الـمـجـلـس الـثـامـن
*
*
حـقـيـقـة الـدنـيـا
قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -
يصف الدنيا :
أولهـا عناء وآخرها فناء
حلالها حساب
وحرامها عقاب
من صحَّ فيها أمِـن
ومن مـرض فيها نـدم
ومن استغنى فيها افتتن
ومن افتقر فيها حـزن
ومن ساعاها ( أي : سابقها ) فاتته
ومن قعـد عنها آتته
ومن نظر إليها أعمته
ومن اعتبر بها بصّرته
[ كتاب : ( أدب الدنيا والدين ) للماوردي ]
*
*
نـصـيـحـة وتـذكـيـر
قال الفضل بن الربيـع - رحمه الله -
حججت مع الخليفة الرشيـد - رحمه الله - ذات عام
فمررنا بالكـوفة
فإذا فيها بـهـلـول - رحمه الله - يتكلـم
فلمـا حاذاه الهـودج
قال ناصحاً لأمير المؤمنين :
وهب أن قد ملكتَ الأرض طُرا
ودان لــك العـبـاد فـكـان مــاذا
أليس غداً مصيرك جـوف قبـرٍ
ويحثـو الـتـراب هــذا ثــم هــذا
فقال الرشيد : أجدت يا بهلول أفغيـره ؟
فقال بهلول : نعم يا أمير المؤمنين
من رزقه الله مالاً وجمالاً
وواسى في ماله
كُتب في ديوان الله من الأبرار
قال الربيع :
فظنَّ الرشيد أنه يريد منه شيئاً من المـال
فقال الرشيد : إنا قد أمرنا بقضاء دينك
فقال بهلول : لا تفعل يا أمير المؤمنين
لا يُقضى دينٌ بدين اردد الحق إلى أهله واقضِ دين نفسك عن نفسك
فقال الرشيـد : إنا قد أمرنا أن يُجرى عليك رزقٌ تقتات به
فقال بهلول : لا تفعل يا أمير المؤمنين
فإنه سبحانه لا يعطيك وينساني
ها أنا ذا قد عشتُ لم تُجرِ عليَّ رزقنـاً
انصرف لا حاجة لي في مالك
فقال الرشيد : هذه ألـف دينار خذهـا
فقال بهلول : ارددها على أصحابها
فهو خيرٌ لك
وما أصنع أنا بها يا أمير المؤمنين
ثم إنصـرف الرشيـد
[ كتاب : ( البداية والنهاية ) لابن كثير ( 10/200 ) ]
*
*
يـادنـيـا اسـمـعـي
قال الأستاذ وليد الأعظمي - رحمه الله - :
شـريـعـة الله لــلإصــلاح عــنــوانُ
وكل شيءٍ سوى الإسـلام خسـرانُ
لمـا تركنـا الهـدى حلّـت بـنـا مـحـنٌ
وهــاج للظـلـم والإفـســاد طـوفــانُ
تاريخـنـا مــن رســـول الله مـبــدؤهُ
ومــا عـــداهُ فـــلا عِـــزٌّ ولا شـــانُ
مـحـمــد أنــقــذ الـدنــيــا بـدعــوتــهِ
ومـــن هُـــداهُ لـنــا روحٌ وريـحــانُ
لا خيرَ في العيش إنْ كانت مواطننا
نهبـاً بأيـدي الأعـادي أينـمـا كـانـوا
لا خيرَ في العيش إنْ كانت عقيدتنـا
أضحـى يُزاحمـهـا كـفـرٌ وعصـيـانُ
ها قـد تداعـى علينـا الكفـر أجمعـهُ
كمـا تداعـى علـى الأغـنـام ذؤبــانُ
[ ديوان ( أغاني المعركة ) للأستاذ وليد الأعظمي ]
*
*
الـغـيـرة عـلـى مـحـارم الـلّـه
قال بن القيـم - رحمه الله - :
فمحبُّ الله ورسوله - عليه الصلاة والسلام -
يغــار لله ولرسـوله - عليه الصـلاة والسلام -
على قدر محبته وإجـلاله
وإذا خـلا قلبه من الغيـرة لله ولـرسوله فهـو
من المحبـة أخـلـى
وإن زعم أنه من المحبـيـن
والدين كله تحت هـذه الغيـرة
فأقـوى الناس دِيناً أعظمهم غيـرةً
وإذا ترحلّت هذه الغيرة من القلب
وترحلّت منه المحبة
بـل ترحّل منه الديـن
وإن بقيت فيه آثاره
وهذه الغيرة هـي أصل الجهـاد والأمر بالمعروف والنهـي عن المنكـر
وهي الحاملة على ذلـك
فإن خلّت من القلب لم يجاهد
ولم يأمر بالمعروف
ولم بنهى عن المنكر
ولذلك جعـل الله تعالى عـلامة محبته ومحبوبيته الـجـهـاد
[ كتاب : ( روضة المحبين ) لابن القيـم ]
*
*
احـذر هـذه الأربـع
قال العبد الصلح محمد بن واسـع - رحمه الله - :
أربع يُمتن القلب :
الذنب على الذنب
وكثرة جمـاع النساء
وملاحاة ( أي : مجادلة ) الأحمـق تقول له ويقول لك
ومجالسة المـوتى
قـيـل : وما مجالسة المـوتى ؟
فقال : مجالسة كل غني مُترف وسلطان جائر
[ كتاب : ( حلية الأولياء ) لأبي نعيم ( 2/351 ) ]
*
*
مـوعـظـه وذكـرى
إخـواني
أين الذين كنزوا الكنوز وجمعوا ؟
وشيدوا من البيوت ورفعوا
وثَملوا من الشهوات وشبعوا
وأملوا البقاء فما نالوا فيها ما طمعـوا
وفنت أعمارهم بما غُرُّوا به وخّدعوا
نصب لهم شيطانهم أشراك الهوى فوقعوا
وجاءهم ملك الموت فذلوا وخضعوا
وأخرجهم من دياهم فلا والله ما رجعـوا
فهم مفترقون في القبور
فإذا نُفخ في الصور اجتمعوا
فوقفوا في أرض المحشر ولكلام الجبار سمعوا
ثم أُدخلوا ناراً كلما أرادوا الخروج منها قُمعـوا
وكلمـا نادوا واستغاثوا
قيـل لهم : اخسـأوا وارتدعـوا
[ كتاب : ( الكبائر ) للذهبي ( بتصرف ) ]
يـتـبـع
.
.
.