ليتني كنت يتيماً...

[القرار الإداري]

[align=justify] ليتني كنت يتيما...
هذا الشعور الذي يراود كل شاب أدرك أباه فما علّمه.. أو أدبه..
هذا هو الشعور النفسي الذي يهجم على النفوس المتوثبة من الأبناء الذين قصر آبائهم نحوهم عندما يقرؤا سير العظماء .. كيف لا إذا علمت أن سيد البشرية عاش يتيما ..كيف لا إذا علمت أن عبدالله ورسوله عيسى ابن مريم نشأ في حالة مشابهة لليتيم..وموسى كليم الله تربى في بيت فرعون بعيدا عن والديه.. وذلك اليتم بعينه..وقبلهم يوسف عليه السلام النبي الذي أوتي نصف الجمال ... و نشأ وتربى بعيدا عن والديه .. إذا ياترى ماهو السر العظيم.. الذي يصنع أولئك الأيتام...عندما يفقدوا آبائهم..

هل الأب أحد حواجب الإبداع.. أتراه من يصنع الإتكالية لدى الأبناء فيفقدوا الروح القتالية لصناعة الذات..
أم تراه التوكل الإلاهي الذي ينتاب روح اليتيم عندما يفقد أباه... فيلجأ إلى ربه ابتغاء الفلاح..أم هو البحث عن إثبات الذات والتميز التي قد يجدها أبناء المبدعين.. أم هو إيواء الله.. وقد قال الله جل الله ( ألم يجدك يتيما فأوى ) ...كل ذلك وغيرها أسباب تختلف من شخص إلى آخر...

إن ثمة أفكار وتساؤلات لم يفصح عنها الأيتام المبدعين ليكشفوا لنا عن أسرار تلك النفوس المتوثبة الطموحة.. ليصارحو قسمائهم من الناس عن الخاصية التي اختصوا بها فدفعتهم لما هم عليه..
إذا كانت العرب تقول أن كل ذي عاهة جبار .. فهل يصح أن أقول كل من تربا بعيداً عن أباه مبدع وناجح إذا ما تربى في بيئة سوية...

إن من يتأمل في الأنفس اليتيمة الوثابة ... أبوهريرة الصحابي الذي أسلم في السنة السابعة من الهجرة وعاش يتيما ...
و الإمام الشافعي .. الفقيه الملهم والفقيه المتبع..مبتكر الأصول .. صاحب الرسالة والأم..والمدونات الكبار ..
والإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، المولودفي بغداد سنة 164هـ وتوفي سنة 241هـ والذي توفي أبوه وهو ابن ثلاث سنوات...
ومثلهم الإمام البخاري الذي كتب عن اكثر من الف رجل وصنف وحدث وما في وجهه شعرة...
وابن حجر العسقلاني الأصل المصري النشأة صاحب فتح الباري الحافظ لكتاب الله وهو في سن التاسعة من العمر....
أو الإمام البحر السيوطي صاحب المدونات والموسوعات المولود في في مستهل رجب سنة 849هـ والذي حفظ القران وهو لم يبلغ سن الثامنة من عمره ...
.أو إمام عصره الأوزاعي الذي عاش فقيرا في حجر أمه ....
ولا يخفى أحد العالم الرباني محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي ، المولد في عام 1325هـ.... ومثلهم بقية السلف الصالح عبدالعزيز ابن باز...
وإمام عصره عبدالرحمن بن سعدي المولد في عنيزة من منطقة القصيم بالسعودية سنة 1307هـ ...
أو قاض القصيم صالح بن أحمد بن عبدالله الخريصي المولود في مدينة بريده عام 1328 هـ ثم مات والده وهو في طفولته فكفله إخوانه.....
والعالم المعاصر الدكتور يوسف القرضاوي والذي ولد يتيما فتعهده عمه بالرعاية فحفظ القران وهو دون العاشرة .....
أوالمجاهد البطل عمر المختار ولد عام 1862م في قرية جنزور .. أو علي بلحاج المجاهد الجزائري.. أو الملا عمر... حاكم طالبان...
أو من الأدباء والشعراء أمثال الشاعر الملهم الحسن بن هانىء الملقب أبي نواس المولود سنة 130هـ.... أو أبي فراس الحمداني المتوفي سنة 357 هـ ....
أو الجاحظ الذي نشأ يتيما وفقيرا وكان يبيع الخبز والسمك في سوق البصرة ....
أو الشاعر العظيم حافظ إبراهيم المولود على متن سفينة كانت راسية على النيل أمام ديروط, وقد توفي والداه وهو صغير وقبل وفاتها، أتت به أمه إلى القاهرة حيث نشأ بها يتيما تحت كفالة خاله الذي كان ضيق الرزق وقد لقب بشاعر النيل وبشاعر الشعب ....
ومثلهم الشاعر عـمــر أبو ريـشـةالمولود في منبج بلدة أبي فراس الحمداني في سوريا عام 1910م..
أو أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي، الفيلسوف والطبيعي والكيميائي والفلكي الملقب بفيلسوف العرب..

