(إن سعيكم لشتى )
بصرت بالراحة الكبرى فلم أرها *** تُنال إلا على جسر من التعب
وحفظت أيضاً
لولا المشقة ساد الناس كلهم *** الجود يفقر والإقدام قتّال
قرأت
أن من طلب الراحة .. ترك الراحة
كما أن النعيم .. لا يدرك بالنعيم
تفكرت قليلاً
تذكرت همماً كثيرة
وتذكرت أن أصحابها * كان* أكثر
لكن الآن ؟!
هل هناك من قوم*كان*
الكثير مناَ تمنى وتمنى
منهم من يهم وتعلو همته
ويحققها
والبعض الآخر
كمن قال الشاعر
فقل لمرجي معالي الامور *** بغير إجتهاد : رجوت المحالا
لكن هل فكرنا في لحظة من الأيام الخوالي
عن ماهية هممنا
عن أسسها
صحتها وطول بقائها
أم أننا نتمنى لإسترضاء أهواء
أو هجرة إلى دنيا نصيبها أو أمرأة ننكحها
ثم ماذا بعد ذلك
أنا لا أنكر هذه الأمور
لكن من المفترض
أن نجعل من تلك سواعد تقوينا على همماً عالية
تفوق قمم الجبال
همم تجعل من المحال كمال
لا أن نجعلها همماً تستحلب كل قوانا
....
نهارك يا مغرور سهو وغفلة *** وليلك نوم والردى لك لازم
إن ضعف الإرادة والطلب ..
من ضعف حياة القلب
فأنظر كيف هي حياة قلبك
راجع حساباتك مع نفسك
أنظر كيف تسير في هذه الحياة
هل تسير إلى هدف معين
فكر ما هو هذا الهدف
وهل هو المطلب الحقيقي الأُخروي
...
تمنى مصعب بن الزبير ولاية العراق فنالها
تمنى عروة بن الزبير الفقه وأن يحمل عنه الحديث فنال ذلك
تمنى عبدالملك بن مروان الخلافة فنالها
تمنى عبدالله بن عمر الجنة فنالها بإذن الله
ولكن
أنت ماذا تتمنى لتنال
..
قبل أن تفكر وتتمنى
تذكر أن هناك
موت وبرزخ
وحساب وسراط
وجنة ونار
فـ إلى أين تقودك همتك
,,,,
إن أصبت فمن الله
وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
العرض العادي
