البيض الفاسد!!
محمد الشهري
في موروثنا العربي الكثير والكثير من الأمثلة والدروس والمواقف التي يمكن استنباط العديد من المسلَّمات والقناعات والمعطيات من خلالها، إذا لم يكن من قبيل الاستفادة فعلى سبيل الاستدلال على أقل تقدير.
** من تلك المسلَّمات أن العرب لا يتقبلون فرضية الجمع بين المتناقضات.. مثل الجمع بين الطيب والخبيث من الأشياء، وحتى من المخلوقات.. كما لا يؤمنون بإمكانية الجمع بين الصالح والفاسد.. ولا بين السوي والمعوج.
** ومما لا شك فيه أيضاً أن تراثنا العربي غني جداً بالأمثال والاشعار والحِكَم التي تثري هذه الجوانب من الأعراف المتوارثة والمستمد معظمها من تعاليم وهدي عقيدتنا الإسلامية.. ومن البديهي أن ما لم يكن من هذه القيم مستمداً من تعاليم عقيدتنا السمحة.. فمن المؤكد أنه نتاج إرث أخلاقي واجتماعي يتميز به العرب عن سواهم من الأمم.
** ولعل في محيطنا المحلي العديد والعديد من الأمثال الدارجة التي تؤدي في مضامينها وفي مدلولاتها وحتى في معانيها وألفاظها إلى التسليم باستحالة الجمع بين النقائض.
** فإذا كانت مقولة (وافق شن طبقه) العربية الشهيرة، قد قطعت قول كل خطيب في هذا المعني.. إلا أننا سنجد في محلياتنا ما ينسجم ويتناغم معها شكلاً وموضوعاً مثل (التم المتعوس على خايب الرجاء) أو (البيض الفاسد يتدحرج على بعضه).
** من هنا لا أرى غرابة في أن (يتكتل ويتجمع) مجموعة كبيرة من الأقلام الرديئة والمفلسة مع مجموعة أخرى من أصحاب التوجهات الفاسدة تحت سقف واحد على طريقة البيض الفاسد.. تنحصر مهمتها في إصدار نشرة تأسست على الفساد، وتدار بالفساد، ولا تتبنى إلا الفاسد من الطرح، والساقط من الكلام، والهابط من الفكر والتوجه.. هذا فضلاً عن توجهاتها المرتكزة على تكريس أسباب الشحناء والبغضاء بنية ضرب اللحمة الاجتماعية والرياضية في الصميم من خلال ما تنشره من عبث يتجاوز في أبعاده وأضراره أضرار وأبعاد المنشورات السرية، عملاً بمبدأ (فرق تسد)؟؟!!.
** ولعله من صالح الرأي الرسمي وصالح الرأي العام على حد سواء أن يتكتل ويتجمع هذا الكم من (مرضى التوجهات) في حيز واحد.. وان يستمروا أكثر وأكثر في التعبير وكشف كل ما بدواخلهم من سموم ومن قبح.. حتى إذا استيقظت الجهات المعنية من سباتها.. وأرادت وضع حد لهذا الفلتان الذي لا يمت بأي صلة لحرية الرأي.. وإنما يجسد الوقاحة بكل معانيها وأشكالها.. عندها ستكون مهمتها أسهل مما لو كانت الرقعة أو المساحة التي يلوثها هؤلاء المرضى أكثر اتساعاً، وأماكن تواجدهم أكثر انتشاراً من (الخُن) الذي يتواجدون فيه الآن.. هذا بالنسبة للجانب الرسمي.
** أما بالنسبة لما يتعلق بالرأي العام الرياضي.. فبطبيعة الحال أن من أهم فوائد (تجميع) هؤلاء في (.....) واحدة.. هي أنها قد سهلت على المتابع والقارئ المحترم مهمة اختيار ما يمكن أن يسمح بدخوله إلى بيته من اصدارات دون خوف أو رقابة.. بعد أن اطمأن إلى أن الاصدار الوحيد الذي تخصص في التهافت على تعاطي البذاءات خارج المجموعة التي أحضرها إلى منزله حفاظاً على مراهقيه وصغاره من تبعات وأضرار محتوياته.. وبعد أن تحول ذلك الإصدار إلى عدو لدود للقيم والمُثل والأخلاق؟؟!.
** ولكم أن تتخيلوا أن من آخر إبداعات (نشرة البيض الفاسد) تلك.. هو السخرية من البادرة التي تبنتها رابطة مشجعي الهلال على هامش لقاء الديربي.. الداعية إلى نبذ التعصب والكراهية.. بعد أن وضعت اسم وشعار ناديها جنباً إلى جنب مع اسم وشعار نادي النصر؟!!.
