السلام عليكم
كان لرجال الدين في بلادنا مكانة كبيرة ، فكانوا يقولون فنسمع لهم ، يخطئون فننتحل لهم الأعذار ، و العجيب أننا في نفس الوقت الذي كنا نقدس فيه علماءنا كانوا هم يحرضوننا على علماء البلاد المجاورة و لا يمانعون في أن نصف أولئك العلماء بأقذع الأوصاف !!
و قد تبين لنا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر أن علماءنا ( و علماء غيرنا ) هم بشر ، مثلهم مثل أي فئة أخرى ( كــفئات المعلمين و الصحفيين و المهندسين و الأطباء و..و..و.. ) فيهم الشريف و منهم الوضيع ، فيهم الذكي و بينهم الغبي . و لذلك فقد أصاب تلك الصورة ( الخرافية ) هزة كبيرة فلم نعد ننظر إليهم كأناس مطَـهَّــرين مقدَّسـين و صرنا نحاسبهم و نسائلهم و نغلظ لهم القول حين نراهم يستهينون بمصائر شعوب أمتنا . و لذلك فقد ضجوا و صاحوا و صاروا يرددون مقولة إن ( لحوم العلماء مسمومة ) ، و هم يقصدون طبعا لحومهم هم فقط ، و إلاّ فإن لحوم العلماء الآخرين لم تكن مسمومة في نظرهم ( و هي إلى الآن غير مسمومة ) !!
هي دعوة لرفع الحصانة عن العلماء و إنزالهم منزلهم الحقيقي لا أعلى منه و لا أسفل عنه ، ليست أبدا دعوة للافتراء على عباد الله ، و لكنها دعوة لتفعيل مبدأ المساواة في الإسلام و هدم الأوثان حتى و إن اتخذت رداء إسلاميا .