محتمل جدا أن يغرس أحدهم شوكا في جسدك
وأن يغرز أنيابه في قلبك..
محتمل جدا أن يضحك الآخرون لأنك تبكي..
محتمل جدا أن ترى الدنيا أحيانا غابة موحشه
محتمل جدا أن يهاجمك عدو بأنياب ضاريه في لحظة مباغته
تسأل نفسك:ماذا فعلت مع هؤلاء؟
لم أكن سوى إنسانا طيبا واضحا بسيطا
تحتار في واقعك الغريب..
هل تنتظر حتى يأكلوا مالذ وطاب؟
أم تبادر بالانتقام؟
أم تكتفي بالكراهيه والحقد على منابع الأذى؟
كيف ستقاوم الشر ياعزيزي؟
كيف ستحارب الكراهيه والرداءه؟
كيف وسلاحك الحب والنقاء والبراءه؟
البقاء للأقوى؟ أم للأصلح؟ أم للأكثر طيبه ونقاء؟
لاتوجد قاعده في هذا الكون.. لكن في كل الأحيان:
تحسس قلبك كل يوم..
لاتترك عليه أي ذرات سوداء بفعل الأحقاد المدمره
حافظ عليه نظيفا بريئا
فأحيانا يعلمنا البعض الكراهيه وحب الانتقام
وشيئا فشيئا نصبح صورة طبق الأصل منهم
وحين نحاول العوده كما كنا
نفشل.. ويموت الجمال فينا بأيدينا
إذا كان في حياتك نموذج قبيح للبشر
حاول أن تهجر أوكار القبح وتبحث عن الجمال
لا تقترب من الأولى ولا تضعف أمام الأخرى
وإنما تجنبها بكل قوة وكرامة واحترام
وانس كل شيء يذكرك بكل إنسان كريه
مجرد التفكير يسجل لك أعلى معدل للخساره..
أنت أكبر من هؤلاء الصغار
وقلبك الكبير أكبر وأكبر
وربك الأكبر سينصرك ويحميك
فقط ثق في الله تعالى
ثم في نفسك
ثم في الخير والحب والحياه
****
محتمل جدا أن تضيع الحقيقة وسط الزحام
وتجد ألف شاهد على أنك لست إنسانا
ولست مجتهدا..
ولست مستحقا من الحياة سوى التجاهل
ستحاول أن تقسم:أنا بريء..أنا إنسان! مكافح..مثابر..
سيغلق الكثيرون أعينهم وقلوبهم وآذانهم
ستعلّق أقوالك على مشنقة الزيف
أنت في نظر بعض الناس مجرم..
أو كاذب.. أو خامل..
ماذا تفعل إن ضاع حظك وحقك؟
وكيانك؟ واجتهادك؟
تذكر أن للكون ربا لا تأخذه سنة ولانوم
يراك من حيث لاتراه..
يعلم بخفايا النفوس
يجيب دعوة المضطر إذا دعاه
ودعوة المظلوم إذا لجأ إليه
أنت أقوى من الجميع مادام الله معك
قل يارب.. بصدق
وستأتيك البراءة تسعى.. والقوة من القوي العزيز
وتظهر شمس الحقيقة..ولو بعد حين..
**********
محتمل جدا أن تخدع في الحب
فتحب من لا يحبك
أو يتسلى بأجمل مشاعرك
أو يلهو بأصدق نبضاتك
أو ينتقم من أحداث الليالي.. بك
محتمل جدا أن تصدم بهذه الحقيقة
بعد عشرة أعوام وثقة عمر بأكمله
يحدث زلزال في عقلك وقلبك وكيانك
تكتشف أن من منحته الحب ماهو إلا عدو في
ثوب صديق..
إنها الحقيقة المرّه ..للأسف الشديد
قل لنفسك: من فينا المخطئ؟
من فينا الظالم؟
فإن لم تكن ظالما..
ولكن فقط:مخدوعا..
فمن حقك أن تبكي قليلا
من جراء مرارة الخديعه
ثم ابحث في الحياه
ستجد المخلصين كثيرين
والأوفياء كذلك
والحب يبقى في النفوس الجميله
ويضيع من النفوس الرديئه
فهل يحزن المرء على شيء رديء؟
محتمل جدا أن تجد الحب الحقيقي
وتنسى كل ما فات..
أجل تنسى كل ما فات.
**بقلم:د.ناديه عوض.."المجله العربيه"**