وقد تعجبون أيضا عندما تعلمون أن صدام حسين حاكم العراق المولود لعائلة سنية فقيرة تعمل في الزراعة بقرية العوجة بالقرب من مدينة تكريت (170 كم) في الشمال الغربي من بغداد ...
والرئيس الأمريكي كلينتون.. وصاحب المطاعم الشهيرة كنتاكي وفنان العرب كما يقال محمد عبده... كل أولئك وغيرهم بغض النظر عن توجهاتهم وسلامة نهجهم جمعهم السر الكبير وهو...... (اليتيم)..

إذا من يكشف لنا طلاسم ذلك الإبداع.. وشفرة تلك الموهبة.. وسر ذلك النبوغ....
.. هنيئا لأولئك الأيتام موت آبائهم.. وعونا لأبنائنا الباقي آبائهم إن لم تحسن تربيتهم....

إن من الواجب على الآباء أن يربوا في أبنائهم الإعتماد على الذات .. والبعد عن مديح الذات والآباء.. مما يزرع الغرور لدى الأبناء.. ومن ثم الإكتفاء بتلك الأمجاد...

وصدق الشاعر عندما قال: ليس الفتى من يقول كان أبي ..... إن الفتى من يقول ها أنذا .....

وذلك هو سرّ فلاح اليتيم ...

أخوكم .... القرار الإداري [/align]

[لمبة شارع]

هذا المقال يثير القشعريرة في البدن ويميط اللثام عن حقائق لم نكن نعرف عنها شيئا..

هل ..كبيرة جدا تقفز امامي لتجعلني مثلك اردد التساؤلات التالية...

اقتباس: هل الأب أحد حواجب الإبداع.. أتراه من يصنع الإتكالية لدى الأبناء فيفقدوا الروح القتالية لصناعة الذات

اقتباس: أم تراه التوكل الإلهي الذي ينتاب روح اليتيم عندما يفقد أباه

اقتباس: أم هو البحث عن إثبات الذات والتميز التي قد يجدها أبناء المبدعين.. أم هو إيواء الله

الحق يا اخي القرار...أني وجدت اليتيم دائما شخص متفوق...قوي..لديه كمية من الصبر والمثابرة لا يملكها غيره..إلا من اوتي من الفضل مثلما اوتي اليتيم...

ربما نحن اخي القرار ننظر دائما الى اليتيم نظرة تعاطف لأننا نراه من الخارج..بينما هو يصحو كل صباح وهو يحمل روح مفعمه بالارادة والشعور بأهمية الغد والاعداد له بشكل لاملكه من تربى في حضن والده وتحت عينه ورعايته...

ولذلك تجد اليتيم افضل انجازا من حيث المقارنة بينه وبين غيره وفق هذه الزاوية(زاوية اليتم ) ....


