العودة   منتدى بريدة > بــــــــــــريدة > أرشيف المنتدى > مقتطفات من هنا وهناك

الملاحظات

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 14-07-12, 10:30 pm   رقم المشاركة : 1
لاتنس ذكرالله
عضو





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : لاتنس ذكرالله غير متواجد حالياً
مـجـالـس إيـمـانـيـة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إيها الأحبة في منتدى بريدة

سوف يكون معنا في هـذه المجالس الأيمانية
كـتـاب :
( مجالس إيمانية )
من جـمـع :
أبي القعقاع : محمد بن صالح بن إسحاق

وسوف أقطف لكم من هذا الكتاب مختصــراً
ما أجـد به الفائـدة - بإذن الله تعالى - للقـارئ الكريم
سائلاً الله تعالى أن يجزي صاحب الكتاب خيـرَ جزاء وأن يغفر له ولنا ولجميع المسلمين


اللهمَ لاسهلَ إلا ماجعلته سهلاً

*
*
*


المقدمة :
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبهِ أجمعين
ثمَ أما بعـد :
نحن في زمن وصفه الأمام بن القيم - رحمه الله - بقـوله :
( إقشعرّت الأرض وأظلمت السماء وظهر الفسـاد في البر والبحر


من ظلم الفجرة ( أي : ظلمهم لأنفسهم بالذنوب وظلمهم للناس )
وذهبت الخيرات والبركـات
وهزلت الوحوش
وتكدرت الحياة من فِسق الظلمة
وبكى ضوء النهار وظلمة الليل من الأعمال الخبيثة ( أي : الذنوب والمعاصي )
والأفعال الفظيعة
وشكا الكرام الكاتبون والمعقبات إلى ربهم من كثرة الفواحش وغلبة المنكرات والقبائح
وهـذا والله منـذر بسيل عذاب قد إنعقد غمامه
ومؤذن بليل قد ادلهم ظـلامه
فاعزلوا عن طريق هذا السيل بتـوبةٍ نصـوح
مادامت التـوبة ممكنـه
وبابهـا مفتـوح
)
[ كتاب : ( الفوائد ) لابن القيم ]

وفي زمنٍ كهـذا الزمن يقسـو القلب ويضعف الإيمـان
ويقلُّ النصير على الخيـر
ويُفتقد الجليـس النـاصح
ويعزُّ ويندر الأخ الصـالح
ويبـدأ الفتـور والوهـن يتسـرب إلى القلـوب
وتبدأ بوادر السقوط والتخاذل وتظهر على السطـح
وهـنـا تقع الكـارثة التي إن لم تُتدارك
فستنتهي بالمـرء إلى الإنتكاس والإنحـراف عن درب الهـداية والصلاح والإلتزام والإستقامة

ومـن هنـا جاءت هذه السلسلة المباركة - بإذن الله تعالى -
سلسلة
( تعالَ نؤمن سـاعة )
لتملاء هذا الفراغ وتسد هذه الثغرة وتعالج هذه الظاهرة
وتربط السائرين على درب الهدى من المعاصرين بسلفهم الأوائـل الصالحين
ليقتدوا بهم ويسيروا على نهجهم
ولتساعد على تقوية الإيمـان
وعلو الهمة في الطـاعات
وتربية القلب وتهذيبه
ولتستنقذ الكثيرين من هـاوية السقوط والإنتكاس
قبـل أن يقعوا فيها ويغرقـوا في لججها المتـلاطـمة
وهذا هو الأصدار الأول من هذه السلسلة
وهو بعنوان :
( مجالـس إيمـانية )
وقد جعلته خمسين مجلسـاً
كل مجلس أربع صفحات
حتى لايمل القارئ الكريـم
ووضعتُ فيه روائع وبدائع من أخبار السلف وأقوالهم وأشعارهم وأحوالهم
التي ترفع الهمة وتقوي الإيمان وتوقظ القلب من غفلتـه

وفي الختـام
أسأل الله تعالى أن ينفع به
وأن يجعله عملاً خالصاً لوجهِ الكريم
صواباً على سنة نبيه الأمين - عليه الصلاة والسلام -
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعيـن .

كتبه الفقير إلى ربه تعالى :
أبو القعقاع : محمد بن صالح بن إسحاق الصيعري


تنبيه
ارجو عـدم الرد على الموضوع
وماذلك إلى لتسلسل الموضوع
شاكراً لكم
.
.
.







رد مع اقتباس
قديم 14-07-12, 10:31 pm   رقم المشاركة : 2
لاتنس ذكرالله
عضو





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : لاتنس ذكرالله غير متواجد حالياً

المجلـس الأول

*
*

ثناء وتمجيـد
قال ابوعبدالله القحطـاني الأندلسي
في ( نونيته ) مُثنياً على ربه تعالى :



أنت الذي صورتنـي وخلقتنـي


وهديتنـي لشرائـع الإيـمـانِ


أنت الذي علمتنـي ورحمتنـي


وجعلت صدري واعي القـرآنِ


أنت الذي أطعمتنـي وسقيتنـي


من غير كسـبِ يـدٍ ولا دُكـانِ


وجبرتني وسترتني ونصرتنـي


وغمرتني بالفضـل والإحسـانِ


أنت الـذي آويتنـي وحبوتنـي


وهديتني مـن حيـرة الخـذلان


وزرعت لي بين القلوب مـودة


والعطفَ منك برحمـةٍ وحنـانِ


ونشرتَ لي في العالمين محاسناً


وسترت عن أبصارهم عصياني


وجعلتَ ذكري في البرية شائعاً


حتى جعلتَ جميعهـم إخوانـي


والله لو علموا قبيـح سريرتـي


لأبى السلامَ عليَّ مـن يلقانـي


ولأعرضوا عني وملوا صحبتي


ولبُـؤتُ بعـد كرامـةٍ بهـوانِ


لكن ستـرتَ معايبـي ومثالبـي


وحلُمتَ عن سقطي وعن طغياني


فلكَ المحامـد والمدائـح كلهـا


بخواطري وجوارحي ولسانـي





*
*

كيف تكـون من المتوكلين ؟!
قال العبد الصالح الأصم - رحمه الله تعالى - :
بنيتُ أمري في التوكل على الله على أربع خصـال :
علمتُ أن رزقي لا يأكله غير ، فاطمأنت نفسي
وعلمتُ أن عملي لا يعمله غيري ، فأنا مشغول به
وعلمت أن الموت يأتيني بغته ، فأنا أُبادره ( أي : أُسابقه بالعمل الصالح )
وعلمت أني لا أخلو من عين الله تعالى حيثُ كنت ، فأنا أستحي منـه !
[ كتاب : ( المستطرف ) للأبهيشي 1/ 140 ]

*
*

لاتغـرنك الدنيا !
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - :
بقدر صعود الإنسـان في الدنيا
تنزل مرتبته في الآخرة
وقد صرّح بهذا ابن عمر - رضي الله عنهما - فقال :
( والله لا ينال أحد من الدنيا شيئاً إلا نقص من درجاته عند الله ، وإن كان عنده كريمـاً )
فالسعيد من اقتنع بالبُلغة ( أي : الكفاف )
فإن الزمان أشرف من أن يضيع في طلب الدنيا
اللهم إلا أن يكون متورعاً في كسبه مُعيناً لنفسه عن الطمع
قاصداً إعانة أهل الخير والصدقة على المحتاجين
فكسب هذا أصلح من بطالته
[ كتاب : ( صيد الخاطر ) لأبن الجوزي ]

*
*

توبـة صـادقة
لقي العبد الصالح عبدالواحد بن زيد - رحمه الله - أخاه العبد الصالح عتبة الغـلام - رحمه الله -
ذات يوم في يومٍ شاتٍ شديد البرد
فإذا به يتصبب عرقاً
فسـأله عبدالواحد : مالك تعرق في مثل هذا اليوم ؟
فاعتذر عتبة وقال : خير
فألح عبدالواحد عليه في المسألة وقال : لتخبرني واستحلفه
فقال عتبة : إني والله ذكرت ذنباً أصبته في هذا المكـان قبل سنتين
فهذا الذي رأيت من أجل ذلك
[ كتاب : ( حلية الأولياء ) لأبي نعيم الأصفهاني ]

*
*

ياصـاحب الهـم
قال البهاء زهير - رحمه الله -
مخاطباً كل مهموم ومغموم :



أيهـا الحامـل همـاًإن هــذا لايــدومُ


مثلما تفنى المسراتكـذا تفنـى الهمـومُ


إن قسا الدهـر فـإنالله بالنـاس رحيـمُ


أوترى الخطب عظيمأًفكذا الأجـر عظيـمُ





*
*

صـلاة الجمـاعة
كان العبد الصالح الربيع بن خُثيم - رحمه الله -
قد أُصيب بالفالج ( وهو ما يُعرف الآن بمرض الشلل النصفي )
فكـان بعد أن سقط شقهُ
يُهـادى ( أي : يُحمل ) بين الرجلين إلى مسجد قومه
فكان الناس يقولون له : يا أبايزيد لقد رخّص الله لك لو صليت في بيتك
فيقول لهم :
إنه كما تقولن
ولكني سمعتهُ يُنـادي حي على الفلاح
فمن سمع منكم المؤذن يُنادي : حيَّ على الفلاح فليُجيبه ولو زحفاً ولو حبواً
[ كتاب : ( حلية الأولياء ) لأبي نعيم الأصفهاني ]

*
*

مَهـابة الله تعـالى
قالت أُم البنين - رحمه الله تعالى - :
ما تحلى المُتحلون بشيءٍ أحسن عليهم من عِظم مهابة الله تعالى في صـدورهم
[ كتاب : ( صفة الصفوة ) لابن الجوزي ]

*
*

موعظة وذكـرى
أخي
آهٍ لساعات شديدة الكربات
فيها غمرات ليست بنومٍ ولا سُبات
تتقطع فيها الأفئدة باللوم على الحسرات
وتبكي عين الأسف لما مضى من هفوات
والمريض مُلقى على فراش الحرقات
فآهٍ ثم آهٍ من جبال حسراتٍ يحملها
( وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا )
لقد صاح بك الصائح
بإخذِ غادٍ وسلب رائح
يكفـي ما مضى من القبائح
فأقبل اليوم هذه النصـائح
فإن المسكين من يهملها
( وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا )
[ كتاب : ( التبصرة ) لأبن الجوزي ]

.
.
.






