منقول من جريدة الوطن.
متى نقضي على الزواج القبلي؟
تمر مسألة زواج المرأة السعودية في وطننا بعدة مراحل معقدة وشائكة تعتمد على مقاييس ومعايير غير موجودة إطلاقاً في الشرع (في القرآن الكريم والحديث الشريف) ولكن نحن كمجتمعات قبلية نرجع مسألة الزواج إلى معايير غير إسلامية مع العلم بأنني قبلية وليس هذا من باب الافتخار ولكن بسبب المآزق التي يعاني منها العديد من بنات جنسي لأن مسألة اختيار الزوج الصالح أو الذي الفتاة يعتمد على معايير قبلية بحتة بغض النظر عن الصفات الأخرى التي يحبذ الإسلام وجودها في الزوج. فالقبيلة ترغمنا على الزواج من الأقارب والأهل حتى لو كانوا أصحاب سمعة سيئة وإذا رفضت الفتاة هذا الزوج من داخل القبيلة يقوم الشخص الذي يريد الزواج منها بحجرها وذلك لعدم الزواج من رجل آخر من غير قبيلتها ولذا يتحتم عليها قبوله مع العلم أنه يوجد العديد من الشباب خارج نطاق القبيلة وهم أصحاب دين وأكفاء وقادرون على تحمل المسؤوليات الجسيمة المقبلة ولكن هيهات وبرأيي تعتبر قمة الديكتاتورية والتعصب القبلي، أين آباؤنا وإخواننا وأمهاتنا الذين يبحثون عن سعادتنا، قال الله تعالى في كتابه العزيز (إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) على الرغم من رفضي وبقية الأخوات لهذه النظرة الضيقة والهمجية للزواج لكن بكل صراحة أجد نفسي مجبورة عليه ومكرهة للشروع فيه وغير راغبة في الزواج من أحد منهم وإلا الهروب أو اللجوء إلى المحاكم (العضل).
أما مسألة خضيري وقبيلي فهي خلقتها النظرة الدونية لمجتمعنا بل الضيقة والمحدودة مع العلم بأنه لا يوجد في بلادنا مسمى خضيري لأننا كلنا قبائل لو رجع الخضيري وبحث عن أصله لتعرف على قبيلته ومكان وجودها سواء أكان ذلك في الهجر أو القرى وذلك لأسباب عدة يعرفها الجميع ولكن ليس لها حاجة ولا تجلب الرزق ولا تدفع البلاء ولا ترفع من مقام أي فرد في المجتمع ولا تزيد من حسناته أو تقلل من معاناته في الحياة أو غير ذلك وإنما برأيي أن الخضيري أفضل بكثير من القبيلي لأنه متحرر ومتفهم للحياة بنظرة واسعة في ظل العولمة فهو الآن يتبو مناصب عليا ومواقع كبيرة.
وأكرر مرة أخرى أنني قبيلية ولكن كلماتي جاءت لتجرعي وأخواتي الأخريات كؤوسا من السم القاتل بسبب رؤى الأصل والقبلية في الزواج فكان الموت حليفنا ونهاية حياتنا التي خططنا لها منذ عدة سنوات كما أريد وتريد أخواتي الأخريات من بنات جنسي وليس كما تريد القبيلة أو الأهل... السؤال الذي يطرح نفسه من ينقذنا ويحررنا من هذا البلاء المزمن الذي يعيش فيه أهالينا؟
آمنة محمد ـ الرياض
http://www.alwatan.com.sa/daily/2003-07-08/readers.htm