[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
كل أمة تعتمد في بقائها وإعتزازها على مقوم من المقومات , فأمة بمقوماتها العسكرية وأخرى بمقومات بشرية , وثالثة بقوتها الأقتصادية ..
وأمة الاسلام تستند إلى ما هو أسمى وأبقى وأتقى وأنقى , إنها القوة الأخلاقية , التي تستمدها من شريعة رب العالمين قال تعالى (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ )
إن الشريعة الاسلامية جاءت بتشريعات ومبادئ تكفل الحفاظ على الأمن الأخلاقي للمجتمع وتحقق السعادة والطمأنينة للناس وتحفظ لهم أعراضهم وشرفهم .
ومن ذلك تحريم التبرج والإختلاط والذي تظافرت به النصوص من الكتاب والسنة وحفلت به كتب السلف والخلف.
إننا نستطيع أن نجزم وبكل قوة بحقيقة لا مراء منها وهي أنك إذا وقفت على جريمة فيها نهش العرض وذبح العفاف وأهدر الشرف ثم فتشت عن الخيوط الأولى التي نسجت هذه الجريمة وسهلت سبيلها فإنك حتماً ستجد أن هناك ثغره حصلت في الأسلاك الشائكة التي وضعتها الشريعة بين الرجال والنساء , ومن خلال هذه الثغرة دخل الشيطان .
إن الأختلاط بكل صورة . . في المدارس .. في المضاجع .. في الحدائق والمنتزهات .. في الأسواق الممرات .. في المصاعد .. في المستشفيات.. مع الخدم والسائقين , هذا الإختلاط نذير بإشتعال شرارة الفواحش ومؤذن بإنهيار الجدار الأخلاقي للأمه وسقوط حصن العفاف والحياء وحينها قل على الأمه السلام ..
أما التبرج والذي يتخذ صوراً متنوعة فالنقاب الفاتن والبناطيل الضيقة والعباءات المخصرة والمزركشة والمشية المتكسرة والخضوع في القول وإبداء شيء من الزينة , هذا التبرج يجر على الأمة ويلات ونكبات .
إن قبل كل شي معصية لله ورسوله وكبيرة موبقة وقد قال تعالى (وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ) وهو موجب للعن والطرد من رحمة الله وهو من صفات أهل النار .. إنه نفاق .. إنه فاحشه .. وتهتك وفضيحة .. إنه من سنن اليهود والنصارى وأذنابهم ممن يريدون أن تميل الأمة ميلاً عظيماً .. إنه حيوانية وتخلف وانحطاط , وباب لشر مستطير.
إن من يتأمل نصوص الشرع ومقاصد الشريعة وعبر التاريخ وانحطاط الحضارة الغربية يتيقن مفاسد التبرج وأضراره على الدين والدنيا لاسيما إذا إنظم إلية الإختلاط المستهتر .
إن مانشهاده في واقعنا من تسابق المتبرجات في مجال الزينة المحرمة لأجل لفت الأنظار إليهن ذلك مما يجعل المرأة كالسلعة المهينة الحقيرة المعروضة لكل من شاء أن ينظر إليها إنه يورث الإعراض عن الزواج وشيوع الفواحش وسيطرة الشهوات إنه يسبب انعدام الغيرة واضمحلال الحياء .
وهو سبب لكثرة الجرائم وفساد أخلاق الرجال خاصة الشباب .. خاصة المراهقين , ودفعهم إلى الفواحش المحرمة بأنواعها .
إن الإختلاط والتبرج سبب لتحطيم الروابط الأسرية وإنعدام الثقة بين أفرادها وتفشي الطلاق .
الأختلاط والتبرج تسهيل لمعصية الزنا بالعين , فالعينان زناهما النظر , وتعسير لطاعة غض البصر التي أمرنا بها إرضاء لله سبحانه .
التبرج والإختلاط من أكبر العوامل لاستحقاق نزول العقوبات العامة (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً ) .
ومن هنا فأنه على عقلاء الأمه من رجال ونساء أن يدركوا خطورة هذا المسلك الذي تتجه إليه بعض نسائنا , وأن سكوتنا يعني إقرار هذا المنكر وتسهيل إنتشاره , وإذا فشا المنكر وأنعدم المصلحون إستحقت الأمه عذاب ربها .
إن الأعراض إذا لم تسد بحصون الشريعة وقلاعها ولم تحصن بالأسوار والسدود فستسقط لامحاله أمام هذه الهجمة الشرسه ويقع المحظور .وحينها لا ينفع بكاء ولا ندم والتبعة كل التبعة واللوم اولاً وآخراً على من استرعاهم الله وجعلهم قوامين على النساء ومامن راعٍ يسترعية الله رعية يموت يوم يموت وهو غاشٍ لرعيته إلا حرم الله علية الجنة) .
والله الهادي والموفق ,,,,
الشيخ / أحمد عبد العزيز الشاوي[/align]
[/align]
العرض العادي