رد مع اقتباس
قديم 14-07-12, 10:33 pm   رقم المشاركة : 3
لاتنس ذكرالله
عضو





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : لاتنس ذكرالله غير متواجد حالياً

المجلـس الثـاني

*
*


ماذا تتمنين ؟!
قال العبد الصالح إبراهيم التيمي - رحمه الله - :
مثلت نفسي في الجنة
آكل من ثمارها وأشرب من أنهارها وأُعانق أبكارها
ثم مثلت نفسي في النار
آكل من زقومها وأشرب من صديدها وأُعالج سلاسلها وأغلالها
فقلت لنفسي :
أي نفسي : أيُّ شيءٍ تتمنيـن ؟
فقالت : أُريد أن أرجع إلى الدنيا فأعمل صالحاً !
فقلت لها : فأنتِ في الأمنية فاعملـي
[ كتاب : ( الزهد ) للإمام أحمد ]

*
*


من هـو المجنـون ؟!
قال ابومحمد بن عجيف - رحمه الله - :
مرَّ بي مجنون
فقلت : يامجنـون
قال : وأنتَ عاقل ؟
فقلت : نعم
فقال لي : كلا يامجنون ، ولكن جنوني مكشوف وجنونك مستور
فقلت له : فسر لي كلامك
فقال : أنا أشق ثيابي وأرجم
وأنت تعمرُ داراً لا بقاء لها وتطيل أملك وما حياتك بيدك وتعصي ربك وتُطيع عدوك !
[ كتاب : ( الأذكياء ) لابن الجوزي ]

*
*


عِزة نفـس
أرسل أحد السلاطين إلى أبي ذر - رضي الله عنه - بمـائة دينـار
وقال للغـلام الذي أرسله : إن قبلها وأخذها منك فأنت حرٌ لوجه الله تعالى
فلمـا وصل المال أبي ذر ردهُ ولم يقبله
فقال له الغلام : اقبله ففيه عتقي من الرّق
فقال له ابو ذر : إن كان فيه عتقك فـفـيـه رِقي ورفض المـال
[ كتاب : ( من أخلاق العلماء ) للآجري ]

*
*


خشـوع مجاهـد
عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - قال :
خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( أي : في غزوةٍ من الغزوات )
فأصاب رجل ( أي : من المسلمين ) إمرأه رجل من المشركين ( أي : سباها وأسرها )
فحلف ( أي : المشرك ) ألا أنتهي حتى أُهريق دماً في أصحاب محمد - عليه الصلاة والسلام -
فخرج يتبع أثر الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه
فنزل الرسول - صلى الله عليه وسلم - ( أي : نزل بالجيش الذي معه شعب من الشعاب ليناموا )
فقال الرسول - عليه الصلاة والسلام - : من يكلؤنا الليلة ؟ ( أي : من يحرسنا )
فنتدب رجل من المهاجرين ( هو : عمار بن ياسر - رضي الله عنه - )
وانتدب رجل من الأنصار ( هو : عبّاد بن بشر - رضي الله عنه - )
فقال الرسول - عليه الصلاة والسلام - لهما : كُونا بفـم الشِعب
فلما خرج الرجلان إلى فـم الشعب اضطجع المهاجري وقام الأنصاري يحرس ويُصلي
فأتي الرجل ( أي : الكافر ) فرمـاه بسهم ( أي : رمى عباداً وهو يصلي ) فوضعه فيـه
فنزعه ( أي : نزع عبـاد السهم من بطنه واستمر في صلاته )
حتى رمـاه بثلاثة أسهم
ثم ركعَ وسجد وأتم صلاته
ثم أيقظ صاحبه المهاجري
فلما رأى المهاجري دمـاء عبـاد وهي تنزف وعرف منه الخبـر
قال له : سبحان الله يـاعبـاد
ألا أيقظتني أول ما رمـى ؟
فقال عبـاد : كنتُ في سورة أقرأها فلم أُحب أن أقطعها
وفي روايــة :
أن عبّاداً قال : والله لولا أن أُضيع تغراً أمرني به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحـراسته
وإلا لذهبَ بروحي أو أُكمل السورة
[ رواه ابوداود والحاكم وصححه ]

*
*


نعـمَ الزوجة أنـتِ
عن سُعدى زوجة الصحابي الجليل طلحة بن عبيدالله - رضي الله عنه - قالت :
دخلت ذات يومٍ على طلحة بن عبيدالله فرأيته مهموماً مغموماً
فقلت له : ما بالك ؟
هل أخطأت معك بشيءٍ فأسترضيك ؟!
فقال طلحـة : لا والله ونعم زوجة المرء المسلم أنتِ
ولكني اجتمع عندي مـالٌ كثير ولا أدري كيف أصنع به ؟!
فقلت له : وما يُغمك منه ؟
ادعُ فقراء قومك فاقسمه بينهم
فقال : جزاكِ الله خيراً
والحمدلله الذي جعل لي من أهلي من يُعيني على طاعته
ثم دعا غلامه فأمره أن يأتيه بالفقراء ليـوزع عليهم المـال
قالت سُعدى : فسألت خازن ماله :
كم قسم من المال في ذلك اليوم ؟
فقال : أربع مائة ألف دينـار ( وهي تزيد كثيراً في وقتنا الحاضر عن أربع مائة الف ريال )
[ كتاب : ( الزهـد ) للإمام أحمد ( بتصرف ) ]

*
*


موعظـه وذكــرى
أخي
عزّت الدار ( أي : الجنة ) وجل المرام
ونال ساكنها فوق المُرام
فيا مشغولاً عنها بأضغاث أحلام
وصـل كتاب الملك العلام ( وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ )
هي دار الإعزاز والإكرام
بُنيت لقومٍ كرام
لا غُرم فيها ولا غرام
ما يسكنها من يضام
ثمنها يا مشتري بين :
صلاة وصيـام
نعيمها في الدوام
لذتها في تمـام
والحور في القصور والخيـام
شهواتها لن تخطر على الأوهـام
انتبهوا لطلبها يا نيـام
قد جمعت كل مشتهى
عجبـأً لمن غفل عنها وسهـا
انهض لها يا غـلام
( وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ )
[ كتاب : ( التبصرة ) لابن الجوزي ]

.
.
.






رد مع اقتباس
قديم 14-07-12, 10:35 pm   رقم المشاركة : 4
لاتنس ذكرالله
عضو





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : لاتنس ذكرالله غير متواجد حالياً

المجلـس الثـالث



*
*



من أحوال الخاشعين
كان العبد الصالح عامر بن عبدالله بن قيس - رحمه الله -
من المصلين الخاشعين
وكان إذا صلى ربما تحدث النساء بما يُردنَ في البيت
ولم يكن يسمع ذلك ولا يعقله
قيـل له ذات يوم : هل تُحدثك نفسك في الصلاة في شيءٍ ؟
فقال : نعم .. بوقوفي بين يد الله تعالى ومنصرفي إلى إحدى الدارين
قيل : فهل تجد شيئاً مما نجد من أٌمور الدنيا وأنت في صلاتك ؟
فقـال : لأنْ تختلف الأسنة ( أي : الرماح ) فـيَّ أحب إليَّ من أن أجد في صلاتي ماتجدون من أُمور الدنيا



وسُئل بعضهم : هل تذكر في صلاتك شيئاً من أُمور الدنيا ؟


فقـال :

وهل شيءٌ أحب إليَّ من الصلاة فأذكره فيها

[ كتاب : ( إحياء علوم الدين ) لأبي حامد الغزالي ( 172/1 ) ]



*
*



حقيقة الشـكر
سأل بعضهـم العبد الصالح الجنيد بن محمد - رحمه الله -
عن حقيقة الشكر
فأجابه قائـلاً : ألا يُستعان بشيءٍ من نعم الله تعالى على معاصيه
[ كتاب : ( حلية الأولياء ) لأبي نعيم ( 268/10 ) ]



*
*



حالنـا مع الدنيـا
قال إبراهيم بن أدهم - رحمه الله - :
ليس من علامة الحب أن تحب ما يبغضه حبيبك
ذمَّ مولانا الدنيا فمدحناهـا
وأبغضها فأحببناها
وزهَّدنا فيها فآثرناهـا
أيها الناس :
وعدكم الله خراب الدنيا فحصنتموها ، ونهاكم عن طلبها فطلبتموها
وأنذركم الكنوز فكنزتموها
دعتكم إلى هذه الغراره ( أي : الدنيـا ) دواعيها
فأجبتكم مسرعين مناديها ، خدعتكم بغرورها ومنتكم
فانقدتم خاضعين لأمانيها
تتمرغون في زهراتها وزخارفها
وتتنعمون في لذاتها ، وتتقلبون في شهواتها
وتنبشـون مخالب الحـرص عن خزائيها ، وتحفرون بمعاول الطمع في معادنها
[ كتاب : ( البداية والنهاية ) لابن كثير ( 141/10 ) ]



*
*



بكـاء في ظلام الليل
بينما كان العبد الصالح محمد بن المنكدر - رحمه الله -
ذات ليلة قائماً يصلي من الليل
إذ استبكى وكثر بكاؤه حتى فـزع أهله
فسألـوه : ما الذي أبكـاك ؟
فاستعجم عليهم واستمر يبكي ولايقوى على الكـلام
فأرسلوا إلى صـاحبه العبد الصالح أبي حـازم - رحمه الله -
فأخبروه بأمره
فجـاء ابوحازم إليه
فإذا هو يبكي
فقال له : يا أخي ما الذي أبكـاك ؟
قد أفزعت أهلك !
فقـال : إني مررتُ بآيـة في كتاب الله عزَّ وجلَّ فبكيت
قال : ومـاهي ؟
فقال : قوله تعالى :
( وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ )
[ الزمر : 47 ]
فبكـى ابوحـازم أيضـأً معه واشتد بكـاؤهمـا
فقال بعض أهله لأبي حـازم : جئنا بك لتخفف عنه فزدتـه !
وما زال ابن المنكدر جزعاً من هذه الآية
ولا سيما إذا تذكر الموت
فقيـل له : ولمَ الجـزع ؟
فقـال : أخشى آيةً من كتاب الله غزَّ وجلَّ ( وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ )
فأنـا أخشى أن يبدوَ لي من الله ما لم أكن أحتسب
[ كتاب : ( حلية الأولياء ) لابي نعيم ( 146/3 ) ]



*
*



تـوبـة ونـدم

قال الحسن بن هانيء الأندلسي :




إذا ماخلوت الدهر يوماً فلا تقل




خلوتُ ولكن قل علـيَّ رقيـبُ



ولاتحسبـنَّ الله يغفـلُ ساعـةً




ولا أنَّ ما تُخفي عليـه يغيـبُ




لهونا عن الأيام حتـى تتابعـتْ




ذنوبٌ علـى آثارهـنَّ ذنـوبُ




فيا ليتَ أن الله يغفرُ ما مضـى




ويـأذنُ فـي توباتنـا فنتـوبُ




أقولُ إذا ضاقت عليَّ مذاهبـي




وحلّت بقلبـي للهمـوم نـدوبُ




لطول جنايتي وعِظـمِ خطيئتـي




هلكتُ وما لي في المتاب نصيبُ




وأغرقُ في بحر المخافة آيسـاً




وترجعُ تفسـي تـارةً فتتـوبُ




تُذكرني غفو الكريم عن الورى




فأحيـا وأرجـو عفـوهُ فأتـبُ




وأخضعُ في قولي وأرغب سائلاً




عسى كاشف البلوى عليَّ يتوبُ








[ كتاب : ( البداية والنهاية ) لابن كثير ( 233/10 ) ]



*

*



إلـى هنا جررتُ أبـي !

