الحمدُ الله الذي نصب الكائنات على ربوبيته ووحدانيته حُججاً , وحجب العقول والأبصار أن تجد إلى تكييفه منهجا , وأوجب الفوز بالنجاة لمن شهد له بالوحدانية شهادةً لم يبغِ بها عوجاً , والحمدُ الله الذي جعل لمن لاذ به واتقاه من كل ضائقةً مخرجا , فأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده , لا شريك له , ولا سمي له , ولا كفو له , ولا صاحبة له , ولا ولد له , ولا شبيه له , ولا هو ثلاث ثلاثة , بل هو اللهُ الواحدُ الأحد الفردُ الصمد الذي لم يتخذ صاحبةً ولا ولد , لانحصي ثناءً عليه , بل هو كما أثنى على نفسه , وفوق ما يُثني عليه خلقُه , شهادةً من أصبح قلبُهُ بالإيمان بالله وأسمائه وصفاته مُبتهجاً , ولم يزغ إلى شُبة الجاحدين المُعطلين معرجا , وأشهدُ أن مُحمداً عبدُهُ ورسُوله , وخيرتهُ من خلقه وأمينهُ على وحيه وسفيرهُ بينهُ وبين عباده , أرسلهُ رحمةً للعالمين وقدوةً للعاملين ومحجةً للسالكين وحُجةً على العباد أجمعين , أرسلهُ على حين فترةً من الرُسل , فهدى به إلى أقوم الطرق وأوضح السُبل , وافترض على عباده طاعتهُ ومحبته وتعزيرهُ وتوقيره والقيام بحقوقه , فدل العباد على طريق الخير ونهاهم عن طريق الشر , وجعل الأمة على المحجة البيضاء ليلُها كنهارها لا يزيغُ عنها إلا هالك , فصلواتُ ربي وسلامُهُ عليه سلاماً ماتعاقب فيه الليلُ والنهار . أما بعد :
فإنهُ يطيبُ لي هُنا أن أنتهز الفُرصة وأُثني على أخونا الكاتب القدير \ مهب الريح والذي لمست فيه حُبُ الخير وسمات التقوى واللباقة في الكلام وحُسنُ الأدب ولطافة المُخاطبة وجميل الحوار أحسبُهُ على هذا واللهُ حسيبُه ولا أُزكي على الله أحدا
طمح الطامحون وساروا فمنهم من وصل ومنهم من مات دون مطلبه , وخاب الخاذلون المُخذلون وخسروا وماتوا كالجبف لا كسبوا علما ولا رفعوا لهم بين الأقوام ذكرا .
عرج أخونا الأستاذ \ مهب الريح في بداية مقالة أن الكُل هُنا وفي غير هذا المُنتدى يكتبون تحت أسماء مُستعارة وأعجبني في بداية مقالة أنه إلتفت إلتفاتة تذكيرية بأن يحرص الشخص على أن يكتُب مايُرضي الله وأكتفى بهذه الكلمة ولم يُسهب في الكلام وكأن لسان حاله يقول الحليمُ بالأشارة يفهم
قرأتُ لأستاذنا هذا المقال وقرأتُ له مقال أخر ووجدتُ أن كتاباته تتميز بجذب القارئ وإستثارته ولفت إنتباهه وإخفاء المضمون والمرموز له في النص حتى يواصل القارئ القراءة حتى نهاية النص وهذه ميزة وحرفة صعبٌ على أي كاتب إتقانها والتفنن بها وهي تُسجل له في روعة إسلوبه , وقد يكون لدى كاتبنا بعضُ الإرتخاء في إختيار عنوان الموضوع لأن عنوان الموضوع هو المحك والسبب الرئيسي في جذب إنتباه القارئ فأتمنى أن يضع هذا في عين الإعتبار وكُنتُ بصدد أن أذكُر له كيف يُستفاد من العنوان في الموضوع بتجربة لي هُنا في المنتدى ولكن كان على مايبدو في عجلة من أمره .
في الحقيقة لم أكُن أرغب أن يذكُر مادار بيننا ولو إكتفى بقوله عضو من الأعضاء لكان أفضل فأنا أقل الموجودين قلما وأضعفهم كتابة ومن باب إحترام جهابذة الكتاب هُنا ما كان ينبغي أن يُذكر الاسم
وقد ذكر أخونا الأستاذ \ مهب الريح الكتب التي نصحته بقرائتها وهي غنية عن التعريف ولقد رأيت بعض الأخوان ينصحه بأن يكتب برأيه وبفكره وبقلمه وأن يتميز عنهم بأسلوب خاص فيه ولو قرأوا الأخوان كتاب ( المجموعة الكاملة ) للمنفلوطي رحمه الله لوجدوا هذا الكاتب المبدع يذكر في أولى مقدمته وينبه أن لا يقلده أحد في الكتابة وأن كل شخص ينتهج منهج خاص به وبين الشيخ رحمه الله كيف طور نفسه بالكتابة وكيف ميز نفسه بها , وكذلك الأمر بالنسبة للواء محمود شيت خطاب رحمه الله .
وأما ليثُ اللغة وأسدُ العربية مصطفى صادق الرافعي رحمه الله فهذا مهما ذكرنا عنه لن نوفيه حقه وسُبحان من جعل الحروف خاضعة له وسبحان من جعل اللغة كالخاتم بيده يلبسُها متى شاء ويضعُها متى شاء فهذا الرجل هو سيد اللغة في زمانه رحمه الله ونصحت أخونا بقراءة الكتابين السابقين قبل قراءة كُتب الرافعي لأن الرافعي أسلوبه قوي من الطراز الفخم الذي قد يصعُب على الشخص الإنتباه له والتركيز معه إن لم يكن لدى الشخص إطلاع مسبق وقوي على الكتب العربية وكُتابها .
وفي الختام أتمنى التوفيق للجمع
وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه وسلم