دعت سيدات أعمال سعوديات المؤسسات العامة والخاصة المهتمة بتوظيف المرأة في القطاع الخاص إلى تبني حملة توعية شاملة تشرح الحقوق والواجبات التي يتمتعن بها في هذا القطاع، تتزامن مع قرارات الدولة القاضية بقصر بعض المهن على المرأة.
وأشارت سيدات الأعمال إلى أن عدم إدراك النساء لتلك القوانين كان سببا في عدم اقتحامهن لهذا المجال منذ عشرات السنوات، كما تسبب في عدم شعورهن بالأمان في العمل في القطاع الأهلي وبالتالي تركهن الوظيفة، واعتبارها تسلية أو وظيفة مؤقتة انتظارا لوظيفة حكومية.
وأضفن أن ذلك ما يجعلهن لا يبدعن في العمل نتيجة شعورهن بعدم الحصول على المميزات التي تتمتع بها المرأة العاملة في القطاع العام، مما يؤثر عليهن.
وشددن على أن العديد من الفتيات لا يفضلن الدخول تحت مظلة التأمينات الاجتماعية وهو ما يدل على أنهن لا يتمتعن بالثقافة الوظيفية المناسبة ولا ينظرن إلى المستقبل، رغبة منهن في عدم حسم أي من مرتباتهن، وذلك نتيجة جهلن بالفائدة الكبيرة من وراء التأمين الذي يؤمن لهن حقوق تقاعدية ومميزات أخرى.
وتقول سيدة الأعمال منيرة يوسف الشنيفي إن الثقافة السائدة في المجتمع هي تفضيل العمل الحكومي على القطاع الخاص وهذا يعوق كثيرا توظيف الفتيات لأنهن لا يشعرن بالأمان, وأشارت إلى ضرورة تغيير ذلك المفهوم عن طريق حملات توعية عبر وسائل إعلام لتوعية الفتاة بقوانين العمل.
وبينت الشنيفي أن تعرف المرأة على حقوقها بالشكل الصحيح، سيحفظ حقها وبالتالي تتولد لديها الرغبة في العمل في القطاع الخاص، مشددة على ضرورة العمل على تحسين المناهج الدراسية لغرس مفهوم العمل والمشاركة من الصغر لتشب الفتاة وهي مؤمنة بقيمة العمل والالتزام به أيا كان نوعه.
من جهتها ذكرت الأميرة هيلة بنت عبد الرحمن آل سعود مديرة الفرع النسائي بغرفة تجارة وصناعة الرياض بان عدم شعور المرأة العاملة في القطاع الخاص بالأمان يرجع إلى ثقافة مجتمعية حان الوقت لتغييرها، خاصة أننا مقبلون على عصر القطاع الخاص، منوهة بأن قوانين وزارة العمل منحت الحماية للموظفات ورغم هذا فإن النظرة التقليدية مازالت موجودة وبحاجة إلى حملات تثقيفية لتغييرها.
وأكدت الأميرة هيلة أن القطاع الحكومي ربما هو من يمنح الأمان أكثر من اللازم ولا يستمر بتقييم الموظفين والموظفات وهذا ما يؤثر في نظرة المجتمع للقطاع الخاص وشددت على قيمة القطاع الخاص بما يزرعه في الفتاة من حب للابتكار والنشاط بخلاف القطاع الحكومي الذي يمتاز بالروتينية وعدم التجديد.
من جهتها تقول ريما رباح سيدة أعمال إن غالبية الفتيات لا يعرفن قوانين العمل ويفتقدن أدنى ثقافة وظيفية وهو ما يكرس النظرة السلبية للقطاع الخاص التي توارثتها الأجيال مع أن الدلائل تشير إلى أن المستقبل للقطاع الخاص،على الرغم من سن وزارة العمل قوانين مختلفة لحماية الموظف وصاحب العمل معا.
وشددت على ضرورة تثقيف الفتيات وظيفيا وقانونيا قبل قبولهن العمل لكي يشعرن بأهميته فعلا ولا يتخذنه تسلية أو سدا للفراغ.
و تضرب سيدة الأعمال هدى الجريسي مثلا بجهل الفتاة طالبة العمل بالقانون قائلة إن الكثيرات يرفضن أن أدخلهن في نظام التأمينات الاجتماعية خاصة من ذوات الراتب المنخفض رغم أنهن لو تثقفن فسيدركن أنه في صالحهن أكثر من أي أحد ولكن عدم الثقافة تجعلهن يرفضن حتى لا يخسرن 200 ريال من راتبهن على الرغم من أن تلك التأمينات تشكل حماية وضمانا لهن بالمستقبل.
وطالبت الجريسي بضرورة تثقيف الفتيات بقوانين العمل، مؤكدة أن الجهل سبب في عدم إحساس الفتاة بأهمية وقيمة العمل في القطاع الخاص مما سبب لنا نحن كربات عمل مشاكل أثرت علينا في مراحل وأشكال متعددة.
من جانبه أكد الدكتور عبد الواحد الحميد وكيل وزارة العمل للتخطيط والتطوير عجزه عن إعطاء تفسير واضح لعدم شعور المواطنة بالأمان في القطاع الخاص، مشيرا إلى أن الوزارة سنت من القوانين ما يكفل للموظفة الحماية من الفصل التعسفي وخلافه.
وأوضح الحميد أن المشكلة تكمن في عقلية ونفسية الموظف الذي تربى منذ صغره على أن القطاع الحكومي هو الأفضل وهذا يستلزم تغيير تلك النظرة عن طريق حملات توعية بقوانين العمل المختلفة.
من ناحيته أشار عبد الله العبد الجبار مدير الإعلام التأميني إلى أن بعض الفتيات يرفضن بالفعل الدخول تحت مظلة التأمينات حتى لا يخسرن جزءا من الراتب وهو ما يدل على عدم تمتعهن بأي ثقافة وظيفية أو قانونية, الأمر الذي ينبغي معه حملات توعية حتى لا يؤثر ذلك في صاحب أو طالب العمل, وهو ما تعتزم التأمينات على الشروع فيه. وأكد أن النظام فرض لضمان حق الموظفة وليس لاستنفاد راتبها كما يظن البعض.
ووصف المشكلة بأن العديد من النساء ينظرن إلى تحت أقدامهن فقط دون أي تطلع إلى المستقبل وأنهن جاهلات وبحاجة إلى توعية بأهمية نظام التأمينات الاجتماعية.
وأشار العبد الجبار إلى أن نظام التأمينات الاجتماعية يعطى في حال حدوث إصابة ليس في مكان العمل فقط بل أثناء الذهاب والرجوع إلى العمل أو عند حدوث الإصابة أثناء تأدية العمل بمهمة تم تكليف الموظفة فيها من قبل صاحب العمل، مبينا أن نظام التأمينات الاجتماعية أكثر فائدة للفتيات ذوات الدخول المنخفضة حيث إن الموظفة التي تتسلم راتبا مقداره 1500 ريال فقط وأمضت في عملها عشر سنوات تتسلم بعدها شهريا 1725 ريالا وتورث لأولادها بعد وفاتها أيضا.
[align=center]
[/align]