قال ابوعبدالله الكوفي - رحمه الله - :
كان عندنا بالكـوفه رجلٌ له ابن عـاق
فاختصم الأب مع ابنه ذات يومٍ على شيء
فمـا كان من الأبن إلا أن جرَّ أباه برجـله
حتى أخرجـه من البيت
ثم سحبـهُ في الطريق مسـافةً طويلة
فلمـا بلغ إلى موضـعٍ مـا
صـاح فيه أبـوه قـائلاً :
والدمـوع تتقاطر من عينيه
يا بنـي : حسبك قـف هنـا
فإلـى هـنـا جـررتُ برجلِ أبي من الـدار
فسلـطك الله علىَّ فجـررتني منـها
[ كتاب : ( نشوار المحاضرة ) للقاضي التنوخي ( 201/2 ) ]



*

*



كلمـات من نـور

قال العبد الصـالح يحي بن مغاذ الرازي - رحمه الله - :
ليكـن حـظ المؤمن منـك ثلاث خصـال :
إن لم تنفعه فـلا تضره
وإن لم تمدحـه فـلا تذمـه
وإن لم تسـرهُ فلا تُغمـه
وعلى قـدر حبك لله تعالى يحبك الخلق
وعلى قـدر شغلك بالله يشتغل في أمرك الخلق
[ كتاب : ( المستطرف ) للأبهيشي ( 140/1 ) ]



*

*



تعـزية بليـغـه

عـزَّى العبد الصالح صالح المـري - رحمه الله -
رجـلاً في وفاة والده
فقال : يا هذا لئن كانت مصيبتك بأبيـك
لم تُحـدث لك موعظـةً في نفسـك
فمصيبتك بأبيـك يسيـرةٌ
أما مصيبتك في نفسـك فإياهـا فبـك
[ كتاب : ( حلية الأولياء ) لأبي نعيم ( 171/6 ) ]



*

*



الأخ الصـادق

قال بلال بن سعد - رحمه الله -
أخٌ لك كلمـا لقيك ذكـرك بحظك من الله
خيرٌ لك من أخٍ كلمـا لقيك وضـع في كفـك ديناراً
[ كتاب : ( حلية الأولياء ) لأبي نعيم ( 223/5 ) ]



*

*



مـوعظه وذكـرى

أخي
يامن لايُـرى من توبته إلا الوعـود
فإذا تـاب فهو عن قريبٍ يعـود
أرضيت بفوت الخير والسُعود
أأعـدتَ عدةً لنزول الأخدود
أما علمت أن الجـوارح من جملة الشهـود
تـالله إن حوض الموت عن قريب مورود
والله مـا الزاد في الطـريق بموجـود
والله إن القيامة تُشيب المولود
والله إن العمـر محسوب معـدود
والوجوه غـداً بيضٍ وسـود
[ كتاب : ( التبصـرة ) لابن الجوزي ( 462/1 ) ]



.

.
.








رد مع اقتباس
قديم 14-07-12, 10:37 pm   رقم المشاركة : 5
لاتنس ذكرالله
عضو





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : لاتنس ذكرالله غير متواجد حالياً

المجلـس الرابـع

*
*

مُنـاجــاة
قال عبدالرحيم البرعي
مناجاً ربهُ ومـولاه :



إلهـي تغمدنـي برحمتـك الـتـي


وسعت وأوسعت البراي يهـا بـرّاً


وقوِّ بروحِ منـك ضعفـي وهمتـي


على الفقر واغفر زلتي واقبل العذرا


فإني مـن تدبيـر حالـي وحيلتـي


إليك ومن حولي ومن قوتـي أبـرا


وصن ماء وجهي عن سـؤال مذلـةٍ


وعن حور دهرٍ لم يزل حلوهُ مُـرا


وبعد حياتي فـي رضـاك توفنـي


على الملة البيضاء والسنة الزهـرا


وفي القبر آنس وحشتي وعند وحدتي


فإن نزل القبـر يستوحـش القبـرا




[ دايوان الشاعر : عبدالرحيم البرعي ]

*
*

تقسـيم الأوقـات
قال وهب بن منبه - رحمه الله - :
مكتوب في حكمـة آل داود :
حقٌ على العاقل
ألا يغفل عن أربـع سـاعات :
ساعةٌ يناجي فيها ربه
وساعةٌ يُحاسب فيها نفسـه
وساعةٌ يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسـه
وساعةٌ يُخلّي فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمـل
فإن في هـذه السـاعة عوناً على تلك السـاعات
وإجمـاماً للقلب
وحقٌ على العـاقل
ألا يُرى ظاعناً إلا في ثـلاث :
زاد لمعـاد
أو كسب معيشة
أو لذةٌ في غير محـرم
وحق على العاقل
أن يكون عـارفاً بزمـانه
حافظاً للسـانه
مُقبـلاً على شــأنه
[ عن كتاب : ( محاسبة النفس ) لابن أبي الدنيـا ]

*
*

بين الدنيـا والآخـرة
قال عثمان بن عفان - رضي الله عنه - :
يا أيها النـاس :
إنما أعطاكم الله الدنيا لتطلبـوا بها الآخـرة
ولم يُعطكموها لتركنوا إليهـا
إن الدنيا تفـى
والآخرة تبقـى
فلا تبطرنّكم الفانيـة
ولا تشغلنّكم عن البـاقيـة
[ كتاب : ( طرائف الحكمة ) لأحمد عبيد ( 5/1 ) ]

*
*

محبـة الله تعـالى
قال بن القيم - رحمه الله - :
عيش المشتاق ( أي : إلى لقاء ربه تعالى ) منغصٌ حتى يلقى محبوبه
فهناك تقرُّ عينه ويزول عن عيشه تنغيصه
وكذلك يزهد في الخلق غاية الزهـد
لأن صاحبه طالب للأنس بالله والقرب منه سبحانه
فهو أزهـد شيءٍ في الخلق
إلا من أعانه على هذا المطلوب منهم وأوصله إليه
فهو أحب خلق الله إليه
ولا يأنس من الخلق بغيره ولا يسكن إلى سواه
فعليـك بطلب هـذا الرفيق
فإن لم تظفر به فاتخـذ الله صـاحـبـاً
ودع النـاس كلهـم جانباً
[ كتاب : ( مدارج السالكين ) لابن القيم ( 54/2 ) ]

*
*

سبـاق إلى الجنـة
لما كانت موقعـة بـدر
استهم ( أي : اقترع ) الصحابي الجليل خيثمة بن الحارث - رضي الله عنه -
مع ابنـه سعـد
أيهما يخرج للجهاد في سبيل الله
ويبقى الآخر ليرعى النسـاء
فجاءت القرعـة على سـعـد
فقال ابـوه خيثمة : يابني
آثرني على نفسـك
فقال سعد : والله يا أبتـاه لو كان غير الجنة لفعـلت
ولكنها جنة عرضها السماوات والأرض
وما كنتُ لأوثر بنصيبي منها أحداً قـط
فخرج سـعـد إلى بـدر
وقُتل بها شهيداً
وما زال أبوه خيثمة يتمنى الشهادة حتى فاز بها في يوم أُحـد
فرضي الله عنهم أجمعيـن
[ عن كتاب : ( الإصابة في تمييز الصحابه ) لابن حجر العسقلاني ( 24/2 ) بتصرف ]

*
*

عـزّة أهل العلم
أرسل الأمير عبدالرحمن بن خالد
إلى العبد الصالح الإمام المحدث أبي حـازم - رحمه الله -
يقول له : إئتنا وزرنا حتى نُسائلك وتحدثنا عن مسائل في العلم
فأرسـل إليه ابوحـازم يقول له :
معـاذ الله أن أفعل ذلك
لقد أدركت أهل العلم لا يحملون الديـن إلى أهل الدنيـا
فلن أكـون أول من يفعل ذلك
فإن كانت لك حاجة أو مسألة فأبلغنا بها
حتى نرسل لك جوابها
فذهب الأمير بنفسـه إلى أبي حـازم وقابله وسأله عما أراد
ثم قـال : والله يا أباحـازم لقد ازددت علينا بفعلك هذا كرامة ورفعـة
[ كتاب : ( حلية الأولياء ) لأبي نعيم ( 238/3 ) ]

*
*

حـفـظ اللسـان
رأى بعض الصـالحين
رجـلاً يٌكثر الكلام والثرثرة ويقلُّ السكوت
فقال له : يا هـذا
إن الله تعالى إنما خلق لك أُذنين ولساناً واحداً
ليكون ما تسمعه ضعف ما تتكلم به
ومن كثر كـلامه كثرت آثامه
[ كتاب : ( أدب الدنيا و الدين ) للماوردي ]

*
*

مكـارم الأخـلاق
قال الشاعر الحسين بن مطر - رحمه الله - :



أُحبُ مكارم الأخلاق جَهـدي


وأكره أن أعيـبَ وأن أُعابـا


وأصفح عن سباب الناس حلماً


وشر الناس من يهوى السبابا


ومن هاب الرجـال تهيبُـوهُ


ومن حقر الرجال فلن يُهابـا




[ كتاب : ( جواهر الأدب ) للهاشمي ]

*
*

مـوعظـة وذكـرى
أخي
لا يطمعنَّ البطال في منازل الأبطال
إن لذة الراحة لا تُنال بالراحة
ومن زرع حصـد ومن جد وجد
وكيف يُنال المجد والجسم وادعٌ
وكيف يُجاءُ الحمد والوفر ( المال ) وافرُ
أي مطلوب نيل من غير مشقة
وأي مرغوب لم تبعد على طالبه الشُقة
المال لا يحصل إلا بالتعب
والعلم لا يُدرك إلا بالتعب والنصب
واسم الجواد لا يناله بخيل
ولقب الشجاع لا يحصل إلا بعد تعبٍ طويل
[ كتاب : ( التبصرة ) لابن الجوزي ( 394/1 ) ]
.
.
.






رد مع اقتباس
قديم 14-07-12, 10:39 pm   رقم المشاركة : 6
لاتنس ذكرالله
عضو





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : لاتنس ذكرالله غير متواجد حالياً

المجـلـس الخـامـس

*
*

ثنـاء وتمجيـد
قال الأستاذ أحمد الغزاوي - رحمه الله - :



الله أكبـرُ بكـرةً وأصـيـلا


ولهُ الثنـاء مُرتـلاً وجميـلا


الله أكبرُ كلمـا هتفـت بـه


مُهج العباد وسبحتـه طويـلا


الله أكبرُ ما تطـوفَّ مُحـرمٌ


بالبيت أو لبـى لـه تبتيـلا


الله أكبرُ في السماوات العُلى


والأرض حيث تجاوبت تهليلا




[ كتاب : احمد الغزاوي : حياته وآثاره الأدبية : جمع : مسعد العطوي ]

*
*

أقـسـام الزهـد
قال إبراهيم بن أدهم - رحمه الله - :
الزهد ثلاتة أصناف :
فزهدٌ فرض
وزهدٌ فضل
وزهدٌ سلامة
فزهد الفرض : الزهد في الحرام
وزهد الفضل : الزهد في الحـلال
وزهد السـلامة : الزهد في الشبهات
[ كتاب : ( الزهد ) للإمام أحمد ]

*
*

قـومٌ ليسـوا يصلون بالليـل
عن الحسن بن صالح بن يحيى - رحمه الله -
أنه باع جارية له
فلمـا صـارتْ عند الـذي إشتـراها
قامت في جـوف الليل لتصـلي
فأيقضت أهل الـدار لقيـام الليـل
وقـالت لهـم : الصلاة .. الصلاة
فقالوا لها مستغربين : وهل قد طلع الفجـر ؟
فقالت : لا .. وليس تصلون إلا المكتوبة ؟!
قالوا : نعم .. ليس نصلي إلا المكتوبة
فرجعـت إلى الحسن وقـالت :
يا سيدي : قد بعتني إلى قوم سـوء ليسوا يصلون بالليل
فردني إليـك
فـردّهـا إليه وأحسـنَ إليها
[ كتاب : ( الثقات ) للعجلي ]


