح فإنه .. جدير بتسفيه الحليم المسدد
الناس تتباين طبائعهم وتختلف عاداتهم، منهم من طبعه جاد على الدوام، فمن عجائب الدنيا أن ترتسم الابتسامة على شفتيه كأنه صمت "أبو الهول".
ومنهم من هو هازل لا يعرف الجد مطلقا حتى لو كان في عزاء! يمكنك متابعة حالة أسنانه الصحية على الدوام فهي لا تختفي
بالنسبة لي فأنا لا أرى الأول على صواب ولا الثاني على صواب. فالوسطية في كل شيء محمودة.
قالوا في الأمثال: "لاتكن لينا فتعصر ولا يابسا فتكسر". كان أحد المدرسين (أساتذتي) ممن أراهم يتخذون الوسطية طريقا بين الجد والهزل كان حين يجنح الدرس إلى الهزل والمرح وعدم الجدية ويرى اكتفاء الطلاب من جرعة المرح يقول: الآن نشد الحبل، ويمثل بيده عملية شد للحبل
في المنتديات تواجه أحينا بعضا ممن يسيرون على طريق الهزل مطلقا، فلا تكاد ترى لهم كتابات أو مواضيع جادة، وحتى لو كتبوا في مواضيع جادة فإن أسلوبهم المفرط في الهزل يهدم كل ما كتبوا وينسف كل ما خطوا ..!
يُخيّل إليّ حين أقرأ لبعضهم كأنه يتكلم وهو مستلق على الأرض وساقاه منتصبتان على الجدار
الجدية والتجهم على الدوام لا تورث الإنسان "الوقار" ولا تعطيه "الهيبة" كما أن الهزل المفرط والابتسامة المصطنعة لا تكسبك حب الناس وإعجابهم..!
ولكن .. متى ما استطعت أن تجمع بين "الملاحة" و"الظرف"، و"الجد" و"الأدب" ووضعت كلا منها في (وقته الصحيح) أعتقد أنك ستكون أسرا للألباب ولافتا للعقول وجاذبا للأنظار ..!!
يقول الشاعر:
صافِ الكرامَ فخـيرُ مَن صافيتَه ... مَـن كان ذا أدبٍ وكان ظـريفا
من يكون التجهم سجيتة والجد المقيت نهج ثابت له فهو "غالبا" ثقيل على الناس عند لقياهم، يتجشمون دائما عناء جلسة معه يكونون ملزمين عليها، ويحاولون دائما أن يصرفوه عن حياتهم متى اسطاعوا ذلك
لا تكُن ضيفًا ثقيـلاً . . يَكرَهُ الناسُ لِقـاءَك
لا تَكُن عِبئا عَليْهـم . . لا تحَمِّلهـم عَنـاءَك
======
.
.
همسة في إذنه:
شكرًا لك .. لقد حمستني لإكمال الموضوع .. بس على الله يبيض الوجه ..!
آخر المطاف:
لا يعرف الشوق إلا من يكابده .. ولا الصبابة إلا من يعانيها[/c]
التوقيع
[align=center](ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)[/align]
العرض الشجري