رغم قلقي الواضح للعيان إلا أني كنت أحاول جاهده أن ابقي عيناي متيقظتين كي أستطيع سرقة نظرات ذاك القابع في دهاليز اللا مجهول .. لعلي أتي بخبر يرد إلي قليلا من التوازن كنت انتظر خطواته تجاهي تقترب أكثر وأكثر فبقربهما سيكون القرار ومن ثم الأمر الواقع لا محالة .. !! سابقي قوية... هكذا حدثت نفسي باني سأكون أقوى مما سبق ولن استسلم للألم ولن اسمح للانهيار أن يخترق عالم القوه والثبات بداخلي ... خطواته بقدر انتظاري لقربها مني بقدر خوفي منها .. هاهو يقترب ودقات قلبي تزيد خفقة وأطرافي تبدو بادره كما في ليلة شتاء عاصف.. لمح الخوف بعيناي ولمسها بيدي وهي ترتجف حين ناولني ....ورقة كتب ُ فيها "المصير"
ترددت كثيرا في قراءتها... قاطعني الستِ مؤمنة بإرادة الله؟؟؟
تلعثمت ...وخارت قواي وكأن ماء باردا دفق بوجهي ..أدركت أن ما كنت أحاول إلا أفكر به واقعا لا محالة وهاهو يمهد لي الطريق لتلقيه "بإيمان" ويقين وقبول... كما همس لي ..
يا لله ما أصعب تلك اللحظات ..كنت معه جسما فقط... أما روحي بقيت متعلقة مع "حبيبي" الأخر الذي لم تغب صورته عن مخيلتي فكيف لنا "بالفراق"؟؟ ضعفت نفسي وتهاوت خطاي واختل توازني.. ولجمت شفتاي !! ودخل ثالثنا "الشيطان" تساؤلات حدثتها نفسي ولم أجد سوى صدى لصرير ذلك الباب الذي أوصد بوجهي .. معلنا نهاية الحكاية وإسدال الستار إلا من "رحمته"
كيف أفارق ندى الزهر ورحيق الشهد كيف أنسى أحلام الطفولة ومراهقتي الخجولة !!
لمن اهمس واشكي لمن اضحك وابكي ؟؟ من يلامس خصلات شعري ويضمني
لصدره؟؟
من يعاتبني من يرشدني من ومن ومن؟؟؟؟ أسقط كل شي من يدي وما عدت
قادرة أتخيل رحيلك عن حياتي.. فمالي غيرك حبيب ولا صديق ولا
رفيق ...
روحي بين يديك فلا ترحل ..
فانا بين رحمه الله وخوفي من ذلك "المرض" الذي سراء بجسدك الطاهر وإعياءه
حتى أثقله....
كيف هي حياتنا ونحن نرى أحبابنا يتألمون و ربما غدا سيرحلون!!!
ولا نملك عمل أي شيءتجهائهم؟؟
كيف نتعايش تلك اللحظات حتى يأتي أمر الله ؟؟ أبترقب, أم خوف, أم
يأس؟؟
أم نتسلح برحمه الله ورجاءه ..فما عدت قادرة أتصور حياتي من غيرك
يا والدي...
دعواتكم لوالدي بالشفاء وجميع مرضى المسلمين
للجميع الود
روحي بين يديك فلا ترحل ..
العرض العادي