*
*

صـفـة الخـاشعين
قال بن القيم - رحمه الله -
يصف حال الخاشعين في صلاتهم :
وينصـرف أحدهم من الصلاة وقد أثرت في قلبه وبدنه وسائر أحواله
آثاراً تبدو على صفحاته ولسانه وجوارحه
ويجد ثمرتها في قلبه من الإنابة إلى دار الخلود
والتجافي عن دار الغـرور
وقلة التكالب والحرص على الدنيا وعاجلها
وقد نهتــه صـلاته عن الفحشاء والمنكر
وحببت إليه لقاء الله تعالى
ونفرته من كل قاطـع يقطعه الله
فهـو مغموم ومهموم كأنه في سجـن
حتى تحضـر الصـلاة ( أي : الآخرى )
فإذا حضرت قام إلى نعيمه وسروره وقرة عينه وحياة قلبـه
فهـو لا تطيب له الحياة إلا بالصــلاة
[ كتاب : ( طريق الهجرتين ) لابن القيم ]

*
*

على فـراش المـوت
كان بعض الصالحين وهو حبيب العجمي - رحمه الله -
كثير البكـاء من خشية الله تعالى
فلما احتضـر بكـى كثيراً
فقيـل له : ما هذا الجزع الذي ماكنا نعرفه منك ؟
فقال : سفـري بعيدٌ بلا زاد
وسأنزل في حفرةٍ من الأرض موحشة بلا مؤنـس
فأقدم على ملكٍ جبار قد قدم لي العذر
إني أُريد أن أٌسافر سفراً ما سافرته قـط
وأُريد أن أسلك طريقاً ما سلكته قط
إني أُريـد أن أزور سيـدي ومولاي وما رأيته قط
إني أُريد أن أُشرف على أحوالٍ ما شهدت مثلها قط
إني أُريد أن أدخل تحت التراب فأبقى إلى يوم القيـامة
ثم أُقف بين يـدي الله عزَّ وجلَّ
فأخـاف أن يقول : يا حبيب هات تسبيحة واحدة سبحتها في ستين سنة
لم يظفر منك الشيطان فيها بشيء
فما أقول !
وليس لي حيلة
ثم بكـى ونشج رحمـه الله
[ كتاب : ( تاريخ ابن عساكر ) لعبدالقادر بدران ( 34/4 ) ]

*
*

أخشـى أن أنسـى الجيـاع
كان يوسف - عليه السـلام -
مسئولاً عن خزاين الأرض في زمن عزيز مصر
وكان يُقتـر على نفسه ويُضيق عليهـا
ولا يُعطيها ماتشتهيه من الطعام والشراب
فقال له بعضهم : أتجوع وتُقتر على نفسك وبيدك خزائن الدنيا وتحت تصرفك ؟
فقال : أخاف إن شبعتُ أن أنسى الجيـاع
[ كتاب : ( حلية الأولياء ) لأبي نعيم ( 273/6 ) ]

*
*

مـوعـظـه وذكـرى
أخـي
يا من تجبر على مولاه وتمـرد
واستل سيف البغي وجَرد
كم يُنعم عليك فتنسى وتجحد
كم تُشيع من ميتٍ وترى لحد مُلحد
يا قليـل الزاد وألوية الرحيـل تُعقـد
يا من بين يديه النـار بالأحجار تُوقد
ينزل اللطف في جميع شملك وقبيح فعلك يصـعد
يا قليـل الأنتفاع بالوعظ إلى كم من الدنيا تتزود
يا غـافلاً عن مصيره
يا لاهياً في تقصيره
يا متخلفاً عن مسيره
سبقـك أهل الغـزائم
وأنت في الغفلة نـام
أما بان لك العيب ؟
أما أنذرك الشيب ؟
وما في نصحه ريب
[ كتاب : ( التبصرة ) لابن الجوزي ( 462/1 ) بتصرف ]


يـتـبـع

.
.
.






رد مع اقتباس
قديم 14-07-12, 10:40 pm   رقم المشاركة : 7
لاتنس ذكرالله
عضو





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : لاتنس ذكرالله غير متواجد حالياً

الـمجـلـس الـسـادس

*
*

مـنـاجـاة
قال الأستاذ مصطفى السباعي - رحمه الله -
مناجاً ربه تعالى :
إلهـي
جلّت ذاتك عن أن تدركها أبصارنا
وجلّت أفعالك عن أن تدرك تمام حكمتها أفهامنا
وجلّت ألوهيتك عن أن تقوم بحقها عبادتنا
وجلّت نعمتك عن أن تقوم بشكرها جوارحنا
وجلّت عظمتك عن أن تخشع لها حق الشخوع قلوبنا
وجلّت رحمتك عن أن نستوجبها بقليل أعمالنا
نعـوذ بك منك
لا نحصي ثناء عليك
أنت كما أثنيت على نفسـك
[ كتاب : ( هكذا علمتني الحياة ) للأستاذ : مصطفى السباعي ]

*
*

الـعـمـر يـنـقـص
قال العبد الصالح عبدالأعلى بن عبدالله -ر حمه الله - :



العمر ينقص والذنـوب تزيـدُ


وتُقالُ عثرات الفتـى فيعـودُ


هل يستطيع جحود ذنبٍ واحد


رجلٌ جوارحه عليـه شهـودُ


والمرء يُسال عن سِنيهِ فيشتهي


تقليلها وعـن الممـات يحيـدُ




[ كتاب : ( أدب الدنيا والدين ) للمـاوردي ]

*
*

حـاسـبـوا أنـفـسـكـم
قال الحسن البصري - رحمه الله - :
إن المؤمن قوامٌ على نفسه يُحاسب نفسه لله عزّ وجلّ
وإنمـا خفَّ الحساب يوم القيامة على قومٍ حاسبوا أنفسهم في الدنيـا
وإنمـا شقَّ الحساب يوم القيامة على قومٍ أخـذوا هـذا الأمر من غير محاسـبةٍ
إن المؤمين قومٌ أوقفهم القرآن
وحال بينهم وبين هَلكتهم
إن المؤمـن أسير في الدنيـا
يسعـى في فكـاك رقبته
لا يأمن شيئاً حتى يلقى الله تعالى
يعلم أنه مأخـوذٌ عليه في سمعه وفي بصـره وفي لسـانه وفي جوارحه
[ كتاب : ( محاسبة النفس ) لابن أبي الدنيا ]

*
*

أين نـسـاؤنـا من هـذه
ذكر بعض المؤرخين أن أحد الخلفاء العباسين
غضب ذات مرةٍ على أهـل مدينة بـلـخ ( وهي إحدى مدن إيران الآن )
فبعث إليهم جيشاً عرمرماً
وكلَّف قائده أن يأخذ منهم ضـريبةً كبيرة من المـال
ومن أبى منهم أن يدفع الضريبة فلقيده وليُرسله إليه بـبـغـداد
فلمـا سمع أهل بلخ بذلك ضجوا وفزعوا واضطربوا
وبعد تشاورٍ وتداول
عزموا على رفع الأمر إلى إحـدى النسـاء الفاضـلات الثريـات
من اهل مدينتهم
لعل الله أن يجعل على يدها الفـرج
فلما قصـوا عليها الخبر
وعدتهم خيراً
وما أن وصل قائد جيش الخليفة إلى بلـخ
حتى أرسلت إليه بأغلى ثيابها الفاخرة المرصعة بالجواهر والأحجار الكريمة
وأمرته أن يدفعه إلى الخليفة ضريبةً عن أهل بلـخ
فلما وصل الثوب إلى الخليفة
أمر بنشره أمامه
فلما رأى ما فيه من الجواهر واللالئ الثمينة
سـأل عمن أرسله
فلما علم بقصة تلك المـرأة
خجل من نفسه وقـال :
والله لا تكـون تلك المرأة أكرم مني
فأمر برفع الضريبة عن أهل بلـخ ومسامحتهم فيها
وأمر برد الثـوب إلى تلك المـرأة
فلما وصل ذلك الثوب الثمين المرصع بالجواهر إلى تلك المرأة
سألت الرسول :هل وقع بصر الخليفة على هذا الثـوب ؟
فقال : نعـم قد رآه الخليفة
فقـالت : والله لا ألبس ثوباً رآه غير ذي محـرم مني
وأمرت ببيع الثوب وما فيه من الجواهر واللألئ
فبُني من ثمنه مسجد ورباط للفقراء والمحتاجين
وتبقى من ثمنه نحو الثلث
فأمـرتْ تلك المرأه الصالحة بدفنه تحت بعض سوار المسجد
ليكون هناك متيسراً إن احتيج إليه
[ عن كتاب : ( رحالة العرب ابن بطوطه ) بتصرف ]

*
*

مـحـبـة الـلـه تـعـالـى
قال بن القيم - رحمه الله -
ليس للقلب والروح ألـذ ولا أطيب ولا أنعـم
من محبة الله والإقبال عليه
وعبادته وحـده وقرة العين به والأنس بقربه
والشوق إلى لقائه ورؤيته
لأن حبـه عزّ وجلّ شغل قلوب مُحبيه عن التلذذ بمحبة غيره
فليس لهم في الدنيا مع حبّه عزّ وجلّ لـذة تُداني محبته
ولا يُؤملون في الآخرة من كرامة الثواب
أكبر من النظر إلى وجه محبوبهم تعـالى
وإن مثقـال ذرةٍ من هذه اللـذة لا يُعـدل بأمثال الجبال من لذات الدنيـا
فصاحب هـذه اللـذة في جنـة عاجلة نسبتها إلى الدنيا
كنسبة لذة الجنة إلى لذة الدنيا
[ كتاب : ( روضة المحبين ) لابن القيم ]

*
*

كيـف أسـألها من لا يملكهـا
دخل الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك - رحمه الله -
الكعبة ذات مـرةٍ
فإذا هو بالتابعي الجليل سالم بن عبدالله بن عمر - رحمه الله -
في جوف الكعبـة يصلي ويدعو ويتضرع لربـه
فقال هشام لـ سالم : سلني حاجتك أقضيها لك
فقال سالم : والله إني لأستحي من الله تعالى
أن أسأل في بيت الله غير الله تعالى
فلما خرج هشـام من الكعبـة
إنتظر حتى خرج سالم ثم إستدعاه وقال له :
يا سالم ها قد خرجت من بيت الله فسلنـي حاجتـك
فقال سالم : من جوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة ؟
فقال هشام : أما الآخرة فلا أملكها
ولكن من حوائج الدنيـا
فقال سالم : والله ما سألت الدنيا ممن يملكها وهو الله تعالى
فكيـف أسألها رجلاً لا يمكلهـا
[ كتاب : ( أحسن المحاسن ) لأبي إسحاق الرقي ]

*
*

مـوعـطـه وذكـرى
إخـواني
ما أشرف الأوقات وقد ضيعتموها
وما أجهل النفوس وقد أطعتموها
وما أدق السؤال عن الأموال فانظروا كيف جمعتموها
وما أحفظ الصحف للأعمال فتدبروا ما أودعتموها
قبـل الرحيـل عن قليـل
والمناقشة عن النقير والفتيـل
قبل أن تنزلوا بطون اللحـود
وتصيروا طعاماً للدود
في بيتٍ بابه مسـدود
ولو قيـل فيه للعـاصي :
ماذا تختـار ؟
لقـال :
أعود ولا أعـود



أين أهل الديار مـن قـوم نـوح


ثـم عـاد مـن بعدهـم وثمـودُ


بينما القوم في النمارق والإستبرقِ


أفضت إلـى التـراب الخـدودُ


وصحيحٍ أضحى يعـودُ مريضـاً


وهو أدني للمـوت ممـن يعـودُ




[ كتاب : ( الكبائر ) للذهبي ]


يـتـبـع
.
.
.






