تُعد جراحة الكفة المدورة في مصر من العمليات الدقيقة التي تهدف إلى استعادة وظيفة الكتف وعلاج الإصابات التي تصيب العضلات والأوتار المحيطة به. الكفة المدورة هي مجموعة من العضلات والأوتار التي تعمل معًا لتثبيت مفصل الكتف وتمكينه من الحركة في اتجاهات متعددة، لذلك فإن أي إصابة فيها تؤثر بشكل مباشر على قدرة المريض على رفع الذراع أو تحريكها بحرية. في السنوات الأخيرة، شهدت مصر تقدمًا ملحوظًا في مجال جراحات الكتف بشكل عام، مما ساهم في تحسين نتائج عمليات الكفة المدورة وزيادة معدلات التعافي.
تحدث إصابات الكفة المدورة غالبًا نتيجة الحركات المتكررة للذراع، أو بسبب السقوط، أو نتيجة التقدم في العمر الذي يؤدي إلى ضعف الأوتار. كما أن الرياضيين، وخاصة لاعبي كرة اليد والسباحة ورفع الأثقال، يُعتبرون أكثر عرضة للإصابة. تتنوع الأعراض بين ألم حاد في الكتف، وضعف في الذراع، وصعوبة في أداء الأنشطة اليومية مثل ارتداء الملابس أو رفع الأشياء الخفيفة. وفي بعض الحالات، قد يرافق الألم صدور صوت طقطقة عند تحريك الكتف.
يبدأ تشخيص الحالة عادة بالفحص السريري، حيث يقوم الطبيب بتقييم مدى الحركة وقوة الكتف. ثم يتم استخدام وسائل التصوير مثل الأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي لتحديد مدى تمزق الأوتار أو تلفها. بناءً على نتائج الفحوص، يُقرر الطبيب ما إذا كان العلاج المحافظ كالعلاج الطبيعي والأدوية كافيًا، أم أن جراحة الكفة المدورة في مصر هي الحل الأنسب لاستعادة وظيفة الكتف.
تختلف أنواع الجراحة وفقًا لحجم التمزق وحالة المريض. فقد تُجرى العملية بالمنظار، وهي طريقة حديثة تعتمد على عمل شقوق صغيرة وإدخال أدوات دقيقة وكاميرا لتصليح الأوتار الممزقة. وتتميز هذه التقنية بأنها أقل ألمًا بعد العملية وتُسرّع من فترة التعافي مقارنة بالجراحة المفتوحة التقليدية. أما في الحالات الشديدة، فقد يلجأ الأطباء إلى الجراحة المفتوحة لإصلاح التمزقات الكبيرة أو إعادة بناء الأوتار بالكامل.
بعد العملية، يخضع المريض لبرنامج علاجي مكثف يهدف إلى استعادة حركة الكتف تدريجيًا. تشمل هذه المرحلة جلسات علاج طبيعي متكررة وتمارين لتقوية العضلات المحيطة بالمفصل. وغالبًا ما يحتاج المريض إلى فترة تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر للعودة إلى النشاط الطبيعي، وقد تمتد المدة أكثر في الحالات المعقدة. الالتزام بتعليمات الطبيب خلال فترة النقاهة يُعد عاملًا حاسمًا في نجاح العملية ومنع تكرار الإصابة.
من الجدير بالذكر أن مصر أصبحت تضم عددًا متزايدًا من المراكز الطبية المتخصصة في جراحات العظام والمفاصل، وتتوفر فيها الكوادر الطبية المدربة على أحدث التقنيات العالمية. كما يتم الاعتماد على أدوات جراحية حديثة ووسائل تعقيم دقيقة لضمان سلامة المرضى وتحسين نتائج الجراحة. ومع ذلك، تبقى الوقاية دائمًا أفضل من العلاج، إذ يُنصح بالحفاظ على اللياقة البدنية وتجنب الحركات المفاجئة أو المجهود الزائد على الكتف، خاصة لمن تجاوزوا منتصف العمر أو يمارسون أنشطة رياضية متكررة.
في الختام، يمكن القول إن جراحة الكفة المدورة في مصر أصبحت خيارًا فعالًا لاستعادة وظيفة الكتف وتحسين جودة حياة المرضى الذين يعانون من تمزقات أو إصابات مزمنة في أوتار الكتف. ومع التطور الطبي المستمر في مصر، باتت فرص التعافي الكامل بعد الجراحة أعلى من أي وقت مضى، شريطة التشخيص المبكر والالتزام بالعلاج التأهيلي بعد العملية.
العرض العادي
