و الشيء بالشيء يذكر ..
أجتمعت على خالد هموم الدنيا و مصائبها ، فمنذ لحظات طرد من وظيفته بسبب أنه أسرف في الإجازات و الغياب و التأخير ، و لم يكن خالد من ذلك الصنف البليد اللغير مبالي ، بل كان موظف من أكفئ الموظفين في الوزارة و أشدهم حرصا على اللالتزام بمواعيد العمل ، إلا أن مرض أمه حال بينه وبين المحافظة على وظيفته .. باع خالد كل ما يملك من بيت و سيارة بل حتى ذهب زوجته و سافر الى دولة أوربية يبحث عن علاج لأطهر و أغلى بشر على نفسه بعد رسوله ، و بينما الطائرة تسبح في الفضاء ، إذ إعتلى صوت إمرأة في المقاعد التي تلي خالد و أمه ، أستنفر ملاحو الطائرة لمعرفة سبب هذا الصراخ ..
أحدهم يطرق باب قمرة القيادة ، و يفتح الكبتن الباب متسائلاُ عن هذا الضجيج و عن أسبابه ، قال له إن لدينا حالة ولادة .. إمرأة تلد معنا على الطائرة .. الكبتن يحسب المسافة المتبقية على الوصول الى المحطة النهائية و إذ بها تقدر بـ 5 ساعات حيث الوجهة و المحطة النهائية الي مطار هيثرو في لندن ..أشتد الكرب على المرأة ، قامت أم خالد تتكأ على عصها ، و أتجهت نحوها , و صبرتها و ذكرتها بالأجر و المثوبة من الله ، و بينما هم على ذلك الحال ، إذ طلبت أم خالد القليل من الماء الساخن ، و طلبت أن يوضع ستار عن باقي الركاب ... و ماهي إلا دقائق حتى سمع الجميع صراخ الطفل الوليد .. الكل بكى من السعادة الغامرة التي اعتلت وجه أب الطفل .. وحق له ذلك فهو المولود الأول بعد 35 سنة من الحرمان و لكنه لم يفقد الأمل .. و صلت الطائرة بسلام و حطت على مطار لندن .. حمل خالد حقائبه متجها للفندق المجاور للمستشفى الذي يوجد فيه الطبيب الذي سيعالج علة أمه .. و عندما هم بالرحيل و إذا بصوت يناديه من بعيد .. إنه أب ذلك الطفل , خالد ... خالد توقف .. ضمه اليه و قبله و أعطاه رقم هاتفه و أستحلفه بالله أن يتصل به في أقرب وقت ..
و بعد مضي بضعة أيام , قرر الطبيب إجراء عملية لوالدة خالد و لكن تكلفة إجراء العملية كانت باهضة ، احتار خالد ماذا يعمل و كيف يتصرف , تذكر رقم الهاتف الذي أعطاه له أب الطفل ، و بالفعل إتصل عليه وشرح له الموقف .. و ماهي إلا سويعات ، حتى يستنفر المستشفى بكامل أطبائه و فريق العمل الذي فيه ، فرجل الأعمال " أب الطفل " قد أودع مبلغ كبيراً كحساب مفتوح لعلاج أم خالد .. تهللت دموع خالد من الفرح و الشكر لله أن فرج له ... و قدر الله أن تنجح العملية و تعود أم خالد معافاة بفضل من الله , و بعد أن أمضى خالد مدة قصيرة في مدينته و إذ بأحدهم يطلبه على الهاتف .. و طلب منه موعد للقاء به في أسرع وقت ممكن ,, و بالفعل تم اللقاء في مقر شركة كبيرة ، خالد لا يدري لماذا طلبوه و لأي شيء جاء الى هنا .. قال له الموظف لقد خصصنا لك وظيفة ممتازة و راتب كبير و سيارة بالإضافة الى المنزل ، وهذه كلها أوامر السيد "فلان" الذي اجتمعت به في لندن .. !! خر خالد ساجد لله شكراً و حمداً ، فالنية و معها الصبر حملانه الى أبعد من طموحه ..
آسف على الإطالة , بس مرت القصة سريعا على الذكرة فأحببت أن أكتبها للفائدة و الاعتبار .. و أرجو أن لا تكون هناك أخطاء إملائية لأني أمشي الف مثل ما يقولون :d
تحياتي للجميع ..
طوى ..