رد مع اقتباس
قديم 14-07-12, 10:41 pm   رقم المشاركة : 8
لاتنس ذكرالله
عضو





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : لاتنس ذكرالله غير متواجد حالياً

الـمـجـلـس الـسـابـع

*
*


حـقـيـقـة الـتـقـوى
سأل أمير المؤمنين عمر بن الخطـاب - رضي الله عنه -
الصحابي الجليل أٌبي بن كعب - رضي الله عنه -
عن حقيقة التقـوى
فقـال أُبي : يا أمير المؤمنين :
هل أخذت طريقاً ذا شـوك ؟
قال : نعـم
فقال أُبي : فما عملت فيه يا أمير المؤمنين
قال : تشمرت وحذرت
قال أُبي : فتلك هي القـوى
[ كتاب : ( الجامع لأحكام القرآن ) للقرطبي الأندلسي ( 162/1 ) ]

*
*


جـواب مُـسـكِـت
قال رجـل من اليهـود
لـ على بن أبي طالب - رضي الله عنه - :
عجباً لكم أيها المسلمون
ما دفنتم نبيكم حتى قالت الأنصار : منا أمير ومنكم أمير
فقال له علي : وأنتم يا معشـر اليهود
ما جفّت أقدامك من ماء البحر
حتى قلتم : ( اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ )
[ الأعراف : 138 ]
[ كتاب : ( الأذكياء ) لابن الجوزي ]

*
*


الـحـيـاة الـطـيـبـة
قال بن القيم - رحمه الله - :
وأيُّ حياةٍ أطيب من حياة من اجتمعت همومه كلها
وصـارت هماً واحداً في مرضـاة الله تعالى
ولم يتشعب قلبـه
بل أقبل على الله واجتمعت إرادته وأفكـاره
التي كانت منقسـمه بكل وادٍ منها شعبة على الله تعالى
فصار ذكره لمحبوبه الأعلى
وحبه والشـوق إلى لقـائه والأنس بقربه
هو المستـولي عليه
وعليه تـدور همـومه وإرادته وقُصُوده بكل خطرات قلبـه
فإن سكت سكتَ بالله
وإن نطق نطقَ بالله
وإن سمع فبه يسمع
وإن أبصر فبه يُبصر
وبه يبطش
وبه يمشي
وبه يتحرك
وبه يسكن
وبه يحيا
وبه يموت
وبه يُبعث
[ كتاب : ( الجواب الكافي ) لابن القيم ]

*
*


وصـيـة غـالـيـة
قال رجلٌ لـ سفيان الثوري - رحمه الله - :
أوصـنـي
فقال سفيان : اعمـل للدنيا بقدر بقائك فيها
واعمـل للآخرة بقدر دوامك فيها
والسـلام
[ كتاب : ( وفيات الأعيان ) لابن خلكان ( 387/2 ) ]

*
*


امـقُـت نـفـسـك لـلـه
قال ابوالدرداء - رضي الله عنه - :
لا يفقه الرجل كل الفقه
حتى يمقت الناس في جنب الله
ثـم يرجـع إلى نفسـه
فيكـون لهـا أشـد مقتـاً

وقال محمد بن واسع - رحمه الله - :
لو كـان للذنـوب ريـح
ما قـدر أحـدٌ أن يجلـس إلـيَّ
[ كتاب : ( محاسبة النفس ) لابن أبي الدنيا ]

*
*


مـوعـظـه وذكـرى
أخي
يا أسير الهـوى فما يستطيع له فكـاكاً
يا غـافلاً عن التلف وقد أدركه إدراكاً
يا مغـروراً بسـلامته وقد نصب له الموت أشراكاً
تفكر في ارتحالك وأنت على حالك
فإن لم تبـكِ فتباكـى
يا من يغتـر بالأماني والآمال والكواذب
ويبارز ربـه بالقبائح وما يدري من يُحـارب
يا حاضـر البـدن غير أن القلب غـائـب
أرضيت أن تفوتك الخيرات والرغائب
يا من عمره يفنى في ممره ويسري كالنجائب
يا من شاب وما تـاب هـذا مِن العجائب
يا عجبـاً كيف نام المطلوب وما غفل الطالـب
[ كتاب : ( الكبائر ) للذهبي ]


يـتـبـع
.
.
.







رد مع اقتباس
قديم 14-07-12, 10:42 pm   رقم المشاركة : 9
لاتنس ذكرالله
عضو





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : لاتنس ذكرالله غير متواجد حالياً

الـمـجـلـس الـثـامـن

*
*

حـقـيـقـة الـدنـيـا
قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -
يصف الدنيا :
أولهـا عناء وآخرها فناء
حلالها حساب
وحرامها عقاب
من صحَّ فيها أمِـن
ومن مـرض فيها نـدم
ومن استغنى فيها افتتن
ومن افتقر فيها حـزن
ومن ساعاها ( أي : سابقها ) فاتته
ومن قعـد عنها آتته
ومن نظر إليها أعمته
ومن اعتبر بها بصّرته
[ كتاب : ( أدب الدنيا والدين ) للماوردي ]

*
*

نـصـيـحـة وتـذكـيـر
قال الفضل بن الربيـع - رحمه الله -
حججت مع الخليفة الرشيـد - رحمه الله - ذات عام
فمررنا بالكـوفة
فإذا فيها بـهـلـول - رحمه الله - يتكلـم
فلمـا حاذاه الهـودج
قال ناصحاً لأمير المؤمنين :



وهب أن قد ملكتَ الأرض طُرا


ودان لــك العـبـاد فـكـان مــاذا


أليس غداً مصيرك جـوف قبـرٍ


ويحثـو الـتـراب هــذا ثــم هــذا




فقال الرشيد : أجدت يا بهلول أفغيـره ؟
فقال بهلول : نعم يا أمير المؤمنين
من رزقه الله مالاً وجمالاً
وواسى في ماله
كُتب في ديوان الله من الأبرار
قال الربيع :
فظنَّ الرشيد أنه يريد منه شيئاً من المـال
فقال الرشيد : إنا قد أمرنا بقضاء دينك
فقال بهلول : لا تفعل يا أمير المؤمنين
لا يُقضى دينٌ بدين اردد الحق إلى أهله واقضِ دين نفسك عن نفسك
فقال الرشيـد : إنا قد أمرنا أن يُجرى عليك رزقٌ تقتات به
فقال بهلول : لا تفعل يا أمير المؤمنين
فإنه سبحانه لا يعطيك وينساني
ها أنا ذا قد عشتُ لم تُجرِ عليَّ رزقنـاً
انصرف لا حاجة لي في مالك
فقال الرشيد : هذه ألـف دينار خذهـا
فقال بهلول : ارددها على أصحابها
فهو خيرٌ لك
وما أصنع أنا بها يا أمير المؤمنين
ثم إنصـرف الرشيـد
[ كتاب : ( البداية والنهاية ) لابن كثير ( 10/200 ) ]

*
*

يـادنـيـا اسـمـعـي
قال الأستاذ وليد الأعظمي - رحمه الله - :



شـريـعـة الله لــلإصــلاح عــنــوانُ


وكل شيءٍ سوى الإسـلام خسـرانُ


لمـا تركنـا الهـدى حلّـت بـنـا مـحـنٌ


وهــاج للظـلـم والإفـســاد طـوفــانُ


تاريخـنـا مــن رســـول الله مـبــدؤهُ


ومــا عـــداهُ فـــلا عِـــزٌّ ولا شـــانُ


مـحـمــد أنــقــذ الـدنــيــا بـدعــوتــهِ


ومـــن هُـــداهُ لـنــا روحٌ وريـحــانُ


لا خيرَ في العيش إنْ كانت مواطننا


نهبـاً بأيـدي الأعـادي أينـمـا كـانـوا


لا خيرَ في العيش إنْ كانت عقيدتنـا


أضحـى يُزاحمـهـا كـفـرٌ وعصـيـانُ


ها قـد تداعـى علينـا الكفـر أجمعـهُ


كمـا تداعـى علـى الأغـنـام ذؤبــانُ




[ ديوان ( أغاني المعركة ) للأستاذ وليد الأعظمي ]

*
*

الـغـيـرة عـلـى مـحـارم الـلّـه
قال بن القيـم - رحمه الله - :
فمحبُّ الله ورسوله - عليه الصلاة والسلام -
يغــار لله ولرسـوله - عليه الصـلاة والسلام -
على قدر محبته وإجـلاله
وإذا خـلا قلبه من الغيـرة لله ولـرسوله فهـو
من المحبـة أخـلـى
وإن زعم أنه من المحبـيـن
والدين كله تحت هـذه الغيـرة
فأقـوى الناس دِيناً أعظمهم غيـرةً
وإذا ترحلّت هذه الغيرة من القلب
وترحلّت منه المحبة
بـل ترحّل منه الديـن
وإن بقيت فيه آثاره
وهذه الغيرة هـي أصل الجهـاد والأمر بالمعروف والنهـي عن المنكـر
وهي الحاملة على ذلـك
فإن خلّت من القلب لم يجاهد
ولم يأمر بالمعروف
ولم بنهى عن المنكر
ولذلك جعـل الله تعالى عـلامة محبته ومحبوبيته الـجـهـاد
[ كتاب : ( روضة المحبين ) لابن القيـم ]

*
*

احـذر هـذه الأربـع
قال العبد الصلح محمد بن واسـع - رحمه الله - :
أربع يُمتن القلب :
الذنب على الذنب
وكثرة جمـاع النساء
وملاحاة ( أي : مجادلة ) الأحمـق تقول له ويقول لك
ومجالسة المـوتى
قـيـل : وما مجالسة المـوتى ؟
فقال : مجالسة كل غني مُترف وسلطان جائر
[ كتاب : ( حلية الأولياء ) لأبي نعيم ( 2/351 ) ]

*
*

مـوعـظـه وذكـرى
إخـواني
أين الذين كنزوا الكنوز وجمعوا ؟
وشيدوا من البيوت ورفعوا
وثَملوا من الشهوات وشبعوا
وأملوا البقاء فما نالوا فيها ما طمعـوا
وفنت أعمارهم بما غُرُّوا به وخّدعوا
نصب لهم شيطانهم أشراك الهوى فوقعوا
وجاءهم ملك الموت فذلوا وخضعوا
وأخرجهم من دياهم فلا والله ما رجعـوا
فهم مفترقون في القبور
فإذا نُفخ في الصور اجتمعوا
فوقفوا في أرض المحشر ولكلام الجبار سمعوا
ثم أُدخلوا ناراً كلما أرادوا الخروج منها قُمعـوا
وكلمـا نادوا واستغاثوا
قيـل لهم : اخسـأوا وارتدعـوا
[ كتاب : ( الكبائر ) للذهبي ( بتصرف ) ]



يـتـبـع
.
.
.






