في سابقة هي الأولي من نوعها نجح خريج فلسطيني من جامعة بير زيت في وضع تصور شامل لبرامج حاسوب مبرمجة باللغة العربية.
فقد تمكن إياد أسعد الذي التحق عام 2000 بجامعة بيرزيت لدراسة علم الحاسوب (Computer Science) وتخرج منها مطلع هذا العام بامتياز عال من وضع مجموعة قواعد لبرمجة الحاسوب باللغة العربية، بحيث تفتح المجال لتأسيس العديد من البرامج باللغة العربية مما يساعد على (عوربة) الحاسوب بكافة برامجه العلمية، ووضع أسعد تصوراً للغة برمجة عربية من أجل تسهيل تطوير برامج الحاسوب باللغة العربية، وبالتالي تجاوز حاجز اللغة الانجليزية التي تمثل أهم عقبة أمام الشباب العربي الراغب في تعلم تطوير برامج الحاسوب، وقام أيضاً بكتابة أساس ما يعرف بالترجمان أو المترجم (Compiler) وهو البرنامج الذي يعمل على تحويل البرنامج إلى لغة الآلة (اللغة التي يفهمها الحاسوب).
وفي حديث خاص بـ(الوفاق) قال إياد " حاولت من خلال تصميمي للغة البرمجة العربية (التي أسميتها سين) أن أجعلها بقوة لغات البرمجة العالمية الانتشار مثل لغتي C++، Java ، ويضيف " أملاَ مني في الوصول يوماَ ما إلى مرحلة يمكن فيها الاعتماد على لغة سين العربية وحدها في تطوير برنامج متكامل دون الحاجة إلى استخدام لغات أخرى، ومن أجل تحقيق ذلك لا بد من تضافر جهود أكبر عدد من المبرمجين العرب لبناء المكتبات البرمجية وهي مجموعة الوحدات البرمجية الأساسية المعدة سلفاً والتي يتم الاعتماد عليها في بناء البرامج الضخمة.
بدأت الفكرة من خلال تحسس أسعد لما يعانيه جيل الشباب عموماَ والمرحلة العمرية من 12 إلى 20 عاماً، حيث يدفع حب الاستكشاف والرغبة في التميز أبناء هذه الفئة العمرية لتعلم مهارات جديدة، إلا أن هذه الفئة من الشباب العربي لا تظهر تميزاً أو تمتلك مهارات حقيقية في برمجة الحاسوب، ولعل أبرز المشاكل التي تعيقهم هي مشكلة اللغة إذ لا توجد مصادر كافية باللغة العربية تلبي حاجات المتعلم، والمصادر والمراجع الموجودة لا تكفي لخلق جيل مبدع، إضافة إلى كون هذه المراجع تشرح لغات برمجة انجليزية، الأمر الذي لا يخلو من إرباك المتعلم، فهو بحاجة دوماً للتعامل مع مصطلحات أجنبية غريبة على ثقافته، فضلاً عن كون هذه المراجع غير كافية وتحتاج من المتعلم للرجوع لمراجع أجنية في مراحل متقدمة، ويؤكد سعد أن الأسباب سابقة الذكر دفعته لإيجاد لغة برمجة عربية كخطوة أساسية أولية؛ لتعريب صناعة برامج الحاسوب ، تتبعها خطوات مهمة ستكون تلقائية في حال نجاح وانتشار اللغة، تتمثل في إيجاد مراجع عربية، ومكتبات برمجية عربية، وبيئات تطوير برمجية عربية، ويضيف إياد " من أهم المعوقات التي تواجه هذا التحدي هي الحاجة إلى جهود كبيرة أكبر من مجرد جهد فردي، ووضع قواعد لغة سين، وأساس الترجمان ليس سوى البداية.
أسعد الذي يطمح للإتمام ما بدأه بحيث يصبح استخدام هذه اللغة في كتابة وتطوير البرامج متاحاً للراغبين في تعلمه بلغة عربية دون الحاجة للغة أجنبية وجه رسالة للعالم قال فيها " إن اعتداءات الاحتلال لن تزيدنا إلا رغبة بل إصراراً على التمسك بأرض الآباء والأجداد واستعادة أمجادهم، مضيفاً "إننا امتداد لجذور الأمتين الإسلامية والعربية، وأن وحدة ديننا ولغتنا وتاريخنا ومصيرنا ينقصها تكاتف الأيدي في عمل حقيقي من أجل رسم مستقبل أفضل لنا جميعاً".
وعن أمنيته على الصعيد المهني قال " أسأل الله العظيم أن ترى لغة سين انطلاقة حقيقية وقوية قريباً، وأن نصل إلى بيئة متكاملة لتطوير البرامج باللغة العربية، كي تسهم في خلق روح الاهتمام ببرمجة الحاسوب عند شباب المستقبل نظراً لأهمية هذا العلم وأثره في حياتنا
---------------------------------------------------
المصدر : الوفاق
التعليق :
للاسف كل مايهمنا في منتديات الحاسوب هو الكماليات مثل تصميم فلاش فوتوشوب حركات ماسنجر وغيرها ..
لكن الأساس لازال مفقود والدليل أستمرار التخلف العربي في مجال البرمجيات ....
وللأسف حتى أن الأفراد والأشخاص العاديين لايفكروا بذلك لكن لهم سبب أن ذلك ليس محل تخصصهم
لكن أن المعاهد والمدن البحثية في دولنا لازالت متأخرة جدا في هذا المجال .......
حتى أن فتى فلسطيني ربما يكون قد أنفطر قلبة من التفوق الأسرائيلي بهذا المجال وحاول أن يظهر قوة العرب في كما حاولوا سابقا وأستطاعوا أستنباط العديد من الأسس العلمية كعلم الجبر وغيرها
ونحن نغط في سبات عميق لا أعلم متى نستفيق ؟؟؟