شكرا قرار لأنك اطلعتنا على هذه الاسماء الكبيرة جدا في مجالها والتي خرجت من بوابة اليتم...ذلك الحافز الغامض الذي جعلك تقول...

اقتباس: إن ثمة أفكار وتساؤلات لم يفصح عنها الأيتام المبدعين ليكشفوا لنا عن أسرار تلك النفوس المتوثبة الطموحة.. ليصارحو قسمائهم من الناس عن الخاصية التي اختصوا بها فدفعتهم لما هم عليه..

أرجو من الاخوة ان لايسيء احد الفهم ويشملون بالمقارنة نزلاء دور الرعاية الاجتماعية ممن يوصفون مجازا باليتم..فأولئك لاتنطبق عليهم هذه الدراسة...

[عبدالله30]

الأخ الكريم00تحية طيبة0

موضوع رائع 00

فتحت علينا الجروح ياشيخ00أنا عشت يتيم بس ماطلعت شيء0

لكن ألا تلاحظون أن الخوال في الغالب أقرب لليتيم من الأعمام؟!

تحياتي لك0

[لمبة شارع]

بلى عبدالله...وسبب ذلك ربما (حشيمة الاخوة) لأختهم الأم فهي في وجدانهم بقية أبيهم ومحل عاطفتهم وتجسد مروءتهم...أما الاعمام فربما يتكلون على الاخوال دائما بسبب كونهم (أجرأ) على البيت لوجود اختهم فيه..بينما هم ليسو محارم لها..ولذلك ربما يكتفون بالمتابعة من بعيد والتدخل في غير اليوميات العادية....وانت ياعبدالله فيك خير كثير بإذن الله فلا تقلل من شأن نفسك حفظك الله ورحم امواتك...

[عبدالله30]

لمبة شارع00كنت قبل فترة اتجاذب اطراف الحديث مع مجموعة من الأصدقاء فقال لنا أحدهم نقلا عن والده00

لايهمك ولد الأخت ترى مابه نفع وأول من يعاديك ولد اختك!!

ماصحة هذا القول؟

[عبدالله الحلوه]

القرار الأداري

توفيق الله وهدايته قبل كل شئ

لايمكن ان نقارن بين المتفوقين من الأيتام وغير الأيتام فالكفه بلاشك ستكون لصالح من عاشوا في كنف اباءهم

نعم قد يشعر اليتيم بعظمة المسئوليه ويبحث عن التعويض لكن تبقى الظروف غالباً ضد رغباته وتجبره على سلوك غير مايرغبه وهنا يكون اليتم عائقاً عن تحقيق الأحلام


تحياتي

[لمبة شارع]

اقتباس:  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله30     لمبة شارع00كنت قبل فترة اتجاذب اطراف الحديث مع مجموعة من الأصدقاء فقال لنا أحدهم نقلا عن والده00 لايهمك ولد الأخت ترى مابه نفع وأول من يعاديك ولد اختك!! ماصحة هذا القول؟

استأذن اخينا القرار في تداخل غير ذي صلة باليتم وان كان غير بعيد..فهو على الاقل مرتبط بالاب البديل...

عبدالله ..لقد طفقت أتأمل قولك هذا حول الخال فوجدت فيه شيء من صحة!!! لكن ابن الاخت من الام فقط (اي انه امه تكون اخت للخال بطريق الام فقط في ظني ان الرابطة معه قوية جدا اكثر مما عداه من الاخوال..ربما بسبب شعور داخلي بعلاقة من نوع خاص اكبر من الخؤولة!!!

والرجل اذا شب عن الطوق في الغالب يميل الى اعمامه ذوي ابيه ...يعتز ويعتد بهم اكثر ممن سواهم..ولا ادري فربما ذلك ميراث النسب.. يجمعهم على رابطة خاصة تقرب فيما بينهم...

[مــنــال]

أنا أرى ياأخي الإداري أن السر ليس لعدم وجود أب يحبطه بل لأن اليتم مضطر ليثبت ذاته

و ينجح و يجتهد لأن لأحد مسؤول عنه مثل الذي عنده أب أو أم يرعانه !!

بمعنى ، الذي عنده أهل ستجده أذا فشل سرعان مانسي هذا الفشل بوجود الجو العائلي و بمأزرة العائلة ليبدء

من جديد و لكن اليتم لن يستطيع ذلك في ضل عدم وجود هذا الجو العائلي !

بالعكس أنا ماأتمنيت أكون يتيمة أبدا ً فقدت والدي في سن مبكر و كنت أحتاجة جدا ً و لكن إرادة الله كانت كذلك ....

و الحمد لله على كل حال .

و شكرا ً على هذا المقال أخي القرار الإداري ، الذي فيه أخذت بعض الخلفية من المعلومات .

و جزاك الله خير .

[القرار الإداري]

اقتباس: ربما نحن اخي القرار ننظر دائما الى اليتيم نظرة تعاطف لأننا نراه من الخارج..بينما هو يصحو كل صباح وهو يحمل روح مفعمه بالارادة والشعور بأهمية الغد والاعداد له بشكل لاملكه من تربى في حضن والده وتحت عينه ورعايته...

وهذه خاصية لا توجد في غير اليتيم...

اقتباس: أرجو من الاخوة ان لايسيء احد الفهم ويشملون بالمقارنة نزلاء دور الرعاية الاجتماعية ممن يوصفون مجازا باليتم..فأولئك لاتنطبق عليهم هذه الدراسة...

إبداع في التجلية والإستدراك.. بأسلوب أدبي رصين..
كما أوضح للإخوة أني ذكرت في صدر المقالة.. أن ما أشرت إلية يتكون متى ماوجد البيئة السوية.. والسليمة...
بعيدا عمن عاش في بيئة تعج بالمشكلات والصراعات العائلية ... أو لم يشبع بالعاطفة فجنح نحو السؤ.. فمتى نشأ اليتيم سويا بعيدا عن المشكلات فإنه حتما سوف ينجح بإذن الله... لأنه في مأوى الله سبحانه وتعالى ( إلم يجدك يتيما فأوى )



قراءة رائعة.. شكرا لمرورك

[القرار الإداري]

اقتباس: فتحت علينا الجروح ياشيخ00أنا عشت يتيم بس ماطلعت شيء0 لكن ألا تلاحظون أن الخوال في الغالب أقرب لليتيم من الأعمام؟!

والله أني أستمتع إذا تذكرت تلك الأيام التي استطعت أن أجتازها بنجا بينما أرى حولي كثير من الأبناء تحت رعاية آبائهم لم يفلحوا وذلك توفيق من الله... وتذكر أخي أنك لازلت في بداية الطريق..

وما أشرت إليه من أن الأيتام يميلون إلى أخوالهم.. فلا يخلوا ذلك من صواب.. ذلك أن ما ذكره أخي وشقيقي الذي أحببته عبر الإنترنت لمبة شارع كافي للإيضاح...

[القرار الإداري]

اقتباس: لايمكن ان نقارن بين المتفوقين من الأيتام وغير الأيتام فالكفه بلاشك ستكون لصالح من عاشوا في كنف اباءهم

الأستاذ عبدالله الحلوة .. أشكرك على ما تفضلت به..وما أشرت إليه.. ليس محل جدال... ولكن ضع في حسبانك أن عدد الأيتام لا يمكن أن يقارن بعدد قسمائهم ممن تربى تحت كنف الوالدين... فالأيتام يعتبرون أقلية... وبالتالي المسألة نسبة وتناسب...كما أني أشرت في الرد الأول أن حظوظ اليتيم إذا ما تربى في بيئة مستقرة وعوض بالعاطفة اللازمة أجدر ابالتفوق من من غيره ممن عاش في بيئة سوية..
ولك تحياتي