رد مع اقتباس
قديم 14-07-12, 10:44 pm   رقم المشاركة : 10
لاتنس ذكرالله
عضو





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : لاتنس ذكرالله غير متواجد حالياً

الـمـجـلـس الـتـاسـع

*
*

كـلـمـات مـن نـور
قال جعفر بن محمد - رحمه الله - :
الصلاة قربـان كل تقي
والحج جهاد كل ضعيف
وزكاة البـدن الصيام
والداعي بلا عمـل كالرامي بلا وتر


واستنزلوا الرزق بالصـدقة
وحصنوا أموالكم بالزكـاة
وما عالَ ( أي : افتقر ) من اقتصـد ( أي : في النفقه )
والتدبير نصف العيش
والتودد نصف العقـل
وقلة العيال أحد اليسارين
ومن أحزن والديه فقد عقهما
والصنيعة لا تكون صنيعة إلا عند ذي حسب ودين
والله تعالى مُنزل الصبر على قدر المصيبة
ومُنزل الرزق على قدر المؤونة
ومن قدَّر معيشته ( أي : اقتصد فيها ) رزقه الله
ومن بذّر معيشته حرمـه الله
[ كتاب : ( حلية الأولياء ) لأبي نعيم ( 3/194 ) ]

*
*

مـحـبـة الـصـالـحـيـن
قال بن المنـكدر لـ أبي حـازم - رحمهما الله تعالى - :
يا أبا حـازم : ما أكثر من يلقـاني فيدعو لي بخير
وأنا لا أعرفهم ولا رأيتهم من قبـل
ولا صنعت إليهم معروفاً قـط
فقال له أبوحـازم : لا تظـنَّ أن ذلك من عملك
ولكـن انظر الذي ذلك مِن عنده وبسببه فاشكره حق شكره
وقرأ الـرواوي :
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا )
[ مريم : 96 ]
[ كتاب : ( حلية الأولياء ) لابي نعيم ( 3/194 ) ]

*
*

اقـرءوا الـقـرآن
قال بن القيم - رحمه الله -
مبيناً لذة وحلاوة تلاوة كتاب الله عزَّ وجلَّ :
فـلا شيء أنفع للقلب من قرأة القرآن بالتدبر والتفكر
فإنه جامع لجميع منازل السـائرين
وأحوال العاملين
ومقامات العارفين
وهو الذي يُورث المحبة والشوق والخوف والرجاء
والإنابة والتوكل والرضا والتفويض
والشكر والصبر
وسـائر الأحوال التي بها حياة القلب وكـماله
وكذلك يزجـر عن جميع الصفات والأفعال المذمومة
التي بها فسـاد القلب وهـلاكه
فلو عـلـم الناس ما في قرأة القـرآن بالتدبر
لاشتغلوا بها عن كل مـا سواها
فإذا قرأهُ بتفكر حتى إذا مرّ بآية هو محتاجٌ إليها في شفاء قلبه
كررها ولو مـائة مرةٍ ولو ليـلة
فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تفكر وتفهم
وأنفع للقلب وأدعـى إلى حصـول الإيمـان
وذوق حـلاوة القرآن
وهذه كانت عـادة السلف يردد أحدهم الآية إلى الصبـاح
قال الحسـن البصـري - رحمه الله - :
أُنزل القرآن ليُعمـل به
فاتخـذوا تلاوتـه عمـلاً
[ عن كتاب : ( مفتاح دار السعادة ) لابن القيم ( 1/187 ) ]

*
*

أنـيـن تـائـب
قال الشاعر مناجاً مولاه تعالى :



أيا من ليس لي منه مجيرُ


بعفوك من عذابك استجيرُ


أنـا العبـد المقـرُّ بكـلّ ذنـبٍ


وأنت السيّد الصمد الغفورُ


فإن عذّبتني فبسـوء فعلـي


وأن تغفـر فأنـتَ بـه جديـرُ


أفـرُّ إليكـم منـك وأيــن إلاّ


إليـك يفـرّ منـك المستجيـرُ




[ نقلاً عن : ( ديوان ابونواس ) ]

*
*

مـوعـظـه وذكـرى
أخـي
ياقليل الزاد والطـريق بعيـد
يا مقبلاً على ما يضره وتاركاً لما يفيـد
أتُراك يخفى عليك الأمر الرشيد
إلى متى تضيع الزمـان وهو يُحصى برقيبٍ وعتيد ؟
إلى متى تميل عن النهـج السـديد ؟
حتى متى تبارز بالذنوب اللطيف المجيـد ؟
إلى متى تعصي ربك وهو عليك شهيد ؟
ألـم يأنِ أن تتوب وتبدأ الصفحـة من جـديد ؟

إخواني
أين الأقران والأخوان ؟
أين من شيّد الإيوان ؟
أين من سكنـوا القصور وعالي البنيان ؟
أين من تكاثروا في الأموال والنسـوان والولدان ؟
أين من شربوا في فاخر الأباريق والكيزان ؟
رحـلـوا والله عن الأوطـان
ومُزقت في اللحود تلك الأكفـان
وجاوروا في القبور الهـوام والديـدان
وصـاروا بأوحش محلٍ وأضيق مكـان
هتف نذيرهم بأهـل العرفان ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ )
أما الليـالي والأيـام تهدم الآجـال
أما مـآل المقيـم في الدنيـا إلى زوال
أما آخـر الصحـة يؤول إلى الأعتـلال
أما بانت لكم العبر وضربت لكم الأمثـال ؟
[ كتاب : ( الكبائر ) للذهبي ( بتصرف ) ]



يـتـبـع
.
.
.






رد مع اقتباس
قديم 14-07-12, 10:45 pm   رقم المشاركة : 11
لاتنس ذكرالله
عضو





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : لاتنس ذكرالله غير متواجد حالياً

الـمـجـلـس الـعـاشـر



*
*

أهـل الـكـهـف
قال الشاعر :



أمـا والله لـو علـمَ الأنـامُ


لما خُلقوا لهُ لما هجعوا وناموا


لقد خُلقوا لمـا لـو أبصرتـه


عيونُ قلوبهم ساحوا وهامـوا


مماتٌ ثـم قبـرٌ ثـم حشـرٌ


ثم نشرٌ وتوبيخٌ وأهوال عِظامُ


لخوف الحشر قد علمتْ أُناس


فصلُّوا مِن مخافتـه وصامـوا


ونحـنُ إذا أُمرنـا أو نُهيـنـا


كأهـل الكهـف أيقـاظٌ نيـامُ




[ عن كتاب : ( لطائف المعارف ) لابن رجب ]

*
*

مـجـاهـدة الـنـفـس
قال بن القيـم - رحمه الله - :
ما ابتلى الله سبحانه عبده المؤمن بمحبة الشهوات والمعاصي وميل نفسه إليها
إلا ليسوقه بها إلى محبة ما هو أفضل منها وخير له وأنفع وأدوم
وليجاهد نفسه على تركها له سبحانه
فتورثه تلك المجاهدة الوصول إلى المحبوب الأعلـى
فكلما نازعته نفسه إلى تلك الشهوات واشتدت إرادته لها وتشوقه إليها
صـرف ذلك الشوق والإرادة والمحبة
إلى النـوع العالي الدائـم
فكان طلبه له أشد وحرصه عليه أتـم
ألا ترى أن من مشى إلى محبوبه على الجمـر والشوك
أعظم ممن مشى إليه راكباً على النجائـب ( أي : خيار الأبل )
فليس من آثر محبوبه مع منازعة نفسـه
كمـن آثره مع عـدم منازعتها إلى غيره
فهو سبحانه يبتلي عبده بالشهـوات
إما حجاباً له عنه
أو حاجباً له يوصله إلى رضـاه وقربه وكرامتـه
[ كتاب : ( الفوائد ) لابن القيم ]

*
*

وعـيـن غـضـت عـن مـحـارم الـلّـه
خرج العبد الصالح سليمان بن يسار - رحمه الله - من بلدته مسافراً
ومعه رفيق ٌ له
فنطلقوا حتى نزلوا بمنطقة الأبــواء
فقام رفيقه فأخذ السفرة وانطلق إلى السوق ليشتري لهم طعاماً
وقعد سليمان ينتظره
وكان سليمان بن يسار وسيماً قسيماً من أجمل الناس وجهاً
وأورعهم عن محارم الله
فبصُرت ْ به اعرابيه من أهل الجبل
فلما رأت حسنه وجماله انحدرت إليه وعليها البرقع
فجاءت فوقفت بين يديه فأسفرت عن وجه ٍ لها كأنه فلقة قمرٍ ليلة التمام
ثم قالت : هـَبـنـي !
فغض بصره ُ عنها وظن أنها فقيرة ً محتاجة ً تريد الطعام
فقام لـُيعطيها من بعض الطعام الموجـود لديه
فلما رأت ذلك قالت : لست ُ أريد هذا الطعام
إنما أريد ما يكون بين الرجل وزوجته
فتغير وجــه سليمان وتمعر
وصاح فيها قـائلا ً : لقد جهزكِ إلي َّ إبليس
ثم غطى وجهه بكفيه ودس راسه بين ركبتيه وأخذ في البكـاء والنحيب
فلما رأت تلك المرأه الحسناء أنه لا ينظر إليها
سدلت البرقـع على وجهها وانصرفت ورجعت إلى خيمتها
وبعد فترة ٍ جـاء رفيقه وقد اشترى لهم الطعام
فلما رآى سليمان وقد انتفخت عيناه من شدة البكاء وانقطع صوته
قـال له : مـا يبكيك ؟
قال سليمان : خير ذكرت صبيتي وأطفالي
فقال رفيقه : لا .. إن لك قصة ً إنما عهدك بأطفالك منذ ثلاث ٍ أو نحوهـا
فلم يزل به رفيقه حتى أخبره بقصة المرأه معه
فوضع رفيقه السفرة وجعل يبكي بكـاء ً شديداً
فقال له سليمان : وأنت ما يبكيك ؟
فقال رفيقه : أنا أحق بالبكاء منك
قـال سليمان : ولـــم َ ؟
قال : لأني أخشى أن لو كنت مكانك لما صبرت ُ عنها
فـأخـذ سليمان ورفيقه يبكيـان
ولما أنتهى سليمان إلى مكة وطاف وسعى
أتى الى الحجر واحتبى بثوبه فنعس ونام نومة ً خفيفة ً
فرأى في المنام رجلا ً وسيما ً جميلا ً طوالاً له هيبة ٌ وحسنة ٌ ورائحة ٌ طيبة ٌ
فقال له سليمان : من أنت يرحمك الله ؟
فقال الرجل : أنـا يوسف النبي الصديق ابن يعقوب
قال سليمان : إن في خبرك وخبر امـرأة العزيز لشأنـا ً عجيبا ً
فقال له يوسف - عليه السلام - : بل شـأنك وشـأن الأعـرابيه أعـجـب
[ كتاب : ( حلية الأولياء ) لابي نعيم ( 2/191 ) ]

