حبيبي في كل وقت، أكتب الآن إليك كما لم أكتب من قبل، لأول مرة أحاسب قلمي علي كل حرف وعلي كل كلمة.. صرت أكتب الكلمة ثم أتوقف مليا، أفكر في وقع تلك الكلمة عليك حين تقرأها... لن أقول لك كم مزقت حتى أتيت إليك بهذه الأوراق .. ورقة ..؟؟ اثنتين..؟؟ ثلاثة ..؟؟... لست أدري لكنني أنفقت في محاولة الكتابة منذ عرفتك .. واحسب الأيام والليالي .. !!
حبيبي.. لم تسمع تلك الكلمة مني قبل ذلك ولم تقرأها في كتاباتي، لكن رغم ذلك.. ستبقي الحقيقة الوحيدة التي أدركتها في حياتي.. أني أحبك .؟؟
منذ عرفتك عشت فيها مع طيفك .. ألمس روحك في كل شيء جميل وأري خيالك في كل منظر تتعلق به نفسي وألمحك في كل معني أقدسه وكل فكرة أعتنقها.. هل يأتي يوم أعيش فيه معك لا مع طيفك ..؟؟
لم أتعذب من بعدك عني .. لم أبك حين أحسست بلذعة الحرمان تضرب جوانب حياتي فيصير عمري حروفا مبعثرة لا ترادف إلا العدم واليأس.. لكنني عشت مأساتي الكبرى حين علمت أنني قد أفني أيامي في ذل الحرمان ولوعة الفراق وصدمة الوداع بلا أمل بلا حلم بلا شيء أبكي عليه.. كان أقسي ما في حكايتي أنك لا تعلم. ؟!!
لا تعلم عن معاناتي وأشواقي.. تلك التي كان إذا خلا الليل لها تفرقت في كل اتجاه فتملأ الكون ذكريات وأشجاناً..؟؟
عرفت الليل كما لم تعرفه.. ربما ضحكت هازئاُ وأنت تسمع عن هؤلاء الذين يناجون القمر ويحدثون النجوم.. هل سخرت منهم؟ إذن سلني أنا.. لكن لو تعرف ما معني الليالي وهي تكدس ظلماها فوق صدر من حنين وأنت تحمل شعلة شوق تحرقك ولا تضيء لك.. لو تعرف ما معني سهرك ؟تمر عليك الخواطر وتمحوها بدموعك.. لو تعرف ما معني أن تحب ولا يشعر بك أحد.. لو تعرف لفهمت أي راحة يلقاها العاشق وهو يناجي جمادا لا يحس به.
رسالتي إليك
[/align]
العرض العادي
