أوضح الكاتب السعودي عبدالله بخيت أن الدعوة القضائية التي رفعت ضده في المحاكم السعودية بتهمة الاساءة للاسلام، رفعت بسبب مقالات ينتقد فيها جماعة الحسبة (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) التي وصفها بانها ذات "دور غير فعال" ولأن "دورها عسكري مثل دور القوات المسلحة.. وهم من أدخلوا نفسهم في هذا عبر المداهمات وغيرها".
وأضاف ان الهيئة في النهاية لا تحمل هي أو العاملين فيها أية قدسية، "هي مجرد جهاز حكومي كأي جهاز.. والقدسية للدين ولس للعاملين فيها".
وقال بخيت في اللقاء الذي اجراه معه الزميل تركي الدخيل في برنامجه الأسبوعي إضاءات (يبث الساعة 10.00 بتوقيت السعودية 7.00 بتوقيت غرينيتش كل أربعاء) أنه يدرس القضية المرفوعة ضده، مشيرا إلى أنه سيدفع بعدم اختصاص المحكمة في هذه القضية لأنها من تخصص وزارة الاعلام التي يوجد فيها نظام وقانون للنشر يعاقب أصحاب التجاوزات.
وأكد الكاتب السعودي أنه ليس ضد الاسلام البتة، لكنه ينتقد توجهات بعض الأشخاص "الفاضيين" الذين يصدرون كتاباتهم عبر الانترنت ، مطالبا من اراد أن ينتقد بعدم الاختباء خلف الشبكة العنكبوتية وان يكتب باسمه الصريح.
الاسلاميين والانتخابات
وقال الكاتب السعودي المتهم بالليبرالية أنه لا يصنف نفسه "أنا متحرر من التزمت ومخلفات الماضي.. واي شئ يتعارض مع الحاضر كالأفكار التي تعيق حركة تقدم المجتمع.. والثوابت لا تعيق المجتمع بل هي اساسه".
وأوضح بخيت أن التيار الليبرالي الذي يتهم بالانتماء له ليس تيارا "هم مجموعة أناس عاديين يعملون في وظائفهم.. وهم فقط يرون أن البلد يجب أن تتوجه للأمام .. بينما يرى الآخرون أن يبقى الوضع على ما هو".
ويرى بخيت أن الاسلاميين يعيشون تناقضات في السعودية، فهم على حد تعبيره كانوا يحرمون التعددية والديمقراطية والانتخابات، ومع ذلك فهم أول من هب للانتخابات البلدية في السعودية فور إعلانها وقادوها وفازوا بها. "فلماذا يغيرون فتواهم.. أنت إذا أفتيت بحرمة شئ يجب أن تلتزم بحرمته".
ويشدد عبدالله بخيت الذي يرى أن الاسلاميين في السعودية يمثلون حركة سياسية، أن الليبراليين في السعودية لا يمثلون بالمقابل حركة، وأنهم مجرد مثقفين يحملون أفكارا إصلاحية للمجتمع عبر كتاباتهم التي تتناول شتى مشكلات البلاد الاقتصادية والاجتماعية. فيما الاسلاميين لا يهمهم سوى مستوى العباءة التي تلبسها المرأة واين توضع على الرأس أم على الكتف على حد قوله. "والاسلاميين الذين تصدوا للعمل تصدوا فقط للشكل الذي يظهر عيب الانسان".
اللحية
وحول مقاله الذي نشره بعنوان "في بيتنا ملتحي" الذي أثار جدلا واتهم فيه بإهانة اللحية قال عبدالله بخيت الذي تثير كثير من مقالاته بعض الأوساط الاسلامية أنه لم ينتقد اللحية حسب ما فهم من مقاله، وإنما اشار إلى أن على أولياء المور مراقبة أولادهم، وأنهم إذا ماظهرت عليهم اللحي ومظاهر الالتزام فعليهم الانتباه لهم كي لا ينزلقوا إلى التطرف، مؤكدا أنه لا ينتقد ولا يقصد أولئك الذين يربون لحاهم تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم.
الدولة والاسلاميين
وفي معرض رده على دعوات الاسلاميين وتشددهم في تطبيق ما يرون انه جزء لا يتجزا من الاسلام قال بخيت أن الدولة السعودية لم تقم على الاسلاميين حتى يطالبوا بخصوصية معينة " السعودية لم تقم على أكتاف الاسلاميين.. السعوديون كلهم مسلمون.. لكن هناك فئات حاولت أن تعزز نفسها".. "نحن لسنا دولة طقوس ولسنا مجموعة من المتزمتين..".
وفي اللقاء الذي ستنشر "العربية.نت" نصه في قسم البرامج تحدث بخيت عن علاقة الليبراليين بأمريك، معترفا أن الولايات المتحدة قوى عظمى ظلمت العرب، مشيرا إلى أن الجميع يحاربها مع اختلاف نوعية الحرب التي يقوم بها كل فريق (الاسلاميين والليبراليين) فالاسلاميين المتشددين فجروا برجين واحتلت أمريكا بالمقابل بلدين وقتلت الآلاف بسبب فعلتهم، فيما الليبراليون يعرفون حجم أمريكا وقوتها ويحاربونها باساليب مختلفة تقوم بالمطالبة بالاصلاحات من الداخل لقطع الطريق على أمريكا التي تريد فرض نمطها على العالم حسب قوله.
العرض العادي