*
*

الـحـذر الـحـذر
قال ابن الجوزي - رحمه الله -
محذراً من الذنوب وعواقبها :
الحذر الحذر من المعاصي
فإنها سيئة العواقب
والحذر الحذر من الذنوب خصوصاً ذنوب الخلوات
فإن المبارزة لله تعالى تُسقط العبد من عينه سبحانه
ولا ينال لـذة المعاصي إلا دائم الغفلة
فأما المؤمن اليقظان فإنه لا يلتذ بها
لأنه عند إلتذاذه يقف بإزائه علمه بتجرعها
وحذره من عقوبتها
فإن قويت معرفته رأى بعين علمـه قربَ الناهي - سبحانه وتعالى -
فيتنغص عيشه في حـال إلتذاذه
فإن غلبـه سُكر الهوى كان القلب متنغصاً بهذه المراقبات
وإن كان الطبع في شهوته فما هي إلا لحظـة
ثم خزيٌ دائـم وندمٌ مـلازم
وبكـاء متواصل
وآسفٌ على ما كـان
مع طول الزمـان
حتى أنه لو تيقن العفـو
وقف بإزائه حذر العتـاب
فــأف للذنــوب
ما أقبـح آثـارها
وأسوأ أخبارها
ولا كانت شهوةٌ لا تنال إلا بمقدار قوة الغفلة
[ كتاب : ( صيد الخاطر ) لا بن الجوزي ]

*
*

نـبـكـي عـلـى الـدنـيـا
قال المتنبي - رحمه الله - :



نبكي على الدنيا وما من معشرٍ


جمعتهم الدنيـا فلـم يتفرقـوا


أين الأكاسرة الجبابرة والأٌلـى


كنزوا الكنوز فما بقين ولا بقوا


خُرسٌ إذا نُودوا كأن لم يعلموا


إنَّ الكلام لهم حـلال مطلـق




[ عن : ( ديوان المتنبي ) ]

*
*

مـوعـظـه وذكـرى
أخـي
يا قليل الصبر عن اللهو والعبث
يا من كلمـا عاهـد غدر ونكث
ويا مغيراً بساحر الهوى كلما نفث
تا الله لقد بُولغ في توبيخه وما بالى ولا اكترث
وبُعث إليه النذير ولا يدري من العبث من بعث
سيندمُ من للقبيح حرث
سيبكي زمان الهوى حين الظمأ عن اللهث
سيعرف خبره العاصي إذا حلَّ الحدث
سيرى إذا ناقش المسائـل وبحث
سيقرع سنَّ الندم إذا نادى ولم يعث
عجبـاً لجـاهلٍ بـاع تعذيب النفوس براحات الجثث
[ كتاب : ( التبصرة ) لابن الجوزي ( 1/195 ) ]



يـتـبـع
.
.
.






رد مع اقتباس
قديم 14-07-12, 10:46 pm   رقم المشاركة : 12
لاتنس ذكرالله
عضو





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : لاتنس ذكرالله غير متواجد حالياً

الـمـجـلـس الـحـادي عـشـر


*
*


مـنـاجـاة
قام بعض الصالحين
يصـلي من الليل ويناجي ربه تعالى
فكان مما قال في مناجته :
سيدي
قصدك عبدٌ روحه لديك
وقياده بيديك
واشتياقه إليـك
وحسراته عليك
ليله أرقٌ
ونهاره قلق ٌ
ودموعه تستبق شوقاً إلى رؤويتك وحنيناً إلى لقائك
ليس له راحة دونك
ولا أمـل غيرك
[ كتاب : ( استنشاق نسيم الأنيس ) لا بن رجب ]

*
*


قـتـيـل الـنـّار
عن منصور بن عمار - رحمه الله - قال :
حججت حجةً
فنزلت سكةً من سكك الكوفة
فخرجتُ في ليلةٍ مظلمةٍ
فإذا بصـارخٍ يصرخ في جوف الليل وهو يقول ويبكي :
إلهي
وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك
وقد عصيتك إذ عصيتك وما أنا بنكالك جاهلٌ
ولكـن خطيئةٌ عرضت لي
أعانني عليها شقائي
وغرني سترك المرخى عليَّ
وقد عصيتك بجهدي
وخالفتك بجهلي
ولك الحجة عليَّ
فالآن :
من عذابك من يستنقذني ؟
وبحبل من أتصل إذا قطعت حبلك منـي ؟
وآ شباباه وآ شباباه
فلمـا فرغ من قوله
تلـوت الآية الكريمة :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )
[ لبتحريم : 6 ]
فسمعتُ حركـة شـديدة
ثم لم أسمـع بعدها حِساً ولاصوتاً
فمضيت لسبيلي
فلمـا كان من الغـد
إذا بجنازة قد وضعت
وإذا بعجوز كبيرة واقفة عندها
فسألتها عن أمر الميت فقـالت : هذا ابني
وقد مرَّ به رجل البارحة
فتـلا آية من كتاب الله
فلمـا سمعها ابني تفطرت مرارته فوقـع ميتـاً
[ كتاب : ( التوابين ) لابن قدامة المقدسي ]

*
*


الأنـس بـالـلّـه
قال ابن رجب الحنبلي - رحمه الله - :
أعلى الدرجات أن تنقطع إلى ربـك
وتستأنس إليه بقلبك وعقلك وجميع جوارحـك
حتى لا ترجو إلا ربك
ولا تخاف إلا من ذنبك
وترسخ محبته في قلبك
حتى لا تـُؤثر عليها شيئاً
فإذا كنت كذلك لم تُبال ِ في برٍّ كنت أم في بحر
أو في سهلٍ أو في جبل
وكان شوقك إلى لقاء الحبيب سبحانه شـوق الظـمآن للماء البارد
ويكون ذكر الله عندك أحلى من العـسـل
والمحب لا يجد مع حب الله عزّ وجلّ للدنيا لذة ً
ولا يغفل عن ذكر الله طرفة عين
[ كتاب : ( استنشاق نسيم الأنس ) لابن رجب ]

*
*


لـمـن أُزوجـهـا
قال رجل لـ الحسن البصري - رحمه الله -
إن عندي بـنـتـاً قد بلغت سـن الزواج
وقد خطبها مني ناسٌ كثير
فممن أُزوجها ؟
فقال الحسن :
زوجها ممن يخاف الله تعالى ويتقيه
فإنه إن أحبها أكرمها
وإن ابغضها لم يظلمها
[ كتاب : ( عيون الأخبار ) لابن قتيبة ( 9/17 ) ]

*
*


زوجـه عـاقـلـة
أراد بعض الصالحين أن يتزوج امرأة
فوافقت عليه
فلما عزما على إجراء عقـد النكاح
قال لها الرجـل :
ولكن فيَّ عيب واحداً
إنني سيء الخُلق إذا غضبت
فقالت له بلسان العقل والحكمة :
أسوأ منك من أحوجك إلى الغضب
فقال لها على الفور :
أنتِ امرأتي
لا أُريد سواكِ
[ عن كتاب : ( الأذكياء ) لا بن الجوزي ( بتصرف ) ]

*
*


مـوعـظـه وذكـرى
أخـي
متى تظهر عليك سيما المتقيـن ؟
متى تترقى إلى مقام السابقين ؟
متى ستسير على درب الصالحين ؟
متى سترحل عن جحيم المذنبين ؟
متى ستُنيخ ركائبك بوادي التائبين ؟
متى ستقوم في الليل مع المتهجدين ؟
متى ستقرع بدموعك أبواب ارحم الراحمين ؟
متى ستصلي صـلاة الخاشعين ؟
متى ستقرأ القرآن قراءة المتدبرين ؟
حتـامَ أنت في لهـوٍ وسهوٍ مع الغافلين
كأني بك تذكر قـولي وقد عرق الجبين
وخابت الآمال وعبثت الشمال باليمين
وبرق البصـر وجاء الحق اليقين
ولا تنفع الأنتباة حينئذٍ يا مسكيـن !
[ كتاب : ( التبصرة ) لابن الجوزي ( 1/463 ) ( بتصرف ) ]



يـتـبـع
.
.
.







رد مع اقتباس
قديم 14-07-12, 10:47 pm   رقم المشاركة : 13
لاتنس ذكرالله
عضو





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : لاتنس ذكرالله غير متواجد حالياً

الـمـجـلـس الـثـانـي عـشـر


*
*

كـلـمـات مـن نـور
قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - :
من أصلح سريرته .. أصلح الله علانيته
ومن عمل لدينه .. كفاه الله أمر دنياه
ومن أحسن فيما بينه وبين الله .. أحسن الله فيما بينه وبين الناس
[ كتاب : ( نهج البلاغة ) المنسوب لعلي بن أبي طالب ]

*
*

تـفـكـروا في مـخـلـوقـات الـلّـه
لما مات الحسن بن هانئ الأندلسي - رحمه الله -
رآه بعض أصحابه في المنام
فقالوا له : ما فعل الله بك ؟
فقال : غفر لي بأبيات قلتها في وصف النرجس



تفكر في نبات الأرض وانظر


إلى آثار ما صنـع المليـكُ


عيونٌ من لُجينٍ شاخصاتٌ


بأبصارٍ هي الذهب السبيـكُ


على قُضُب الزبرجد شاهداتٍ


بأن الله ليس لـهُ شريـكُ




[ كتاب : ( البداية والنهاية ) لابن كثير الدمشقي ( 10/235 ) ]

*
*

انـكـسـار الـقـلـب لـلّـه
قال بن القيـم - رحمه الله -
وهو يتحدث عن انكسار القلب وخضوعه لله تعالى :
ليس شيء أحب إلى الله تعالى من هذه الكَسرَة والخضوع والتذلل
والإخبات والانطراح بين يديه سبحانه
والأستسلام له تعالى
فما أقرب الجبر من هذا القلب المكسور
وما أدنى النصر والرحمة والرزق منه
وأحب القلوب إلى الله تعالى :
قلبٌ قد تمكنت منه هذه الكَسرة
وملكتهُ هذه الذلَه
وهذه الذلة والكسرة الخاصة تدخله على الله تعالى
وترميه على طريق الجنة
فيُفتحُ له منها بابٌ لايُفتحُ له من غير هذه الطريق
وإن كانت سائر الأعمال والطاعات تفتح للعبد أبواباً من المحبة
لكـن الذي يُفتحُ منها من طريق الـذل والأنكسار والأفتقار وإزدراء النفس
ورؤيتها ( أي : بالنسبة لحق الله تعالى ) بعين الضعف والعجز والعيب والنقص والذم
نوعٌ آخر وفـتـح آخر
والسالك بهذه الطريق غـريـبٌ عن النــاس
[ كتاب : ( تهذيب مدارج السالكين ) لابن القيم ( بتصرف ) ]

*
*

الـسـلامـة مـن الـنـاس
لم قدم حاتم الأصم على الإمام أحمد - رحمهما الله -
سأله الإمام أحمد :
يا حاتم : كيف السلامة من الناس ( أي : من أذاهم )
فقال حاتم :
بثلاتة أشياء :
تُعطيهم من مالك ولا تأخذ من أموالهم
وتقضي لهم حقوقهم ولا نطالبهم بحقوقك
وتصبر على أذاهم ولا تؤذيهم
[ كتاب : ( الشهاب الثاقب في ذم الخليل والصاحب ) لجلال الدين السيوطي ]

*
*

أيـن الـصـديـق
قـيـل لأعرابي :
كيف أُنسك بالصـديق ؟
فقال : وأين الصـديق ؟
بل أين الشبيه به ؟
بل أين الشبيه بالشبيه بالصديق ؟
والله ما يٌوقد نار الضغائن إلا الذين يدعون الصداقة ويبذلون النصيحة
وهم أعداء في مسواك ( أي : جلود ) الأصـدقاء
[ كتاب : ( الشهاب الثاقب في ذم الخليل والصاحب ) لجلال الدين السيوطي ]

*
*

مـوعـظـه وذكـرى
أخـي
أقبل على قبلة التوجه إلى مولاك
وأعرض عن مواصلة غيّك وهواك
وواصل بقية العمر بوظائف الطاعات
والمسابقة إلى الباقيات الصالحات
وغُض البصر عن المحـرمات
واصبر على ترك عاجل الشهوات
فالفـرار أيها المكلف كل الفرار من مواصلة الجرائم والأوزار
والحذر الحذر من معصية القوي القهـار
فالصبر على الطاعة في الدنيا
أيسر من الصبر على النار
[ كتاب : ( بحر الدموع ) لابن الجوزي ]



يـتـبـع
.
.
.