** وكيف جعلت النشرة من هذه البادرة الكريمة مادة للأخذ والرد والتأويلات التي لا تخلو من سوء النوايا والظنون التي هم (أباطرة) في تعاطيها؟!.
** ولكم أيضاً أن تتخيلوا أن النشرة الفاسدة إياها وهي التي سمحت لأحد أقلامها قبل عدة أشهر بأن يصف النادي الأهلي العريق ب(حمار القايلة).. الآن تنظر وتتظاهر بالحرص على الأهلي.. أي وقاحة هذه بالله عليكم؟؟!.
** الخلاصة: إن استمرار هذا النوع من الاصدارات يسرح ويمرح كل هذه المدة دون حسيب أو رقيب لا يعني البتة انه قد أصاب أي قدر من النجاح.. أو أنه يؤدي رسالة إعلامية شريفة تحمل ولو الحد الأدنى من القيم المفترضة أو القيمة الإيجابية التي يمكن الاستفادة منها حاضراً ومستقبلاً.. سوى إثارة الفتن والنعرات.. بقدر ما يعني أن عين الرضا لم تعد فقط كليلة.. وإنما ضريرة؟!!.
ها هو القوس.. وهذا باريها؟!
** قالت العرب (أعط القوس باريها) بمعنى.. ضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
** وهذا تماماً ما جسدته مساعي النصراوي النبيل الأمير جلوي بن سعود.. حين ظل يسعى ويعمل جاهداً في سبيل اعادة الرئيس النصراوي الذهبي الأمير فيصل بن عبدالرحمن لتسلم مقاليد النصر الادارية.. وحل المعضلة الإدارية القائمة.
** ومما لا شك فيه ان مساعي الأمير جلوي وحرصه ذاك لم يكن نتاج عاطفة جياشة.. أو سعي لتحقيق مصلحة خاصة قد تأتي عن طريق تولي الأمير فيصل زمام الأمور النصراوية، كما هو دأب البعض سواء في المحيط النصراوي أو سواه من الأندية.
** وإنما كان نتاج خبرة عريضة ومعايشة طويلة تخللتها العديد من المنعطفات والتجارب في مسيرة هذا النادي.. حيث تمت تجربة العديد من الأساليب والطرق في تسيير الأمور.. تراوحت بين الفهلوة تارة.. والاعتماد على الضجيج والبهرجة الاعلامية تارة أخرى.. ناهيك عن اصطناع الأعداء، والاهتمام بالشؤون الهلالية أكثر من الاهتمام بشؤون النصر.. فضلاً عن اتخاذ التحكيم شماعة جاهزة وأبدية تعلق عليها كل أسباب الاخفاقات، حتى في ظل التسهيلات والمجاملات التحكيمية للفريق؟!!.
** كل هذه الشواهد كان لا بد أن تتمخض عن رؤية سديدة لدى (العاقل) جلوي بن سعود.. فكان أن دعم عودة الأمير فيصل بقوة على اعتبار أن المرحلة التي ترأس خلالها النادي.. كانت المرحلة الأبرز والأجمل في مسيرة الفريق، حتى على صعيد علاقة النادي بالمنافسين.
** فشكراً للمثالي الأمير جلوي بن سعود.. وبالتوفيق للخلوق الأمير فيصل بن عبد الرحمن.. ولسمو نائبه الأكثر مثالية.
اقتراح لإدارة الهلال
** بما أن مشاهد قيام اللاعب (تفاريس) بواجباته المتمثلة في الدفاع المشروع عن مرمى فريقه.. قد تسببت في (إيذاء) مشاعر وأحاسيس (نواعم) الصحافة الرياضية إلى حد وصفه بالجزار.. رغم عدم تسببه في اصابة أي لاعب بأي أذى جسدي كما حدث ويحدث من محترفي الانبراشات والرفسات الطائرة؟!!.
** لذلك.. ومن قبيل (رفقاً بالقوارير) أرى أن على الإدارة الهلالية التعاقد مع أحد محلات بيع الزهور لتأمين الكميات اللازمة منها عند كل مباراة يخوضها الهلال.. وتكون بحوزة المدافع تفاريس.. وبدلاً من التصدي للمهاجم وقطع الكرة وحماية المرمى.. يقوم بمناولته (وردة) مصحوبة بابتسامة عريضة.. حتى لا تتعكر أمزجة ومشاعر هؤلاء النواعم (حرام)!!.
** بالمناسبة: هذه الأساليب كانوا يستخدمونها بكل تركيز ضد عبدالله الشريدة (الله يذكره بالخير) في محاولة لصرف الأنظار عن ممارسات أحمد جميل ورفاقه وقلب الأسد وزملائه.. وهي جزء من استراتيجية قديمة يتوارثونها.. ومع ذلك ستظل القافلة تسير.. والباقي لا داعي لذكره.. وعلى الود والخير نلتقي إنْ شاء الله.