محمد عبدالله المنصور
لم كن أرغب في الكتابة مرة اخرى عن سوق الاسهم لولا انني سمعت حادثة مزعجة تحمل في طياتها الكثير وتشعل مؤشر الخطر حول كارثة كبرى قد تحدث في اي لحظة ان لم تبادر الجهات المعنية الى ضبط سوق الاسهم.. وتخيلوا معي ما حدث ونقله لي زميل موثوق:
حصل موظف في احدى الشركات الكبرى على حقوق نهاية الخدمة التي قاربت المليون ريال واقترض من البنك مثلها ودخل الى سوق الاسهم (شاهرا) المليونين دون ادنى خبرة او علم وشرع يضارب او بالاحرى (يقامر) يربح ويخسر ويعيد الكرة... ولانه يتخبط دون معرفة ومع حصول هبوط مفاجئ وحاد في الاسهم التي يمتلكها خسر هذا المسكين امواله ولم يتبق له سوى عشرها... فإذا به يصاب بالهستيريا من وقع الصدمة ليقوم امام المتواجدين في صالة الاسهم برفع ثوبه والتبول على شاشة الاسهم!!
هذا الموقف المحزن يعكس لنا مدى الضرر الذي يمكن ان تسببه مضاربات الاسهم على عقول المضاربين من اغلب المواطنين والحال الذي سيؤلون اليه حين يفقدون مدخراتهم التي وضعوها في سوق الاسهم (المنتفخ)!
قبل ايام هبط مؤشر الاسهم بشكل مفاجئ فخسر خلال 20 دقيقة اكثر من الف نقطة ثم مالبث ان استعاد قرابة الـ 700 نقطة ليست المصيبة في ان هذا الهبوط لو بقي كما هو فإنه يعني خسارة للمساهمين تتجاوز الـ 150 مليار ريال!! تذهب من جيوب الذي اشتروا الاسهم في آخر التداولات وانما المصيبة ما ذكر احد الكتاب في صحيفة (المدينة).. ان (هوامير) السوق من الذين يرفعون اسعار الاسهم ويهبطون بها لجني الارباح (المزعومة) من جيوب صغار المضاربين الجدد (البسطاء) هم الذين تسببوا في هذا الهبوط وذلك في استعراض لعضلاتهم على قرار (هيئة سوق المال) الذي صدر صباح ذلك اليوم حول مخالفة 44 عضو مجلس ادارة وتنفيذي لانظمة السوق والحكم بتغريمهم! فإذا كان هؤلاء المضاربون يتحكمون في اموال الناس فماذا عسانا ان ننتظر؟ والى متى سيبقى الحال كما هو... هل نتحرك بعد الطوفان؟
جريدة اليوم