رد مع اقتباس
قديم 14-07-12, 10:48 pm   رقم المشاركة : 14
لاتنس ذكرالله
عضو





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : لاتنس ذكرالله غير متواجد حالياً

الـمـجـلـس الـثـالـث عـشـر


*
*

مـن روائـع الـدعـاء
قال سعيد بن المسيب - رحمه الله - :
سمعتُ من يدعو بهـذا الدعاء :
اللهمَّ إني أسألك عملاً باراً
ورزقاً داراً
وعيشاً قاراً
فدعـوتُ به فما وجدتُ إلا خيراً

ودعت أعرابيةٌ بالموقف يوم عرفة فقالت :
اللهمَّ أسألك سترك الذي لا تُزيله الرياح ولاتخرقه الرماح

وقال الثـوري - رحمه الله -
كان من دعاء السلف :
اللهمَّ زهدنا في الدنيا
ووسع علينا فيها
ولا تزوها عنا
ولا تُرغبنا فيها

وقيل لأعرابي :
أتحسنُ أن تدعو ربك ؟
فقال : نعـم
ثم قال :
اللهمَّ إنك أعطيتنا الإسلام من غير أن نسألك
فلا تحرمنا الجنة ونحن نسألك

ودعا عبدالسلام بن مطيع - رحمه الله - فقال :
اللهمَّ إكنت بلّغت أحداً من عبادك الصالحين درجةً ببلاء
فبلّغنيها بالعـافية

ودعا العبد الصالح فتح الموصلي - رحمه الله - فقال :
اللهمَّ هبنا عطاءك ولا تكشف عنا غطاءك
[ كتاب : ( المستطرف ) للأبهيشي ( 2/278 ) ]

*
*

مـن وصـايـا الـصـالـحـيـن
أوصى الشـافعي تلميذة الربيع بن سليمان - رحمهما الله - فقال له :
يا ربيع رضا الناس غاية لا تدرك
فعليـك بما يُصلحك فالزمه
فإنه لا سبيل إلى رضاهم
واعلم أن من تعلم القرآن جلَّ في عيون الناس
ومن تعلم النحو هِيب
ومن تعلم العربية رقَّ طبعه
ومن تعلم الحساب جَزُلَ رأيه
ومن تعلم الفقه نَبُلَ قدره
ومن لم يُهذّب نفسه لم ينفعه علمه
ومـلاك ذلك كله الـتـقـوى
[ كتاب : ( حلية الأولياء ) لأبي نعيم ( 9/123 ) ]

*
*

يـاخـاطـب الـحـور الـحـسـان
قال بن القيم - رحمه الله -
في قصيدته الميمية :



فيا خاطب الحسناء إن كنتَ باغياً


فهذا زمانُ المهر فهـوَ المقـدّمُ


وكن مُبغضاً للخائنـاتِ لُحبَهـا


فتحظى بها مِن دونهـنَّ وتنعـمُ


وكن أيمَاً ممن سواهـا فإنهـا


لمثلكَ في جنـاتِ عـدنٍ تأيـمُ


وصم يومكَ الأدنى لعلك في غدٍ


تفوزُ بعيد الفطر والناس صُـومُ


وأقدم ولا تقنع بعيـشٍ مُنغـصٍ


فما فاز باللذاتِ من ليس يُقـدمُ




[ ديوان : ( القصيدة الميمية ) لا بن القيم ]

*
*

ازهـد فـي الـدنـيـا
قال بن القيـم - رحمه الله -
وهو يتحدث عن ثمار الزهد في الدنيا :
فإنه يُفرِّغهُ لعمارة وقته وجمع قلبه على ماهو بصدده
وقطع مواد طمعه التي هي من أفسد شيء للقلب
بـل هي أصل المعاصي والفساد
فالزهـد يقطع مـواده ويفرَّغ البـال ويملأ القلب
ويستحث الجوارح
ويُذهب الوحشة التي بين العبد وبين ريه
ويجلب الأنس به
ويقوي الرغبة في ثوابه
فالزاهـد من أنعم الناس عيشاً
وأقرهم عيناً
وأفرحهم قلباً
فإن الرغبـة في الدنيا تُشتت القلب
وتُبدد الشمل
فهـي عذابٌ حاضر يؤدي إلى عذابٍ منتظر اشد منه
وتفوّت على العبد من النعم أضعاف مايروم تحصليه بالرغبة في الدنيا
[ كتاب : ( عدة الصابرين ) لابن القيم ]

*
*

مـن أدب الـجـوار
قال الشـاعر :



ناري ونار الجار واحـدةً


وإليه قبلي تنـزلُ القِـدرُ


ما ضر لي جاراً أُجـاورهُ


أن يكـون لبابـه ستـرُ


أعمي إذا ما جارتي برزتْ


حتى يُواري جارتي الجِدرُ




[ كتاب : ( آدب الصحبة ) للسلمي ]

*
*

مـوعـظـه وذكـرى
أخــي
صابر ليل البلاء فقد دنا الأجرُ
واثبت لعمل نهار العمر تستوف الأجر
واحبس نفسك عن هواها فسينفعك الحجر
وارجزْ لها فأن لم تسر بالرجز فبالزجر
ما نال من نال إلا بالصبر
وبه عـلا ذكر كل عابدٍ وحَبر
وهو وأن مرَّت مذاقته بانت حلاوته في القبر
أيها النـائم وهو منتبه
المتحير في أمر لا يشتبهُ
يا من قد صـاح به الموت في سلب صاحبه
وهو مغرورٌ بجهله مفتونٌ بلعبه
يا واقفاً مع الهوى والطبع
أأمنتَ شين القلب بالختم والطبـع
[ كتاب : ( التبصرة ) لابن الجوزي ( 1/184 ) ]



يـتـبـع
.
.
.






رد مع اقتباس
قديم 14-07-12, 10:50 pm   رقم المشاركة : 15
لاتنس ذكرالله
عضو





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : لاتنس ذكرالله غير متواجد حالياً

الـمـجـلـس الـرابـع عـشـر


*
*


كـلـمـات من نـور
قال ابن مسعود - رضي الله عنه - :
من الناس من لا يأتي الجمعة إلا دبراً ( أي : في آخر وقتها )
ولا يذكر الله إلا هُجراً
وأعظم الخطايا الكـذب
ومن يستعف يُعفه الله
ومن يكظم الغيظ يأجره الله
ومن يغفر يغفر الله له
ومن يصبر على الرزية ( أي : المصيبة ) يُعقبه الله ( أي : يُخلف الله عليه خيراً )
وشر المكاسب الربا
وشر المآكل مال اليتيم
وإنما يكفي أحدكم ما قنعت به نفسه
وإنما يصير إلى أربع أذرع ( أي : في القبر )
والأمر إلى آخره
ومـلاك العمل خواتمه
وأشرف الموت قتل الشهداء
ومن يستكبر يضعفه الله
ومن يعص الله يُطع الشيطان
[ كتاب : ( الفوائد ) لابن القيم ]

*
*


أيُّ الـرجـلـيـن أنـت
قال عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله - :
أيها الناس :
إن كنتم مؤمنين بالآخرة فأنتم حمقى
( أي : لأنكم توقنون بها ولا تعملون لها ولاتهيئون لها زاداً وهذا عمل المجانين )
وإن كنتم مُكذبين بها فأنتم هلكـى ( أي : هالكين )
ومن لم يعلم أن كلامهُ من عمله كثرت ذنوبه
[ كتاب : ( حلية الأولياء لابي نعيم ( 5/290 ) ]

*
*


قـرّة الـعـيـن في الـصـلاة
قال بن القيم - رحمه الله -
وهو يتحدث عن لذة الخشوع في الصـلاة :
المحب ( أي : لله تعالى ) راحته وقرّةُ عينه في صلاته
والعبد إذا قرّت عينه بشيء واستراح قلبه به
فأشق ما عليه مفارقته له
وهو إذا انصرف من صلاته وجد خفةً من نفسه
وأحس بأثقالٍ قد وُضعت عنه
فوجـد نشاطاً وراحةً وروحاً
حتى يتمنى أنه لم يكن خرج منها
لأنها قرّة عينه ونعيم روحه
وجنة قلبه
ومستراحه في الدنيا
فلا يزال كأنه في سجن وضيق حتى يدخل فيها ( أي : في صلاة أٌخرى )
فيستريح بها
والمحبــون يقولون :
نصلي فنستريح بصلاتنا
كما قال إمامهم وقدوتهم ونبيهم
- عليه الصلاة والسلام -
( يا بلال أرحنا بالصـلاة )
وقال - صلى الله عليه وسلم - :
( جُعلت قرّة عيني في الصلاة )
[ حديث صحيح ]
فمن جُعلت قرّة عينه في الصلاة
كيف تقرُّ عينه بدونها وكيف يُطيق الصبر عنها ؟
[ كتاب : ( الوابل الصيب ) وكتاب : ( رسالة إلى كل مسلم ) لابن القيم ]

*
*


أُمـنـيـات غـالـيـة
قال العبد الصالح محمد بن واسع الأزدي - رحمه الله - :
ما اشتهي من الدنيا إلا ثـلاتةً :
أخاً إن تعوجتُ قوّمني
وقوتاً من الرزق عفواً من غير تبعه ( أي : من غير منه لمخلوق ولا إثم عند الله )
وصلاةً في جماعة
يُرفع عني سهوها ويُكتب لي فضلها
[ كتاب : ( إحياء علوم الدين ) لابي حامد الغزالي ( 1/148 ) ]

*
*


مـوعـظـه وذكـرى
أخــي
يا حايراً لم يؤثر إلا خلافاً
يا واعداً بالتوبة ولم نرَ إلا أخلافاً
متـى ستعمل عدلاً وتورث إنصافاً
أتُصافي الهوى من اليوم إنْ صافى
أما ترى الناس بهذه الدار أضيافاً ؟
أتوقن بالحساب وترمي الفعل جزافاً ؟
أتنسى المـوت وكم قد أقام أسيافاً ؟
أما بقي القليل ثم تلحق أسلافاً ؟
متى تعاملنا بالخير فنضاعفه لك أضعافاً
[ كتاب : ( التبصرة ) لابن الجوزي ( 1/197 ) ]


يـتـبـع
.
.
.







رد مع اقتباس
إضافة رد
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 01:44 am.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة